تاريخٌ من المؤامرة يكشفُه إنجازٌ تاريخي
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
د. شعفل علي عمير
لم تقتصرِ الانتصاراتُ التي يسطِّرُها الشعبُ اليمني في الجبهات العسكرية والتصنيعية فحسب، بل إنها تعدت كُـلَّ ذلك إلى الانتصارات الأمنية التي كشفت ما كان مستورًا من مؤامرات كبيرة استهدفت كُـلَّ مناحي الحياة في اليمن.
لم يكن أثرُ تلك المؤامرات مغيَّباً عن أعين أجهزتنا الأمنية، كما أن الشعب اليمني لمس وعانى بشكل كبير من أثرها السلبي الذي طال كُـلّ مفاصل الدولة بكل قطاعاتها؛ فقد كانت هذه العملية بمثابة عملية جراحية استأصلت مرضًا مُزمنا استمر لعشرات السنين ينهش في كُـلّ منظومة الدولة.
كانت التساؤلات حول الفشل في بعض القطاعات في الدولة تثار بشكل شبه يومي وفي كُـلّ المناسبات، بالرغم مما توليه الحكومة من اهتمام ودعم لتلك القطاعات، ولكن لم يأتِ ذلك الدعمُ أو كلهُ؛ ذلكَ لأَنَّ لوبي المخابرات الأمريكية والصهيونية كان قد تفشى وأصبح هو المسيطر في وضع السياسات لهذه القطاعات مع وضع منفذي تلك السياسات في هياكلها المختلفة، تلك الأدوات التي مثّلت السرطان الذي تفشَّى في منظومة القطاعات المستهدفة من قبل العدوّ الأمريكي والصهيوني. ولكن بفضل الله وعونه ويقظة أجهزتنا الأمنية تم بترُ أذرع الأعداء ولم يعد هناك من ينخر في جسد اليمن المنهك ليزيده ألمًا إلى آلامه.
ومن خلال هذه الإنجازات وما كشفته من أساليبَ خبيثة كانت تستخدمها سفارة الشيطان الأكبر في اليمن، يتضح للعالم كله ما تقوم به أمريكا والكيان الصهيوني من أساليبَ قذرة في السيطرة على قرارات واقتصاديات أية دولة تتواجد في سفارة لأمريكا أَو “إسرائيل”، وتعد الإنجازات التي حقّقتها الأجهزة الأمنية اليمنية بمثابة فضيحة مدوية للسياسة الأمريكية وسفاراتها في العالم.
ولعل ما حقّقته الأجهزة الأمنية لم تقتصر على كشف العملاء فحسب، بل إنها كشفت منظومة متكاملة ممن أُوكل إليهم العمل التخريبي والكثير مما كان مستورًا.
إن هذه الخلايا التجسسية تعد الورقة الأخيرة التي كان يعول عليها أعداء اليمن في مواصلة عملهم التخريبي ولكن لن يكون ما قبل هذا الإنجاز الأمني كما بعده؛ فقد تحصَّنَ اليمنُ من كُـلّ الاختراقات، سواء تلك التي تأتي بشكل منظمات تحت أي مسمى أَو غيرها من أساليب الاختراق التي لم تعد مخفيةً عن الشعب اليمني؛ فالوعي بخطرها أصبح ثقافةً لدى شعبنا وقيادته الحكيمة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
بشهادة جنرالات : ما كشفه المشاط عن قدرات اليمن الصاروخية حقيقة مؤكدة تربك إسرائيل
يمانيون / خاص
في تصريح وصف بـ”الاستثنائي”، كشف رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، المشير مهدي المشاط، عن امتلاك القوات اليمنية منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات لم يتم استخدامها بالكامل بعد، بالإضافة إلى صواريخ باليستية حديثة تتميز بقدرة تقنية متقدمة، حيث يمكن لرأس حربي واحد أن يحتوي على عدة رؤوس صغيرة قادرة على إصابة أهداف متعددة في وقت واحد.
وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل قوية على المستويين العسكري والسياسي، إذ اعتبرها مراقبون رسالة مباشرة للعدو الصهيوني، تشير إلى أن ما ظهر من القدرات اليمنية لا يمثل إلا جزءاً يسيراً من الترسانة الفعلية.
الخبير العسكري العميد علي أبي رعد علّق على تصريحات المشاط قائلاً:
“هذا التصريح لقي تفاعلاً كبيراً من قبل جنرالات كبار في جيش العدو الإسرائيلي نفسه ، والسبب أنهم يدركون جيدًا مدى صحة ما جاء فيه. فالأمريكيون أنفسهم، عبر أحد جنرالاتهم في جلسة استماع بلجنة في الكونغرس مطلع مارس الماضي، أقروا بأن اسقاط الطائرات الأمريكية مثل MQ-9 وغيرها وحتى مقاتلات F-35 أصبحت مهددة بشكل دائم بسبب منظومة الصواريخ اليمنية.”
وأضاف أبي رعد بأن ’’ الجنرال الأمريكي اعترف خلال الجلسة بامتلاك اليمنيين لدفاع جوي وبري متعدد الطبقات لم يُستخدم بكامل طاقته، يؤكد بدقة ما أشار إليه المشير المشاط، ويعزز من مصداقية اليمن عسكريًا.”
وفي سياق متصل، أشار التقرير الأخير الصادر عن دوائر أمنية إسرائيلية إلى بدء استخدام منظومة ليزر دفاعية جديدة في محاولة لصد الهجمات الجوية. إلا أن أبي رعد وصف هذه الخطوة بأنها “أقرب إلى الدعابة “، مشيراً إلى فشل محاولة سابقة للمشروع الليزري بين الولايات المتحدة وإسرائيل منذ عام 2005 بسبب التكاليف العالية، والحاجة إلى طاقة كهربائية ضخمة، وصعوبة عمله في الظروف الجوية المتغيرة.
تقنية “الرأس المتعدد”.. خطر استراتيجي جديد
ما كشفه المشير المشاط بشأن “الرأس المتعدد” للصواريخ يمثل قفزة نوعية في تكنولوجيا السلاح اليمني. ووفق مصادر عسكرية، فإن هذه الصواريخ تنفصل رؤوسها المتفجرة في الفضاء، وقبل دخولها الغلاف الجوي، بحيث تنطلق من ارتفاعات تتراوح بين 500 و1000 متر، وتهاجم أهدافاً متعددة في وقت واحد، مما يجعل اعتراضها أمراً بالغ الصعوبة.
ويؤكد العميد أبي رعد أن هذه التقنية لا تمتلكها سوى دول محدودة مثل روسيا والصين وإيران، وأن امتلاك اليمن لها هو مؤشر خطير يعكس مدى التطور السريع في القدرات الصاروخية لصنعاء، رغم الحصار والتحديات.
إرباك في المنظومة الدفاعية للعدو الصهيوني
في مقابل التصعيد اليمني، يبدو أن منظومة العدو الصهيوني، المكوّنة من خمس طبقات دفاعية (القبة الحديدية، مقلاع داوود، حيتس 2، حيتس 3، ومنظومة الليزر التجريبية)، تعاني من ثغرات كبيرة، وهو ما يفسره العجز المتكرر في التصدي للصواريخ والمسيّرات التي تُطلق من اليمن باتجاه البحر الأحمر والمواقع الحيوية.
وختم أبي رعد تصريحه بالقول:
“إسرائيل اليوم في حالة إرباك تام. منظومتها الدفاعية تتآكل، والميدان أثبت أن الطرف اليمني لم يطلق كل ما في جعبته بعد.”
تصريحات المشاط تأتي في مرحلة فارقة من الصراع الإقليمي، وسط تصاعد التوتر في البحر الأحمر وتوسع دائرة الاشتباك الجيوسياسي. وهي رسالة مفادها أن اليمن بات لاعبًا يصعب تجاهله عسكريًا، وأن القادم قد يحمل مفاجآت أكثر تأثيرًا.