ديوكوفيتش يطيح ألكاراز من «الوصافة»
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
باريس (أ ف ب)
أزاح الصربي نوفاك ديوكوفيتش الذي من المتوقع أن يشارك في بطولة ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى للتنس، الأسبوع المقبل منافسه الإسباني كارلوس ألكاراز عن المركز الثاني، فيما احتفظ الإيطالي يانيك سينر بصدارة تصنيف رابطة محترفي التنس (أيه تي بي) الصادر الاثنين.
واستفاد ديوكوفيتش (37 عاماً) من عدم مشاركته في الدورات أخيراً، ومن فقدان ألكاراز للقبه في دور كوينز التحضيرية لبطولة ويمبلدون بخروجه من ثمن النهائي أمام البريطاني جاك درايبر، للتقدم في الترتيب.
وفي أول دورة يشارك فيها بصفته الأول عالمياً، أحرز سينر لقب دورة هاله الألمانية الأحد بمواجهة البولندي هوبرت هوركاتش (27 عاماً) الذي تقدم للمركز السابع في أفضل تصنيف في مسيرته.
وكان سينر دخل التاريخ بعدما بات أول إيطالي يتربّع على الصدارة، مقابل تراجع ديوكوفيتش من المركز الأول إلى الثالث، وذلك بعدما تقدّم عليه أيضاً ألكاراز الفائز بلقب بطولة رولان جاروس الفرنسية.
ودفع ديوكوفيتش الذي تربّع على قمة الترتيب 428 أسبوعاً قياسياً، ثمن انسحابه في باريس قبل مباراته في الدور ربع النهائي بسبب إصابة في الغضروف المفصلي للركبة اليمنى.
واستفاد سينر من انسحاب ديوكوفيتش، وتربّع على صدارة التصنيف، لأنه كان يتعيّن على الصربي بلوغ المباراة النهائية، لضمان بقائه على عرش تصنيف الكرة الصفراء.
وتراجع الأسترالي أليكس دي مينور الذي ارتقى الأسبوع الماضي، لأفضل مركز في مسيرته، بعدما بات سابعاً عالمياً نتيجة إحرازه لقب دورة سيرتوخيبموس الهولندية، للمركز التاسع بعد خروجه من الدور الأول لدورة كوينز.
وفي تصنيف رابطة المحترفات «دبليو تي أيه»، بقي الوضع على حاله في نادي العشر الأوليات حيث تتصدر البولندية إيجا شفيونتيك بفارق كبير أمام الأميركية كوكو جوف والبيلاروسية أرينا سابالينكا.
وتقدّمت البيلاروسية فيكتوريا أزارينكا، المصنفة أولى عالمياً سابقاً، ثلاثة مراكز لتحتل المرتبة السادسة عشرة.
وبدورها، ارتقت الروسية آنا كالينسكايا «25 عاماً» التي خسرت في نهائي برلين الأحد أمام الأميركية جيسيكا بيجولا الخامسة، سبعة مراكز لتحتل المركز الخامس والعشرين في أفضل تصنيف في مسيرتها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التنس ويمبلدون نوفاك ديوكوفيتش كارلوس ألكاراز
إقرأ أيضاً:
تصنيف الجيوش في العالم بين الإمكانيات والتكنولوجيا المتطورة
منذ أن بدأ الإنسان يفكر في دمار الأرض وقتل الأبرياء سعى جاهدا نحو إنتاج أنواع عديدة من الأسلحة التي تضمن له هذه النزعة الشيطانية في السيطرة والهيمنة على العالم؛ فطور أنواعا عدة من أدوات الموت والخراب والدمار على مدى عقود من الزمن.
استطاعت بعض الحكومات أن تخوض تجربة أسلحتها في أراضي الدول الأخرى، ونجحت في الإيقاع بملايين الضحايا. ثم طورت نوعا جديدا وجربته مرة أخرى في أماكن أخرى، ومن تكرار هذه التجارب أصبح لديها ترسانة قوية من الأسلحة استطاعت أن تسوقها للدول الراغبة في حماية نفسها، أو دفع الضرر عنها.
ومضت العقود الزمنية في طريقها، والإنسان مستمر في إنتاج الأسلحة واختلاق الخلافات؛ من أجل بيع وفير من العتاد العسكري بأنواعه المختلفة، والمتحد في تصفية البشر، وهلاكهم ودمار أراضيهم.
ومع القرن الحادي والعشرين استطاع الخبراء والمطورون والعلماء في مجال التسليح أخذ زمام الأمور في الحروب الحديثة إلى منعطف آخر، والخروج بوجه أكثر قبحا من الماضي. فالتكنولوجيا الحديثة التي تستخدم اليوم أخرجت الحروب من عباءة الأمس، بل اتخذت أسلوبا مغايرا لما درجت عليه العادة في زمن البنادق والخنادق.
ولعل الأحداث الأخيرة خير شاهد على حجم التقنيات المستخدمة في إدارة الحرب والأجيال الحديثة منها، والأساليب المبتكرة في حسم بعض الأمور بقدرة فائقة لم يكن البعض يتوقع الوصول إليها بهذه السرعة المتناهية.
في الماضي كانت الحرب تحسم أمرها في طريقين: إما في ميادين القتال واستسلام أحد الأطراف المتنازعة، أو من خلال اللجوء إلى الهدنة وتوقف القتال بشروط الأقوى. أما اليوم فالحرب لها حسابات مختلفة وتقنيات حديثة وعلم يدرس في الأكاديميات العسكرية الأكثر شهرة حول العالم.
