الحجاج اليمنيون.. معاناةٌ وعراقيلُ مستمرة
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
يمانيون – متابعات
يعاني الحُجَّاجُ اليمنيون منذ بدء العدوان الأمريكي السعوديّ على بلادنا، من العراقيلِ والتعسُّفات المُستمرّةٍ من قبل النظام السعوديّ، والتي تتسبَّبُ في حرمانِ الكثيرين من أداء فريضة الحج.
وخلال السنوات الماضية، تعمد النظام السعوديّ استغلال المشاعر المقدسة، وَفْــقًا لمصالحه ومقاصده؛ فتارة يعمد إلى إلغاء الرحلات المخصصة للحجاج اليمنيين إلى المدينة المنورة عبر مطار صنعاء الدولي واقتصار الرحلات عبر مطار جدة الدولي، وتارة يقوم بتغيير خطط النقل الجوي المتفق عليها وتخفيض عدد الركاب والرحلات المقرة للجمهورية اليمنية، وفي سنوات سابقة كان يمنع السفر عبر المطار، ويصنع الكثير من التعقيدات للحجاج المسافرين عن طريق البر، وعبر طرقات يسيطر عليها مرتزِقة العدوان السعوديّ الأمريكي، الذين يعمدون على مضايقة الحجاج، واعتقال البعض منهم، والزج به في سجونهم المظلمة.
وتأتي هذه العراقيل واليمن يخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”؛ دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني المظلوم؛ في مواجهة ثلاثي الشر والإجرام، وهو ما يراه الكثيرون بأن الأمريكي يريد من خلال النظام السعوديّ أن يعاقب الشعب اليمني على موقفه، وباعتقاده أن ذلك يمكنُه تغيير الموقف اليمني الذي لا يتبدل مهما كانت الصعاب والمخاطر.
عراقيلٌ بضوءٍ أخضرَ أمريكي:
وفي هذا السياق يؤكّـد نائب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، فؤاد ناجي، أن “النظام السعوديّ يضع العراقيل أمام حجاج اليمن بعدة أساليب، منها عدم اعتماد جوازات صنعاء، والعمل على إلزام الحجاج، ومن يريد الذهاب إلى الحج يقطع الجوازات من محافظتَي عدن ومأربَ ومناطق الاحتلال والمرتزِقة”.
ويضيف ناجي في تصريح لــ “المسيرة” أن “من ضمن العراقيل عدم إصدار تذاكر المسافرين جواً، وعدم إصدار تصاريح الرحلات عبر مطار صنعاء، في حين أصبح الوقت متأخراً”.
ويقول: “إن من العراقيل أَيْـضاً تخفيضَ عدد المسافرين جواً”، مُشيراً إلى أن “النظام السعوديّ ماطل في إعلان التصاريح والتأشيرات للمسافرين جواً حتى لا يكاد للحجاج تحديد ومعرفة وجهة سفرهم سواءً جواً أَو براً”.
ويضيف أن “من العراقيل التي قام بها النظام السعوديّ عبر مرتزِقته إلزام من يريد السفر جواً بتوريد قيمة تذاكر الطيران إلى بنك القطيبي التابع للمرتزِقة، وهو بنك غير حكومي وغير رسمي وليس له فروع في المحافظات اليمنية ولا في صنعاء”، موضحًا أن “إصرارهم على هذا التوريد هو لما يجنون من أرباح وعوائد وعمولات نتيجة لتوريد قيمة تذاكر الطيران إلى بنك القطيبي، كما أنهم يضعون خيارًا آخر هو توريدها للبنك السعوديّ الفرنسي بجدة”، مبينًا أن “الهدف من هذه الحركة هو سحب العملة الصعبة وضرب الاقتصاد الوطني إلى جانب الحرص على كسب الأرباح من العمولات التي تأتي إليهم للمرتزِقة عندما يأتي التسديد بهذه الطريقة عبر بنك القطيبي، أَو البنك السعوديّ الفرنسي بجدة”.
ويواصل: “من العوائق والعراقيل التي يضعها النظام السعوديّ هو توكيل تفويج الحجاج إلى مرتزِقة لا شعور لديهم للمسؤولية ولا هَــمَّ لهم إلا كيف يحصلون على العوائد الضخمة من التلاعب بفريضة الحج وزيادة التكاليف مع ما يقابلها من تدنٍّ للخدمات التي لا تقابل رفع تكاليف الحج، وأن العراقيل كثيرة جداً”.
