القيم الأمريكية الغربية والنموذج (الصهيوني)..!
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
تزعم أمريكا وتردد دوما إنها (عاصمة العالم الحر) وأنها ( جنة الحرية) وبلاد الديمقراطية والإبداع وراعية الديمقراطية في العالم..
أوروبا بكل دولها دون استثناء أرهقتنا لعقود في حديثها عن الحريات والتعددية واحترام الرأي والرأي الآخر..!
بدورهم (الصهاينة) يتحدثون انهم كيان ديمقراطي مطوق بمجموعة دول (همجية متخلفة وديكتاتورية) ويضيف ( الصهاينة) انهم يمتلكون ( أعظم جيش وهو الأكثر أخلاقيا في العالم).
والحقيقة أن لا أمريكا عاصمة الحرية، ولا هي جنة الحرية، ولا بلاد الديمقراطية والإبداع، وكذلك أوروبا أثبتت أنها لا ديمقراطية ولا تؤمن بحرية الرأي والتعبير ولا تحترم حقوق الإنسان..
ومثلهما الكيان الصهيوني الذي لا يعرف الديمقراطية والحرية، وليس لديه جيش أخلاقي، بل لا يتحلى الجيش الصهيوني وان بادني القيم الأخلاقية فهو مجرد عصابة، وقاتل للأطفال والنساء والمدنيين العزل، وعنترياته وبطولاته عرفها العالم بعد أن كان العالم مخدوعاً إلى حد ما بشعارات أمريكا وأوروبا والكيان الصهيوني، وهي الشعارات التي سقطت وافتضحت حقيقة أمريكا وأوروبا والكيان الصهيوني الذي اثبت فعلا طيلة الأشهر الماضية بأنه جيش من المجرمين القتلة الذين لا أخلاق لهم ولا قيم ولم يكن قرار أمين عام الأمم المتحدة مجانبا للصواب، بل مجسدا للحقيقة وإن جاء متأخرا بإدخال جيش الصهاينة في القائمة السوداء باعتباره جيشاً قاتلاً للأطفال، حقيقة جاءت متأخرة، ولكن أن تأتي متأخرأ خير من أن لا تأتي..!
الأمر الآخر، الغطرسة الاستعلائية الصهيونية المتماهية مع الغطرسة الأمريكية، إذ جاء رد الفعل الصهيوني ضد الأمين العام للأمم المتحدة معبرا عن غطرسة صهيونية تتماهي مع غطرسة واشنطن تجاه المحكمة الجنائية الدولية، وأيضا غطرسة واشنطن طيلة أيام العدوان وإصرارها الدفاع عن جرائم الصهاينة ورفضها حل القضية الفلسطينية على أساس من القرارات الدولية، وإصرارها على التفرد بالقضية بهدف تمييعها وتصفيتها، وهذه حقيقة كشفتها معركة طوفان الأقصى التي لم تأتي من فراغ، بل جاءت ردا على مؤامرة أمريكا والصهاينة..!
إن أعظم ما أنجزته معركة طوفان الأقصى ليس هزيمة الكيان وجيشه وأجهزته الاستخبارية التي كانت تسوقها للعالم، واتضح أنها مجرد أساطير وهمية سقطت حين تحرك مجموعة من المقاومين يقلون بكثير عن عدد الجواسيس والمخبرين الذين جندتهم حكومة الصهاينة ليتجسيوا على أبطال المقاومة داخل القطاع..؟!
أولئك الأبطال الذين تحركوا يوم 7 أكتوبر 2023م ليصنعوا ملحمة تاريخية، ملحمة اربكت الكيان وأفقدته توازنه، فهرولت أمريكا بكل قدراتها، وأوروبا بكل إمكانياتها لإنقاذ كيانهم المدلل واللقيط الذي راهنوا عليه لحماية مصالحهم، فاضطروا أخيرا للهرولة لحمايته من بضعة مقاومين متسلحين بإرادتهم وبالحق الذي يعطيهم شرعية الدفاع عن شعبهم ووطنهم المحتل..!
