اليمن يقتلع العين الثالثة للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية (2)
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
لم تعد عين وصاية السفارات الأجنبية، قادرة على رؤية مسارات تسلطها وتسلطها وهيمنتها، كما عميت عين الترسانة الحربية الكبرى، عن الاستمرار في ممارسة هواية القتل والإرهاب والعربدة، وفي ظل الهزائم السياسية والعسكرية، التي لم تجد قوى الإمبريالية سبيلا لتفاديها، لجأت أنظار العداء الأمريكي الإسرائيلي، نحو العين الثالثة، وكثفت الجهود -مع شركائها- في توسيع شبكات التجسس والتخريب التابعة لها، في اليمن، وتزويدها بالمهارات والخبرات والتقنيات اللازمة، وتمكينها من ممارسة مهامهما العدائية -بحق اليمن أرضاً وإنساناً- تحت غطاء صفاتهم الوظيفية، وأعمالهم في السفارة الأمريكية، أو تحت مظلة الأعمال الإغاثية والإنسانية، التابعة لمنظمات دولية وأممية، من شأنها تسهيل مهام وتحركات عملائها، وحمايتهم برداء حصانتها الدولية والأممية، ليكونوا بمنأى عن الملاحقة أو الاستجواب.
لكن الأجهزة الأمنية اليمنية، أسقطت أوهام الحصانة الاستعمارية، وكشفت الكثير من شبكات التجسس، التابعة لقوى الهيمنة والاستعمار، أو لعملائها في المنطقة، ونجحت العيون الساهرة اليمنية، في اقتلاع العين الثالثة للهيمنة الإمبريالية عامة، ممثلة في شبكات جواسيس وعملاء أجهزة المخابرات العالمية، وقد توالت الإنجازات العظيمة، في الجانب الأمني الشامل، بالتوازي مع الانتصارات السياسية، والضربات العسكرية النوعية المسددة.
أعلنت الأجهزة الأمنية – في صنعاء بتاريخ الاثنين ٤ ذي الحجة ١٤٤٥ الموافق ١٠ يونيو ٢٠٢٤م – عن إنجاز أمني نوعي استراتيجي، ربما أمكن القول إنه يوازي في أهميته وعظمته، قيمة وعظمة ثورة الـ ٢١ من سبتمبر ٢٠١٤م، بوصفه إضافة استراتيجية لها، واستكمالا لمهمتها ودورها العظيم، وقد تمثل ذلك الإنجاز الأمني الكبير، في إلقاء القبض على شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية، قامت بأدوار تجسسية وتخريبية، في مؤسسات رسمية وغير رسمية، على مدى عقود لصالح العدو – كما جاء في البيان – «من خلال عناصرها المرتبطين بشكل مباشر، بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ال CIA»، [والموساد الإسرائيلي]، حيث قامت الاستخبارات الأمريكية بتجنيد العناصر الرئيسيين في الشبكة التجسسية، “وعملت على تدريبهم استخباراتيا، وتزويدهم بتقنيات وأجهزة ومعدات خاصة، تمكنهم من تنفيذ أنشطتهم التجسسية والتخريبية، في الجمهورية اليمنية، وتسهل من نقلهم للمعلومات، إلى ضباط أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، بشكل سري”.
وللبيان بقية. نكتفي هنا بما أوردناه، للإشارة إلى عظمة هذا الانتصار الأمني الكبير، وأهميته في استكمال اجتثاث أذرع الوصاية الاستعمارية، وكل وسائلها وأدواتها، بعد خروج سفارة الإجرام الأمريكية، من صنعاء عام ٢٠١٥م، وفضح حقيقة الدور التدميري الهدام، الذي كانت تمارسه بشكل مباشر، ثم بشكل غير مباشر، عبر شبكاتها وعملائها، وأن دورها العدائي بحق الشعوب، هو ذاته في مختلف بلدان العالم، والبلد الذي تفقده أمريكا سياسيا أو عسكريا، سرعان ما تستعيده استخباريا، بواسطة شبكات جواسيسها الواسعة.
بالإضافة إلى ذلك، تكمن أهمية وتفرد هذا الإنجاز الأمني، في شمولية دور هذه الشبكة، واتساع نطاق استهدافاتها، التي شملت جميع مجالات وشؤون الحياة، بلا استثناء، من قِبل جواسيس على مستوى عال من التدريب والتأهيل والإمكانيات، استطاعوا على مدى عقود من الزمن، التأثير على مراكز صناعة القرار، السياسي والسيادي في اليمن، واختراق مؤسسات رسمية وغير رسمية، وتنفيذ مشاريع الفساد والإفساد والتدمير الشامل، في جميع نواحي حياة المجتمع اليمني، يضاف إلى ذلك ارتباطهم المباشر، بأقوى أجهزة الاستخبارات العالمية، الأمريكية والإسرائيلية، وعملهم تحت مظلة المنظمات والشعارات الإنسانية، وهو ما لم يحد من جرأة الأجهزة الأمنية اليمنية، في القبض عليهم، وبث اعترافاتهم والتحقيقات معهم، على مختلف وسائل وقنوات الإعلام والتواصل، دون تردد أو خوف من أمريكا، وأخواتها وربيبتها إسرائيل، وهو ما لم يتجرأ على فعله، أي جهاز أمني على مستوى المنطقة والعالم.
