جولة لـ التيّار الوطني الحرّ على المراجع الروحيّة تبدأ اليوم ولقاء مرتقب بين باسيل وصفا
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
يستكمل "التيار الوطني الحر" مبادرة رئيسه ورئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل الرئاسية، ويقوم بجولة جديدة تشمل المراجع الروحية، على ان تبدأ اليوم الخميس من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بلقاء نائب رئيسه الشيخ علي الخطيب. وتستكمل الاسبوع المقبل، بلقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي يعود الى بيروت مساء الاحد عائداً من السعودية بعد أدائه فريضة الحج.
وكتب علي ضاحي في" الديار": تكشف اوساط قيادية رفيعة في "التيار الوطني الحر" ان وفد التيار سيرأسه نائب رئيسه ربيع عواد، وسيحمل معه مبادرة باسيل ونتائجها الى المرجعيات الروحية، ولوضعها في نتائجها. وتشير الاوساط الى ان نتائج المبادرة كانت ايجابية وسط ترحيب من "الثنائي الشيعي"، حيث سمع باسيل خلال لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري "ثناءً وترحيباً" بالمبادرة. كما عبّر بري عن ارتياحه للايجابية التي تعاطى معها باسيل، في ما خص اي دعوة حوارية يدعو اليها.
وتلفت الاوساط الى ان الارتياح الشيعي لمبادرة باسيل، يؤكد ايجابية المكون المسيحي في التعاطي مع الحوار، ومن دون وضع شروط تعجيزية امام الحوار، ووضع شروط مسبقة هدفها تطيير اي حوار. وتشير الاوساط الى انه في ظل السلبية التي تتعاطى بها "القوات" ورئيسها سمير جعجع مع مبادرة بري ومساعيه الرئاسية، وكذلك مجاراة المكون المسيحي الآخر لها، اكان من "المعارضة" او "المستقلين" ولا سيما "الكتائب"، تأتي ايجابية باسيل للتأكيد على ان الصراع الرئاسي في لبنان ليس شيعياً- مسيحياً او بين "الثنائي" و "القوات" و "الكتائب"، بل هو استحقاق وطني، يحتاج الى حوار وتوافق للوصول الى جلسة انتخاب، تتطلب بدورها نصاب الثلثين في كل الدورات و65 نائباً في الدورة الثانية.
وتكشف الاوساط ان باسيل في صدد ايفاد النائب غسان عطالله بعد الاعياد الى بري لاستكمال التشاور معه، ولوضعه في نتائج لقاءاته. كما تكشف ان باسيل في صدد القيام بلقاءات اخرى مع قوى لا يزال هناك التباس معها، او نقاط عالقة في مبادرته.
وعلى صعيد العلاقة مع حزب الله، تؤكد الاوساط ان اللقاء بين باسيل ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد كان ايجابياً، وتركز على الملف الرئاسي حصراً وسط التأكيد على استكمال العلاقة الثنائية، رغم التباين الرئاسي وتمسك الحزب بترشيح سليمان فرنجية. وتلفت الاوساط الى ان باسيل سمع ايضاً ترحيب حزب الله من رعد لمبادرة باسيل الحوارية، وان حزب الله مع تكثيف اللقاءات التشاورية والحوارية، لان لا سبيل غير ذلك لكسر الاصطفافات والجمود.
وعن تعزيز العلاقة الثنائية، تكشف الاوساط عن تحضير خطوة هامة بين حزب الله والتيار، قد تترجم بلقاء قريب بين باسيل ومسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا. وقد يكون هناك خطوات لاحقة او سابقة للقاء بين الرجلين، والامور في خواتيمها ومتروكة للتطورات الامنية والعسكرية والسياسية في الايام المقبلة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ان باسیل حزب الله
إقرأ أيضاً:
رؤية الحج الإنسانية التي تتسع للعالم أجمع
يبدأ حجاج بيت الله الحرام غدًا الأربعاء في التوجه إلى مدينة الخيام في منى لقضاء أول أيام موسم الحج وهو يوم التروية استعدادًا للنسك الأعظم في الحج وهو الوقوف بصعيد عرفات الطاهر. ومشهد حجاج بيت الله الحرام وهم يؤدون مناسك الحج مشهد متكرر كل عام، ولكنه لا يفقد دهشته ولا عمقه، ملايين البشر يأتون من أقاصي الأرض، مختلفي اللغات والأعراق والانتماءات، ليقفوا على صعيد واحد، ولباس واحد، وأمام رب واحد. لا يوجد مشهد أكثر عظمة وأعمق دلالة من هذا المشهد الذي يحقق معنى المساواة والكرامة والاندماج الروحي بين الناس.
والحج إضافة إلى أنه الركن الخامس من أركان الإسلام فهو أيضا تجربة وجودية شاملة، تهذّب الروح، وتعيد ضبط علاقتها مع الآخر، وتغرس في النفس معاني التواضع والسكينة والعدالة. وفي الحج يمكن أن يقرأ الإنسان الكثير من القيم التي فطر الله الناس عليها، إضافة إلى دلالات مستمدة من يوم القيامة؛ حيث لا تقاس قيمة الإنسان بماله أو سلطته ولكن بامتثاله للحق، وبقدرته على تجاوز أنانيته نحو فهم أوسع للوجود البشري المشترك.
وإذا كان الحس الإنساني يتراجع اليوم أمام صراعات الهوية والتعصب والماديات القاتلة، فإن فريضة الحج تقدم نموذجا بديلا، فإضافة إلى شعار التوحيد فإن الحقائق التي يقرها الحج تتمثل في حقيقة الأخوة الإنسانية، ورسالة السلام، ومنهج الرحمة. ولعل المكان الوحيد في العالم الذي يتساوى فيه الجميع هو صعيد عرفات، والموقف الوحيد الذي تذوب فيه الحدود، هو الطواف. والمشهد الوحيد الذي تتحول فيه الجموع إلى روح واحدة مندمجة، هو الحج.
ومع اكتمال وصول حجاج بيت الله الحرام إلى جوار بيته العتيق فإننا نحتاج إلى أن نتأمل فريضة الحج وطقوسها لا بوصفها ممارسة فردية ولكن بوصفها منظومة قيمية قادرة على إنقاذنا من الانحدار الأخلاقي. فالحج يعلّمنا أن العظمة في التواضع، والقوة في الصفح، والكرامة في المساواة. ومن كان حجه مبرورا، فليجعله بداية لا نهاية، وليكن ما تعلمه هناك هو ما يزرعه هنا: في بيته، وفي عمله، وفي وطنه، وفي العالم بأسره.
وإذا كانت شعائر الحج تنتهي في مكة المكرمة فإنها تبدأ في نياتنا، وفي صدقنا، وفي استعدادنا لأن نكون أفضل مما كنا.
كل عام، تمنحنا هذه الرحلة فرصة جديدة، لنسأل أنفسنا: هل يمكن أن نكون حجاجا حتى وإن لم نذهب؟ هل يمكن أن نعيش مبادئ الحج ونحن في بيوتنا؟ هذا هو المعنى الحقيقي لحج لا ينتهي بعد أن تكون أرواحنا قد صقلت وملئت بالقيم الإنسانية النبيلة.