أعلنت مجموعة DHL العالمية عن خطة استثمارية طموحة تتجاوز 300 مليون يورو في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بهدف تعزيز بنيتها التحتية وتوسيع نطاق خدماتها اللوجستية ودعم نمو الشركات في قطاعات حيوية تشمل التجارة الإلكترونية، والسلع سريعة التلف، والطاقة، وعلوم الحياة والرعاية الصحية.

الاستثمار الجديد، الذي سيمتد على مدار عدة سنوات، يشمل وحدات DHL Express وDHL Global Forwarding وDHL Supply Chain، في خطوة تُجسّد التزام الشركة طويل الأمد تجاه واحدة من أسرع المناطق نموًا في العالم.

وتأتي هذه المبادرة في وقت تتزايد فيه فرص التجارة البينية في أفريقيا، مدفوعة بجهود التكامل الإقليمي وإطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، التي تهدف إلى إنشاء سوق موحدة قادرة على تعزيز التعاون التجاري وفتح ممرات جديدة مع الأسواق العالمية.

 أفريقيا في قلب خريطة النمو العالمي

بحسب مؤشر DHL العالمي لتتبع الترابط التجاري، تصدرت منطقة أفريقيا جنوب الصحراء جميع مناطق العالم في النصف الأول من عام 2025 بنسبة نمو بلغت 10% في قيمة التجارة، متقدمةً على أمريكا الشمالية (7%) وأمريكا الجنوبية والوسطى (5%). وتشير التقديرات إلى أن حجم التجارة في القارة سيواصل نموه بمعدل 4.3% سنويًا حتى عام 2029، ليحتل المرتبة الثانية عالميًا بعد جنوب ووسط آسيا.

ويقول جون بيرسون، الرئيس التنفيذي لشركة DHL Express، إن القارة تمر بمرحلة محورية في مسيرتها التجارية: "على الرغم من التقلبات العالمية، تواصل أفريقيا إظهار المرونة والزخم. استثمارنا يعكس ثقتنا في مستقبل القارة والتزامنا بتمكين التدفقات التجارية التي تدفع النمو الشامل، نريد أن نساعد الشركات الأفريقية، من الصغيرة إلى الكبرى، على المنافسة في الأسواق العالمية".

تخطط DHL Express لتحديث بوابات الشحن وزيادة خدمات النقل الجوي وتوسيع التغطية لتشمل المدن الثانوية الصاعدة كمراكز جديدة للطلب في إطار اتفاقية التجارة الحرة القارية، وبصفتها الشركة الوحيدة التي تمتلك شبكة جوية متكاملة في أفريقيا جنوب الصحراء، تعمل DHL على ربط هذه المدن بمسارات استراتيجية بين أفريقيا وأوروبا وآسيا، مستفيدة من النمو السريع في دول مثل إثيوبيا ونيجيريا.

أضافت هيني هيمانز، الرئيسة التنفيذية لشركة DHL Express في أفريقيا جنوب الصحراء، أن الهدف هو تسهيل التجارة عبر الحدود وتقديم خدمات أكثر موثوقية: "مع توسع التجارة، تحتاج الشركات إلى أوقات شحن دقيقة ودعم محلي متفهم للواقع الميداني. سنكون أقرب إلى عملائنا ونساعدهم على إدارة عملياتهم بكفاءة أعلى والمنافسة عالميًا بثقة أكبر".

أما وحدة DHL Global Forwarding، فتركز استثماراتها الجديدة على دعم القطاعات التي تمثل عصب التجارة في القارة. وتشمل الخطط توسيع حلول النقل في مجالات الطاقة والصناعة لدعم التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، وتعزيز سلاسل التبريد الخاصة بالمنتجات الزراعية سريعة التلف والبستنة، إلى جانب تطوير حلول نقل متخصصة لقطاع علوم الحياة والرعاية الصحية تعتمد على التحكم الدقيق في درجات الحرارة.

تابع أمادو ديالو، الرئيس التنفيذي لـ DHL Global Forwarding في الشرق الأوسط وأفريقيا، أن المرحلة المقبلة تتطلب مزيدًا من المرونة والابتكار، مضيفًا: "أنماط التجارة تتغير بسرعة، والقواعد التنظيمية تصبح أكثر تعقيدًا، لذا أصبحت الموثوقية والوضوح مطلبًا أساسيًا، نعمل على تطوير أدوات رقمية تمنح العملاء رؤية شاملة لشحناتهم من المصدر حتى الوجهة النهائية، بما يضمن حركة أكثر سلاسة للبضائع ودعمًا لنموهم في الأسواق الجديدة".

من جانبها، تعمل DHL Supply Chain على توسيع قدراتها في قطاع النقل وعلوم الحياة والرعاية الصحية، مع التركيز على الخدمات الحساسة لدرجات الحرارة التي تتطلب دقة في النقل والتخزين، خصوصًا للأدوية والمستلزمات الطبية، كما تسعى الشركة إلى زيادة كفاءتها في الخدمات اللوجستية التعاقدية وتوسيع طاقتها الاستيعابية في جنوب أفريقيا، التي تعد السوق الأكبر والأكثر نضجًا في القارة.

