كيف سيؤثر مقتل علي يعقوب جبريل على الصراع في السودان؟
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
وفقا للجيش السوداني فقد قتل جبريل عندما أحبطت القوات النظامية وأفراد من “القوة المشتركة” المكونة من جماعات غير عربية من دارفور كانت متمردة في السابق لكنها متحالفة حاليا مع الجيش
التغيير:(وكالات)
يشكل مقتل القائد العسكري البارز في قوات الدعم السريع السودانية علي يعقوب جبريل ضربة معنوية وأخرى “عملياتية على القوات شبه العسكرية التي تخوض معارك شرسة في إقليم دارفور ومناطق أخرى مع قوات الجيش السوداني منذ أكثر من عام، وفقا لمراقبين.
وأعلن الجيش السوداني، الجمعة، مقتل جبريل الذي كان يشغل منصب قائد قطاع وسط دارفور بقوات الدعم السريع، وذلك خلال معركة في مدينة الفاشر التابعة لولاية شمال دارفور.
ولم يصدر تأكيد بعد من الدعم السريع، لكن مقاطع مصورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، لم يتسن لموقع الحرة التأكد من صحتها، أظهرت مجموعة من المسلحين وهم يحيطون بشاحنة صغيرة وضعت فيها جثة جبريل، وسط هتافات وإطلاق نار في الهواء تعبيرا عن الفرح.
تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر، التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة، منذ أسابيع، وتعد آخر مدينة رئيسية في منطقة دارفور بالسودان لا تسيطر عليها القوات التابعة لمحمد حمدان دقلو.
وفقا للجيش السوداني فقد قتل جبريل عندما أحبطت القوات النظامية وأفراد من “القوة المشتركة” المكونة من جماعات غير عربية من دارفور كانت متمردة في السابق لكنها متحالفة حاليا مع الجيش، هجوما شنته قوات الدعم السريع في وقت مبكر من صباح، الجمعة.
عقوبات أمريكية
وجبريل، الخاضع لعقوبات أميركية، هو زعيم ميليشيا سابق في ولاية وسط دارفور، تلاحقه اتهامات بارتكاب انتهاكات وجرائم إثنية عدة قبل أن يلتحق بقوات الدعم السريع حيث تولى قيادة قطاع وسط دارفور، بحسب ما أفاد مراسل “الحرة”.
ووفقا للمحلل السياسي السوداني طاهر المعتصم فإن جبريل وأحد من أشهر القادة العسكريين في دارفور ونجح في قيادة “الكثير من العمليات المهمة لقوات الدعم السريع سواء في الجنينة وغيرها”.
يقول المعتصم لموقع “الحرة” إن مقتل جبريل “سيؤثر كثيرا على قوات الدعم السريع، لأنها كقوات قائمة على القيادات وليس السلسلة الهرمية كما في الجيوش النظامية أو الميليشيات الأخرى”.
ويضيف المعتصم أن قوات الدعم السريع “تعتمد بشكل كبير على القادة الميدانيين الذين يمثلون الهرم العسكري الذي تندرج تحت أمرتهم باقي القوات”.
ويشير الى أن مقتل جبريل يمثل “هزيمة معنوية لقوات الدعم السريع، ولكنها في نفس الوقت مجرد نهاية معركة ولا تعني نهاية الحرب”.
بدوره يوضح الصحافي السوداني محمد أبو بكر الأهمية التي كان جبريل يتمتع بها ومنها أنه واحد “من أهم عناصر الارتباط بين قوات الدعم السريع وأطراف إقليمية من أجل تأمين وصول الامدادات العسكرية”.
ويشير أبو بكر إلى أن جبريل كان “يقود المعارك بنفسه، وهو واحد من كبار الزعماء القبليين ليس فقط في دارفور وإنما تشاد أيضا”.
أبرز المنظرين
كذلك يعتبر جبريل “من أبرز المنظرين لأهداف ميليشيا الجنجويد طويلة الأمد والمتمثلة بإنشاء دولة موعودة في دارفور”، وفقا لأبو بكر.
يعرف جبريل سابقا بعلاقات مميزة مع قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، حيث عملا سويا بقوات حرس الحدود في دارفور قبل تشكيل الدعم السريع، كما يعد أحد أذرع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، بما له من صلة قرابة، بحسب صحيفة “السودان تريبيون”.
وبعد نشوب الحرب بين الجيش والدعم السريع، سعى جبريل للتوسط بين حميدتي والبرهان دون نتيجة.
وجبريل المقرب نسبا من حميدتي، قام بدور فعال في الهجمات التي شنتها الدعم السريع علي الفاشر مؤخرا، كما لعبت قواته دورا حاسما في عمليات الدعم السريع في عموم دافور.
ومنذ أبريل الماضي، وصل جبريل إلى شمال دارفور ضمن تحركات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر، حيث سيطرت قواته علي مدينة مليط 56 كيلومترا شمال الفاشر ذات الموقع الاستراتيجي والمنفذ الوحيد الذي يغذي عاصمة شمال دارفور بالمواد الغذائية القادمة من ليبيا وشمال السودان.
