تحت رعاية غبطة أبينا البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، شهد مساء امس، نيافة الأنبا باخوم، النائب البطريركي لشؤون الإيبارشية البطريركية، فعاليات اليوم المشترك بين ائلات، ومخدومي تكوين أطفال للرب "CG".

أقيم اليوم بقيادة وحضور السيدة مي صليب، مسؤولة التدريب بالإيبارشية البطريركية، والفريق المعاون لها، وذلك بقاعة القديس إسطفانوس، بحدائق القبة، بمشاركة عائلات، ومخدومي تكوين أطفال للرب.

تضمن اليوم محاضرة تكوينية، ألقتها السيدة صوفيا جرجس، لايف كوتش بعنوان "كيفية التعامل مع طفلي في مرحلة ما قبل المراهقة"، من خلال مناقشة التحديات، التي تواجه الأسر في هذه الفئة العمرية.

وخلال اللقاء، تم تنظيم برنامج موازي لمخدومي أطفال للرب، وإخواتهم، المرافقين لهم، تضمن بعض الفقرات الترفيهية، كما قام المخدومون بكتابة عبارات المحبة، التي يحملونها تجاه والديهم، بمساعدة شباب الميديا الكاثوليكي "CYM"، كما كتبت الأسر أيضًا بعض عبارات الحب، نحو أبنائهم وبناتهم.

وفي كلمته، قدم الأب المطران كلمات التشجيع لأسر المشاركة في اليوم، شاكرًا جميع مسؤولي التدريب، على المجهودات المبذولة، خلال الفترة الماضية.

وأكد صاحب النيافة للعائلات المشاركة في اليوم أهمية إدراك مدى اختلاف الأجيال بينهم، وبين أبنائهم وبناتهم من حين لآخر، مشجعًا إياهم على مواجهة التحديات التي تواجههم، خاصة في تربية أطفالهم.

شدد النائب البطريركي للآباء والأمهات ضرورة إدراك احتياجات أبنائهم وبتاتهم، وأن يكونوا قدوة حسنة له، قائلًا: أنتم الأفضل والأنسب لأبنائكم وبناتكم.

كذلك، التقى نيافة المطران أبناء وبنات الخدمة، في لقاء أبوي، مقدمًا لهم كلمات التشجيع، مؤكدًا لهم أهمية اكتشاف دعوتهم، وطاعة آبائهم وأمهاتهم بكل الحب، مختتمًا زيارته بتوزيع الشهادات التذكارية، الخاصة بالتكوين عليهم.

تضمن اليوم أيضًا بعض الفقرات الترفيهية، من إعداد فريق شباب الميديا الكاثوليكي، بمشاركة العائلات، ومخدومي تكوين أطفال للرب.

تلا ذلك، فقرة مشتركة بين الأسر، وأبنائهم وبناتهم، بهدف توطيد روابط المحبة فيما بينهم، حيث تمت قراءة عبارات الحب، التي قدمها الأطفال لوالديهم، بالإضافة إلى قراءة عبارات الحب، التي قدمها الآباء والأمهات لأطفالهم. واختتم اليوم بالتقاط الصور التذكارية.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الأنبا باخوم بطريرك الأقباط الكاثوليك الكنيست

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الحب.. القوة الناعمة

الطاقة التي نتزود بها في المُضي قدمًا بحياتنا، والوقود الذي لا ينضب فاعليته في قلوبنا، وأفئدتنا، وأرواحنا، يتمثل في حُبّ، يتربع على سجايا الوجدان، يمنحنا الراحة، والارتياح، والأمل، والطموح، ويجعل أنظارنا متطلعة؛ لرؤية كل ما يبهج العيون، ويمنح النفس الهدوء والسكينة؛ فتبدو ذواتنا، لا تقبل القسوة، ولا تنحو جهة ما يكدّر الصفو، ولا تهرول تجاه براثن الحقد، والكراهية، ولا نتجذب نحو بؤر الخلاف والنزاع والصراع، التي تحدُّ من الرغبة تجاه الإيجابية.

الحُبّ صفة إنسانية للفرد محضة، يتبادلها بميزان العقل الموجه لوجدانه مع بني جنسه، ويتعامل بمعناها مع الكائنات الحية؛ فيضبط سلوكها، ويحسن من ممارساتها، بل، يستطيع أن يروّض البريّة منها؛ لتصبح آلفة لبني البشر، غير معادية لوجوده، متقبلة لتعاملاته، ولو بحذر، وتحت معايير محددة، تضمن توفير الأمن، والأمان، ووفق فلسفة الحبّ، الذي يضيف إلى الجمادات رونق الجمال، وحسن المظهر، والجوهر، ووظيفية النفع بيد المحبّ، الذي يمتلك الخبرة المصبوغة برقي القيمة.

