عام على استشهاد السنوار.. اللاجئ المشتبك مع الاحتلال حتى الرمق الأخير
تاريخ النشر: 16th, October 2025 GMT
تحل اليوم الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، بعد خوضه اشتباكا مع قوات الاحتلال في حي تل السلطان في رفح، في ظل الإبادة التي تعرض لها قطاع غزة.
ولد السنوار، لأسرى لاجئة من مدينة مجدل عسقلان، في مخيم خانيونس، عام 1962، وتلقى تعليمه في مدارس المخيم، وأنهى دراسته الثانوية من مدرسة خانيونس الثانوية للبنين.
والتحق بالجامعة الإسلامية في غزة، وحصل على درجة البكالوريوس، في اللغة العربية، وخلال دراسته الجامعية كان ينشط في مجلس الطلبة، في عدة مجالات منها اللجنة الفنية والرياضية حتى وصل إلى رئاسة مجلس طلبة الجامعة الإسلامية.
انضم السنوار إلى حركة حماس، منذ بدايات انطلاقها، عام 1987، ونشط في مكافحة العملاء والجواسيس، بسبب دورهم في التأثير على الانتفاضة الأولى التي كانت قد اندلعت إثر تصاعد انتهاكات وتنكيل وجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.
ملاحقة العملاء
ومن أبرز الأجهزة التي أسسها السنوار في حركة حماس، جهاز الأمن والدعوة "مجد"، والذي تباحث في تأسيسه مع الشيخ أحمد ياسين، وكان للجهاز مهمة متابعة الملفات الأمنية في حركة حماس، وتتبع وملاحقة العملاء المرتبطين بالاحتلال، والتحقيق معهم وانتزاع الاعترافات منهم بشكل يحمي أمن المقاومين خلال الانتفاضة ويعمي أعين الاحتلال.
وتعدى عمل جهاز جهاز إلى تعقب ضباط الاحتلال، وخوض معركة استخبارية معهم، وفهم طريقة عملهم والالتفاف عليهم وإيقاعهم في كمائن استخبارية في محطات عديدة.
ونتيجة نشاطه في مقاومة الاحتلال منذ شبابه، تعرض السنوار للاعتقال عدة مرات، أولاها عام 1982، وبقي رهن الاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر.
وبعد أعوام عاد الاحتلال لاعتقال السنوار، على خلفية العديد من التقارير بسبب نشاطه ضد العملاء، لكن لم تطل الفترة، وبقي في سجون الاحتلال 8، وأفرج عنه لاحقا، ليتوسع عمله في ملاحقة العملاء.
ومع اشتداد الانتفاضة في الأراضي الفلسطينية، أقدم الاحتلال على اعتقال السنوار عام 1988، بعد بلاغات عن اشتداد تحركاته ضد العملاء وتصفية عدد منهم بشكل ضرب قدرات الاحتلال على اختراق الفلسطينيين، ووجهت له اتهامات بتأسيس جهاز أمني والمشاركة في الجهاز العسكري الأول لحركة حماس، والذي كان يحمل اسم "المجاهدون الفلسطينيون"، وحكم عليه بالسجن المؤبد 4 مرات.
الحركة الأسيرة
ولم يتوقف نشاط السنوار مع اعتقاله، بل كان أحد أبرز قيادات الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، وقياديا كبيرا على مستوى حركة حماس في سجون الاحتلال، وخاص مع الأسرى العديد من الجولات في مواجهة إدارات السجون من أجل تحسين ظروف الأسرى المأساوية نتيجة قمع الاحتلال.
وخلال سجنه قام السنوار بتأليف رواية أطلق عليها الشوك والقرنفل، تحدث فيها بشخصية رمزية عن قصته وقصة عائلته الحلم بتحرير فلسطين والتخلص من الاحتلال.
وبقي السنوار في سجون الاحتلال، حتى عام 2011، وأطلق سراحه في صفقة وفاء الأحرار، مع أكثر من ألف أسير فلسطيني، مقابل الإفراج عن الجندي في جيش الاحتلال جلعاد شاليط.
وانتخب السنوار، رئيسا لحركة حماس، في عام 2017، خلفا للشهيد إسماعيل هنية، الذي صعد إلى رئاسة المكتب السياسي للحركة، فيما انتخب خليل الحية نائبا للسنوار في رئاسة الحركة بغزة، خلال الانتخابات الداخلية على مستوى مناطق وجودها المختلفة.