ويرى أن “إصرار النظام السعوديّ على عدم التعامل مع حكومة صنعاء التي يذهب منها ما يقارب 85٪ من الحجاج هو دليل على ذهاب هذا النظام نحو الإعاقة والعرقلة والتسييس واستخدام الحج كورقة ضغط على الشعب اليمني”، مُشيراً إلى “تزايد هذه الحالة مع دخول الشعب اليمني في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس وَ(طوفان الأقصى)، بحيث يريد الأمريكيون من خلال النظام السعوديّ أن يعاقب الشعب اليمني على موقفه هذا، ظناً منهم أنه يمكن أن تثنيَه عن موقفه الداعم لغزة وفلسطين”.
وفي وقت سابق، كانت وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة في حكومة تصريف الأعمال، قد اتهمت النظام السعوديّ، بتسييس شعائر الحج، وبالصد عن المسجد الحرام، عبر فرض عراقيلَ أمام تفويج الحجاج، مؤكّـدة أن “النظام السعوديّ ألغى الرحلات المخصصة للحجاج اليمنيين إلى المدينة المنورة عبر مطار صنعاء الدولي واقتصار الرحلات عبر مطار جدة الدولي”.
وقالت الوزارة – في بيان لها الجمعة الفائتة – “إنها تابعت كافة الإجراءات المتعلقة بتفويج الحجاج اليمنيين وتسهيل كُـلّ ما من شأنه خدمة ضيوف الرحمن في إطار مسؤولياتها ودورها في هذا الجانب”، موضحة أن جهودها اصطدمت بالعديد من العراقيل والصعوبات التي فرضها النظامُ السعوديّ صدًّا عن المسجد الحرام وتسييساً لشعائر الحج بغرض حرمان ضيوف الرحمن من أداء فريضة الحج”، حسب وصفها.
وأوضح البيان أن “النظام السعوديّ عمد إلى تغيير خطط النقل الجوي المتفق عليها وتخفيض عدد الركاب والرحلات المقرة للجمهورية اليمنية، بما في ذلك إلغاء الرحلات المخصصة للحجاج اليمنيين إلى المدينة المنورة عبر مطار صنعاء الدولي واقتصار الرحلات عبر مطار جدة الدولي، وهذه خطوة هادفة لتصعيب انتقالهم وزيادة التكاليف عليهم بدون أي مبرّر”.
ونوّه بأن “النظام السعوديّ لا يزال حتى اللحظة يعرقل ويؤخر إصدار التصاريح والتأشيرات اللازمة للنقل الجوي لحجاج بيت الله الحرام من اليمنيين رغم ضيق الوقت ومحدودية شركات الطيران المسموح لها بالعمل في البلاد، وضرورة إنجاز مثل هذه الإجراءات في وقت سابق ومبكر”.
وحملت الوزارة- في بيانها- النظام السعوديّ مسؤولية أي تأخير أَو عرقلة أَو منع تتسبب فيه الإجراءات التي يقوم بها والجهات المعنية في عدن للحجاج اليمنيين، داعية النظام السعوديّ إلى الالتزام بتنفيذ الاتّفاقات المقرة مسبقًا وتسهيل جهود تفويج الحجاج اليمنيين لأداء مناسك حج بيت الله الحرام.
وتلاقي هذه العراقيل والتعسفات بالحجاج اليمنيين من قبل النظام السعوديّ، استياءً كَبيراً في الوسط اليمني، حَيثُ شهدت الأعوام السابقة العديد من المطبات، والتي منها اعتقال السلطات السعوديّة المواطنة مروة الصبري، وكذا فكرة الضبياني دون أي مبرّر يذكر؛ في دلالة واضحة على أن النظام السعوديّ بات ينتهك حقوق الإنسان، وحرمة الأماكن المقدسة والقيم الإنسانية، وكان الأحرى بالنظام تحييد المشاعر المقدسة والنأي بها عن التسييس والممارسات غير الأخلاقية تجاه اليمنيين وكذا كافة الحجاج المسلمين دون تكبر واستعلاء.
