فضل العديد من الإسرائيليين مغادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة وبيع ممتلكاتهم فيها والهرب إلى دولة تايلاند وبناء بيتهم هناك ونقل محل إقامتهم وسكنهم، وذلك في ظل الحرب المستمرة ضد قطاع غزة.

وأجرت صحيفة "هآرتس" العديد من المقابلات مع إسرائيليين هربوا من الحرب وتوجهوا إلى تايلاند، حيث اشترى العديد منهم عقارات هناك، ويرون فيها "موطنهم الجديد بعيدا عن إسرائيل".



ونقلت الصحيفة عن تقديرات غير رسمية تفيد بوجود أكثر من 1000 إسرائيلي في جزيرة "كو فانجان" التيليندية وحدها.

وقالت إن "دانيال" عاج إلى منزل والديه في مستوطنة "زيكيم" بالقرب من حدود غزة في زيارة استغرقت عشرة أيام بهدف  بيع ممتلكات العائلة، وكان آخرها محاولة بيع ثلاجة مستعملة لزميل سابق.


وولد "دانيال" وهو اسم مستعار، في زيكيم وذهب إلى المدرسة في "ياد مردخاي"، وخدم في الجيش كجندي مظلي في لواء ناحال قبل أن يعود إلى زيكيم ويعمل في العديد من شركات البناء، وتم إجلاؤه بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر مع زوجته وأطفاله الثلاثة، وعاشوا في غرفة مزدحمة لمدة أربعة أشهر، وهي فترة وصفها بأنها "صعبة للغاية". 

قبل أربعة أشهر، سافر إلى كوه فانجان، حيث يعيش أحد أقارب زوجة دانييل منذ عدة سنوات، لم يعودوا، ثم قرروا بعد بضعة أسابيع أنهم لن يعودوا إلى "إسرائيل"، أوهم أدركوا بسرعة كبيرة أنها لم تكن إجازة، بل حياة جديدة في منزل جديد، ولذلك اشتروا قطعة أرض في الجزيرة الاستوائية، حيث يخططون لبناء منزل عليها.

وأكدت الصحيفة أنها خلال أسبوع واحد فقط "سمعت عن 10 إسرائيليين على الأقل اشتروا قطعة أرض في تايلاند، ويقول معظمهم إنهم يعتبرون الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا وطنهم الجديد، بعيدا عن إسرائيل، وقد اشترى البعض عقارات في كوه فانجان، وهي جزيرة صغيرة مليئة بالنباتات الاستوائية، وتقع على بعد حوالي 600 كيلومتر جنوب بانكوك".


وشهد شهر نيسان/ أبريل الماضي عددا قياسيا من السياح الإسرائيليين في تايلاند، حيث سافر 24,243 سائحا إلى هناك، وكان ذلك ارتفاعا بنسبة 36 بالمئة مقارنة بالعام الماضي. 

وفي الأشهر الأربعة الأولى من العام، دخل 73,173 إسرائيليًا إلى تايلاند، وفقًا لبيانات من فرع "إسرائيل" لهيئة السياحة التايلاندية.

وقال دانيال: "لست منزعجًا من السؤال الأخلاقي، بعد 7 أكتوبر، لا أشعر بأنني يجب أن أكون في إسرائيل لأثبت أنها وطني، ولا توجد أسباب للقتال من أجل منزلي هنا، إذا أتيحت لي الفرصة لتوفير الأمان لعائلتي والمضي قدما، فلا يوجد سبب يمنعني من القيام بذلك".

وأضاف "نحن لا نشعر بالعار من أي شيء ولا نخاف مما سيقولونه (الناس)، لكن الأمر أفضل بهذه الطريقة".

من ناحيتها، كشفت "دانا" وهو اسم مستعار، أنها انتقلت من تل أبيب إلى كو فانجان في آب/ أغسطس الماضي مع شريكها وابنها.

وأكدت "دانا" أن كو فانجان أغلى بنسبة 30 بالمئة من المناطق الأخرى في تايلاند، واصفة المدارس في الجزيرة بأنها "مشروعات تجارية بحتة، والمعلمين سياح وليسوا معلمين".


وأشارت إلى أنها عندما يصل الأطفال إلى سن المدرسة الثانوية، يعود معظم الإسرائيليين إلى ديارهم في "إسرائيل".