وكعادتها سارعت الولايات المتحدة الأمريكية، إلى إعلان براءتهم، رغم اعترافاتهم المعلنة، وطالبت بالإفراج عنهم، رغم عدم مشروعية طلبها، لتدينهم – بذلك – وتشهد على عمالتهم، وخيانتهم للأمة والدين، وبمجرد أن يقول الشعب كلمته فيهم، ستسارع بالتخلي عنهم، كما هي عادتها مع كل عملائها.
إن جوانب تميز وتفرد هذا الإنجاز الأمني كثيرة، وأكبر من أن يحيط بها مقال واحد، بل هي بحاجة إلى دراسة معمقة، لأن حقيقة إسقاط #شبكة_التجسس_الأمريكية_الإسرائيلية، لا يتوقف عند معنى القدرة على كبح جماحها الإجرامي، والحد من تداعيات مشاريعها الكارثية، على حياة أبناء الشعب اليمني، وإنما هو إسقاط – أيضا – لفعل الهيمنة والتسلط، وكسر لقاعدة الوصاية الاستعمارية الأمريكية الإسرائيلية، إلى الأبد – إن شاء الله تعالى – دون رجعة، وهو ما يؤكده الارتياح الشعبي، لهذا الإنجاز الأمني العظيم، الذي تحقق بعون الله تعالى وفضله، وتعاون ويقظة ووعي أبناء الشعب اليمني المجاهد العزيز، الذي كان ولا زال السد المنيع في وجه كل المشاريع التآمرية والتخريبية، حسب البيان.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الصحة: توفير الطعوم للمتعافين من فيروس الالتهاب الكبدى سى
كشفت وزارة الصحة والسكان عن الجهود التي تقوم بها في ملف التطعيمات خاصة الفئات الأكثر خطورة والتي جاءت كالتالي :-
الفريق الطبي يتم تطعيمهم ثلاث جرعات ) بنسبة تغطية (95%)
يتم توفير الطعوم لنزلاء مراكز التأهيل
مخالطي مرضي الإلتهاب الكبدي بي يتم تطعيمهم ثلاث جرعات بنسبة تغطية (92%)
يتم توفير الطعوم للمصابين بفيروس نقص المناعة فور التشخيص
يتم إعطاء الامينوجلوبلين المناعي لحديثي الولادة الأمهات مصابات بالفيروس
مرضي الغسيل الكلوي بتطعيمهم أربع جرعات ) بنسبة تغطية (90%)
يتم توفير الطعوم للمتعافين من فيروس التهاب الكبدى سى
مصر أول دولة في اقليم شرق المتوسط تحقق هدف السيطرة على التهاب الكبد Bوتسلّم الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، شهادة دولية من منظمة الصحة العالمية، توثق نجاح الدولة المصرية في تحقيق الهدف الإقليمي للسيطرة على مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي من النوع "B"، لتصبح بذلك أول دولة في إقليم شرق المتوسط تبلغ هذا المستوى من السيطرة، في خطوة وُصفت بالبارزة على المستويين الإقليمي والدولي.
جاء ذلك خلال فعاليات الاحتفال بإعلان مصر أول دولة تبلغ المستوى الإقليمي للسيطرة على مرض الإلتهاب الكبدي الفيروسي B ، حيث أكد الوزير في مستهل كلمته أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تضع الملف الصحي في صدارة أولوياتها، انطلاقاً من رؤية وطنية طموحة تستند إلى ترسيخ مفاهيم الأمن الصحي، وتوطين صناعة الأدوية واللقاحات.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان، إن هذا الإنجاز يشكل محطة تحول فارقة في مسيرة النظام الصحي المصري، ويعكس التزام الدولة الراسخ بكافة مؤسساتها لحماية صحة المواطن وتعزيز الوقاية والتغطية الصحية الشاملة، مضيفًأ أن الالتهاب الكبدي الفيروسي B لا يزال يمثل أحد أبرز التحديات الصحية عالمياً، بالنظر إلى تداعياته الخطيرة إذا لم يُكافَح، لافتاً إلى أن منظمة الصحة العالمية قد وضعت هدفاً للقضاء عليه بحلول عام 2030.
