نفّذ الجيش السوداني عملية إنزال على مقر قيادته العامة بالخرطوم، في الوقت الذي قُتل وجُرح فيه مدنيون، وتعرض مستشفى لقصف خلال اشتباكات شرسة بين الجيش وقوات الدعم السريع في 3 مدن.

وذكرت مصادر قريبة من الجيش السوداني للجزيرة أن الجيش نفذ "عملية إنزال ناجحة"، وقدّم خلالها ما وصفه بالمعونات اللوجستية المختلفة لمقر القيادة العامة للجيش، وسط الخرطوم.

في غضون ذلك، تدور اشتباكات عنيفة خلّفت قتلى وجرحى بالعاصمة الخرطوم (وسط)، ومدينتي الفاشر مركز ولاية شمال دارفور (غرب)، والفولة مركز ولاية غرب كردفان (جنوب).

وقصف الجيش مواقع تابعة لقوات الدعم السريع بالطائرات والمدفعية، وسط مدينة الخرطوم والخرطوم بحري.

كما أفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش قصف بالمدفعية الثقيلة مواقع لقوات الدعم السريع حول حييْ الكدرو والحلفايا، شمالي مدينة الخرطوم بحري، إضافة إلى مواقع أخرى جنوبي مدينة أم درمان.

ووثقت كاميرا الجزيرة تصاعد أعمدة الدخان في سماء الخرطوم بحري، وجنوبي أم درمان، نتيجة القصف المتواصل.

من جهتها، قالت قوات الدعم السريع إن الجيش قصف واحدة من كبرى محطات التوليد الحراري للكهرباء في البلاد، ما تسبب في إحراقها.

ووصفت قوات الدعم السريع -في منشور على منصة إكس- الحادثة بـ"العمل الإجرامي والإرهابي"، وقالت إن "قصف المحطات الكهربائية يأتي استمرارا لسلسلة التدمير والتخريب المتعمد"، وفق تعبيرها.

نزوح واستهداف مستشفى

وفي الفاشر، أفاد شهود عيان الأحد بتجدد اشتباكات الجيش وقوات الدعم السريع، وسقوط قذائف على مناطق سكنية.

من جانبها، قالت وزارة الصحة بإقليم دارفور إن أكثر من ألفي شخص قتلوا أو أصيبوا منذ بدء الهجوم على الفاشر في مايو/أيار الماضي، إلى جانب النزوح القسري لآلاف المواطنين، وإحراق عدد هائل من المنازل.

وكانت الوزارة أعلنت مقتل صيدلانية إثر استهداف ما وصفتها بمليشيا الدعم السريع المستشفى السعودي في الفاشر بالقصف المدفعي.

واعتبرت الوزارة قصف المؤسسات المدنية "جريمة حرب دولية مكتملة الأركان"، وناشدت الوزارة المنظمات الدولية إدانة ومعاقبة قوات الدعم السريع.

من جهتها، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن القتال مستمر في مدينة الفاشر، رغم قرار مجلس الأمن الدولي. وأضافت أنه لا يمكن إيصال المساعدات إلى المدنيين العالقين في الفاشر والمستشفيات تحت القصف.

ووصف مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس -الأحد- الهجوم على المستشفى في الفاشر بأنه "صادم ومروع".

في الأثناء، وصف والي ولاية شمال دارفور حافظ محمد الوضع في مدينة الفاشر، عاصمة الولاية، بالكارثي.

وقال في تصريح صحفي، إن أغلب سكان الفاشر الآن في العراء، بلا مأوى ولا غذاء ولا ماء، بسبب ما سماه القصف المدفعي الممنهج من قبل قوات الدعم السريع للمدينة.

وفي هذا السياق، قالت قوات الدعم السريع -في منشور على منصة إكس- إنها أمّنت وفتحت ممرات إنسانية لخروج المدنيين من مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور.

وأضافت أن عملية التأمين تمت بالتنسيق مع ما وصفتها بالحركات المسلحة المحايدة.

