توفي الكاتب والسيناريست السوري فؤاد حميرة يوم الجمعة، عن عمر ناهز 59 عاما إثر نوبة قلبية حادة في مصر التي كان يقيم فيها منذ سنوات بعدما انتقل إليها من فرنسا.

وتعجب أصدقاؤه والمقربون منه، إذ رحل بعدما كتب منشور منذ أيام عن ترحبيه بالموت، كتب فيه بالصدفة: "نعم.. الموت حلو يا أولاد".

ونعى كتاب وممثلون سوريون وعرب، السيناريست السوري الذي قدم قبل سنوات مسلسله الشهير "غزلان في وادي الذئاب"، على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب السيناريست سامر رضوان: "الفجيعة تأكل قلبك كل يوم، وتزاد اتساعا ودمعا كلما رحل واحد من الأصدقاء الجميلين".

وأضاف: "فؤاد حميرة، أحد أساتذة الكتابة الدرامية في سوريا، وصاحب الأعمال التي لا يمكن للأعمى أن يمر بها دون رفع قبعة الاحترام، يرحل حاملا في حقيبة قهره سنين الخذلان والمنفى".

ولد الكاتب والسيناريست فؤاد حميرة في دمشق عام 1965، وهو من أبرز الكتاب في الدراما السورية، وله الكثير من الأعمال، وكانت بدايته في مجال الدراما من خلال مسرح "الشبيبة" ثم المسرح الجامعي، ويعد مسلسل "الحصرم الشامي" الذي طرح في 2007، كان أول أعماله الدرامية.

إقرأ المزيد وفاة منتج سينمائي مصري شهير

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار سوريا أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة دمشق فنانون مشاهير وفيات

إقرأ أيضاً:

العيد في غزة وانتظار الموت

يحل عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة الموافق السادس من شهر حزيران/ يونيو، بينما يعيش المسلمون، ولا سيما سكان قطاع غزة، أسوأ الظروف المعيشية منذ بدء العدوان المستمر في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

في ظل هذا الواقع المأساوي الذي يشمل القتل والتهجير والمجاعة، يستقبل أهالي القطاع العيد.. في ظل المجازر المستمرة والإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين.

يحل عيد الأضحى المبارك هذا العام، ليكون العيد الرابع الذي يمر على الغزيين في ظل العدوان المستمر، الذي خلف أكثر من 179 ألف قتيل وجريح فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، وما يزيد الوضع سوءا؛ المجاعة التي أودت بحياة الكثيرين، بمن فيهم أطفال ونساء.

غابت بهجة العيد عن غزة الجريحة، المنهك أهلها والمحاصرة من عدوٍّ بغيض محتل لا يعرف إلاّ القتل والخراب والفساد، ومن قريب يرى الظلم ويسمع ولا يحرّك ساكنا
فخلافا للأعياد الثلاثة السابقة، يأتي هذا العيد وسط مجاعة غير مسبوقة، نتيجة لإغلاق الاحتلال المعابر أمام الإمدادات منذ 2 آذار/ مارس الماضي.

تستذكر العائلات أن العيد فقَدَ بهجته بعد أن سلبت الحربُ أرواح أحبائهم، وتركتهم يعيشون في خوف دائم من أصوات الانفجارات الناجمة عن قصف الاحتلال العنيف لكل شيء في قطاع غزة. وقد قضى فقدان المسكن الآمن والملابس الجديدة النظيفة على فرحة العيد، إذ يعيشون في ظروف إنسانية قاسية داخل خيام مهترئة تعج بالحشرات والقوارض، مما يزيد من معاناتهم، ويؤكدون أن الحرب سرقت فرحتهم، ولم يبقَ ما يحتفلون به، فالكثير ممن كانوا يجتمعون في هذه الأعياد والمناسبات قد استشهدوا، ولم يبقَ سوى ذكريات تزيد الجراح ألما، خاصة في أيام العيد التي تمر على الفلسطينيين في قطاع غزة كالملح على الجرح.

غابت بهجة العيد عن غزة الجريحة، المنهك أهلها والمحاصرة من عدوٍّ بغيض محتل لا يعرف إلاّ القتل والخراب والفساد، ومن قريب يرى الظلم ويسمع ولا يحرّك ساكنا.

انطفأت الألوان الزاهية والأضواء البراقة وضجيج الناس، وتلك الخطوات المتسارعة التي تملأ الأرصفة والشوارع والحارات، وحلّت محلها أصوات القصف والصراخ والفقد والدمار، لا ملابس جديدة إلّا الأكفان إن وجدت، ولا بحث عن أماكن للتنزه سوى النزوح المتكرر إلى أماكن أخرى.