وعند بداية الحرب في ابريل الماضي قاد، جبريل “الهجوم على حاميات القوات المسلحة في دارفور، ودمر البنية التحتية لمؤسسات الدولة والاتصالات، وهاجم البنوك والأسواق والمتاجر”، بحسب “أخبار السودان”.
ويرى المعتصم أن “الفاشر ما تزال مهددة بالاجتياح من قبل قوات الدعم السريع، حيث من المتوقع أن تشن قوات الدعم السريع عمليات انتقامية ردا على مقتل جبريل”.
ويشير الصحافي محمد أبو بكر إلى أن مقتل جبريل سيؤثر على عمليات التخطيط والتكتيكات داخل قوات الدعم السريع”.
ويبين أن “قوات الدعم السريع تمتلك قادة آخرين يمكنهم أخذ محل جبريل، لكن مقتله سيزيد بالتأكيد من الهجمات الانتقامية لقوات الدعم السريع للرد على مقتله في دارفور وأماكن أخرى في السودان”.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل من العام الماضي بسبب خلاف حول تفاصيل وبنود فترة انتقالية تفضي إلى حكم ديمقراطي، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وسرعان ما امتد إلى مناطق أخرى من البلاد.
وتسبب الصراع في أكبر أزمة نزوح في العالم، وزيادة حادة في معدلات الجوع، فضلا عن تجدد العنف العرقي في دارفور وهو ما اتهمت قوات الدعم السريع وجماعات متحالفة معها بالتسبب فيه.
نقلاً عن موقع الحرة
الوسومآثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع حصار الفاشرالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع حصار الفاشر قوات الدعم السریع مقتل جبریل فی السودان فی دارفور
إقرأ أيضاً:
مقتل 4 جنود وإصابة آخرين جراء استهداف معسكر للجيش السوداني
أشارت مصادر سودانية إلى مقتل 4 جنود وإصابة آخرين جراء استهداف معسكر للجيش السوداني بولاية النيل الأبيض.
ويأتي ذلك في إطار الحرب المُستمرة بين الجيش الوطني السوداني وميليشيات الدعم السريع.
وذكر شهود عيان أن مسيرة تابعة للدعم السريع استهدفت المحطة التحويلية القديمة بمدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وأشارت مصادر سودانية إلى ارتفاع أعداد ضحايا مجزرة الدعم السريع في كالوقي جنوبي كردفان إلى 114 قتيلاً.
ووصفت المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات الهجوم الذي استهدف مدينة كلوقي في السودان، وأسفر عن مقتل مدنيين معظمهم من الأطفال، بأنه "جريمة حرب واضحة".
وأكدت أن الاتحاد الأوروبي يدين بشدة هذا الاعتداء، مشيرة إلى أن استهداف المدنيين يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويستوجب محاسبة المسؤولين عنه دون تأخير.
وأصدرت وزارة الخارجية السودانية، في وقت سابق، بياناً قالت فيه إن مليشيا الدعم السريع ارتكبت أمس مذبحة في مدنية كلوقي جنوب كردفان.
وأشارت الوزارة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل 79 مدنياً بينهم 43 طفلاً.
وأدان برنامج الغذاء العالمي الهجوم الذي استهدف شاحنة ضمن قافلة إنسانية شمال دارفور بغرب السودان، مطالباً بتحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عن الحادث لضمان حماية المساعدات الإنسانية.
وقالت شبكة أطباء السودان، في وقتٍ سابق، إن الحصار المفروض على مدينتي الدلنج وكادوقلي يعرض حياة آلاف المدنيين للخطر.
وأضافت: "وفاة 23 طفلاً بسبب سوء التغذية الحاد خلال شهر بمدينتي الدلنج وكادوقلي بجنوب كردفان".
وقالت منظمة الهجرة الدولية، في وقتٍ سابق، إن تصاعد القتال في كردفان يُجبر سكانها على النزوح.
وذكرت مصادر سودانية أن هناك مواجهات اندلعت داخل مدينة بابنوسة في غرب كردفان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
قالت شبكة أطباء السودان إنه تم تسجيل 32 حالة اغتصاب مؤكدة خلال أسبوع لفتيات من مدينة الفاشر وصلن إلى طويلة.
ويأتي ذلك في إطار الكشف عن جرائم الدعم السريع في السودان خلال الفترة الأخيرة.
وأشارت مصادر سودانية إلى أن الجيش السوداني بدأ في بسط سيطرته على بلدة أم دم حاج أحمد بولاية شمال كردفان.
وذكرت المصادر أن الجيش السوداني يبدأ عملية عسكرية واسعة النطاق.
وقال عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، إنه لا نهاية للحرب إلا بالقضاء على ميليشيا الدعم السريع.
وأضاف قائلاً: "سنواصل القتال ضد ميليشيا الدعم السريع".
وأعلن البرهان التعبئة العامة من منطقة السريحة بولاية الجزيرة.