بوابة الوفد:
2025-07-29@18:17:36 GMT

مئوية رجل عظيم

تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT

قبل قرن من الزمان، وبالتحديد فى 22 يونيو ولد طفل موهوب متفرد، وفى 12 مارس 1995 رحل الطفل بعد أن صار شيخًا حكيمًا، حيث عاش حياة مترعة بالجهد والابتكار… حياة يظللها عشق لا شبيه له للعمل والحكمة والفن والثقافة والإبداع.

فى قرية منسية يقال لها (أبو الغر/ مركز كفر الزيات) بمحافظة الغربية نشأ هذا الطفل لأب أفقر من الفقر، لكن سرعان ما غادر هذا الأب الحياة تاركًا الطفل ذا السبع سنوات بحوزة أمه وشقيقه الأكبر يوسف الذى يكبره بعامين فقط، فكيف واجه طفلان ذكيان جدًا مصاعب الحياة وشراستها قبل أكثر من تسعين عامًا؟.

اضطر الطفل إلى مغادرة المدرسة بعد أنهى الصف الثانى الابتدائى، لكن ذكاءه الملحوظ جعله عاشقًا للقراءة والاطلاع. وعلى الفور التحق مع شقيقه بعدة ورش صغيرة فى المحلة، ثم انضم عام 1937 إلى جيش العمال بمصانع المحلة الكبرى للغزل والنسيج.

فى عام 1940 تجاوزت قراءاته سنه، فكان عقّله يتألق ويبرق مع كل فكرة لافتة أو عبارة جميلة. فكان مفتونًا بسلامة موسى وطه حسين وشوقى ودارون ودوستويفسكى ورمبرانت وصاروخان ورخا. وقد اكتشف أن القاهرة هى ينبوع الفكر والفن والثقافة والإبداع، فقرر مع شقيقه الأكبر مغادرة المحلة إلى الأبد والتوجه نحو القاهرة للعمل والاستقرار.

وقد قال لي: (كى أكون قريبًا من سلامة موسى وطه حسين وأم كلثوم وعبدالوهاب ويوسف وهبى والريحانى والشيخ رفعت والأهرام والهلال).

فى سنة 1943 عاد إلى قريته لعدة أيام، ليتزوج ابنة عمته الفتاة الجميلة التى تصغره بأربعة أعوام، والتى لم تنعم بالجلوس لحظة فى أى صف دراسى. ثم أتى بها إلى القاهرة ليعلمها القراءة والكتابة بنفسه، فتستجيب بسرعة البرق، وينتشى عقلها بمطالعة الصحف والمجلات والروايات.

فاصطحبها معه إلى صالون سلامة موسى الذى كان يعقده فى بيته بالفجالة كل أربعاء.

قاوم الشاب وشقيقه الاحتلال الإنجليزى مع المقاومين وتظاهر مع المتظاهرين واعتقلوه مع المعتقلين وأصيب إبهامه الأيسر إصابة ظلت آثارها بادية حتى رحيله، ولما أنجب أبناءه السبعة حرص الحرص كله على أن ينالوا أرقى درجات التعليم، فكان منهم المحاسب والمهندس وعالمة الفيزياء النووية وخبير النسيج والموجهة الأولى بالتعليم..و..و.

فى خمسينيات القرن الماضى وستينياته كان الرجل أمهر ميكانيكى نسيج فى مصر كلها، بل ابتكر طريقة ما لتطوير أداء ماكينة النسيج إنجليزية الصنع، وكان يردد بجدية: (بدون جهد يومى ومثابرة دائمة لا يطور الإنسان عمله).

بعد رحيله بسنوات التقيت أناسًا لا يعرفون أننى أعرفه، وجاءت سيرته ففاح عطر الذكرى المكان، وانهالت أمطار المديح على أخلاق الرجل وسلوكه الراقى ومواهبه الفذة، حتى أذكر أن سائق التاكسى الذى ركبت معه مرة، رفض أن يتقاضى أجرته على الإطلاق، رغم إصرارى، عندما علم بعلاقتى به.

بعد صلاة فجر 12 مارس 1995، نام قليلا، ثم استيقظ دقائق، ثم نام فى هدوء إلى الأبد.

نسيت أن أخبرك أن هذا الرجل العظيم هو والدى المرحوم عبدالفتاح إبراهيم عراق.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ناصر عراق قبل قرن من الزمان رحل الطفل مركز كفر الزيات

إقرأ أيضاً:

متطرف بريطاني معاد للمسلمين يرتكب اعتداء عنيفا بعد أسابيع من مغادرة السجن (فيديو)

بعد نحو شهرين من خروجه من السجن على خلفية قضية سابقة، ارتكب الناشط البريطاني اليميني المتطرف ستيفن ياكسلي لينون، المعروف باسم تومي روبنسون، اعتداء عنيفا على رجل في محطة للقطارات، قبل أن يفر من البلاد مع بدء الشرطة تحقيقاتها.

