الخيانة العظمى.. تهمة تلاحق علماء الفيزياء في روسيا
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
منذ عام 2015 قامت الحكومة الروسية باعتقال 12 عالما في مجال الفيزياء، جميعهم تربطهم صلة بطريقة أو بأخرى بتكنولوجيا تجاوز سرعة الصوت أو بمؤسسات تعمل في هذا المجال والتي تساعد على تطوير الأسلحة.
ووجهت موسكو لهم جميعا تهمة الخيانة العظمى، وهي تهمة قد تشمل إفشاء أسرار الدولة إلى دول أجنبية.
وتُجرى محاكمات الخيانة في روسيا في سريّة تامة، لذلك ليس من الواضح بالضبط ما هي التهم الموجهة إليهم.
ويكتفي الكرملين بالتصريح بأنها اتهامات خطيرة ولا يمكنه التعليق أكثر لأن الأجهزة الخاصة تتولى الأمر.
ومعظم المعتقلين من كبار السن، توفي منهم ثلاثة حتى الآن، أحدهم نُقل من سريره في المستشفى الذي كان يعالج فيه من مراحل متأخرة للسرطان وتوفي بعد ذلك بوقت قصير.
فلاديمير لابيجين
بدأت حملة الاعتقالات قبل بضع سنوات باعتقال فلاديمير لابيجين، الذي يبلغ حاليا 83 عاما، وسُجن في عام 2016 وأطلق سراحه بشروط بعد أربع سنوات.
عمل لابيجين على مدار 46 عاما لدى معهد الأبحاث الرئيسي التابع لوكالة الفضاء الروسية. وأُدين بسبب حزمة برمجيات لحسابات الديناميكا الهوائية أرسلها إلى جهة اتصال صينية، وقال إنه أرسل نسخة تجريبية كجزء من مناقشات تتعلق بإمكانية بيع الحزمة الكاملة نيابة عن المعهد.
بيد أنه يؤكد أن النسخة التي شاركها لا تحتوي على أي معلومات سريّة، بل مجرد مثال "استُخدم مرارا في منشورات علنية".
ويؤكد لابيجين أن جميع العلماء، الذين اعتُقلوا بسبب معرفتهم بتكنولوجيا تجاوز سرعة الصوت، لا علاقة لهم بتطوير الأسلحة.
فلاديسلاف غالكين
فلاديسلاف غالكين هو أكاديمي يبلغ من العمر 68 عاما، داهمت السلطات الروسية منزله في تومسك جنوبي روسيا في نيسان/ أبريل 2023.
وبحسب قريب لغالكين فإن رجالا مسلحين ملثمين بأقنعة سوداء داهموا المنزل في الساعة الرابعة فجرا، وفتشوا الخزائن وصادروا أبحاثا علمية.
وتقول تاتيانا، زوجة غالكين، إنها أخبرت أحفادهما، الذين كانوا يحبون لعب الشطرنج معه، أن جدهم في رحلة عمل، وأضافت أن جهاز الأمن الروسي منعها من التحدث بشأن القضية.
فاليري زفيجينتسيف
وبعد فترة وجيزة من اعتقال فلاديسلاف غالكين جرى حبسه احتياطيا بعد مثوله أمام المحكمة في نفس اليوم الذي مثل فيه عالم آخر هو، فاليري زفيجينتسيف، الذي شارك معه في إعداد الكثير من الأبحاث.
ونقلت وكالة الروسية الرسمية للأنباء عن مصدر قوله٬ إن اعتقال زفيجينتسيف كان بسبب مقال نشرته مجلة إيرانية في عام 2021.
وذُكر اسم غالكين وزفيجينتسيف في المقال الذي نشرته مجلة علمية وتناول آليات سحب الهواء للطائرات عالية السرعة.
وفي صيف عام 2022، اعتقل جهاز الأمن اثنين من زملاء زفيجينتسيف، من نفس المعهد الذي كان يعمل فيه، وهما مديره والرئيس السابق لمختبر متخصص في ديناميكا الهواء فائقة السرعة.
وكتب باحثون من معهد الميكانيكا النظرية والتطبيقية رسالة مفتوحة لدعم زملائهم الثلاثة المعتقلين. وأكدت الرسالة، التي حُذفت من الموقع الإلكتروني للمعهد، على أنهم معروفون بالنتائج العلمية الرائعة وظلوا مخلصين لمصالح بلادهم.
ديمتري كولكر
ديمتري كولكر، عالم متخصص في معهد فيزياء الليزر في سيبيريا. اعتقلته السلطات الروسية في عام 2022 أثناء وجوده في المستشفى الذي كان يُعالج فيه من إصابته المزمنة بسرطان البنكرياس.
