أعلن الجيش الأميركي إصابة بحّار بجروح خطيرة في هجوم صاروخي شنّه الحوثيون في اليمن على سفينة شحن بخليج عدن أمس الخميس.

وقالت القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان إنّ السفينة التجارية التي ترفع علم بالاو ومملوكة لأوكرانيا أبلغت عن وقوع "أضرار وحريق على متنها. يواصل الطاقم مكافحة النيران.

لقد أصيب أحد البحارة بجروح خطيرة".

وأضافت سنتكوم أنّ القوات الأميركية أخلت الجريح إلى سفينة أخرى لتلقّي العلاج.

وحذّرت القيادة العسكرية الأميركية في بيانها من أنّ ما سمته "السلوك المتهوّر للحوثيين، المدعومين من إيران، يهدّد الاستقرار الإقليمي ويعرّض للخطر حياة البحارة في البحر الأحمر وخليج عدن".

وأتى بيان الجيش الأميركي بعيد إعلان وكالة بريطانية للأمن البحري أنّ حريقاً اندلع على متن سفينة تجارية بعد تعرضها لهجوم قبالة سواحل اليمن.

وقالت وكالة "يو كيه إم تي أو" -التي تديرها البحرية البريطانية- إن السفينة أصيبت "بمقذوفين مجهولين، مما أدى إلى نشوب حريق على متنها".

ووفقاً لشركة "أمبري" الأمنية فقد أصيبت السفينة بصاروخ أثناء إبحارها في خليج عدن جنوب اليمن.

وقالت "أمبري" في بيان "ننصح سفن الشحن التجارية بالبقاء بعيداً تماماً من السفينة المتضررة ووقف تحركات طاقمها" مضيفة أن "السفينة تتوافق مع مواصفات الأهداف (المعلن عنها) من قبل الحوثيين".

أميركا وبريطانيا تشنان منذ أشهر غارات على مناطق باليمن ردا على استهداف الحوثيين سفنا بخليج عدن والبحر الأحمر (رويترز) هجمات متعددة

وفي هجوم منفصل، أوردت وكالة "يو كيه إم تي أو" أن انفجارا وقع قرب سفينة تجارية في البحر الأحمر، على بعد حوالي 80 ميلا بحريا شمال غرب ميناء الحديدة اليمني الذي يسيطر عليه الحوثيون، من دون تسجيل أضرار أو إصابات.

وكان الحوثيون أعلنوا أمس أنّهم هاجموا 3 سفن خلال الـ24 ساعة الماضية، بما في ذلك السفينة "فيربينا" وذلك "انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ورداً على الجرائم المرتكبة بحق سكان قطاع غزة، ورداً على العدوان الأميركي البريطاني على اليمن".

والخميس أيضا أعلنت جماعة الحوثي أن الولايات المتحدة وبريطانيا شنتا غارتين في محافظة الحديدة الساحلية غرب اليمن.

وقالت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين في خبر عاجل مقتضب إن "العدوان الأميركي البريطاني استهدف بغارتين مديرية الصليف في محافظة الحديدة".

والأربعاء، أصيبت السفينة التجارية "توتور" التي تملكها شركة يونانية بأضرار أثناء إبحارها في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، في هجوم تبنّاه الحوثيون، وأسفر -وفق الجيش الأميركي- عن تسرب مياه خطير على متن السفينة.

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي يشنّ الحوثيون هجمات متكررة على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويقول الحوثيون إنّهم ينفّذون هذه الهجمات تضامناً مع الفلسطينيين في غزة، حيث تشنّ إسرائيل منذ نحو 9 أشهر حرباً مستمرة على القطاع خلفت حتى اليوم أكثر من 122 ألف شهيد ومصاب وآلاف المفقودين ودمارا هائلا ومجاعة أسفرت عن وفاة عشرات الأطفال والمسنين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی البحر الأحمر الجیش الأمیرکی

إقرأ أيضاً:

"ستريت جورنال": الحوثيون عدو صعب وشرس أرهقوا البحرية الأمريكية بعمليات معقدة (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن جماعة الحوثي في اليمن هزت البحرية الأمريكية وأحدثت تحولاً في الحرب البحرية لأقوى دول العالم تقدما في التسليح العسكري.

 

واضافت الصحيفة في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن القصف المعارك العنيفة التي دارت رحاها داخل اليمن وفي عرض البحر الأحمر بين الحوثيين والبحرية الأميركية دفع بحّارة الأخيرة إلى حافة الانهيار، قبل أن يوافق الطرفان في أوائل مايو/أيار المنصرم على وقف إطلاق النار.

 

وأكدت أن وتيرة العمليات أثرت على البحارة الذين كانوا مضطرين إلى البقاء متيقظين على مدار الساعة لأنهم كانوا باستمرار في مرمى نيران الحوثيين. ولذلك، لم تقم حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت أيزنهاور" سوى برحلة قصيرة واحدة خلال 7 أشهر من القتال.

 

وبحسب الصحيفة فإن المسؤولين الأميركيين يعكفون الآن على تحليل ذلك الصراع لمعرفة كيف تمكن خصم "مشاكس" من تحدي واختبار أفضل أسطول سطحي في العالم.

 

وذكرت أن واشنطن شارطت بنحو 30 سفينة أمريكية في (العمليات القتالية) بالبحر الأحمر منذ أواخر 2023″، الأمر الذي يشير إلى حجم الردع الذي فرضته الجماعة المتمردة في اليمن، ومدى فشل قوة أمريكا البحرية الهائلة في حماية إسرائيل.

