يُعزى التراجع السريع للجواز الأمريكي إلى عدة أسباب، يرتبط أغلبها بسياسات الهجرة الصارمة التي تبنتها إدارة الرئيس دونالد ترامب. اعلان

للمرة الأولى منذ عقدين، خرج الجواز الأمريكي من قائمة جوازات السفر العشرة الأقوى في العالم، محتلًا المرتبة الثانية عشرة مع ماليزيا، حيث بات يخوّل دخول حامليه إلى 180 دولة فقط دون تأشيرة مسبقة.

وبحسب "مؤشر هينلي لجوازات السفر"، تتصدر ثلاث دول شرق آسيوية حاليا قائمة أقوى الجوازات عالميًا، إذ يتمتع مواطنو سنغافورة وكوريا الجنوبية واليابان بإمكانية الدخول إلى 193 و190 و189 دولة على التوالي دون تأشيرة، بينما حلّت ألمانيا ولوكسمبورغ وإيطاليا في المركز الرابع.

سياسات الهجرة الصارمة وراء التراجع

يُعزى التراجع السريع للجواز الأمريكي إلى عدة أسباب، يرتبط أغلبها بسياسات الهجرة الصارمة التي تبنتها إدارة الرئيس دونالد ترامب.

بدوره، علّق كريستيان كيلين، رئيس "هينلي آند بارتنرز" - الشركة المتخصصة في مساعدة العائلات على الحصول على الجنسية والإقامة - قائلاً: "انخفاض قوة جواز السفر الأمريكي خلال العقد الماضي ليس مجرد تغيير في الترتيب، بل يعكس تحولًا جوهريًا في حرية الحركة العالمية وديناميات القوة الناعمة. الدول التي تتبنى الانفتاح والتعاون تتقدم بسرعة، بينما تلك التي تعتمد على امتيازاتها السابقة تُترك خلفًا."

Related جواز سفر المواهب الفرنسي.. إليك الشروط المطلوبة للحصول عليه"القدس مكان الميلاد والبلدُ إسرائيل.." هكذا سيُكتب على جواز السفر الأمريكي لمواليد المدينة المقدسةطلبات تجديد جواز السفر الأمريكي تبلغ ذروتها وطوابير الانتظار تصبح كابوساً طويلاً ومُكلفاً الفكر الانعزالي وانعكاساته

من جانبها، علقت آني فورزهايمر، كبيرة الباحثين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، على هذا التراجع بالقول: "حتى قبل احتمال فوز ترامب بفترة رئاسية ثانية، كانت السياسات الأمريكية تصبّ تركيزها على الداخل. هذا الفكر الانعزالي ينعكس الآن في فقدان الولايات المتحدة لقوة جواز السفر."

وأضافت أن سلسلة من "الحواجز القانونية والمشكوك في قانونيتها على السفر والإقامة المؤقتة" أثارت "إنذارات حمراء" للمسافرين، إلى جانب عمليات الترحيل الجماعي التي نفذتها إدارة ترامب.

غياب المعاملة بالمثل وارتفاع التكاليف

إلى جانب ذلك، اعتبرت شركة "هينلي آند بارتنرز" أن عدم اعتماد الولايات المتحدة لمبدأ المعاملة بالمثل في التأشيرات كان سببًا رئيسيًا لتراجع ترتيبها. فحاملو الجواز الأمريكي يمكنهم حاليًا دخول 180 وجهة دون تأشيرة، بينما تسمح الولايات المتحدة فقط لـ46 جنسية أخرى بالدخول دون تأشيرة.

وفي أبريل/نيسان الماضي، أنهت البرازيل السفر دون تأشيرة لمواطني الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، مستندةً إلى نقص المعاملة بالمثل. كما ساهم استبعاد الولايات المتحدة من قائمة الدول المسموح دخولها دون تأشيرة في فيتنام في تفاقم المشكلة.

