«سقيا زمزم»: 40 مليون عبوة مجانًا لإرواء ضيوف الرحمن بمكة المكرمة
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
خدمات عديدة ومتنوعة توفرها السلطات المختصة في المملكة العربية السعودية من أجل راحة وأمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام، ومن ضمن هذه الخدمات «سقيا ماء زمزم» التي تهدف إلى إرواء ظمأ ضيوف الرحمن، والتخفيف من آثار الطقس الحار عليهم، وإعانتهم على أداء مناسكهم بكل سهولة ويسر واطمئنان.
وتصل عبوات ماء زمزم «خير ماء على وجه الأرض»، إلى حجاج بيت الله الحرام مجانا من خلال شركة «الزمازمة»، والتي لا يسمح ببيع منتجاتها خارج الإطار والهدف الذي حددته الجهات المسؤولة في المملكة لسقيا ضيوف الرحمن أثناء موسم الحج.
وخلال جولة ميدانية لوفد من الإعلاميين العرب والأجانب، إلى مركز التعبئة الألية المملوك لشركة «الزمازمة» بمكة المكرمة، قال الدكتور ياسر شوشو العضو المنتدب للشركة، إن الشركة هي المخولة بتوفير مياه زمزم لحجاج بيت الله الحرام القادمين من الخارج.
وأضاف أن حجم إنتاج الشركة يبلغ 40 مليون عبوة ماء زمزم يتم توزيعها على الحجاج أثناء فترة إقامتهم في مكة المكرمة، حيث يتم تخصيص 20 عبوة بلاستيكية صغيرة سعة 330 ملل لكل حاج، إضافة إلى أنه تم إدخال خدمة «الباركود» على هذه العبوات لتسهيل عملية طلب الماء وتسليمه لضيوف الرحمن بطريقة تحاكي أحدث معايير التحول الرقمي.
وأوضح شوشو، أن الخطة التشغيلية للشركة لموسم الحج هذا العام 1445هـ، بنيت على أساس عدد تقريبي للحجاج بما يقارب مليوني حاج.
ووفقا لإحصاءات رسمية، وصل إلى المملكة العربية السعودية حتى الآن نحو مليونى وربع المليون حاج من مختلف دول العالم لأداء مناسك الحج.
وقال شوشو: «عمق بئر زمزم يبلغ 30 مترا، ولا تزال تروي الحجاج منذ أن أذّن نبي الله إبراهيم الخليل في الناس بالحج، وإن للبئر ثلاثة منابع الأول تحت الحجر الأسود، والثاني تحت مقام إبراهيم، والثالث ما بين الصفا والمروة ليتدفق ساقيا الملايين جيلا بعد جيل».
أما عن خصائص ماء زمزم، فقال شوشو، إن هذه الخصائص لا توجد في أي مياه أخرى وذلك تصديقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إنها مباركة.. إنها طعام طعم.. وشفاء سقم»، وقوله «ماء زمزم لما شرب له»، وعلميا أي ماء يختلط بماء زمزم يأخذ هذه الخصائص.
ووجه الدكتور ياسر شوشو مجموعة من النصائح لحجاج بيت الله الحرام قائلا إن ماء زمزم يجب حفظه في أوان معتمة وألا يعرض لأشعة الشمس أو لحرارة الجو.
وتابع: إن شراء بعض الحجيج لعبوات ماء زمزم من الباعة الجائلين على طريق مكة - جدة السريع أكبر خطأ، كما أنه خطر على الصحة أيضا، لأن هؤلاء الباعة يعرضون عبوات المياه لأشعة الشمس التي تفسد أية خواص لماء زمزم.
وحول أليات توزيع ماء زمزم على الحجاج، قال "شوشو": «يتم توصيل الخدمة الأساسية لضيوف الرحمن عبر رحلات منظمة يسلم خلالها أعضاء التوزيع بالشركة الحصص المخصصة لكل حاج يوميا بمقر إقامته».
وأضاف: «هناك بعثات حج رسمية طلبت تسلم كامل الكميات الخاصة بحجاجها، وهي تقوم بدورها بتسليمها إلى هؤلاء الحجاج في مقار السكن المخصص لهم، ومنها بعثات جمهورية مصر العربية، والمغرب وإندونيسيا وتونس وإيران وروسيا».