ومن أبرز المواجهات التي قادها السنوار مع الاحتلال، عقب الإفراج عنه، مسيرات العودة التي استمرت عاما كاملا، بين 2018-2019، والتي استشهد فيها مئات الفلسطينيين، في تظاهرات سلمية على السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948، إضافة إلى العدوان على قطاع غزة عام 2021، والذي شهد استهداف منزل السنوار بشكل مباشر في محاولة لاغتياله.
لكن ذروة المواجهة بين السنوار والاحتلال كانت إطلاق عملية طوفان الأقصى، والتي اخترقت فيها المقاومة تحصينات الاحتلال حول غزة، وقامت بإسقاط فرقة غزة التابعة لجيش الاحتلال خلال ساعات قليلة، فضلا عنه مواقع عسكرية كبيرة والمستوطنات المحيطة بالقطاع بمجملها، في أكبر هجوم بتاريخ الفلسطينيين على الاحتلال.
وعلى إثر العملية، أطلق الاحتلال حرب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، وخلالها أقدم الاحتلال على اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في طهران، لتقرر الحركة انتخاب السنوار خليفة له، باعتباره يقود المعركة في قطاع غزة.
المعركة الأخيرة
وأطلق الاحتلال العديد من التهديدات بحق السنوار خلال الإبادة بغزة، وزعم وزير حرب الاحتلال يؤآف غالانت أنهم اقتربوا من قتل السنوار في الأنفاق خلال الهجوم على خانيونس بعد الهدنة الأولى في يناير 2024، لكن ثبت كذب مزاعم الاحتلال، وتبين أن السنوار كان يقاتل في الخطوط الأولى خلال المعركة.
وفي تاريخ 16 تشرين أول/أكتوبر الماضي، شكل عثور الاحتلال على جثمان السنوار، بعد معركة استمرت لساعات، في حي السلطان، في رفح، مفاجأة كبيرة، حيث كان يتواجد على بعد مئات الأمتار في تمركزات قوات الاحتلال في مدينة رفح، التي دمرها بالكامل.
وكان السنوار مع قائد كتيبة تل السلطان، في مهمة عسكرية بالمنطقة، وخاضوا مواجهة كبيرة مع الاحتلال، دون أن يعرف الأخيرة هوية الشخص المتحصن في المنزل، خلال الاشتباك الذي قصف فيه المنزل بالدبابات مرارا من أجل قتل الشخص الموجود بداخله.
وصبيحة اليوم التالي، عثر على جثمان السنوار بين ركام المنزل، ومن المعاينة الأولية تبينت هويته، وبعد قيام الاحتلال بفحص الحمض النووي، أعلن رسميا استشهاد السنوار بعد معركة عنيفة في رفح.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية السنوار الاحتلال غزة غزة الاحتلال السنوار طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سجون الاحتلال الاحتلال على مع الاحتلال حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يكشف صورة جديدة ليحيى السنوار بعد اغتياله .. صورة
صراحة نيوز- كشف الاحتلال الإسرائيلي صباح الخميس عن صورة جديدة لرئيس حركة حماس يحيى السنوار، تعود لما قبل اغتياله، وذلك بمناسبة عرضها في معرض جيش الدفاع الإسرائيلي بعنوان “لحظات باقية”، المزمع افتتاحه يوم الأحد في مركز إسحاق رابين، تزامناً مع مرور عامين على حرب السيوف الحديدية.
وكان الجيش الإسرائيلي اغتال السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، يوم 16 أكتوبر 2024 خلال عملية عسكرية في منطقة رفح جنوب القطاع. وأظهرت التحقيقات العسكرية وتقارير الجيش أن السنوار لقي حتفه إثر إصابة جزء من المبنى الذي كان فيه وانهياره، بعد اشتباك مع قوات الجيش وإطلاق قذائف دبابات واستخدام طائرة مسيرة لتحديد موقعه.
وأظهرت مقاطع فيديو لاحقة محاولات السنوار صد طائرة مسيرة بعصا قبل استشهاده. وأكد مصدر أمني لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن جثمانه لن يتم تسليمه ضمن صفقة تبادل الأسرى الجارية.