 

ونقلت الصحيفة مسؤولين أمريكيين قولهم: إن القتال مع الحوثيين قدم تجربة قتالية لا تقدر بثمن، مشيرين إلى التنوع المدروس الذي أظهرته القوات المسلحة اليمنية في عملياتها الهجومية على القوات الأمريكية.

 

وأشاروا إلى تنوع أنماط الهجمات الحوثية الليلية على سفننا بالطائرات المسيرة والصواريخ الانزلاقية فوق الأمواج، عقّدت مسألة تتبعها.

 

وأفادوا بأن الحوثيين أثبتوا أنهم خصم صعب المراس بشكل مدهش، إذ اشتبكوا في أعنف معارك تخوضها البحرية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية "رغم أنهم كانوا يقاتلون من كهوف وأماكن تفتقر إلى أبسط المرافق في واحدة من أفقر دول العالم". مؤكدين أن البحرية الأمريكية أصيبت بالإرهاق إثر العمليات اليمنية ضدها في البحر الأحمر.

 

وطبقا للصحيفة فإن الحوثيين استفادوا من انتشار تكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيرة الرخيصة الثمن التي حصلوا عليها من إيران، وأطلقوا صواريخ باليستية مضادة للسفن في أول استخدام قتالي على الإطلاق لهذا السلاح الذي يعود إلى حقبة الحرب الباردة، وابتكروا طريقة لنشر أسلحتهم.

 

وأدى نشر القوات لقتال الحوثيين وفق الصحيفة إلى سحب موارد وعتاد عسكري كانت موجهة إلى الجهود المبذولة في آسيا لردع الصين، وتسبب في تأخير جداول صيانة حاملات الطائرات. ومن المتوقع أن تظل آثار هذا الانتشار ماثلة لسنوات قادمة.

 

مسؤولون في البحرية الأمريكية يعتقدون أن قتالهم ضد جماعة الحوثي قدم لهم خبرة قتالية لا تقدر بثمن، ويُنظر إلى الصراع في البحر الأحمر داخل البنتاغون على أنه إحماء لصراع محتمل أشد ضراوة وتعقيدًا وأثرًا.

 

وبشأن المواجهات التي وقعت بين الحوثيين والأميركيين يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وصفتها الصحيفة بأنها أعنف قتال تتعرض له سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية منذ ما يقرب من قرن، إذ أسقط الحوثيون أكثر من 12 طائرة مسيرة و4 صواريخ كروز سريعة التحليق.

 

وقال برايان كلارك، الخبير الاستراتيجي السابق في البحرية والزميل البارز في معهد هدسون، عن نشر حاملة طائرات في المنطقة: "إنها فرصة سهلة في المنطقة، وفي نطاق أسلحة الحوثيين".

 

واعتادت البحرية العمل في بيئة مماثلة في الخليج العربي، حيث يكون الإيرانيون على مسافة قريبة. لكن ردع الميليشيات مثل الحوثيين أصعب من ردع الحكومة النظامية، وقد أصبحت هذه الجماعات أكثر خطورة مع انتشار الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والطائرات المسيرة الهجومية.

 

واضاف كلارك: "كنا قادرين على العمل بالقرب من الشاطئ بهذه الطريقة، لأن التوقع كان أن الخصوم لن يهاجموا حاملة طائرات خوفًا من العواقب".

 

غالبًا ما كان لدى البحارة أنظمة رادار مضبوطة على حساسية عالية لمنحهم الوقت لاعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ. كانت مراجعة إعدادات الرادار وتحسينها لتجنب التقاط نتائج إيجابية خاطئة مع الاستمرار في رصد التهديدات على مسافة مناسبة من أصعب المهام ومصدرًا رئيسيًا للتوتر لمشغلي السفن، وفقًا لضابط قضى ستة أشهر في البحر الأحمر.

 

ويخضع فقدان الطائرات المقاتلة الثلاث التابعة لحاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس ترومان" للتحقيق من قِبل البنتاغون. وصرح مسؤول في البحرية الأمريكية: "إنه أمر غير مسبوق. ربما يكون مجرد مصادفة أو سوء حظ - أو ربما هناك بعض المشكلات الكامنة".

 

وخلصت الصحيفة في تقريرها إلى القول "في حين لم ينجح الحوثيون قط في ضرب سفينة أمريكية، إلا أنهم تحسنوا في تتبع الأهداف المتحركة".

 


مقالات مشابهة

  • كيف تسبب “مجتمع دولي من فاعلي الخير” في فقدان الولايات المتحدة بوصلتها في اليمن؟
  • ابتزاز دولي في البحر الأحمر وتوسع نفوذ على وقع الصراع في غزة.. تحليل سفير بريطانيا السابق لدى اليمن لسلوك الحوثيين
  • قتلى وجرحى بهجوم على مسجد وسط اليمن
  • الاتحاد الأوروبي يسعى لتحالف خليجي–أفريقي لحماية البحر الأحمر وسط تراجع أمريكي
  • سفينة «أسطول الحرية» المتوجهة نحو غزة تنقذ مهاجرين سودانيين في البحر
  • الجيش الإسرائيلي يعلن رسميًا مقتل 4 جنود بهجوم خانيوس جنوب قطاع غزة
  • إصابة 10 أشخاص فى انقلاب ميكروباص شمال البحر الأحمر
  • واشنطن في ورطة.. تقارير غربية توثق الهزيمة الأمريكية أمام اليمن في البحر الأحمر
  • "ستريت جورنال": الحوثيون عدو صعب وشرس أرهقوا البحرية الأمريكية بعمليات معقدة (ترجمة خاصة)
  • وول ستريت جورنال: كيف استطاع الحوثيون قض مضاجع البحرية الأميركية؟