كشفت دراسة حديثة أجراها علماء يابانيون عن دور الخلايا التي تتطور إلى حيوانات منوية عند الذكور وبويضات عند الإناث، في التأثير على الفرق بين متوسط العمر المتوقع بين الرجال والنساء.

وأظهرت التجارب التي أُجريت على نوع من الأسماك الصغيرة تُدعى "كيليفيش" في جامعة أوساكا، أن إزالة هذه الخلايا أدى إلى تساوي متوسط عمر الذكور والإناث، حسبما نقلته صحيفة "الغارديان".

وأشار الباحثون إلى أن الآلية البيولوجية المكتشفة قد تلعب دورا مماثلا في التأثير على فجوة العمر المتوقع بين الجنسين لدى البشر وكائنات أخرى. 

ووفقا للبروفيسور تورو إيشيتاني، الباحث الرئيسي في الدراسة، فإن هذه النتائج قد تشكل نقطة انطلاق لفهم أفضل للعوامل المتحكمة في الشيخوخة عند الإنسان.

وعلى الصعيد العالمي، تعيش النساء في المتوسط، حوالي 5 بالمئة أطول من الرجال. 

وتساهم عوامل متعددة في هذا التفاوت، حيث يكون الشباب الذكور أكثر عرضة للوفاة في الحوادث والانتحار، وغالبا ما تعيش النساء أنماط حياة أكثر صحة. 

لكن هذا التفاوت يُلاحظ أيضا في أنواع أخرى، إذ تعيش الإناث من القردة العليا والقرود القديمة لفترة أطول من نظرائهن الذكور، وفقا للمصدر ذاته.

وبالنسبة للبشر، يختلف حجم فجوة العمر المتوقع بشكل كبير من بلد إلى آخر. 

ويصل العمر المتوقع للأشخاص الذين ولدوا في بريطانيا بين عامي 2020 و 2022 إلى  78.6 سنة للرجال و 82.6 سنة للنساء. وفي روسيا، يموت الرجال قبل النساء بحوالي 13 عاما، ويرجع ذلك جزئيا إلى عادات شرب الكحول والتدخين بشكل أكبر.

وحقق فريق البحث الذي قاده إيشيتاني في تأثير الحيوانات المنوية والبويضات على العمر المتوقع، كونها أحد أبرز الاختلافات بين الذكور والإناث.

وأظهرت التجارب أن منع إنتاج الخلايا الجرثومية (التي تتطور إلى حيوانات منوية وبويضات) أدى إلى زيادة عمر الذكور وتراجع سن الإناث، مما جسر فجوة العمر المتوقع بين الجنسين.

وكانت النتائج مفاجئة للباحثين، حيث توقعوا زيادة العمر المتوقع لكلا الجنسين، لكنها ألقت الضوء على دور الاختلافات الجنسية في العمر المتوقع، وفقا لإيشيتاني.

وتسبب منع إنتاج الخلايا التناسلية المذكورة في ظهور تغيّرات هرمونية مختلفة لدى الذكور والإناث، مما أثر على صحة الأنسجة والقلب والأوعية الدموية وإنتاج فيتامين د.

وعلى الرغم من وجود بعض الأدلة على تأثير الحيوانات المنوية في تثبيط عمر الذكور، إلا أن الدراسات على حيوانات أخرى تشير إلى وجود علاقة عكسية بين التكاثر والعمر المتوقع، وأن الخلايا التناسلية ترسل إشارات كيميائية وهرمونية تؤدي إلى تأثيرات متباينة على طول العمر المتوقع بين الجنسين.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

ورقة تحليلية: فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة

غزة - صفا

كشف مركز الدراسات السياسية والتنموية يوم الاثنين، في ورقة تحليلية حديثة عن وجود فجوة خطيرة بين الرواية الرسمية الإسرائيلية وأعداد القتلى الفعليين في صفوف جيش الاحتلال خلال الحرب على قطاع غزة، والتي اندلعت في 7 أكتوبر 2023.

وبحسب الورقة التي جاءت بعنوان: "مؤشرات ارتفاع قتلى جيش الاحتلال خلال 'طوفان الأقصى': تحليل وإعادة تقييم الرواية الإسرائيلية"، فإن "إسرائيل" تعتمد على سياسة إعلامية متعمدة للتعتيم على الخسائر البشرية، عبر استخدام أساليب مثل التصنيف الغامض لحالات الوفاة، وإخفاء الهويات العسكرية، وتنظيم جنازات سرية، في محاولة لاحتواء التداعيات النفسية على الجبهة الداخلية.

واستندت الورقة إلى تقارير ميدانية وشهادات جنود وتسريبات عبرية، لتقدير عدد القتلى بين 1000 و1300 جندي، مقارنة بالرقم الرسمي الذي لا يتجاوز 900 قتيل، مشيرةً إلى مؤشرات بارزة على هذا التعتيم، أبرزها:

تزايد التصنيف تحت بند "الموت غير القتالي"، ودفن الجنود دون إعلان أو تغطية إعلامية، وتسريبات عن وجود قتلى مصنّفين كمفقودين، وتغييب متعمّد للأسماء والرتب العسكرية في الإعلام الرسمي.

وأكدت الورقة أن هذه الفجوة لا تعكس فقط خللاً في المعلومات، بل تعكس أزمة هيكلية في منظومة الحرب والإعلام الإسرائيلي، مشيرة إلى أن استمرار الحرب وتزايد أعداد القتلى يهددان بتفكيك الجبهة الداخلية وتفاقم أزمة الثقة بين الجيش والمجتمع، ما ينذر بتصاعد الاحتجاجات داخل المؤسسة العسكرية.

وقدّم المركز توصيات للاستفادة من هذه المعطيات، من بينها، ضرورة إنشاء قاعدة بيانات موثوقة لرصد قتلى الاحتلال، وتوظيف الشهادات والتسريبات في بناء رواية إعلامية فلسطينية مضادة، وإنتاج محتوى إعلامي عربي ودولي يبرز كلفة الحرب البشرية، ودعم الخطاب السياسي الفلسطيني ببيانات تُبرز فشل الاحتلال رغم الخسائر.

وحذّرت الورقة من أن الأعداد الحقيقية للقتلى تمثل "قنبلة موقوتة" قد تُفجّر المشهد السياسي والأمني داخل الكيان الإسرائيلي، في ظل الانقسام الداخلي وتآكل صورة "الجيش الذي لا يُقهر".

مقالات مشابهة

  • الخلايا الجذعية تعالج “السكري من النوع الأول”
  • فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة
  • معونى للعاقل وتذكير للغافل.. “إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ”
  • تراجع عالمي حاد في أعداد الحيوانات المنوية ينعش تجارة التجميد
  • ورقة تحليلية: فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة
  • هل تحتاج النساء إلى النوم أكثر من الرجال؟ مفاجأة
  • أيتانا بونماتي تعيش الصدمة مع إسبانيا وبرشلونة!
  • بطاريات من الماس تدوم أطول وبكفاءة أعلى
  • سرب آلاف الصور.. اختراق تطبيق «Tea» لتبادل الحديث بين السيدات والرجال
  • حبة جديدة لمنع الحمل من خلال عدم وصول الحيوانات المنوية