بدورها، تقول "ميخال" وهو اسم مستعار، إنها نشأت في تل أبيب، وكانت تعيش في شمالي "إسرائيل"، وهي تشتكي أيضا من مسألة المدارس بالنسبة لأطفالها.

وكانت ميخال سافرت من "إسرائيل" إلى تايلاند يوم العاشر من أكتوبر 2023 في رحلة مخطط لها مسبقا، وتقيم حاليا هي وعائلتها بمنطقة "باي"، وهي مدينة صغيرة بمقاطعة "ماي هونغ سون" شمالي تايلاند، حيث استأجروا منزلا هناك.

وتقول ميخال إن المدينة امتلأت في أكتوبر الماضي بالعائلات الإسرائيلية، وتقدّر أن هناك العشرات منهم يعيشون بـ"باي" إلى الآن.

وتضيف: "كنا نعلم مسبقا أننا سنحاول العمل (عن بعد) أثناء سفرنا لتغيير الروتين وطريقة الحياة. في البداية، قلنا إننا سنذهب لمدة عام، لكننا مددنا الآن لمدة عام آخر على الأقل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإسرائيليين تايلاند الحرب غزة إسرائيل غزة تايلاند الحرب حرب غزة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی تایلاند العدید من

إقرأ أيضاً:

درع 48.. خطة إسرائيل لتحصين بلدات غلاف غزة ومنع تكرار سيناريو 7 أكتوبر

في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنّته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 على عشرات البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، دخلت إسرائيل في سباق مع الزمن لاستخلاص الدروس والعبر من ما وصفته بـ"الإخفاق الكبير" في حماية هذه المناطق. وعلى رأس هذه الدروس، برزت أهمية رفع كفاءة فرق الأمن المحلية في البلدات الحدودية من خلال برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى تعزيز جاهزيتها في حالات الطوارئ.

ضمن هذا السياق، أطلقت إسرائيل برنامجًا تدريبيًا جديدًا لفرق الأمن في 66 بلدة ضمن نطاق ما يُعرف بـ"غلاف غزة"، بالتعاون بين الجيش الإسرائيلي ومنظمة غير حكومية تُدعى "ماغن 48" – ويعني اسمها "درع 48" باللغة العبرية.

هدف البرنامج

تصف مؤسسة "ماغن 48" مهمتها على موقعها الإلكتروني بأنها تهدف إلى "تزويد فرق الاستجابة الأولية بالمعرفة والمهارات والموارد اللازمة لإدارة حالات الطوارئ بفعالية، وضمان سلامة وأمن مواطني إسرائيل". 

وتضيف: "يُزوّد النهج الاستباقي لسلامة المجتمع المجتمعات بالموارد اللازمة لمواجهة التهديدات الأمنية بشكل استباقي، وضمان جاهزيتها وقدرتها على الصمود".

يتضمن البرنامج تصميم تدريبات خاصة وفق طبيعة كل بلدة، وتقييمات للمخاطر المحتملة، وتنظيم تدريبات عملية في ساحات مفتوحة وغرف للواقع الافتراضي، حيث تُحاكى سيناريوهات إطلاق نار وتكتيكات قتالية. وتبلغ ميزانية البرنامج نحو 5 ملايين دولار أمريكي، تغطي تدريبات تمتد لعامين.

إخفاق أمني واعتراف رسمي

جاء إطلاق البرنامج على خلفية تقارير اعترف فيها الجيش الإسرائيلي بتقصيره في حماية البلدات الحدودية خلال هجوم 7 أكتوبر. وبحسب تقرير نشره موقع "تايمز أوف إسرائيل"، أدى ذلك الهجوم إلى مقتل 48 من أفراد فرق الاستجابة الأولية الذين حاولوا الدفاع عن بلداتهم دون تجهيز أو دعم كافٍ.

أوضح الموقع أن هذه الفرق كانت تضم متطوعين مدنيين في الثلاثينيات والأربعينيات من أعمارهم، سبق لهم أن أدوا الخدمة العسكرية الإلزامية، وجرى تدريبهم بشكل محدود مرتين فقط في السنة قبل الهجوم. وتتحمل هذه الفرق مسؤولية الأمن الأولي في القرى والبلدات الحدودية، ويُشترط وجود 24 عنصرًا مسلحًا على الأقل في كل بلدة.

