بوابة الوفد:
2025-12-13@09:58:11 GMT

مئوية رجل عظيم

تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT

قبل قرن من الزمان، وبالتحديد فى 22 يونيو ولد طفل موهوب متفرد، وفى 12 مارس 1995 رحل الطفل بعد أن صار شيخًا حكيمًا، حيث عاش حياة مترعة بالجهد والابتكار… حياة يظللها عشق لا شبيه له للعمل والحكمة والفن والثقافة والإبداع.

فى قرية منسية يقال لها (أبو الغر/ مركز كفر الزيات) بمحافظة الغربية نشأ هذا الطفل لأب أفقر من الفقر، لكن سرعان ما غادر هذا الأب الحياة تاركًا الطفل ذا السبع سنوات بحوزة أمه وشقيقه الأكبر يوسف الذى يكبره بعامين فقط، فكيف واجه طفلان ذكيان جدًا مصاعب الحياة وشراستها قبل أكثر من تسعين عامًا؟.

اضطر الطفل إلى مغادرة المدرسة بعد أنهى الصف الثانى الابتدائى، لكن ذكاءه الملحوظ جعله عاشقًا للقراءة والاطلاع. وعلى الفور التحق مع شقيقه بعدة ورش صغيرة فى المحلة، ثم انضم عام 1937 إلى جيش العمال بمصانع المحلة الكبرى للغزل والنسيج.

فى عام 1940 تجاوزت قراءاته سنه، فكان عقّله يتألق ويبرق مع كل فكرة لافتة أو عبارة جميلة. فكان مفتونًا بسلامة موسى وطه حسين وشوقى ودارون ودوستويفسكى ورمبرانت وصاروخان ورخا. وقد اكتشف أن القاهرة هى ينبوع الفكر والفن والثقافة والإبداع، فقرر مع شقيقه الأكبر مغادرة المحلة إلى الأبد والتوجه نحو القاهرة للعمل والاستقرار.

وقد قال لي: (كى أكون قريبًا من سلامة موسى وطه حسين وأم كلثوم وعبدالوهاب ويوسف وهبى والريحانى والشيخ رفعت والأهرام والهلال).

فى سنة 1943 عاد إلى قريته لعدة أيام، ليتزوج ابنة عمته الفتاة الجميلة التى تصغره بأربعة أعوام، والتى لم تنعم بالجلوس لحظة فى أى صف دراسى. ثم أتى بها إلى القاهرة ليعلمها القراءة والكتابة بنفسه، فتستجيب بسرعة البرق، وينتشى عقلها بمطالعة الصحف والمجلات والروايات.

فاصطحبها معه إلى صالون سلامة موسى الذى كان يعقده فى بيته بالفجالة كل أربعاء.

قاوم الشاب وشقيقه الاحتلال الإنجليزى مع المقاومين وتظاهر مع المتظاهرين واعتقلوه مع المعتقلين وأصيب إبهامه الأيسر إصابة ظلت آثارها بادية حتى رحيله، ولما أنجب أبناءه السبعة حرص الحرص كله على أن ينالوا أرقى درجات التعليم، فكان منهم المحاسب والمهندس وعالمة الفيزياء النووية وخبير النسيج والموجهة الأولى بالتعليم..و..و.

فى خمسينيات القرن الماضى وستينياته كان الرجل أمهر ميكانيكى نسيج فى مصر كلها، بل ابتكر طريقة ما لتطوير أداء ماكينة النسيج إنجليزية الصنع، وكان يردد بجدية: (بدون جهد يومى ومثابرة دائمة لا يطور الإنسان عمله).

بعد رحيله بسنوات التقيت أناسًا لا يعرفون أننى أعرفه، وجاءت سيرته ففاح عطر الذكرى المكان، وانهالت أمطار المديح على أخلاق الرجل وسلوكه الراقى ومواهبه الفذة، حتى أذكر أن سائق التاكسى الذى ركبت معه مرة، رفض أن يتقاضى أجرته على الإطلاق، رغم إصرارى، عندما علم بعلاقتى به.

بعد صلاة فجر 12 مارس 1995، نام قليلا، ثم استيقظ دقائق، ثم نام فى هدوء إلى الأبد.

