رأت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن استقالة الوزيرين في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني جانتس وجادي آيزنكوت، قد تؤجج الاحتجاجات المناهضة للحكومة والمطالبة بإجراء انتخابات مُبكرة، وقد تدل على أن وحدة إسرائيل في بداية الحرب قد انتهت.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم الاثنين، أن جانتس وآيزنكوت قدما الاستقالة أمس الأحد، بسبب طريقة تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الحرب في غزة والافتقار إلى استراتيجية طويلة المدى فضلا عن الغارة على مخيم النصيرات أمس الأول لتحرير أربع محتجزين لدى حركة حماس.

ولفتت الصحيفة، إلى أن التغيير الحكومي الإسرائيلي يأتي في الوقت الذي يستعد فيه المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون لتجديد مساعيهم للتوصل إلى اتفاق مع حماس لإطلاق سراح المحتجزين ووقف الحرب لكن بعد العملية العسكرية الإسرائيلية يوم أمس الأول السبت، لم يتغير الوضع الاستراتيجي لإسرائيل في غزة إلا قليلاً، في حين أن التداعيات قد تعطي الجانبين سبباً لتشديد مواقفهما.

وأشارت إلى أن تداعيات الهجوم الإسرائيلي على النصيرات أدت إلى مواقف أكثر تشدداً في المفاوضات حيث أثار العدد الكبير من الضحايا الفلسطينيين في الغارة، احتجاجات في العالم العربي وتصريحات غاضبة من حماس التي قالت إنها ستسعى للحصول على ضمانات بشأن سلامة سكان غزة قبل استئناف المحادثات.

وذكرت الصحيفة أن خطوة جانتس كانت تهدف إلى الإطاحة بائتلاف نتنياهو الديني واليميني لكن هذه الاستراتيجية تخاطر بنتائج عكسية من خلال تمكين المشرعين الأمريكيين الأقل انسجاما مع إدارة الرئيس جو بايدن، في الوقت الذي تقوم فيه واشنطن بدفعة متجددة لإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح المحتجزين هناك.

ولفتت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، يقوم بجولة في الشرق الأوسط هذا الأسبوع لتنشيط الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار ويقلل من عزلة إسرائيل ويضع الفلسطينيين على الطريق إلى دولتهم.

ونقلت الصحيفة عن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، قوله لشبكة «سي بي إس» إن الطريقة الأكثر فاعلية والأكيدة والصحيحة لإخراج جميع المحتجزين هي التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار.

وأوضحت الصحيفة، أن خروج جانتس من الحكومة يدل على أن وحدة إسرائيل في بداية الحرب قد انتهت ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى تأجيج الاحتجاجات المناهضة للحكومة والمطالبة بإجراء انتخابات مُبكرة كما يقول المحللون، إن الانتخابات يمكن أن تتم في وقت مُبكر من هذا الصيف، ولكن بشكل أكثر واقعية في وقت مبكر من العام المُقبل.

وردا على ذلك، دعا نتنياهو، جانتس إلى البقاء في الحكومة خاصة وأن جانتس، القائد السابق للجيش الإسرائيلي، قد قام بضم حزبه إلى الحكومة من المعارضة بعد وقت قصير من هجمات حماس في 7 أكتوبر الماضي، ومع غرق الإسرائيليين في الاضطرابات الداخلية قبل الهجوم، تم اتخاذ هذه الخطوة لتوحيد البلاد مع دخولها في الحرب.. كما أنها منحت إدارة بايدن شخصية معتدلة ذات تفكير مماثل في حكومة الحرب، والتي كانت تتواصل في كثير من الأحيان مع مسؤولين من واشنطن.

واستعرضت الصحيفة الخيارات المتاحة حاليا أمام نتنياهو وهي أن يستبدل جانتس بمشرعين متشددين موجودين حاليا في المعارضة أو شركاء في الائتلاف يعارضون الاقتراح الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب وتحرير المحتجزين، أو حل حكومة الحرب، ما يعيد عملية صنع القرار إلى مجلس الوزراء الأمني العادي، حيث يمكن أن يكون لحلفائه في الائتلاف اليميني المتطرف تأثير أكبر.