إلا أن الهجوم كشف هشاشة المنظومة. فبحسب الموقع، لم يكن لدى بعض الفرق بنادق هجومية، وأخرى لم تتمكن من الوصول إلى مستودعات الأسلحة المغلقة. كما أظهرت التحقيقات أن التنسيق بين هذه الفرق والجيش الإسرائيلي كان ضعيفًا.

تفاصيل التدريب الجديد

تتم التدريبات الجديدة في قاعدة فرقة غزة العسكرية قرب كيبوتس "رعيم". وخلال إحدى الحصص، شوهد صف من الرجال يرتدون زيًا عسكريًا وسترات واقية، يطلقون النار على أهداف متحركة بينما يراقبهم المدربون ويصرخون بتعليمات سريعة. ويخضع المتطوعون لتدريب مكثف على مدار عام، يشمل 12 يومًا تدريبيًا، ثمانية منها تحتسب ضمن الخدمة العسكرية الاحتياطية، ويمولها الجيش الإسرائيلي، فيما تموّل الأيام الأربعة المتبقية منظمة "ماغن 48"، ويُكلَّف أحد المتطوعين بقيادة الفريق، وقد يُعيَّن كمنسق أمني مدني يتقاضى راتبه من الجيش والسلطة المحلية.

ماضٍ مثقل بالتقصير

يكشف التقرير أن قرارًا اتخذه الجيش الإسرائيلي في أغسطس 2022، بسحب البنادق الهجومية من فرق الأمن بسبب حالات سرقة سابقة، أدى إلى تفاقم المأساة في 7 أكتوبر. فالقرار اشترط وجود مخازن آمنة للأسلحة، وهي لم تكن جاهزة في بلدات مثل سديروت، ما ترك فرق الأمن دون وسائل للدفاع عن المدنيين. وأسفر الهجوم في سديروت وحدها عن مقتل 53 شخصًا، بينهم 37 مدنيًا، و11 شرطيًا، ورجلا إطفاء، وثلاثة جنود.

وتأسست منظمة "ماغن 48" على يد آري بريغز، وهو مهاجر أسترالي يعيش في مدينة رعنانا، وشغل سابقًا منصب مدير القسم الدولي في منظمة "ريغافيم" اليمينية، إضافة إلى كونه مستشار أعمال. شاركه التأسيس إيهود دريبن، مدرب متخصص في مكافحة الإرهاب، عمل مع الجيش الإسرائيلي وقوات شرطة وجيوش حول العالم.

وحمل البرنامج اسمه "ماغن 48" تخليدًا لذكرى 48 من أفراد فرق الأمن الذين قُتلوا في 7 أكتوبر، والذين شكلت مأساة مصرعهم دافعًا قويًا لإطلاق هذا البرنامج الطموح.

تسعى إسرائيل من خلال برنامج "ماغن 48" إلى سد ثغرات أمنية كشفتها كارثة 7 أكتوبر، وتقديم نموذج جديد لأمن المجتمع قائم على الشراكة بين الجيش والمجتمع المدني. وبينما يتواصل تنفيذ البرنامج، يبقى نجاحه مرهونًا بفعالية التنسيق بين الجهات الرسمية والمتطوعين، ومدى الجهوزية الحقيقية لمواجهة أي تهديد مستقبلي على حدود غزة.

طباعة شارك إسرائيل ماغن ماجن الجيش الإسرائيلي حماس غزة قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • محللون إسرائيليون: هذه أسباب تراجع الآمال بإبرام صفقة في غزة
  • إسرائيل أمام مفترق طرق - يديعوت: لا تقدم حقيقي في المفاوضات إلا أنها مستمرة
  • مش بتعامل مع التخان | ديانا هشام تكشف عن تنمّر غيّر مجرى حياتها .. خاص
  • قطر.. ترامب يزور القوات الأمريكية في قاعدة العديد.. من ينتظره هناك؟
  • درع 48.. خطة إسرائيل لتحصين بلدات غلاف غزة ومنع تكرار سيناريو 7 أكتوبر
  • ترامب من قاعدة العديد في قطر: "كدنا نخسر الشرق الأوسط بسبب بايدن"
  • إسرائيل.. خسائر قطاع السياحة تجاوزت 3.4 مليارات دولار منذ 7 أكتوبر
  • دون منح إسرائيل معلومات.. "غزة الإنسانية" ستبدأ عملها
  • مئات الجنود يرفضون العودة للقتال في غزة
  • ضباط إسرائيليون يحذرون من مجاعة واسعة بغزة ما لم تدخل المساعدات فورا