وتتبع شركة الزمازمة، أحدث التقنيات في عمليات إحضار المياه من مصادرها في حاويات عملاقة من الفولاذ المقاوم للصدأ ومعقمة وغير منفذة للضوء إلى مركز التعبئة التابع لها بمكة المكرمة.
وقال شوشو، إنه فور وصول ماء زمزم إلى مركز التعبئة الألية، تبدأ عمليات الإنتاج والتعقيم المتسلسلة وضبط الجودة والتغليف والتخزين وفق أعلى معايير الكفاءة والجودة العالمية.
وأضاف أن المياه المخصصة للتعبئة يتم جلبها إلى المركز قبل أشهر من موسم الحج بداية من شهر رمضان، على أن تتم عملية الإنتاج الفعلي والتعبئة خلال شهري شوال وذي القعدة، حتى يتم توفير الكميات المطلوبة لسقاية حجاج بيت الله الحرام خلال أدائهم لمناسك الحج.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الحج الحرم موسم الحج ماء زمزم موسم الحج 2024 سقيا زمزم بیت الله الحرام ماء زمزم
إقرأ أيضاً:
من أسرار حرب السودان
من أحاجي الحرب ( ٢١٣٢٢ ):
○ كتب: د. Yousif Kamil Amin
ترجمت التحقيق المرئي الذي أعدّه مركز مرونة المعلومات (CIR)، والذي يُعد من أهم التحقيقات التي كشفت أسرار حرب السودان. التحقيق لا يكتفي بإثبات تدفق الأسلحة والمركبات إلى مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) عبر ليبيا، بل تمكن ولأول مرة من تحديد الموقع الدقيق لمعسكر عسكري ثابت تابع للمليشيا في عمق الصحراء الليبية، وربط هذا المعسكر مباشرة بالهجمات التي وقعت داخل السودان، وعلى رأسها الهجوم على معسكر زمزم للنازحين.
استخدم فريق التحقيق عشرات المقاطع المصورة التي نشرها مقاتلو الدعم السريع أنفسهم، ثم قاموا بتحليل التضاريس، والتكوينات الصخرية، وصور الأقمار الصناعية المؤرشفة. ورغم أن مساحة الصحراء التي كانوا يبحثون فيها تعادل حجم فرنسا وإسبانيا معًا، تمكن الفريق من تضييق نطاق البحث باستخدام صور ليلية التقطت قبل أسابيع من ظهور مقاطع المعسكر على الإنترنت، ليكتشفوا بقعة ضوء جديدة في عمق الصحراء. بمطابقة الأفق وتكوينات الصخور مع المشاهد المصورة، حددوا الموقع بدقة غير مسبوقة.
يظهر في المقاطع قائد المليشيا حمدان كجيلي، الذراع اليمنى لعبد الرحيم دقلو، وهو يقف أمام مركبة لاندكروزر مدرعة مطابقة لتلك التي ظهرت لاحقًا في الهجوم على زمزم. وتم تصوير المشهد قبل أيام قليلة من الهجوم وعلى بعد 18 كيلومترًا فقط من المعسكر، بحضور عبد الرحيم دقلو نفسه. هذه المطابقة الدقيقة بين المعسكر الليبي، وقيادات الدعم السريع، والمركبات التي استخدمت في الهجوم الدموي، تقدم دليلاً قاطعًا على الرابط المباشر بين القاعدة الخارجية والهجوم على زمزم وما تبعه من تهجير جماعي لعشرات الآلاف من النازحين الذين كانوا يبحثون عن الأمان.
التحقيق يتحدث أيضًا عن المفارقة المؤلمة: بينما تتأخر قوافل الغذاء عن الوصول إلى مئات الآلاف من النازحين في زمزم، تتدفق الأسلحة والمركبات المعدلة من معسكر في ليبيا إلى قلب دارفور، لتغذي حربًا يدفع ثمنها المدنيون وحدهم.
#من_أحاجي_الحرب