وذكرت الصحيفة أن كل من جانتس ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أكدا علناً أن مقاعدهما على طاولة مجلس الوزراء الحربي لم تمنحهما تأثيراً كبيراً على إدارة الحرب بينما يقول المحللون إن نتنياهو، إلى جانب كبار ضباط الجيش، يسيطرون بإحكام على اتجاه الحرب وكذلك على المفاوضات لتحرير المحتجزين وإنهاء الحرب.

وفقا للصحيفة، فإن جانتس وجالانت انتقدا نتنياهو لعدم اختياره بديلا واضحا لحماس في غزة بمجرد انتهاء الحرب، ما قد يسمح لجماعة مسلحة بالاحتفاظ بالسلطة.. كما تريد إدارة بايدن أن تحل السلطة الفلسطينية التي تحكم معظم الفلسطينيين في الضفة الغربية محل حماس لكن القيام بذلك سيكون أمرا حساسا من الناحية السياسية بالنسبة لنتنياهو، الذي أمضى سنوات يدين السلطة باعتبارها داعمة للإرهاب وتنفي قيادة الهيئة ذلك.

ومن المرجح أيضًا أن يؤدي رحيل جانتس إلى إثارة معركة متجددة حول ما إذا كان يجب على الإسرائيليين المتشددين الخدمة في الجيش مثل المواطنين اليهود الآخرين حيث يدعم جانتس، مثل معظم الإسرائيليين، بما في ذلك البعض في حزب الليكود الحاكم بزعامة نتنياهو، مثل هذا الأمر.. لكن نتنياهو يعتمد على الأحزاب المتشددة التي تعارض الخدمة العسكرية الإلزامية لناخبيها بينما تقول وزارة الدفاع الإسرائيلية إنها تحتاج إلى عدد أكبر بكثير من الجنود لخوض حروب إسرائيل الحالية والمستقبلية، ولهذا يخشى البعض أن يهدد خروج جانتس بتفاقم الانقسامات السياسية في إسرائيل عندما تواجه ما يعتبره الكثيرون في البلاد حربًا من أجل وجودها، وفقا للصحيفة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الاحتلال القضية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي غزة جانتس حكومة اسرائيل استقالة جانتس فی غزة

إقرأ أيضاً:

الحرب تُطيل عُمر نتنياهو

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

يعتقدُ الكثير من المتابعين للأوضاع في وطننا العربي، أنَّ العربدة الصهيونية ومسلسل القتل والدمار في غزة ولبنان واليمن وسوريا نتاج قوة الكيان الصهيوني وضعف الآخر وعظم خسائره، بينما الحقيقة تقول إنَّ استمرار الحرب من قبل الكيان يخدم حزب الليكود ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحلفاءه من اليمين المُتطرِّف بكيان العدو؛ لأنَّ إعلان وقف الحرب من طرفهم يعني تقليب صفحات يومياتها ونتائجها، وبالنتيجة زوال "النتن" واليمين من المشهد، وعرضهم على المحاكم، مثلما كان مصير إيهود أولمرت رئيس حكومة العدو بعد حرب يوليو 2006؛ حيث حُوكم بتهم فساد وأودع السجن، بينما كان مصير الصقور في طاقمه الحكومي العزل والوفاة السياسية؛ حيث غابوا عن المشهد نهائيًا.

بالطبع لا يُمكن مُقارنة ما أحدثه أولمرت بالكيان في حرب يوليو 2006 بما أحدثه نتنياهو اليوم في "طوفان الأقصى"؛ حيث بدَّد عناد وإصرار "النتن" على مواصلة الحرب سرديات العدو التي تسلَّح بها وتستر خلفها طيلة أكثر من 7 عقود من الصراع، من قوة عسكرية لا تُقهر وقوة استخبارية لا يُمكن مواجهتها، وتطور تقني يفوق دول المنطقة ويجعلها تحت رحمة الكيان المؤقت، ولم يكتفِ "النتن" وطاقمه المتطرف بذلك؛ بل أحرق جميع أوراقه العسكرية والأمنية دفعة واحدة في ميدان المعركة؛ لتحقيق جاه شخصي ونصر استراتيجي واحد، لكنه فشل في جميع مساعيه!