ولعبت زيادة تكاليف التأشيرات في الولايات المتحدة دورًا في هذا التراجع، حيث تضاعف سعر نظام السفر الإلكتروني (ESTA) تقريبًا في 30 سبتمبر 2025، من 21 دولارًا إلى 40 دولارًا.

عوامل إضافية وتعويضات محتملة

وشملت العوامل الأخرى توسيع الإعفاءات من التأشيرات في الصين، والتي استفادت منها العديد من الدول الأوروبية في قائمة أفضل 10، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا، لكنها استثنت الولايات المتحدة. كما أثرت التغييرات في بابوا غينيا وميانمار، وكذلك إدخال الصومال نظام eVisa جديد هذا العام، على الترتيب.

اتجاه متزايد للبحث عن بدائل

وكشف تقرير المؤشر عن زيادة غير مسبوقة في أعداد الأمريكيين الباحثين عن إقامات وجنسيات بديلة، حيث شهدت الطلبات من المواطنين الأمريكيين - بحلول نهاية الربع الثالث من 2025 - ارتفاعًا بنسبة 67% مقارنة بإجمالي عام 2024، في مؤشر واضح على تآكل الثقة في قيمة الجواز الأمريكي.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب دراسة حركة حماس روسيا فلاديمير بوتين غزة دونالد ترامب دراسة حركة حماس روسيا فلاديمير بوتين غزة تأشيرة سفر اليابان الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب دونالد ترامب دراسة حركة حماس روسيا فلاديمير بوتين إسرائيل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الصحة حلف شمال الأطلسي الناتو الحرب في أوكرانيا وقاية من الأمراض جواز السفر الأمریکی الولایات المتحدة دون تأشیرة

إقرأ أيضاً:

أمريكا تدرس فحص حسابات السوشيال ميديا للسياح

في تحول قد يعيد رسم قواعد السفر إلى الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة، طرحت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية مقترحًا جديدًا يُلزم السياح القادمين من أوروبا ودول أخرى بالكشف عن سجلّ حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة تمتد إلى خمس سنوات سابقة، قبل الحصول على الموافقة لدخول البلاد. الإجراء الجديد، الذي ما زال في مرحلة الاقتراح، يُهدد بتغيير طبيعة السفر السهل الذي اعتاد عليه مواطنو الدول المستفيدة من نظام تصريح السفر الإلكتروني ESTA.

يستند هذا المقترح مباشرة إلى أمر تنفيذي أصدره الرئيس السابق دونالد ترامب بعنوان "حماية الولايات المتحدة من الإرهابيين الأجانب وغيرهم من التهديدات للأمن القومي"، وهو أمر شكّل محورًا رئيسيًا في سياساته المتعلقة بملف الهجرة والحدود خلال عامه الأول في البيت الأبيض.

وبحسب الوثائق الرسمية، فإن وزارة الخارجية الأمريكية ستبدأ – حال تفعيل المقترح – في مراجعة ما يسمى بـ"التواجد الإلكتروني" للمتقدمين وأسرهم، وهو ما يتطلب منهم جعل حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ذات إعدادات عامة. كما سيُلزم المسافرون بالإفصاح عن جميع حساباتهم على المنصات المختلفة، مثل فيسبوك، إنستغرام، إكس، تيك توك وغيرها، خلال السنوات الخمس الماضية. وأي محاولة لإخفاء حساب أو معلومة قد تؤدي إلى رفض فوري للتأشيرة وربما حرمان المسافر من الحصول عليها مستقبلًا.

ولم تكشف إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية حتى الآن عن نوعية المعلومات التي ستبحث عنها في هذه الحسابات، كما لم توضّح ما هي العوامل التي قد تؤدي إلى رفض الطلب، وهو ما يثير مخاوف واسعة بين المسافرين، خصوصًا أولئك الذين اعتادوا على سهولة إجراءات ESTA.

