مبادرة متعددة الأطراف لإكمال طلبة الطب في غزة عامهم الدراسي
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
كشف رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا رياض مشارقة عن مبادرة من أجل إكمال طلبة كليات الطب في قطاع غزة عامهم الدراسي، وذلك بالتعاون مع الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر في غزة، وإسهامات أطراف أخرى.
وفي مقابلة مع الجزيرة نت، قال الدكتور مشارقة إن المبادرة تستهدف نحو ألفي طالب من طلبة الطب الذين تقطعت بهم السبل ولم يستطيعوا إكمال دراساتهم نتيجة العدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
أطراف المبادرة
وأشار إلى أن هذه المبادرة تقوم على عدة أطراف متكاملة:
أولا: أكاديمية تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا، التي أنشئت قبل عامين، وتمثل ذراعا علمية لتجمع الأطباء، وتهدف إلى التعليم والتدريب المستمر، ودعم التخصصات الطبية في فلسطين كلها. ثانيا: كليات الطب في غزة، سواء في جامعة الأزهر أو الجامعة الإسلامية، وهما الأساس الذي تقوم عليه هذه المبادرة، حيث ستسند إليهما مهام الإشراف على المنهاج الدراسي والتقييم واعتماد الشهادات الجامعية. ثالثا: الجهات الداعمة، فقد صممت المنصة التعليمية للمبادرة شركة من جنوب أفريقيا مساهمة منها في الوقوف إلى جانب ضحايا العدوان على غزة، وهناك 5 من كليات الطب في أيرلندا أبدت استعدادا للمساهمة في هذا المشروع. رابعا: التطوع، فعند فتح باب المساهمة في هذه المبادرة تطوع أكثر من 250 استشاريا على مستوى أوروبا من أجل تدريس الطلبة وإعدادهم. المنهاج الدراسيويشرح رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا المنهاج الدراسي الذي تقوم عليه هذا المبادرة بأن الإدارة في جامعة الأزهر والجامعة الإسلامية هما الركيزة الأساسية والراعي الأول لهذا المشروع كما كانا قبل العدوان على غزة.
وأضاف مشارقة أن المواد الدراسية سيتم وضعها على المنصة المخصصة لذلك، وسيقوم كل طالب بالتسجيل فيها، ويقوم المسؤولون في الجامعات بمتابعة مدى تحصيل كل طالب، وإجراء التقييمات والاختبارات المعتادة، ثم اعتماد الشهادة الجامعية، كما كان يحدث في فترة فيروس كوفيد-19.
وفي ما يتعلق بالجوانب العملية في دراسة الطلبة، قال المتحدث نفسه إن هؤلاء الطلاب تجمعت لديهم خبرة عملية خلال هذه الحرب، إذ كانوا يقومون بكل الأدوار التي يقوم بها الأطباء، "ونحن حرصنا في هذا المشروع على سد كل الفجوات في الجانب العلمي.
تحديات على الطريقلكن هذا المشروع تواجهه بعض العقبات -كما يراها رياض مشارقة- وتتمثل في ما يلي:
خلال أكثر من 8 أشهر توقفت الحياة كلها في قطاع غزة، ومعها توقفت الدراسة والجامعات وأغلب البنى التحتية التعليمية. ونتيجة لذلك تعطلت الخدمات الصحية، بعد قصف العديد من المستشفيات الجامعات وأماكن تدريس هؤلاء الطلاب. نزوح أغلب الطلبة مع أهليهم أكثر من مرة حسب سير المعارك واستهداف الأحياء المختلفة، وبعض هؤلاء الطلبة خرجوا من القطاع. انعدام متطلبات التعلم من أجهزة حاسوب وإنترنت وكتب دراسية. واستشهاد عدد كبير من الكوادر الطبية الذين بلغ عددهم نحو 500 مع أسرهم.