وَلا يزال النظام السعوديّ يمارس نفس التعسفات والتصرفات غير المسؤولة بحق المعتمرين والحجاج من الدول الأُخرى؛ كالمسلمين المضطهدين في الصين من الأيغور، حَيثُ يتعرضون للاعتقال من قبل السلطات السعوديّة وهم آمنون وسط الحرم المكي ويسلّمونهم للسلطات الصينية، وهي دلالة واضحة على استغلال موسم الحج لتصفية الحسابات السياسية والعقائدية مع بعض الدول؛ فتمنع حجيج دولة ما من الدخول إلى أراضيها أَو تقلص عددهم، وَفْــقًا لمشروعها السياسي والمذهبي أَو تباشر باعتقالهم من داخل الحرم المكي، وهكذا دوالَيْك.
– المسيرة | أيمن قائد
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الرحلات عبر مطار للحجاج الیمنیین النظام السعودی عبر مطار صنعاء الشعب الیمنی من العراقیل
إقرأ أيضاً:
جدل بين اليمنيين إثر الهجوم البحري الأول لإسرائيل على الحديدة
واستهدفت البحرية الإسرائيلية صباح اليوم الثلاثاء رصيف ميناء الحديدة بغارتين، في تطور جديد يمثل تغييرا في التكتيكات الإسرائيلية التي اعتمدت منذ يوليو/تموز الماضي على الهجمات الجوية 10 مرات.
وجاء القصف الإسرائيلي بعد ساعات من إصدار الجيش الإسرائيلي تحذيرا طالب فيه بإخلاء 3 موانئ يمنية هي الحديدة ورأس عيسى والصليف.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء 3 موانئ يمنية حتى إشعار آخرlist 2 of 4هجوم إسرائيلي على الحديدة بعد أوامر بإخلاء 3 موانئlist 3 of 4رسالة من الحوثيين لكتائب القسام تؤكد الالتزام بدعم المقاومةlist 4 of 4ما دلالات قصف البحرية الإسرائيلية اليمن لأول مرة؟ الدويري يجيبend of listوأوضح الجيش الإسرائيلي أن الهجوم على ميناء الحديدة نفذته سفن صواريخ البحرية الإسرائيلية، وجاء ردا على هجمات جماعة "أنصار الله" على إسرائيل.
واعتبر الجيش الإسرائيلي أن الميناء يستخدم لنقل وسائل قتالية للجماعة، علما أن البحرية الإسرائيلية تمتلك ترسانة متنوعة من الصواريخ يتفاوت مداها وقدراتها حسب المهام.
وبينما كانت المقاتلات الإسرائيلية تقطع في السابق أكثر من ألفي كيلومتر لقصف مناطق مختلفة تابعة لجماعة "أنصار الله"، لا تزال المسافة التي تتمركز فيها سفن البحرية الإسرائيلية لقصف الساحل اليمني غير واضحة.
تفاعل وتساؤلورصد برنامج شبكات (2025/6/10) جانبا من تعليقات يمنيين على هذا القصف الأول من نوعه، ومن ذلك ما كتبه خالد أن "البوارج تضرب من مسافات بعيدة لكنها لن تكون بأمان بعد الآن والقوات المسلحة اليمنية في تطور متسارع وصبورة على الرد".
إعلانوغرد أبو خالد فقال إن "قصف ميناء الحديدة تم بالبوارج البحرية الصهيونية وليس بالطيران الحربي، وأعتقد أن هذا يمنح القوات اليمنية فرصة أكبر لاستهداف البوارج في البحر الأحمر أكثر من الطيران".
وتساءل إياد: "الغريب في الأمر، لماذا لا يقصف الحوثيون البوارج البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر؟ ولماذا يصرون على الترويج لحصار بحري على ميناء حيفا، بينما لم يستطيعوا منع سفن حربية إسرائيلية تتموضع بالقرب منهم من قصف الحديدة؟".
أما نور الدين فلاحظ أنه "لم يصدر حتى الآن أي فيديو مرئي عن قصف الحديدة والحوثيون في وضع الصدمة.. يبدو أن هناك شيئا مستجدا وربما يكون الأول من نوعه".
ومعلقا، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن يد إسرائيل ستصل إلى كل مكان، والرد سيكون قويا وسيتضمن حصارا بحريا وجويا، مضيفا أن ما تم فعله اليوم سيتواصل في المستقبل.
في المقابل، نفى نائب رئيس الهيئة الإعلامية لأنصار الله نصر الدين عامر أن يكون للهجوم أي تأثير يذكر على عمليات المساندة لغزة، وأكد أن الهجوم لن يؤثر على التحضيرات للتصعيد وتوسيع العمليات في عمق الكيان الإسرائيلي.
10/6/2025