طوفان الأقصى، ورغم المآسي التي حلت بالقطاع وأهله ونسائه وأطفاله وشيوخه وقدراته المادية والمعنوية وهذا الدمار غير المسبوق وبهيستيريا صهيونية إجرامية ورعاية أمريكية _غربية لهذا الإجرام، أقول برغم كل هذا فإن طوفان الأقصى وأبطاله صنعوا ملحمة انتصار تاريخي غير مسبوق، انتصار شرعنته الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، والمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية وأيدته شعوب العالم في القارات الخمس، وآخرها ما صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة بإدراج الجيش الإسرائلي قاتل الأطفال في القائمة السوداء، مثله مثل ( داعش، وجيش الدولة، وبوكو حرام) فهذا هو الانتصار غير المسبوق الذي أنجزته المقاومة الفلسطينية والشعب العربي في فلسطين.
بمعزل عن العنتريات الصهيونية وغطرستها التي جاء رد فعلها ليهين أكثر من 200 دولة ويعتبرها مساندة للإرهاب، وان الكيان وحده على حق وأمريكا الداعمة له التي تزوده بالأسلحة الفتاكة، أمريكا التي إعتادت أن تبرر جرائم الصهاينة وتؤكد أنها لم تجد ما يدل على ارتكاب الصهاينة لجرائم إبادة بسلاحها وان من حق الكيان الدفاع عن نفسه، ليأتي قرار الأمين العام للأمم المتحدة ليسقط أكاذيب الكيان وأمريكا وكل داعمي الكيان ومن يزوده بالأسلحة التي قتل بها أطفال ونساء وشيوخ فلسطين، ثم عن أي إخلاق يتحلى به جيش العصابة الصهيونية واي فخر أخلاقي لجيش قتل أكثر من 17000 الف طفل ومثلهم من النساء..!
إن العالم ليس غبيا لهذه الدرجة التي يحاول بها الصهاينة أن يتحدثوا عن أخلاقياتهم وأخلاقيات جيشهم القاتل والمجرم الذي عرفه العالم وشهد على جرائمه واستمع لتصريحات قيادته الذين تحدثوا عن ( قتل الحيوانات البشرية في غزة، وان كل من في غزة حيوانات وإرهابين يجب قتلهم، ومنهم من تحدث عن ضرورة إلقاء قنبلة نووية على غزة ومن فيها، وآخر طالب بترحيلهم من وطنهم، وثالث خيرهم بين الرحيل أو الاستسلام أو الموت، ورابع طالب بمنع دخول المواد الأساسية وجعلهم يموتون جوعا) وقد حدث كل هذا قتل ودمار وجرائمه، إبادة جماعية، برعاية أمريكا وموافقتها، ومات جوعا لأطفال والنساء، بعد أن استخدم العدو الصهيوني التجويع كسلاح ضمن أسلحة الإبادة الجماعية التي استخدمها ضد الشعب الأعزل..!
وحين وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بحقيقته: أزبد وأرعد واتهم الأمين العام وبوقاحة تنم عن غطرسة وقحة، رغم الهزائم التي يتجرعها الكيان على أيدي أبطال الشعب العربي الفلسطيني..
لقد فضحت معركة طوفان الأقصى حقيقة الكيان وأمريكا والغرب، وأسقطت كل الشعارات التي تشدقوا بها لعقود عن القيم الإنسانية والحقوق والحريات، وكشفت طوفان الأقصى حقيقة هويتهم الاستعمارية، وانحدارهم الأخلاقي، وتجردهم من كل القيم والأخلاقيات الإنسانية، وأنهم فعلا (وحوش مفترسة) كما وصفهم الرئيس بوتين في منتدى سان بطرسبورغ..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
وداعا أمريكا
هل نحن مقبلون على حقبة تتضاءل فيها أهمية الولايات المتحدة ببساطة؟ قد يبدو هذا السؤال غريبا، خاصة وأن أمريكا لا تزال القوة العسكرية والتكنولوجية الرائدة على مستوى العالم، والدولة الـمُـصدِرة للعملة الاحتياطية، ومرتكز النظام المالي العالمي. ولكن مع اختيار الولايات المتحدة التراجع عن دورها العالمي، فإنها ستفقد تدريجيا قدرا كبيرا من القوة والنفوذ اللذين تعتبرهما الآن من الـمُـسَـلّـمات.