وقالت عائلته إن التهم الموجهة إليه استندت إلى محاضرات ألقاها في الصين، بيد أن محتوى المحاضرات مُوافَق عليه من قبل جهاز الأمن، كما أن أحد الضباط سافر معه. وتوفي كولكر بعد يومين من اعتقاله عن عمر ناهز 54 عاما.
التهمة.. سرعة الصوت
ويشير مصطلح "تجاوز سرعة الصوت" إلى الصواريخ التي تنطلق بسرعات عالية للغاية وتستطيع تغيير اتجاهها في الجو، ومراوغة الدفاعات الجوية.
وتقول روسيا إنها استخدمت نوعين من الصواريخ في حربها على أوكرانيا، وهما صاروخ "كينغال" الذي يمكن إطلاقه من طائرة، وصاروخ "كروز زيركون".
وعلى الرغم من ذلك تقول كييف إن قواتها أسقطت بعض صواريخ "كينغال"، ما يثير شكوكا بشأن قدراتها.
وبحسب المحامي يفغيني سميرنوف، في منظمة "فرست ديفيجن"، وهي منظمة روسية لحقوق الإنسان والقانون: "سرعة الصوت أصبحت موضوعا يُزج بسببه الآن الناس في السجن".
ودافع سميرنوف عن علماء وآخرين متهمين بالخيانة أمام المحكمة قبل أن ينتقل من روسيا إلى براغ في عام 2021، خوفا من تداعيات ما يؤديه من عمل.
ويقول إنه لم يكن لأي من العلماء المعتقلين أي علاقة بقطاع الدفاع، لكنهم كانوا يدرسون مسائل علمية مثل كيفية تشوه المعادن بسبب سرعات تتجاوز سرعة الصوت أو رصد أي آثار عن حدوث خلل.
ويضيف: "لا يتعلق الأمر بصنع صاروخ، بل بدراسة عمليات فيزيائية"، ويشير إلى أن النتائج يمكن أن يستخدمها لاحقا مطورو الأسلحة.
وهذا ما أكده زميل لأحد العلماء المعتقلين، طلب عدم ذكر اسمه قائلا: "يوجد صراع داخل النظام". ولا يزال من المتوقع أن ينشر العلماء أبحاثهم على المستوى الدولي وأن يتعاونوا مع زملائهم الأجانب، "في ذات الوقت، يعتبر جهاز الأمن الروسي أن التواصل مع العلماء الأجانب والكتابة في المجلات الأجنبية يعد خيانة للوطن الأم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الفيزياء الخيانة روسيا العلماء الصواريخ صواريخ روسيا علماء خيانة فيزياء المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سرعة الصوت جهاز الأمن فی عام
إقرأ أيضاً:
علماء يتحدثون عن زلزال إسطنبول المحتمل.. قد تصل قوته 7 درجات
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء، على الأخطار الموجودة في أعماق بحر مرمرة في تركيا، والتنبؤات بحدوث زالزل قوي قد يمتد إلى مدينة إسطنبول.
وذكرت الصحيفة أنه "يحدث شيء مُنذر بالخطر في أعماق بحر مرمرة في تركيا"، موضحة أن "العلماء يراقبون خط صدع يقع أسفل هذا المسطح المائي الداخلي، الذي يربط البحر الأسود ببحر إيجة".
وتابعت: "على مدى العقدين الماضيين وقعت زلازل متزايدة الشدة وتتحرك بثبات نحو الشرق"، لافتة إلى أن آخر هذه الزلازل وقع في نيسان/ أبريل الماضي، وبلغت قوته 6.2 درجة، وإذا استمر هذا النمط، فقد يصل زلزال كبير في نهاية المطاف إلى المياه الواقعة جنوب أكبر مدينة في تركيا.
ونقلت الصحيفة عن ستيفن هيكس، عالم الزلازل في جامعة كوليدج لندن، والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة بقوله: "إسطنبول في مرمى الخطر".
وتشير الأبحاث الجديدة، التي نُشرت يوم الخميس الماضي في مجلة ساينس، إلى أن زلازل قوية تتجه نحو جزء مغلق يمتد من 9 إلى 13 ميلًا مما يسميه العلماء صدع مرمرة الرئيسي. وهذا من شأنه أن يُطلق العنان لزلزال بقوة 7.0 درجة أو أكثر على المدينة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة. ولا تزال طبيعة هذا الزلزال وتوقيته الدقيق غير مؤكد.
وقالت باتريشيا مارتينيز-غارزون، عالمة الزلازل في مركز هيلمهولتز لعلوم الأرض (GFZ) في ألمانيا، وإحدى مؤلفي الدراسة الجديدة: "لا يمكن التنبؤ بالزلازل". لكن فهم كيفية بدء هذا الحدث يُعدّ بالغ الأهمية. وتابعت: "علينا التركيز على التخفيف من آثاره والكشف المبكر عن أي إشارات تدل على حدوث شيء غير عادي".
