بين طيات السماء، وعلى جناح الأمل، كان عادل عثمان شكاك، البالغ من العمر 67 عامًا، في طريقه إلى الأراضي المقدسة، قادمًا من مصر ومتجهًا إلى المدينة المنورة على متن طائرة الخطوط السعودية، كان يحمل في قلبه دعوات الأهل والأحباء، متشوقًا لتحقيق حلم العمر الذي لطالما انتظره بشوق ولهفة.

عادل الأب لثلاثة أبناء، معروف ببره وإحسانه في منطقة نهر النيل بالسودان، لم يكن مجرد رجل أعمال في مجال السيارات فحسب، بل كان نموذجًا للعطاء والتفاني، ففي كل عام، كان يقيم مائدة إفطار تُوزع مجانًا في رمضان، وتمتد طوال الشهر الكريم، ليستفيد منها الفقراء والمحتاجون، هذه المائدة حفرت حبه في قلوب السودانيين وكانت مصدر سعادة للكثير من الأسر.

أحمد شكاك، شقيق المتوفى، روى لنا القصة المحزنة لفقدان شقيقة الغالي والمفرحة لحسن خاتمته وهو متوجهة لأداء مناسك الحج قاصداً أقدس البقاع، مبيناً، أنه بالأمس، وعلى متن الرحلة التي تحمل الرقم (SV6102)، كان عادل يشعر بالسكينة متأملاً السحاب من النافذة، منتظرًا وصوله إلى مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومنها إلى مكة المكرمة بفارغ الصبر، كانت الطائرة على بعد دقائق قليلة من ملامسة الأرض المباركة، فجأةً، وفي لحظة لم يكن يتوقعها أحد، لاحظ المسافرون بجواره أن وضعه ليس على ما يرام وأنه يحتاج إلى المساعدة.

حينها، وعلى متن الطائرة بذل المضيفون جهودهم في محاولة إسعافه، باستخدام كافة الوسائل المتاحة، لكن دون جدوى، توفي عادل نتيجة توقف القلب والتنفس، ليبدأ رحلة جديدة نحو رحمة الله ورضوانه، واختتم شقيقه حديثه بقوله: "فعلاً لقد غاب شكاك عن الدنيا، لكنه بدون شك ترك أثرًا لا يُمحى في قلوب من عرفوه وأحبوه، وستبقى ذكراه حية في نفوس كل من حوله".

من جهتها، قامت مؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا "مشارق الماسية"، المسؤولة عن خدمات الحج للحجاج السودانيين، بتقديم الإجراءات والدعم اللازمين بحسب تصريح مدير مركز خدمة حجاج السودان، خالد طيب، الذي قدّم التعازي لأسرة الحاج المتوفى. تضمنت المساعدة تسهيل إجراءات الوفاة واستخراج الشهادة والصلاة في المسجد النبوي والدفن في البقيع، مع المتابعة المستمرة التي تتطلبها مثل هذه المواقف الصعبة.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: حاج سوداني

إقرأ أيضاً:

فيديو.. تنظيم محكم في إدارة حشود الحجاج لمنشأة الجمرات

واكبت الخطط التنظيمية والخدمية لحج هذا العام 1446هـ، رحلة ضيوف الرحمن من مشعر مزدلفة إلى مشعر منى، حيث جرى تنفيذها ضمن منظومة تشغيلية متكاملة، انعكست في انسيابية عالية لحركة الحشود، وسهولة وصول الحجاج إلى منشأة الجمرات لأداء شعيرة رمي جمرة العقبة الكبرى، واستكمال مناسكهم خلال أيام التشريق في أجواء يسودها الأمن والطمأنينة والسكينة.

وأسهمت هذه الخطط التي نُفذت بالتنسيق بين مختلف الجهات الأمنية والخدمية، في تحقيق أعلى درجات الانضباط والتنظيم، مستندة إلى أدوات تقنية حديثة ونماذج تشغيلية مدروسة، مكّنت من التحكم في تدفقات الحشود وتنقلاتهم بكل سلاسة وأمان، بما يراعي الكثافة البشرية والتنوع الثقافي والجغرافي لضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم.