في الماضي كان الجنود هم من يدفعون الثمن باهظا في الميادين وساحات القتال، أما اليوم فالأبرياء من المدنيين هم أول ضحايا النزاعات المسلحة ما بين الأقطاب المتناحرة أو المتحاربة.
إن صفحة الماضي وإن طويت فإنها كانت هي الشرارة الأولى في نشوء عالم يقبع على صفيح ساخن، وصفحة الماضي هي التي مهدت كثيرا نحو تجويد نوعية الأسلحة ذات القدرات الفائقة على إزهاق الأرواح، وإيقاع أكبر قدر من الخسائر. أما إدارة الحروب الحالية فهي جزء من العلم والمعرفة التي تدخل فيها بعض المخططات العددية والعمليات الحسابية المعقدة التكتيكية التي يتفق عليها في مراكز القيادة والتحكم والعمليات.
لقد وفرت التقنيات القتالية الحديثة على صناع القرار سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة والحاسمة سواء في إصدار الأوامر في التقدم أو الانسحاب أو في إطلاق النيران نحو الأهداف في الوقت المناسب.
لقد تنوعت الأسلحة وتطورت بشكل لافت للنظر؛ فقد دخلت على خط المواجهة نوعيات منتقاة من «الطائرات المسيرة» ذات الكفاءة القتالية العالية سواء في إصابة الأهداف أو حمل الأسلحة من الصواريخ والقنابل وغيرها. وتعددت استخدامات هذه الطائرات ما بين الرصد، وجمع المعلومات، والهجوم، والدخول في أماكن يصعب على العنصر البشري الدخول إليها.
أيضا منظومة الصواريخ شهدت تطورا عملاقا ولافتا للنظر على اختلاف سرعاتها، ودقة إصابتها للأهداف، وصعوبة اعتراضها بسهولة، فمنها ما هو قادر على قطع المسافات الطويلة في غضون دقائق معدودة، وإصابة الهدف بدقة، إضافة إلى الجيوش تستخدم حاليا أنواع من الطائرات الشبحية التي تعجز أجهزة الرصد عن تحديد أماكنها، ولديها قيمة فعلية في تحويل مسار المعارك على أرض الواقع.
إن بين صفحتي الأمس واليوم فوارق لا تعد ولا تحصى، ولكن مع كل هذه الإمكانيات يحدث الكثير من الأخطاء التي تودي بحياة الأبرياء في مناطق النزاع خاصة ما بين المدنيين. فبعض أجهزة التشويش تعمل على انحراف الصواريخ عن أهدافها، وبالتالي تسقط في أماكن مدنية مأهولة بالسكان فتوقع الضحايا بينهم.
إن تجارة الموت أصبحت رائجة في العالم؛ فسوق السلاح يشهد ارتفاعا كبيرا بين الدول خاصة أن الدول تزيد سنويا من ميزانيات التسليح خاصة مع احتدام المنافسة في تصنيف الجيوش عالميا وفق أسس محورية مهمة مثل امتلاكها للتكنولوجيا، والمهارة العالية، والعتاد المتطور وغيرها.
ومع كل هذا الزخم العالمي والاهتمام الدولي المتزايد بشراء الأسلحة المتطورة تقنيا، والمزودة بالتكنولوجيا الرقمية التي تساعد في ضرب الأهداف بسهولة؛ تسعى الجيوش إلى تأهيل مواردها البشرية بشكل يضمن لها الاستفادة من تلك الأسلحة التي تمتلكها سواء في الهجوم أو الردع العسكري.
وإذا كان الجنود لهم ميادينهم في ساحات القتال فإن هناك جيشا جرارا يقبع خلف شاشات الحواسيب المتطورة لا يقل أهمية عن الذين يخوضون معاركهم في السهول والجبال وأماكن الخطر؛ فهم جنود مجهولون، لكنهم يؤدون مهام قتالية بالغة في الأهمية في علم الحروب الإلكترونية.
لقد أصبحت الأسلحة الحديثة نقيضا للماضي كتلك التي كانت مستخدمة في «الحربين الأولى والثانية»، بل أصبحت أكثر شدة ودقة واحترافية في تحديد الأهداف، وإصابتها إصابة مباشرة في غضون وقت قصير.
الأمر الآخر والمهم أن الدول أصبحت تمتلك أجهزة استخباراتية عالية في الأداء وجمع المعلومات، وتقوم بمهام تساعد على إحداث اختراقات قاتلة في صفوف الخصوم. ولعل ثمة شواهد عديدة حدثت مؤخرا أذهلت العالم باحترافيتها، وسرعتها في التنفيذ الدقيق؛ وذلك بفضل تجنيد العملاء في جسد الأعداء.
ما يعنينا هنا أن العتاد العسكري الحالي وما تخبئه الدول من إمكانيات يفوق الخيال، فأسلحة الموت على اختلاف قوتها وأنواعها تتوزع ما بين «سلاح ناري ونووي، وكيميائي، وبيولوجي»، وغير ذلك من أسلحة الدمار الشامل.
يبقى أن نشير إلى أن العلوم العسكرية في العالم لها أسس وقواعد وأنظمة تحددها الإمكانيات المتاحة. والتسليح الدولي جزء من السعي للدفاع عن النفس أو للسيطرة على العالم.