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن تركيا شهدت زلازل كارثية، ففي شباط/ فبراير 2023، ضرب زلزالان بقوة 7.8 درجات، أعقبه بعد ساعات قليلة زلزال آخر بقوة 7.5 درجات، أجزاء من جنوب تركيا وسوريا، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 55 ألف شخص.
وذكرت الصحيفة أن "فكرة وقوع زلزال مدمر في إسطنبول ليست جديدة؛ إذ يتفق الخبراء على حتمية هذا الأمر"، وقالت جوديث هوبارد، عالمة الزلازل بجامعة كورنيل، والتي لم تشارك في الدراسة: "من المرجح أن يتسبب زلزال ضخم يضرب بالقرب من إسطنبول في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث".
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطر الذي سلطت الدراسة الجديدة الضوء عليه يتعلق بمنطقة صدع شمال الأناضول، وهي حدود جيولوجية تنزلق فيها الصفيحة التكتونية الأناضولية جانبيًا على الصفيحة الأوراسية.
ولفتت إلى أن جزء كبير من منطقة الصدع هذه، التي يبلغ طولها 750 ميلا، شهد نشاطا في العصر الحديث. إلا أن جزءًا منها - يُسمى صدع مرمرة الرئيسي، ويقع تحت سطح البحر جنوب غرب إسطنبول - ظل هادئًا بشكل مثير للريبة. وقد ضرب زلزال بقوة 7.1 درجة المدينة عام 1766، ولكن منذ ذلك الحين، لم يشهد جزء منها، يبلغ طوله حوالي 100 ميل، أي تمزق.
ولاحظت الدراسة الجديدة، التي فحصت الزلازل التي وقعت على الصدع خلال العشرين عامًا الماضية، أمرًا غريبًا. في عام 2011، ضرب زلزال بقوة 5.2 درجة الجزء الغربي من صدع مرمرة الرئيسي، تبعه زلزال آخر بقوة 5.1 درجة إلى الشرق منه في عام 2012. وفي سبتمبر 2019، هز زلزال بقوة 5.8 درجة الجزء الأوسط من صدع مرمرة الرئيسي. ثم في أبريل 2025، وإلى الشرق منه مباشرة، وقع زلزال بقوة 6.2 درجة.
وتساءلت الصحيفة: "هل سيكون الزلزال القادم أقوى من سابقه؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل سيقع على الصدع أسفل إسطنبول مباشرة؟ يعتقد مؤلفو الدراسة أن هذا احتمال وارد".
وتابعت: "لا يوجد ما يضمن أن يكون الزلزال القادم هو الكارثة التي تبلغ قوتها 7 درجات أو أكثر والتي يخشاها الجميع. لكن وقوع زلزال قوي إضافي على الصدع قد يزيد الضغط على قسمه الشرقي، ما قد يؤدي إلى حدوث ذلك التصدع المرتقب. وبما أن الزيادات الطفيفة في قوة الزلزال تُقابلها قفزات هائلة في الطاقة المنبعثة، فإن حتى زلزالًا بقوة تتراوح بين منتصف ونهاية الست درجات على مقياس ريختر قد يُلحق أضرارًا جسيمة بالمدينة".
وأردفت: "ليس من الواضح سبب انتشار الزلازل أحيانًا على طول الصدع، ولكن من المعروف أنها حدثت في الماضي، بما في ذلك على منطقة صدع شمال الأناضول نفسها. ومع ذلك، لم يُدرج الباحثون سوى أربعة زلازل متوسطة القوة في تحليلهم، وهو عدد قد لا يكون كافيًا لتحديد نمط معين"، وقال الدكتور هوبارد: "أعتقد أن هناك احتمالًا كبيرًا أن تكون هذه مجرد زلازل عادية تبدو وكأنها تنتقل من مكانها".
واستدركت: "لكن حتى لو كان التشكيك مبررًا بشأن هذه البيانات، فمن الواضح أن ضغطًا خطيرًا يتراكم على هذا الصدع. زلزال مدمر هائل قادم لا محالة". ويقول الدكتور هوبارد: "أعتقد أننا لا نستطيع حتى الآن الجزم ما إذا كان سيسبقه سلسلة من الزلازل التي تنتقل من مكانها، كما يُشير إليه هذا البحث، أم أنه سيحدث فجأة ودون سابق إنذار".
وأكد أن فتك هذا الزلزال المُرتقب يعتمد على عوامل عديدة، منها اتجاه الصدع. وتُحذّر دراسة حديثة (شارك في تأليفها الدكتور مارتينيز-غارزون) من احتمالية أكبر لاتجاهه شرقًا، وللأسف باتجاه إسطنبول. ولكن كما حدث مع كارثة الزلزال المزدوج في تركيا عام 2023، فإن العامل البشري هو ما قد يُهيئ إسطنبول لكارثة.