مصادر التمويل
يتحدث رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا عن عناصر تمويل المبادرة بتفاؤل كبير، ويقول إنها من أهم العوامل التي تساعد في إنجاح المشروع، لا سيما مع الإبداع في التخطيط والدراسة المتأنية، وذكر أن من أهم مصادر التمويل ما يلي:
الأطراف الداعمة للشعب الفلسطيني، خاصة دولة قطر والعديد من الدول العربية والإسلامية التي لها مواقف مشرفة في دعم الشعب الفلسطيني. الجمعيات التي تدرس حاليا تزويد الطلبة بالأجهزة والمعدات اللازمة للعملية التدريسية، وكذلك نقل الطلبة من الخيام وأماكن نزوحهم إلى مراكز الدراسة والمستشفيات. الميزانية المرصودة لهذه المبادرة متواضعة جدا، ولا تحتاج إلى تكاليف عالية، خاصة أنها تستهدف نحو ألفين من طلبة كليات الطب في مراحلهم الدراسية المختلفة. هذا المشروع من المتوقع أن يستمر من 3 إلى 5 سنوات إذا توقفت الحرب الآن، لأن هذا هو الوقت الذي يتوقع أن تحتاجه الدراسة حتى تعود إلى طبيعتها.
مبادرات تعليمية
وعن المبادرات الأخرى التي تستهدف إكمال طلبة الطب دراساتهم، قال الدكتور مشارقة للجزيرة نت إن هناك دولا عدة لديها استعدادات لتقديم منح دراسية لنحو 170 طالبا من الذين هم خارج القطاع حاليا، حتى ينهوا تدريبهم العملي. وأضاف أن من هذه الدول جنوب أفريقيا، وباكستان، والهند، وقطر، ومصر.
وأشار رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا إلى أن هناك محاولات حثيثة تجري في مصر حاليا مع جامعة الأزهر من أجل استيعاب أكبر عدد من الطلبة الغزيين، وذكر أن البيئة التعليمية في الجامعات المصرية هي الأنسب لهؤلاء الطلبة، لأنهم سيكونون في وسط علمي وشعبي يحتضنهم ويتفاعل معهم، وتكلفة المعيشة تظل الأفضل لهم.
يذكر أنه في مارس/آذار الماضي، أجرت الجزيرة نت لقاء خاصة مع الدكتور رياض مشارقة -وهو متخصص في جراحة التجميل- عقب عودته من غزة، حيث كان ضمن عدة وفود أرسلها تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا إلى هناك، نظرا لحاجة القطاع الصحي عقب استهداف المستشفيات والكوادر الطبية، وفي ظل الحصار والعدوان الإسرائيلي المستمرين حتى اليوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات کلیات الطب فی هذه المبادرة هذا المشروع
إقرأ أيضاً:
الحكومة تطلق مبادرة صحح مفاهيمك برعاية وزير الأوقاف
استعرض الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف تفاصيل وموضوعات مبادرة " صحح مفاهيمك" وإعلان تدشينها.
وأوضح فى مؤتمر صحفي بمقر مجلس الوزراء، أن المبادرة تستهدف إطلاق عدة برامج مختلفة، وسيتم الترويج من خلال النشر بجميع بوسائل المواصلات.
وأوضح الأزهري، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي منذ قليل بالعلمين الجديدة، أن المبادرة تأتي في إطار جهود الدولة لتصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة، ومواجهة الفكر المتطرف، وبناء وعي حقيقي لدى المواطنين، خاصة فئة الشباب.
وقال الأزهري:"المبادرة تستهدف إطلاق عدة برامج متنوعة، تشمل حملات توعوية، محتوى رقمي، ولقاءات تفاعلية، تلامس الواقع وتواجه المفاهيم الخاطئة بأسلوب علمي مبسط".
وأشار إلى أنه سيتم الترويج للمبادرة على نطاق واسع، من خلال النشر في وسائل النقل العامة ووسائل المواصلات، لضمان وصول الرسائل التوعوية إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين في مختلف المحافظات.
مرحلة جديدة من العمل الدعوي المستنيروأكد وزير الأوقاف أن "صحح مفاهيمك" تمثل مرحلة جديدة من العمل الدعوي المستنير، الذي يدمج بين الخطاب الديني الوسطي وأدوات العصر الحديث، بما يسهم في تعزيز الأمن الفكري وترسيخ قيم التسامح والاعتدال.
وتأتي هذه المبادرة ضمن خطة شاملة تتبناها وزارة الأوقاف بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة، لإعادة بناء الوعي ومواجهة التحديات الفكرية والثقافية .