من المؤكد أن قوة أمريكا ونفوذها تضاءلا بالفعل. على مدار عقود من الزمن بعد الحرب العالمية الثانية، استطاعت الولايات المتحدة تشكيل النظام العالمي لخدمة أغراضها الخاصة؛ وخلال لحظة «القطب الواحد» القصيرة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي، كانت مكانتها بلا مُـنازِع. ولكن منذ ذلك الحين، تنامت منزلة قوى أخرى، وهي تسعى إلى تحقيق طموحات عالمية، وفي حين تُـعَـد الصين المثال الأكثر وضوحا، فإن أوروبا أيضا تسعى إلى تحقيق الوحدة المطلوبة لتأكيد مكانتها كلاعب عالمي جاد، وترغب قوى متوسطة عديدة أيضا في رفع مكانتها. هذا هو السياق الذي عَجَّل فيه الرئيس دونالد ترامب بتقهقر أمريكا. وفي حين لم يفاجأ أحد برؤية إدارة ترفع شعار «أمريكا أولا» تتخلى عن مسؤولياتها العالمية، فإن وتيرة التغيير الهائلة كانت لافتة للنظر.
وقد بدأ بالفعل فراغ متنام ينشأ داخل النظام العالمي. من الواضح أن التجارة هي محور تفكير ترامب. ولكن بسبب عجزه عن فهم حقيقة مفادها أن التجارة من الممكن أن تعود بالفائدة على جميع المنخرطين فيها، فهو لا يرى فيها سوى لعبة محصلتها صفر كانت أمريكا هي الطرف الخاسر فيها. ناهيك عن أن هذا الاعتقاد يتعارض مع أساسيات الاقتصاد (والحس السليم)؛ فترامب ببساطة لا يستطيع أن يتخطى حقيقة أن الولايات المتحدة تستورد سلعا أكثر مما تصدر. لا أحد - ولا حتى ترامب - يعلم ما قد تُسفِـر عنه الحرب التجارية العالمية التي أطلقتها أمريكا في «يوم التحرير» (الثاني من أبريل). لكن أمرا واحدا يبدو مؤكدا بالفعل: سوف ينحسر الدور الذي تضطلع به أمريكا في الاقتصاد العالمي مع ازدياد صعوبة التجارة معها (ناهيك عن الثقة بها). في الواقع، على الرغم من كون الولايات المتحدة قوة تجارية ضخمة، فإن التجارة كحصة من ناتجها المحلي الإجمالي لا تصل إلى مستوى الصين أو الاتحاد الأوروبي. فالصين هي الشريك التجاري الأول لنحو 120 دولة، والاتحاد الأوروبي الشريك التجاري لحوالي 80 دولة، في حين تُـعَـد أمريكا الشريك التجاري الأول لعشرين دولة فقط أو نحو ذلك. والآن بعد أن فرض ترامب أو هدد بفرض تعريفات جمركية شاملة ضد الأصدقاء والأعداء على حد سواء، فسوف تزداد مكانة الولايات المتحدة تراجعا.
وسيكون غياب أمريكا أشد وضوحا في مجال التعاون المتعدد الجنسيات - سواء داخل منظومة الأمم المتحدة أو خارجها. والآن بعد أن سحب ترامب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، تقدمت الصين كأكبر مساهم مالي منفرد في منظمة الصحة العالمية. وسوف يكون لزاما على آخرين أيضا أن يتحملوا مسؤولية أكبر في الجهود الإنسانية الدولية - التي طالما اعتمدت على تمويل الولايات المتحدة والتي بدأت تتراجع بالفعل بسرعة - وفي مكافحة تغير المناخ.