وفي جانب النقل، واصل قطار المشاعر المقدسة أداءه الفعّال، حيث بلغ إجمالي من تم نقلهم منذ انطلاق تشغيله أكثر من 604 آلاف حاج، موزعين على ثلاث حركات رئيسة؛ الحركة (أ) أكثر من 27 ألف راكب، والحركة (ب) 283 ألف راكب، فيما سجلت الحركة (ج) الأعلى بواقع 294 ألف راكب، ما يُجسد حجم الكفاءة التشغيلية للمنظومة.

وكشفت غرفة التحكم في مركز النقل العام التابع للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، عن تنفيذ عملية النقل عبر أكثر من 23 ألف حافلة، توزعت على ثلاث مسارات ترددية إلى جانب وسائل النقل التقليدي، ضمن أكبر أسطول نقل يُشغَّل على نفس المساحة في العالم، محققة أفضل زمن قياسي لعملية الإفاضة الأولى، في صورة تعكس الاحترافية العالية ودقة التنسيق التشغيلي.

وفي الإطار الصحي، واصلت وزارة الصحة تقديم خدماتها المتكاملة عبر منشآتها المنتشرة في المشاعر المقدسة، وبلغ عدد الخدمات الصحية المقدمة أكثر من 125,573 خدمة، شملت عمليات متقدمة من بينها 216 قسطرة قلبية، و18 عملية قلب مفتوح، نُفذت بكفاءة عالية على أيدي كوادر طبية سعودية مؤهلة، ما يؤكد الجاهزية الصحية المتميزة وتطور القدرات الطبية الوطنية.

وفي السياق ذاته، أوضحت وزارة الحج والعمرة أنها استخدمت حتى الآن أكثر من 5.5 ملايين عملية قراءة إلكترونية لبطاقة "نسك"، ضمن خططها التقنية لرفع كفاءة التفويج وتعزيز السلامة التنظيمية، فيما قدّم مركز العناية بضيوف الرحمن عبر الرقم الموحد (1966) أكثر من 310 آلاف خدمة للحجاج منذ بدء الموسم، بما يشمل الاستفسارات والدعم المباشر، إلى جانب تنفيذ أكثر من 65 ألف جولة رقابية نفذتها الفرق الميدانية التابعة لمراكز "امتثال" على شركات تقديم الخدمة، ضمن جهود رفع الامتثال وجودة الأداء.

وتُجسد هذه الجهود المتكاملة مستوى التكامل بين مختلف الجهات العاملة في الحج، تحت توجيهات القيادة، ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى الارتقاء بمنظومة الحج، وتسخير التقنية الحديثة، وتعزيز تجربة ضيوف الرحمن، وتمكينهم من أداء نسكهم في بيئة آمنة، منظمة، ومهيأة بأعلى المعايير العالمية.

مقالات مشابهة

  • موسم الحج 1446.. توزيع 45 مليون م3 من المياه لضيوف الرحمن
  • شاهد.. مطار القاهرة يستقبل أولى أفواج الحجاج العائدين من الأراضي المقدسة
  • مصر للطيران: تشغل 6 رحلات من جدة لإعادة الحجاج إلى أرض الوطن
  • اليوم.. انطلاق الجسر الجوي لعودة الحجاج من الأراضي المقدسة
  • رحلة تغذي الروح وتغسل القلب.. ريهام حجاج تنشر صورها من الأراضي المقدسة
  • جهود متكاملة تُوَفِّرُ خدمات نوعية لأكثر من 1.6 مليون حاج
  • جهود متكاملة تُوَفِّرُ خدمات نوعية لـ 1.6 مليون حاج
  • وزير الحج: زيادة السعة الكهربائية في المشاعر المقدسة بنسبة 95%
  • موسم حج 1446هـ.. تضافر التقنية والإنسان لخدمة ضيوف الرحمن
  • فيديو.. تنظيم محكم في إدارة حشود الحجاج لمنشأة الجمرات