قتلى في الفولة

وفي ولاية غرب كردفان، أعلنت لجنة طوارئ مدينة بابنوسة -الأحد- مقتل 12 مدنيا في مدينة الفولة (مركز الولاية) جراء قصف الطيران والرصاص الطائش خلال القتال بين الجيش والدعم السريع.

وتابعت اللجنة، في بيان، أنه يتم حصر عدد آخر من الضحايا في المدينة.

ومنذ أيام تشهد الفولة اشتباكات بين الجيش والدعم السريع. وبينما أعلن الدعم السريع -الخميس- سيطرته على الفولة بعد معارك مع الجيش، لم يصدر تعقيب عن الأخير.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) معارك خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع فی الفاشر

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـالدعم السريع

رفض الاتحاد الإفريقي الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان، محذرا من خطر تقسيم البلاد وتداعيات ذلك على جهود السلام، وداعيا المجتمع الدولي إلى عدم التعامل مع الكيان الجديد. اعلان

دعا الاتحاد الإفريقي إلى عدم الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان، محذرًا من تداعيات هذه الخطوة على وحدة البلاد وجهود السلام الجارية، في وقت تتصاعد فيه الأزمة الإنسانية نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.

تحذير من تقسيم السودان

وفي بيان له، دعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي "جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي إلى رفض تقسيم السودان وعدم الاعتراف بما يُسمى الحكومة الموازية" التي شكلتها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المدعو "حميدتي".

وأكد البيان أن هذه الخطوة "ستكون لها عواقب وخيمة على جهود السلام ومستقبل السودان"، منددا مجددا بـ"جميع أشكال التدخل الخارجي التي تؤجج النزاع السوداني، في انتهاك صارخ" لقرارات الأمم المتحدة.

حكومة موازية وسط رفض محلي ودولي

وأعلنت قوات الدعم السريع يوم السبت 26 تموز/يوليو تشكيل حكومة موازية تتألف من 15 عضوا، يرأسها حميدتي، ويتولى عبد العزيز الحلو، زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، منصب نائب رئيس المجلس الرئاسي. كما تم تعيين محمد حسن التعايشي رئيسا للوزراء، والإعلان عن حكام للأقاليم، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة نيالا، كبرى مدن إقليم دارفور.

وكان حميدتي قد أعلن في نيسان/أبريل الماضي، في الذكرى الثانية للحرب الأهلية، نيته تشكيل "حكومة السلام والوحدة"، مؤكدا أن التحالف الجديد يمثل "الوجه الحقيقي للسودان"، مع وعود بإصدار عملة ووثائق هوية جديدة، واستعادة الحياة الاقتصادية.

وقد أعربت الأمم المتحدة في حينه عن قلقها العميق من خطر "تفكك السودان"، محذّرة من أن مثل هذه الخطوات ستؤدي إلى تصعيد إضافي في النزاع وترسيخ الأزمة.

Related 30 قتيلاً بينهم نساء وأطفال.. اتهامات لقوات الدعم السريع بتنفيذ هجوم على مدنيين في السودان11 قتيلًا في هجوم دموي لقوات الدعم السريع بشمال كردفانعبر تذاكر مجانية.. مبادرة مصرية لإعادة اللاجئين السودانيين من القاهرة إلى الخرطوم اتهامات لـ"الدعم السريع" باستهداف المدنيين

وقبل أيام، اتهمت مجموعة "محامو الطوارئ" السودانية، المعنية بتوثيق الانتهاكات خلال الحرب المستعرة في البلاد، قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة راح ضحيتها 30 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، خلال هجوم استمر يومين على قرية بريما رشيد بولاية غرب كردفان.

وذكرت المجموعة، في بيان صدر الجمعة 25 تموز/يوليو، أن الهجوم وقع يومي الأربعاء والخميس واستهدف القرية الواقعة قرب مدينة النهود، وهي منطقة استراتيجية لطالما شكلت نقطة عبور للجيش السوداني في إرسال التعزيزات نحو الغرب. وأسفر اليوم الأول من الهجوم عن مقتل ثلاثة مدنيين، بينما ارتفع عدد الضحايا في اليوم التالي إلى 27.