بينما يوزع ترامب التهديدات بالاستيلاء على قناة بنما، وكندا، وجرينلاند، تتراجع الدبلوماسية الأمريكية في عموم الأمر. ويزعم مسؤولون في الإدارة أن الحرب الروسية الأوكرانية هو «حرب جو بايدن»، وفي مستهل الأمر، استجابوا لانفجار الأعمال العدائية على ذلك النحو الخطير بين الهند وباكستان بإعلان مفاده أن ذلك لا يعني أمريكا. أما رحلة ترامب الأخيرة إلى الشرق الأوسط فكانت تدور بشكل حصري تقريبا حول تأمين الأعمال التجارية والاستثمار وصفقات الأسلحة، إلى جانب الإدلاء بتصريحات غريبة حول تحويل غزة إلى منتجع، تجاهل ترامب في الأساس القضية الإسرائيلية - الفلسطينية، تاركا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مُـطـلَق الحرية في ملاحقة ما يشاء من سياسات. لكن الانسحاب قد يكون خطيرا. فماذا لو استمرت الولايات المتحدة في التقاعس عن القيام بأي شيء لتشجيع وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان؟ حتى ترامب، الذي ينفر من الحرب على نحو جدير بالثناء، يبدو أنه يدرك منطق السعي إلى إبرام اتفاق نووي جديد مع إيران، خشية أن يحصل نتنياهو على الحرب التي طالما سعى إلى شنها. لكن هذه الحالات المعزولة من الدبلوماسية هي الاستثناءات التي تثبت القاعدة ــ وحتى هذه قد ينصرف عنها ترامب. إن تقهقر الولايات المتحدة جار على قدم وساق، وإلى أن تتولى قوى أخرى مسؤولة بعض الأدوار التي كانت تضطلع بها، فسوف تستغل بعض القوى التابعة لدول أو غير التابعة لأي دولة بعينها الوضع لخدمة مصالحها الخاصة، وسوف يُـفضي هذا إلى مزيد من انعدام الاستقرار على مستوى العالم. الاتحاد الأوروبي مرشح واضح لملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة. وهو يحظى الآن بفرصة فريدة لتعزيز موقعه في نظام تجاري أقل تمحورا حول الولايات المتحدة.
على سبيل المثال، قد يحقق الارتباط بالاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر المحيط الهادي مكاسب كبرى، كما قد تكون الحال مع اتفاقية تجارية جديدة مع الهند. من جانبها، سوف تتقدم الصين في الأرجح بدرجة أكبر داخل منظومة الأمم المتحدة. إن عملية إعادة توازن القوى هناك ضرورية، وربما حتمية، ومن الممكن أن تتسارع تحت شعار تعزيز نفوذ الجنوب العالمي. ولكن نظرا لوزن الصين داخل الاقتصاد العالمي، فإن دورها في إدارة مختلف التحديات العالمية سيزداد بلا شك. وعلى هذا فسوف تكون الكيفية التي ستتطور بها العلاقة الصينية الأوروبية على قدر عظيم من الأهمية. ولو أن الرئيس الصيني شي جين بينج لم يقدم الدعم السياسي والاقتصادي لروسيا خلال السنوات الثلاث الماضية، لكان الطريق إلى الأمام الآن أصبح أكثر وضوحا. ولكن على الرغم من تعقيد الوضع، فلا يزال بإمكان الصين تغيير المسار إذا أرادت ذلك. أمر مجهول كبير آخر هو كيف قد يتأقلم حلف شمال الأطلسي (الناتو) مع عودة الموارد العسكرية الأميركية من أوروبا والشرق الأوسط (أو تحويلها نحو شرق آسيا). يُـعَـد اقتراح ترمب ببناء «قبة ذهبية» من أنظمة الدفاع المحلية المتعددة الطبقات رمزا مثاليا لأميركا الانعزالية. فخارج القبة، في عالم ما بعد أميركا، أصبح المستقبل مُـتاحا لمن يسعى إلى امتلاك زمامه.