واستعرض الوزير جهود وزارة الصحة ممثلةً في قطاع الطب الوقائي منذ عام 2008 وحتى 2024، مشيراً إلى أن معدل انتشار الفيروس في الفئات العمرية تحت سن 60 عاماً انخفض بنسبة 15% مقارنة بعام 2015، بينما تراجعت نسب الإصابة بين الأطفال دون العاشرة بمقدار 50%، لتبلغ النسبة بين من هم دون سن الخامسة أقل من 1%، حسب نتائج المسوح القومية.
وأشار إلى ما حققته مصر في مجال مكافحة الأمراض المستهدفة بالتطعيم، إذ حصلت البلاد على الإشهاد الدولي بخلوها من شلل الأطفال، بالإضافة إلى النجاح في القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية ومتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية والتيتانوس الوليدي والدفتيريا، ولفت إلى أن هذه الإنجازات تتكامل مع ما يبذله القطاع الوقائي من جهود في مكافحة الفيروسات الكبدية، عبر أنشطة الترصد والرصد المعملي ومكافحة العدوى.
وأوضح عبدالغفار أن البرنامج الموسع للتطعيمات يُعد من الركائز الأساسية في تحقيق هذا الإنجاز، بفضل تغطيته المرتفعة وتخطيطه المنهجي وتكامله بين الفرق المركزية والميدانية، حيث فاقت نسبة التغطية التطعيمية 95%، كما جرى تحديث البنية التحتية للتطعيمات من خلال التحول الرقمي وميكنة الإجراءات، ما أتاح اتخاذ قرارات مستندة إلى بيانات لحظية دقيقة، وساهم في رفع معدلات الوصول للخدمة وتقليل الفاقد وتحقيق العدالة الصحية، إلى جانب تطوير سلسلة التبريد ورفع كفاءة العاملين.
وأشار إلى أن جهود الدولة تركزت على إتاحة التطعيم ضد فيروس B مجاناً لكل المواليد في مصر، من المصريين وغير المصريين، مع توفير جرعة الميلاد خلال الساعات الأولى من عمر الطفل، وتقديم الأمينوجلوبيولين المناعي للمواليد من أمهات يحملن الفيروس، لحمايتهم من العدوى.
ولم تقتصر جهود الوزارة على الأطفال، بل امتدت لتشمل الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل الفرق الطبية، والمخالطين للحالات المصابة، ومرضى الغسيل الكلوي، والمصابين بفيروس نقص المناعة، وأكد الوزير أن اعتماد هذا النهج الوقائي المتكامل مثل حجر الزاوية في تحقيق هذا الإنجاز، مضيفاً أن الوزارة حرصت على التعاون مع الشركاء لتأسيس التحالف المصري لمصنعي اللقاحات (EVMA)، كخطوة استراتيجية لضمان الاكتفاء الذاتي واستدامة التوريد وتعزيز التصنيع الحيوي الوطني.
وأشار الوزير إلى أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الجهود الجماعية والتنسيق المحكم بين الشركاء، من فرق العمل داخل الوزارة إلى منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية الداعمة، معتبراً أن التجربة المصرية تمثل نموذجاً ناجحاً في تكامل الإرادة السياسية مع الدعم الفني والمؤسسي، وأن العمل الجماعي والتخطيط الاستراتيجي والالتزام الوطني قادرون على تحويل التحديات إلى إنجازات واقعية.
وهنّأت الدكتورة حنان بلخي، الممثل الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، الدولة المصرية على هذا الإنجاز، وتحقيق الهدف الإقليمي للسيطرة على الإلتهاب الكبدي الفيروسي بي، مؤكدةً أن مصر تمتلك كفاءات بشرية مؤهلة للمنافسة عالمياً، موضحة أن لجنة التحقق الإقليمية خلصت إلى أن مصر حققت المؤشرات الرئيسية المستهدفة، وعلى رأسها، خفض معدل انتشار الفيروس لدى الأطفال ممن تبلغ أعمارهم خمس سنوات فما فوق إلى أقل من 1%، وتحقيق تغطية تتجاوز 90% بالجرعة الثالثة من اللقاح لأكثر من عشر سنوات، و90% للجرعة الوليدة على مدى خمس سنوات.
وأشاد الدكتور هشام ستيت، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي، بهذا الإنجاز، مؤكداً أنه لم يكن ليتحقق لولا دعم القيادة السياسية وتكامل مؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارة الصحة، التي وضعت ملف مكافحة الفيروسات الكبدية في صدارة أولوياتها الاستراتيجية، محققًة نجاحات متعاقبة، مشيرًا إلى أن الهيئة ساهمت بدور فعال عبر تأمين اللقاحات والمستلزمات الطبية وفق أعلى معايير الشفافية والكفاءة.