والأدهى والأمرّ من كل ذلك، هو عجزه التام عن إزالة خطر فصائل المقاومة وقادتها وسلاحها، رغم كل ما فعله، وهنا مقتله ومقتل من أيَّده ودعمه وتحالف معه.

إصرار "النتن" اليوم على المزيد من القتل والدمار في غزة ولبنان واليمن لم يُظهر عجزه وضعفه وكذبه في الداخل فحسب؛ بل ألَّب عليه الرأي العام العالمي كمجرم حرب سيدفع ثمنها وسيدفع بالكيان نحو حالة تصنيف عالمي جديد لم يكن مُصنَّفًا فيها قبل "طوفان الأقصى" نتيجة تستُّره خلف سرديات ومبررات سوَّقتها اللوبيات المُناصِرة له في الغرب للتغطية على جرائمه واحتلاله.

الرأي العام الغربي وفي شرق وجنوب الكرة الأرضية اليوم، لم يعد بحاجة إلى وسيط، كما لم يعد مُجبرًا على تصديق كل ما يُسكب في عقله من مخدرات عقلية وسرديات إعلامية لا تنتمي الى الحقيقة بشيء، في ظل تفشِّي ظاهرة التقنية والإعلام الاجتماعي في العالم والذي أصبح يغطي الحدث ويصنعه وينقله حول العالم في ثوانٍ معدودة.

أعود الى التذكير بمسلمات من واقع يوميات "طوفان الأقصى" المُبارك، وهي أن المُنتصِر يُملي شروطه ولا يدخل في مفاوضات مُطلقًا، وأنَّ الخطر الداهم على العدو والمتمثل في فصائل المقاومة وسلاحها، ما زال باقيًا، وسيكون للفصائل الكلمة الفصل وبجدارة في المشهد القادم، وأن الأهداف المُعلنة والضمنية التي خاض من أجلها العدو هذه الحرب والمتمثلة في التهجير من قطاع غزة والقضاء على فصائل المقاومة ونزع سلاحها في لبنان وغزة لم تتحقق.

وتبقى الحقيقة الكبرى وهي، لو أنَّ العدو تمكن حقيقةً من القضاء على "خطر" فصائل المقاومة وسلاحها، لكان اليوم على أرض غزة وجنوب لبنان مُنفِّذًا لمخططاته، ومُحقِّقًا لأهدافه دون مشاورة أو استئذان من أحد كأمر واقع.

قبل اللقاء:

وقد يُمزقنا غدر الرصاص هنا... أو هاهنا // فنروع القتل إصرارًا

لأننا ما ولدنا كي نموت سُدىً // بل كي نُعمر بعد العمر إعمارًا

نصفر كالخوخ كي نندى جنى وشذى // كالبذر نُدفن كي نمتد إثمار

لكي نعي أننا نحيا نموت كما // تفنى الأهلة كي تنساب أقمار

شعر: عبدالله البردوني.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي: نتنياهو سيغرق إسرائيل ثم يفر إلى ميامي
  • المعارضة الإسرائيلية تدعو لانتخابات مبكرة.. فهل يسقط الكنيست؟
  • صحيفة تركية: تغييرات وزارية واسعة تنتظر الحكومة بعد العيد
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو يضلل الحريديم ويماطل للبقاء في الحكم
  • توقعات بانتخابات مبكرة في إسرائيل وسط خلافات داخل الائتلاف
  • الحريديم والتجنيد والمحاكمات.. هواجس نتنياهو المتجددة هل تدفع لانتخابات مبكرة بإسرائيل؟
  • إذاعة أمريكية: نداءات من شمال غزة لاغتنام الفرصة الأخيرة
  • الحرب تُطيل عُمر نتنياهو
  • محلل سياسي: انتخاب نافروتسكي رئيسا لبولندا قد ينتهي بانتخابات برلمانية مبكرة
  • نرجسي وأناني.. مستشار الاستخبارات الإسرائيلية يحلل شخصية نتنياهو