قال أوركون ساروهان أوغلو، الرئيس التنفيذي لسلسلة توريد DHL في الشرق الأوسط وأفريقيا: "تشهد الأسواق الأفريقية طلبًا متزايدًا على الخدمات اللوجستية المتخصصة، خصوصًا في قطاعات الرعاية الصحية والنقل، نحن نستثمر لتلبية هذا الطلب وتزويد عملائنا بحلول مرنة تساعدهم على تحسين الكفاءة وتقليل المخاطر والتوسع بثقة".

التزام بالاستدامة والرقمنة

لا يقتصر استثمار DHL على البنية التحتية فقط، بل يمتد إلى دعم الاستدامة وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة، من خلال مبادرة GoTrade، توفر الشركة برامج تدريب وخبرة جمركية للشركات المحلية لتمكينها من دخول الأسواق العالمية. 

كما تعمل على تجارب في مجال الطاقة المتجددة والوقود البديل داخل منشآتها، إلى جانب تطوير أدوات رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة المسارات وتقليل الاحتكاك في التجارة عبر الحدود.

وتُبرز هذه الخطوات رؤية DHL نحو مستقبل أكثر اتصالًا واستدامة، حيث تسعى لخلق منظومة متكاملة تربط أفريقيا بالعالم وتمنحها مكانة متقدمة في حركة التجارة الدولية، ومع امتلاكها لأوسع تغطية جغرافية في القارة، تؤكد الشركة أنها في موقع فريد لقيادة المرحلة التالية من نمو أفريقيا التجاري، وتعزيز دورها كقوة اقتصادية قادمة على الساحة العالمية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أفریقیا جنوب الصحراء فی القارة

إقرأ أيضاً:

وزير الاستثمار: تحرير الجمارك والدفع بالعملات المحلية يدعمان التجارة بين الدول الأفريقية

شارك المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، في فعاليات "منتدى أعمال منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية" التي عُقدت بمدينة مراكش بالمملكة المغربية، وذلك بحضور  وامكيلي مينى الأمين العام لاتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، وعدد من وزراء التجارة بالدول الأفريقية. 

وزير الاستثمار: منصة للتعاون ولجنة لإزالة العوائق التجارية بين مصر والمغربوزير الاستثمار: 11 مليار دولار صادرات الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية في 2024وزير الاستثمار: الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية قاطرة لنمو الاقتصادوزير الاستثمار يبحث مع مجموعة "أبو غالي موتورز" خطط توطين صناعة الدراجات النارية

و استعرض الوزير - في كلمته- رؤى مصر وأولويات المرحلة المقبلة لتعزيز مسار التكامل الاقتصادي في القارة، مؤكدًا أهمية هذا الحدث في دعم الجهود القارية نحو تنفيذ الاتفاقية على أرض الواقع.

قارة أفريقيا واجهت خلال السنوات الأخيرة تحديات اقتصادية

وأكد الخطيب أن قارة أفريقيا واجهت خلال السنوات الأخيرة تحديات اقتصادية وتنموية كبيرة، غير أن هذه التحديات كشفت عن فرص واسعة للنمو، موضحًا أن اغتنام هذه الفرص يتطلب الانتقال من مرحلة التفاوض إلى التنفيذ الفعلي للاتفاقية بما يحقق نتائج ملموسة في التجارة والإنتاج وتوفير فرص العمل داخل القارة. 

وأشار الوزير إلى أن اجتماع مجلس وزراء التجارة السابع عشر الذي استضافته القاهرة مثّل خطوة محورية، حيث أعاد التأكيد على مبدأين أساسيين هما ضمان عدم ترك أي دولة أفريقية خلف الركب، وتحقيق التكامل بطريقة تراعي التوازن بين قدرات الدول الأكثر تقدمًا والدول الأقل نموًا.

وأوضح الخطيب أن الاجتماع شهد تقدمًا تقنيًا نوعيًا، حيث تحققت اختراقات مهمة في قواعد المنشأ لقطاعي المنسوجات والملابس، وقطاع السيارات، باعتبارهما من المحركات الأساسية لبناء سلاسل قيمة إقليمية قادرة على المنافسة، مشيرا كذلك إلى الانتهاء من ملحق حقوق الملكية الفكرية، والذي يمثل خطوة أساسية نحو إطار تنظيمي حديث يدعم الابتكار ويعزز بيئة الأعمال في مختلف أنحاء القارة.

و لفت الوزير إلى أن الاجتماع الوزاري التكميلي المنعقد في 20 أكتوبر 2025 أسهم في تعزيز الزخم التنفيذي للاتفاقية، حيث تم الانتهاء من مسارات إضافية، ووضع خطوات عملية لدعم التشغيل الكامل لجداول التعريفات، بما يسهّل حركة البضائع داخل القارة ويعزز التكامل الاقتصادي وفقًا لمستهدفات أجندة أفريقيا 2063.