نتفق على أن الإنسان منا منذ مهد ولادته، ينال جرعة من ترياق الحب الممزوج بالحنان الخاص من أمٍّ، منحته الحياة بدمائها، وعافية الجسد من لبنها؛ ليكتسي بدنه مناعة، وممارساته تُصان من مُتلّون الصفات المضادة؛ فتراه يقبل على من يبتسم، ويعانق من يحويه بذراعيه، ويحاكي التربيت على من يبادله المشاعر؛ ومن ثم يترعرع في بيئة مليئة بمقوّمات نعمة الحُبّ؛ حيث الرحمة، والابتسامة، والتقبل، والاحتواء، والتعلق بالروح، والجسد، الذي قطعًا يورّثُ في النفس ماهية الانتماء للوطن الصغير، بما يمهد الولاء للوطن الكبير.

عاطفة الحُبّ الجيّاشة تمنحنا المقدرة على ممارسة الإيثار، وتمدنا بقوة الصبر الجميل، والحلم، والتؤدة؛ لنصل إلى برّ الأمان؛ ومن ثم تسكن الطمأنينة في قلوبنا الوجلة؛ لا يتسلّلُها الحيرة، ولا يربكها تغيرات الزمن، ومتغيراته اللامتناهية؛ فنرى الحياة زاخرة بما يحقق سعادة النفوس، وبهجة الأفئدة، وهنا تتوق أروحنا إلى التواصل مع مَنْ حولنا؛ لنبحر في خلجات النفوس المليئة بالخير؛ فننهل منها ما يروي الوجدان بكؤوس الخبرة المتنوعة، التي تنير لنا طريق الحاضر، وتفتح أعيننا على صور المستقبل المشرق؛ لنضع سيناريوهات طموحة، نغرس في سياجها أحلامًا مشروعة، يملؤنا الشغف تجاه تحقيقها.

نعمة الحُبّ، تقدح الأذهان، بما يجعلها تنشط الأفهام؛ كي تستقبل طيب الخبرة، وتتلّقى مزيدًا من فيض العلم في مجالاته المختلفة؛ فتنبت الأفكار، التي تحدث نضجًا، يزيد من إقبال الإنسان منا على دروب المعرفة؛ لينهل منها ما ينير القلوب، ويغذي الوجدان، ويعلى المقدرة على العطاء؛ فيصبح كالصَّيب النافع، أينما حلَّ، يخرجْ الكلأ من بين يديه، ومن حوله، وهذه صفات النفوس العامرة، والأبدان المدربة، والأفهام الناضجة، التي تملأ الأرض ضياءً، كونها تدرك فلسفة الاستخلاف، وفحوى معانيه.

قوة الحُبّ، وتأثيره، يخلق في وجداننا ماهية تحمل المسئولية، التي تجعلنا نتجاوز المحن، ونتخطى الصعاب، ونواجه التحديات، ونلملم الجراح، ونُشْفى سريعًا من آلام قد أصابتنا، جرّاء أشواك الحياة؛ ومن ثم نمنح المنْعة ضد كل ما يصيبنا بالضعف، أو الوهن، أو يورث في النفوس السلبية، كما أن طاقة الحُبّ تمنح قلوبنا صفاءً، ونقاءً، وسريرة غير مشوبة، والتي تدعم فلسفة التجاوز، أو التسامح، أو الصفح عند المقدرة؛ فتلك أخلاق حميدة، يمتلكها النبلاء دون غيرهم.

ترياق الشِّفاء من الأمراض العضال، التي باتت تهدد السِّلم المجتمعي، يكمن في الحُبّ، الذي يحفّز الإنسان منا على تفهم لغة الحوار البنّاء، الذي يجعله على مسافة الصفر من حاجات، واحتياجات، ومطالب الجميع ممن حوله؛ فيؤثر على نفسه، ويبذل أقصى ما في الجهد، بل، قد يضحي بوقته، وماله، وعناء بدنه؛ من أجل سعادة الآخرين؛ راضيًا، قرير النفس، وهنا لا يجد العنف، أو الحقد، أو الكراهية، أو النبذ مكانة؛ فلا متسع إلا لفيض المحبة، التي تعمر القلوب، وتشحذ الهمم نحو العطاء المُسْتدام، دون مقابل.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

طباعة شارك الهدوء السكينة الحُبّ

مقالات مشابهة

  • تصريحات وزير إسرائيلي تثير غضب عائلات الأسرى: "فشل أخلاقي"
  • سادس أقوى زلزال بالتاريخ.. ما سر الضربة التي تلقتها روسيا اليوم؟
  • عبارات جميلة عن الصديق الوفي
  • غزة.. قصف إسرائيلي يمحو 4 عائلات بالكامل والضحايا بالعشرات
  • جيل زد يبتكر لغته الخاصة في الحب.. علاقات هادئة وإفصاح تدريجي
  • الأنبا باخوم يلتقي الدفعات الخمس من تكوين شباب الميديا الكاثوليكي CYM
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الحب.. القوة الناعمة
  • تكوين مجلس الجالية السودانية في مصر
  • عبارات فيروزية صباحية
  • الأنبا باخوم يشارك في المسيرة الفرنسيسكانية الثانية والثلاثين