نسيت أن أخبرك أن هذا الرجل العظيم هو والدى المرحوم عبدالفتاح إبراهيم عراق.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ناصر عراق قبل قرن من الزمان رحل الطفل مركز كفر الزيات

إقرأ أيضاً:

هرب من العدالة في إيطاليا فتخفّى داخل مشهد الميلاد.. قبل أن يُكتشف أمره ويُعتقل

ألقت الشرطة الإيطالية القبض على رجل يبلغ من العمر 38 عامًا جنوب البلاد بعد أن اكتشفه عمدة البلدة متخفّيًا داخل مشهد لميلاد المسيح على أنه تمثال. وكان الرجل مطلوبًا بتهمة الاعتداء على ضابط شرطة، إضافة إلى تهربه من تنفيذ حكم بالسجن في بولونيا. ويُعد هذا الاكتشاف الغريب من أغرب حالات الاعتقال في البلاد

ألقي القبض على إيطالي حاول الهرب من ملاحقة الشرطة له يوم السبت متنكّرا في زيّ تمثال ضمن مشهد ميلاد المسيح في إحدى البلدات الواقعة جنوب البلاد.

بينما كنت أقف أمام مشهد المهد، الذي أبدعه حِرَفيُّونا المهرة، لاحظت شيئًا ظننته في البداية جزءًا من المشهد". "تفصيلٌ بدا لي عاديا ولكن تبيّن أنه أمرٌ بالغ الأهمية."

الرجل البالغ من العمر 38 عامًا والمنحدر من غانا اكتُشف أمرُه في بلدة غالاتوني، في منطقة بوليا، وذلك بفضل فطنة عمدة البلدة فلافيو فيلوني، الذي كان يمر بجوار المشهد في ساحة سانتيسيمو كروسيفيسو.

كتب فيللوني في منشور على فيسبوك: "بينما كنت أقف أمام مشهد المهد، الذي أبدعه حِرَفيُّونا المهرة، لاحظت شيئًا ظننته في البداية جزءًا من المشهد". "تفصيلٌ بدا لي عاديا ولكن تبيّن أنه أمرٌ بالغ الأهمية."

لأول وهلة، فكّر رئيس البلدية بالتواصل مع المنظمين لتهنئتهم على هذا التمثال "النابض بالحياة"، لكنه أدرك بعد التدقيق فيه أنه شخص حقيقي.

Related معرض دولي في الفاتيكان يعرض مغارات ميلاد من أنحاء العالم

اتصل فيلوني بمسؤول آخر في البلدة لإقناع الرجل بمغادرة مشهد المهد. لكن الأخير قاوم وادعى أن مشهد المهد هو منزله، وفقًا لما ذكرته صحيفة ليتشي بريما المحلية.

الشرطة الإيطالية شبه العسكرية تقوم بدورية في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، 24 أبريل/نيسان 2025 AP Photo

وصلت الشرطة المحلية وشرطة المقاطعة وعناصر الدرك (كارابينييري) بسرعة حيث تمكنت من تحديد هويّة الرجل باعتباره هاربًا مطلوبًا للعدالة.

ووفقا للتقارير، فقد كان الرجل قد فرّ من حكم بالسجن لمدة تسعة أشهر و15 يومًا في بولونيا بتهمة الاعتداء ومقاومة موظف عام.

وقال فيلوني: "بفضل التدخل السريع لشرطتنا المحلية وشرطة المقاطعة والدرك، تمكّنا من تعقب وتحديد هوية الشخص المطلوب للعدالة".

وقد شكر رئيس البلدية الشرطة على عملها، مضيفًا أن الحادث أكد "مدى أهمية وضع الثقة الكاملة في العمل اليومي لأولئك الذين يضمنون الأمن ويسهرون على سيادة القانون".

غالاتوني، هي بلدة يبلغ عدد سكانها حوالي 15,400 نسمة وتقع على بعد 26 كيلومتراً من ليتشي، في منطقة سالينتو جنوب بوليا.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • هل لباس المرأة هو سبب التحرّش.. أم الرجل هو المسئول؟
  • فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
  • هرب من العدالة في إيطاليا فتخفّى داخل مشهد الميلاد.. قبل أن يُكتشف أمره ويُعتقل
  • الدمام 20 مئوية.. بيان درجات الحرارة الصغرى على بعض مدن المملكة
  • محمد شوقي: فيلم الست عظيم ويركز على الجانب الإنساني لأم كلثوم
  • المؤرخ محمد شوقي: فيلم الست عظيم ومختلف ويركز على الجانب الإنساني لأم كلثوم
  • مؤرخ فني: فيلم الست عظيم ومختلف ويركز على الجانب الإنساني لأم كلثوم
  • الدمام 29 مئوية.. بيان درجات الحرارة العظمى على بعض مدن المملكة
  • أحمد موسى: تطوير وسط البلد نموذج يحتذى والرئيس السيسي يضع المواطن في مقدمة أولوياته
  • نتنياهو يقف في «طابور الخبز» بإيران!