وأشار الخطيب إلى أن اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية تمثل إطارًا اقتصاديًا ضخمًا يجمع أكثر من 1.4 مليار نسمة، وناتجًا محليًا إجماليًا يتجاوز 3.4 تريليون دولار، مؤكدًا أن القيمة الحقيقية لهذا الإطار تتحقق عندما تتحول هذه القدرات إلى نتائج فعلية في الإنتاج والتجارة والاستثمار. 

وأكد الوزير أهمية المضي في مجموعة من الإجراءات ذات الأولوية، بدءًا من تعزيز سلاسل الإمداد الأفريقية من خلال التحرير التدريجي للتعريفات الجمركية بما يدعم الروابط الإنتاجية بين الدول الأفريقية ويُعزّز حضور المنتجات الأفريقية داخل الأسواق القارية.

 كما شدد الخطيب على ضرورة تعزيز دور القطاع الخاص باعتباره القادر على ترجمة التزامات الاتفاقية إلى استثمارات ومشروعات صناعية وخدمات وفرص عمل جديدة، مشيرًا إلى أن مشاركة ممثلي مجتمع الأعمال في المنتدى تعكس استعدادًا حقيقيًا للعمل المشترك بين الحكومات والقطاع الخاص.

ونوّه الوزير إلى أهمية تعزيز نظم الدفع والتسوية المالية في القارة، مؤكدًا أن نظام الدفع والتسوية الإفريقي (PAPSS) أصبح آلية رئيسية لدعم التجارة البينية، من خلال تمكين المعاملات بالعملات المحلية وخفض التكلفة وزيادة كفاءة التجارة عبر الحدود، بما يمكّن الشركات الصغيرة والمتوسطة من العمل بفاعلية أكبر داخل السوق القارية الموحدة.

 كما أكد الخطيب على ضرورة تحسين بيئة الاستثمار والتجارة من خلال تطوير البنية التحتية وتحديث الخدمات اللوجستية وتبسيط الإجراءات ووضع أطر تنظيمية واضحة تدعم الإنتاج والتبادل التجاري.

ولفت الوزير إلى أن المنتدى يمثل مساحة مهمة للحوار وتبادل الرؤى وتحديد خطوات عملية لتعزيز بناء سوق أفريقية موحدة، مع التركيز على احتياجات القطاع الخاص وتوافقها مع أولويات التنمية في الدول الأفريقية. 

وأوضح الخطيب أن تقديرات التجارة البينية الأفريقية الحالية تشير إلى أنها لا تتجاوز 15% من إجمالي تجارة القارة، مؤكدًا أن التنفيذ الفعّال للاتفاقية قادر على رفع هذه النسبة بصورة ملموسة، بما يعزز النمو ويزيد الاستثمار ويخلق فرصًا أوسع للشباب والمرأة. 

كما شدد الوزير على أن هذا المنتدى يوفّر منصة حيوية لتعميق الحوار بين صناع السياسات والقطاع الخاص، واستكشاف فرص جديدة للشراكة، وإطلاق مبادرات عملية تدعم المرحلة المقبلة من تنفيذ الاتفاقية.

واختتم الوزير كلمته بدعوة جميع المشاركين إلى تعميق التعاون خلال فعاليات المنتدى، والمضي في مسارات جديدة تُسرّع تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية وتوسع الاندماج الصناعي والتجاري عبر القارة.

 كما دعا الخطيب مجتمع الأعمال إلى استثمار هذا الحدث لتطوير الشراكات وإبرام الاتفاقيات والمضي في مبادرات تدعم مشهد التجارة والاستثمار المتنامي في أفريقيا، مؤكدًا أن مراكش 2025 تمثل محطة فارقة نحو قارة أكثر تكاملًا وإنتاجًا وازدهارًا.

طباعة شارك المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية مراكش

مقالات مشابهة

  • سباق القواعد والنفوذ في أفريقيا.. من يملك القرار في القارة؟
  • رئيس الوزراء: إنشاء منطقة حرة أفريقية يدعم التكامل بين دول القارة
  • وزير الاستثمار يطرح رؤية مصر لتنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية
  • وزير الاستثمار يشارك في "منتدى أعمال منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية" بالمغرب
  • وزير الاستثمار: تحرير الجمارك والدفع بالعملات المحلية يدعمان التجارة بين الدول الأفريقية
  • النواب الأميركي يقر مشروع قانون التجارة مع أفريقيا
  • وزير الاستثمار: تنسيق إفريقي مشترك قبيل مؤتمر منظمة التجارة العالمية لضمان مصالح القارة التنموية
  • 500 مليون يورو من البرتغال لتعزيز استثماراتها بموزمبيق
  • النائب محمد رزق: مصر تعيد بناء نفسها برؤية جديدة.. ودور رجال الأعمال يتجاوز المكسب إلى صناعة مستقبل الوطن
  • مدبولي: الجمهورية الجديدة تراهن على العلم كشريك أساسي في بناء مستقبل مصر