ولا يقتصر المقترح على حسابات السوشيال ميديا فحسب؛ إذ قد يُطلب من المتقدمين أيضًا تقديم أرقام هواتفهم المستخدمة خلال السنوات الخمس الماضية، وعناوين بريدهم الإلكتروني التي استخدموها خلال الأعوام العشرة الأخيرة، إلى جانب معلومات تفصيلية عن أفراد الأسرة.

هذا التوسع في البيانات المطلوب تقديمها سيُضاعف من الأعباء الإدارية، إذ تشير وثيقة رسمية إلى أن تطبيق النظام قد يحتاج إلى 5.6 مليون ساعة عمل إضافية سنويًا، أي ما يعادل 3,000 وظيفة بدوام كامل، فضلًا عن الزيادة الكبيرة المتوقعة في تكاليف معالجة طلبات ESTA. تبلغ تكلفة التصريح حاليًا 40 دولارًا، ويتيح لحامليه زيارة الولايات المتحدة لمدة تصل إلى 90 يومًا، وهو صالح لمدة عامين من تاريخ الحصول عليه.

ردود الفعل الأولى على المقترح كشفت عن حالة من القلق لدى المسافرين. صحيفة الغارديان نقلت عن سياح أستراليين كانوا يخططون لحضور كأس العالم أن بعضهم ألغى سفره بالفعل، فيما وصف آخرون القواعد الجديدة بأنها "مخيفة" وتمسّ خصوصيتهم بشكل غير مسبوق.

لكن الرئيس ترامب لم يُبدِ أي قلق حيال تأثير المقترح على السياحة، إذ قال في تصريحات سابقة: "وضعنا ممتاز. نريد فقط التأكد من عدم دخول الأشخاص غير المناسبين إلى بلادنا."

من جانبها، أكدت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية أن ما يجري الحديث عنه الآن ليس قاعدة نهائية، بل خطوة أولية لفتح نقاش حول خيارات جديدة لتعزيز الأمن. وقال متحدث رسمي للـBBC: "لم يطرأ أي تغيير حتى الآن على إجراءات الدخول. المقترح مجرد بداية لحوار أوسع."

وفي حال تطبيقه، سيؤثر النظام الجديد على جوازات سفر 40 دولة، من بينها المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وأستراليا واليابان. أما الزوار القادمون من المكسيك وكندا – الذين يشكلون نحو نصف عدد السياح – فلن يتأثروا مباشرة، لأنهم لا يحتاجون إلى تأشيرة أو تصريح ESTA.

ووفقًا لبيانات المكتب الوطني للسفر والسياحة، شهدت الولايات المتحدة انخفاضًا في عدد الزوار بنسبة 3% مقارنة بعام 2024 حتى أغسطس 2025، وهو ما يزيد من حساسية أي تغييرات قد تُضيف قيودًا جديدة على حركة السفر.

مقالات مشابهة

  • لأول مرة.. عُمان تشارك في "كأس العالم للألعاب الإلكترونية" بالرياض
  • فتح متحف السراي الحمراء في طرابلس لأول مرة منذ سقوط القذافي (شاهد)
  • أمريكا تدرس فحص حسابات السوشيال ميديا للسياح
  • استراتيجية الأمن القومي الأمريكي: راعي الأبقار وماشية العالم
  • محمد رمضان: الجنيه المصري فوق أي عملة في العالم
  • بطاقة ترامب الذهبية.. شروط وطريقة التقديم على تأشيرة الإقامة في أمريكا
  • مدبولي: استضافة الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات لأول مرة فى العالم العربي هنا فى مصر حدث تاريخي
  • الإدارة الأميركية تطلق تأشيرة بطاقة ترامب الذهبية للأثرياء الأجانب
  • أميركا تطلق تأشيرة "ترامب الذهبية".. هذا سعرها
  • الولايات المتحدة تعتزم فرض إجراءات جديدة للمسافرين من دون تأشيرة