القلوب ممتلئة بالحزن والوجع، والحياة شاحبة في العيون، والحناجر تغص بالألم. ترتجف الأصوات رهبة وتفيض الدموع أسى، وتكاد الصدور تختنق من ضيق الأنفاس، تتوقف عجلة الحياة للحظات من هول المصاب الجلل الذي يعجز عن استيعابه إنسان. على الرغم من الألم والمآسي المستمرة، يطل عيد الأضحى على غزة وسط الإبادة والقصف والجوع؛ لا فرحة، لا زينة، ولا أصداء لضحكات الأطفال التي كانت تملأ الأرجاء، أكثر من ثمانية عشر شهرا من الحرب المتواصلة حوّلت العيد إلى يوم آخر من أيام المعاناة، لا بيوت تستقبل الزوار، ولا أسواق تعج بالمتبضعين، لم يعد العيد مناسبة للفرح، بل تحول إلى جرح مفتوح يذكّر أهلها بمن فقدوهم، ومع كل قصف ومع كل شهيد، يزداد الألم، لكن يبقى الأمل معقودا على انتهاء الحرب، ليعود العيد محملا بالفرح الحقيقي، لا بوجع الفقد والنزوحولا ساحات تفيض ببهجة الصغار. أصبح العيد في غزة ذكرى حزينة، والأطفال الذين كانوا ينتظرونه بملابس جديدة وألعاب ملونة، يمضونه اليوم في أكفان وبين الأنقاض أو في مخيمات النزوح، بحثا عن حياة سُلبت منهم بفعل الحرب والمذابح اليومية.

يتذكر سكان غزة كيف كانت ثلاجاتهم تمتلئ بلحوم الأضاحي، سواء أُهديت إليهم من الأقارب والجيران، أو بعد ذبح أضاحيهم، أما الآن، فهم يتوقون إلى تذوق أي نوع من اللحوم التي اختفت من الأسواق منذ أشهر، بعد أن كانت تدخل بكميات محدودة للغاية بسبب إجراءات الحصار "الإسرائيلي".

في شوارع غزة التي كانت تتزين بالفوانيس في كل عيد، لا يرى المرء اليوم سوى الدمار والخراب، الأسواق التي كانت تعج بالحياة تحولت إلى أطلال، والمتاجر إما مدمرة أو خاوية بفعل الحصار.

في بيوت غزة، حيث كان العيد يُستقبل بالكعك ورائحة القهوة، أصبح تأمين لقمة العيش معركة يومية، ونقص الغذاء والماء جعل أبسط مظاهر العيد ترفا بعيد المنال. لم يعد العيد مناسبة للفرح، بل تحول إلى جرح مفتوح يذكّر أهلها بمن فقدوهم، ومع كل قصف ومع كل شهيد، يزداد الألم، لكن يبقى الأمل معقودا على انتهاء الحرب، ليعود العيد محملا بالفرح الحقيقي، لا بوجع الفقد والنزوح. فبدلا من استقبال العيد بالبهجة، يمضي سكان غزة أيامهم في البحث عن جثث أحبائهم، وانتشال الرفات من تحت الأنقاض، ودفن الشهداء الذين يسقطون يوميا، والأحياء ينتظرون الموت عوضا عن العيد.

مقالات مشابهة

  • بعد قرار إلغاء عيد الأضحى... إقبال كثيف على "بيبي" بسوق أولاد موسى وارتفاع في الأسعار بـ30 درهماً للكيلوغرام
  • لقطات لم ترها من قبل لملك الأردن وعائلته في كتاب على العهد
  • ماهي أسباب إعفاء الكاتب العام لوزارة النقل من طرف الوزير قيوح؟
  • العيد في غزة وانتظار الموت
  • دارة الملك عبدالعزيز تصدر كتابًا يوثّق المقامات في المسجد الحرام
  • قيوح يُقيل الكاتب العام لوزارة النقل وسط تكهنات بتصفيات حسابات
  • أولاد دقلو يقتلون أهلهم
  • موعد صلاة عيد الأضحى 2025.. أبرز الأعمال المستحبة قبل الذهاب للمسجد
  • وزير الشباب يبحث مع السيناريست مدحت العدل تطوير مسابقة إبداع
  • ما الذي يمنح السلطة شرعيتها؟ كتاب يفتح الباب لمقاربة فلسفية جديدة