وأكد البيان أن "من بين القتلى نساء وأطفال، ما يجعل من الهجوم جريمة ترقى إلى انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي، لاسيما من حيث الاستهداف المتعمد والعشوائي للمدنيين".

وفي تطور خطير، اتهمت المجموعة قوات الدعم السريع باقتحام عدد من المنشآت الطبية في النهود، بينها مستشفى البشير والمستشفى التعليمي ومركز الدكتور سليمان الطبي، ووصفت ذلك بأنه "انتهاك صارخ لحرمة المرافق الطبية".

ولم تصدر قوات الدعم السريع حتى الآن أي تعليق رسمي على تلك الاتهامات.

انقسام ميداني يعمق الأزمة الإنسانية

وتخوض قوات الدعم السريع منذ 15 نيسان/أبريل 2023 حربا دامية ضد الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، أسفرت عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وتشريد أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة. وتسيطر قوات الجيش على مناطق الشمال والشرق والوسط، بينما تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على معظم إقليم دارفور وأجزاء من كردفان.

في ظل هذا الانقسام، تعاني البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو 50 مليون نسمة من أزمة إنسانية غير مسبوقة، تتفاقم مع انتشار المجاعة وصعوبة وصول المساعدات.

13 وفاة بسبب الجوع في دارفور

وفي مؤشر على عمق الكارثة الإنسانية، أعلنت مجموعة "شبكة أطباء السودان" أمس الثلاثاء عن وفاة 13 طفلا في مخيم لقاوة بشرق دارفور خلال الشهر الماضي بسبب سوء التغذية. ويأوي المخيم أكثر من 7000 نازح، معظمهم من النساء والأطفال، ويعاني من نقص حاد في الغذاء.

ودعت المجموعة المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة إلى زيادة الدعم الإنساني العاجل، محذرة من تفاقم الوضع في ظل تزايد معدلات الجوع بين الأطفال. كما ناشدت منظمات الإغاثة الأطراف المتحاربة السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى مناطق النزاع.

أزمة إنسانية خطيرة

وبحسب تقييمات الأمم المتحدة، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، في ظل تعقيدات أمنية وسياسية تحول دون الوصول الآمن للمساعدات. ومع تزايد المبادرات المنفردة لتقاسم السلطة، تبدو البلاد مهددة بتفكك فعلي، في غياب تسوية شاملة للنزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع.

من جهة أخرى، قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه "رغم احتدام الصراع في السودان ظهرت بؤر من الأمان النسبي خلال الأشهر الأربعة الماضية، مما دفع أكثر من 1.3 مليون نازح للعودة إلى ديارهم، لتقييم الوضع الراهن قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم نهائيا".

وأضاف المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة عثمان بلبيسي أن "أغلبية العائدين توجهت إلى ولاية الجزيرة، بنسبة 71% تقريبا، ثم إلى سنار بنسبة 13%، والخرطوم بنسبة 8%".

وتوقع بلبيسي عودة "نحو 2.1 مليون نازح إلى الخرطوم بحلول نهاية هذا العام، لكن هذا يعتمد على عوامل عديدة، ولا سيما الوضع الأمني والقدرة على استعادة الخدمات في الوقت المناسب".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • “مغادرة بلا عودة”.. والي شمال دارفور يحذر من مغبّة الخروج من الفاشر
  • الجيش السوداني والقوة المشتركة يصدان هجوما على الفاشر
  • شاهد بالفيديو.. كيكل: سنطارد “الدعم السريع” حتى “أم دافوق”
  • “الدعم السريع” تنشئ كلية حربية في إحدى مدن غرب السودان
  • عاجل. مركز استراتيجي للجيش الأوكراني.. الجيش الروسي يعلن السيطرة على مدينة تشاسيف يار في دونيتسك
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـ”الدعم السريع”
  • بارا في قبضة الجيش السوداني
  • العمليات القتالية تحتدم.. وطيران الجيش السوداني يسيطر على أجواء كردفان
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـالدعم السريع
  • الجيش السوداني يسترد مدينة كبيرة في كردفان