وأظهر تسجيل فيديو روبنسون (42 عاما) بالقرب من رجل ممدد على الأرض وفاقد للوعي في محطة سانت بانكراس للقطارات في لندن، بينما كان رجل آخر يحاول إبعاد روبنسون وهو ينادي على موظفي الأمن في المحطة للمساعدة، قبل أن يغادر روبنسون المكان.

ومع بدء الشرطة تحقيقاتها في الاعتداء الذي وقع مساء الاثنين، عقب انتشار تسجيل للحادثة، نقلت وسائل إعلام بريطانية عن الشرطة أن روبنسون فر من البلاد صباح الثلاثاء.

وقالت شرطة النقل البريطانية الثلاثاء: "على خلفية تقرير عن اعتداء في محطة سانت بانكراس الليلة الماضية (28 تموز/ يوليو)، أكد ضباط أن المتهم، وهو رجل يبلغ من العمر 42 عاما، قد غادر البلاد على متن طائرة في الساعات الأولى من هذا الصباح". وأضافت الشرطة: "المحققون يتابعون العمل عن قرب للتقدم في التحقيقات والقبض عليه لاستجوابه".

ولم يتضح سبب الاعتداء على الرجل أو الطريقة التي اعتدى روبنسون بها عليه، لكن يُسمع صوت روبنسون وهو يقول للرجل الذي كان في المكان: "هو الذي أتى إليّ.. لقد رأيت ذلك".

وفي فيديو آخر، ظهر محققون وهم يجمعون الأدلة الجنائية في المكان، وظهرت بقة كبيرة من الدماء على الأرض، في موقع رأس الرجل المصاب، لكن وسائل إعلام قالت إن حياة الرجل الذي لم يُكشف عن هويته؛ ليست في خطر.

وكان روبنسون قد ظهر في وقت سابق الاثنين، حيث ظهر في فيديو نشره على حسابه في منصة إكس؛ وهو يروّج لمظاهرة لليمين المتطرف في 13 أيلول/ سبتمبر.

ويشار إلى أن روبنسون قد أطلق سراحه من السجن في 27 أيار/ مايو الماضي، بعد قضائه حكما بالسجن على خلفية اتهامه بازدراء المحكمة بسبب تكرار ادعاءات كاذبة ضد اللاجئ السوري جمال حجازي رغم حصول الأخير على حكم قضائي سابق ضد روبنسون بتهمة التشهير.

 ودخل روبنسون السجن في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعدما حكم عليه بالسجن لمدة 18 شهرا في القضية. وفي نيسان/ أبريل الماضي أكدت محكمة الاستئناف الحكم، مشيرة إلى أن العقوبة المفروضة كانت مبررة بالنظر إلى طبيعة الجريمة وأثرها على سمعة الشخص المتضرر.

ويعد روبنسون، من أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في المملكة المتحدة، حيث يشتهر بتصريحاته العلنية المناهضة للإسلام والمهاجرين، وكان قد أسس رابطة الدفاع الإنكليزي (English Defence League) المعروفة بمواقفها المتطرفة.



مقالات مشابهة

  • متطرف بريطاني معاد للمسلمين يرتكب اعتداء عنيفا بعد أسابيع من مغادرة السجن (فيديو)
  • أوجارتي: أموريم «الرجل المناسب» لمانشستر يونايتد
  • فشل محاولة الرجل الطائر الفرنسي لعبور القنال الإنجليزي مجددًا
  • البليهي لـ نواف العابد: البعبع والله واحشني يبو فهدة حب عظيم .. فيديو
  • فيديو.. راكب يهاجم أميركا وترامب ويهدد بتفجير طائرة
  • هل الرجل ملزم بدفع زكاة الذهب المملوك لزوجته؟.. الأزهر يوضح رأي الشرع
  • الرجل الذي أنقذ العالم من جحيم الحر.. من هو كارير مخرع التكييف؟
  • وسيم السيسي: المصري يظل عظيمًا.. وعبقريته ظهرت في 6 أكتوبر و30 يونيو
  • متحدث شركة المياه لـ أحمد موسى: نعيش أزمة ولا بد من تكاتف الجميع حتى انتهاء المشكلة
  • كاهن يقتل مشردا حرقا