لا تعتزل الناس.. دراسات تحذر من مخاطر العزلة على الصحة النفسية والجسدية
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في عالمنا المعاصر المليء بالصخب والضجيج، يجد الكثيرون مأوى في العزلة النفسية، ذلك العالم الداخلي الذي يعتبرهم ملجأً من زحام الواقع وضغوطاته المتزايدة، إلا أن هذا النوع من العزلة يُثير تساؤلات عديدة حول طبيعته وآثاره على الفرد.
فالعزلة النفسية، سواء كانت اختيارية أو إجبارية، تمثل استجابة نفسية متنوعة لتجارب الحياة، ووفقًا لاستشاري الصحة النفسية الدكتور “وليد هندي”، فأوضح أنه يمكن تفسير العزلة الإجبارية كتكيف اجتماعي يساعد الأفراد على التعامل مع العزلة بشكل أكثر يسرًا، حيث يلجأون إلى أنشطة مثل الرياضة والقراءة لتخفيف الضغوط النفسية وتعزيز الأداء الذاتي، بالمقابل، تمثل العزلة الاختيارية السلبية خطرًا على الصحة النفسية والجسدية، حيث يمكن أن تفضي إلى آثار نفسية سلبية مثل الشعور بالوحدة الشديدة والأفكار الانتحارية ونبذ الأشخاص والمجتمعات والرغبة بالانعزال عن المجتمع.
وأضاف أن الأثر النفسي للعزلة السلبية يتجلى في انعدام التواصل الاجتماعي والشعور بالعزلة والتجاهل للعلاقات الإنسانية الطبيعية، مما يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية وزيادة مستويات القلق والاكتئاب، وعلى الجانب الآخر، فإن العزلة الإيجابية للأفراد تسمح لهم بإدارة طاقتهم النفسية بشكل أفضل، حيث يمكنهم خلالها التفكر والتأمل في أفكارهم ومشاعرهم بطريقة تساعدهم على التخلص من الطاقة السلبية وتعزيز الطاقة الإيجابية داخلهم.
وأشار إلى أن التحدث عن العزلة يفتح الباب لمناقشة متعمقة حول كيفية إدارة هذا الجانب من الحياة النفسية البشرية، فهي تقدم فرصة للنمو الشخصي وتطوير الوعي الذاتي، لكنها تحتاج إلى توازن دقيق بين الانغماس في الذات والحفاظ على الروابط الاجتماعية الضرورية.
موضحًا أن العزلة النفسية تعد تجربة شخصية تختلف في تأثيرها من فرد لآخر، والفهم الدقيق لهذه التجربة يساعد في تحديد ما إذا كانت ملاذًا آمنًا أم سجنًا يقيد الروح، ويمكن من خلاله تحقيق التوازن النفسي الصحيح في زمننا الحالي.
ووفقًا لتقرير نُشر على موقع Nebraska Med الطبي، فإن العزلة أو الوحدة لها تأثيرات كبيرة على الصحة العقلية والجسدية، فمن الناحية النفسية، تشير الدراسات إلى أن العزلة قد تزيد من احتمالات الإصابة بالاضطرابات العقلية، مثل الاكتئاب الحاد والاضطرابات القلقية العامة، مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالخوف والقلق، وتصاعد الأفكار السلبية حتى الانتحارية في بعض الحالات خاصةً بين المراهقين والشباب.
وعلى صعيد الصحة الجسدية، فتساهم العزلة في زيادة خطر الإصابة بمجموعة من الاضطرابات الجسدية، وتؤثر على الجهاز المناعي وتزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض المعدية، كما يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات حادة في القلب والأوعية الدموية، وزيادة خطر السكتة الدماغية، بالإضافة إلى زيادة فرص الإصابة بأمراض مثل الزهايمر، بالإضافة إلى حدوث تقلبات حادة في الشهية واضطرابات النوم، مما يعكس تأثيرها الشامل على صحة الفرد بصورة عامة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العزلة الإجتماعية الميول الانتحارية فقدان الشهية
إقرأ أيضاً:
منظمة الصحة تكشف عن موت أطفال غزة جوعا ونفاد الأدوية تحت الحصار
أكّدت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط، حنان بلخي، أنّ أطفال غزة يموتون جراء المجاعة التي وصلت إلى مستويات مرتفعة للغاية، وذلك إثر حصار الاحتلال الإسرائيلي الخانق، ما أدّى للخصاص في الغذاء والدواء.
وخلال لقاء لها مع وكالة "الأناضول"، تابعت بلخي: بأنّ: "البنية التحتية الحيوية للصحة دمرت بالكامل في القطاع" فيما أشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يعتمد على التجويع بغية العمل على التهجير القسري.
وأضافت بلخي، على هامش هامش اجتماعات الجمعية العامة للمنظمة بنسختها الـ78: "يعيش الناس في بيئة صحية صعبة للغاية، النظافة أساس الصحة، وهي غائبة في غزة".
"كما تعاني أنظمة الرعاية الصحية من انهيار، إذ لا يقدم سوى عدد قليل من المستشفيات خدمات جزئية أو محدودة، هناك نقص حقيقي في الموارد" وفقا لبلخي، مردفة: "41 أو 42 بالمئة من الأدوية الأساسية نفدت تماما، و41 أو 42 في المئة من اللقاحات الرئيسية نفدت أيضا، ونحو 64 في المئة من المعدات الطبية نفدت تماما".
إلى ذلك، أشارت بلخي إلى أنّ: هناك كوادر صحية تتمتع بقدرة كبيرة على الصمود في غزة، وأنهم يبذلون قصارى جهدهم بالإمكانات القليلة المتاحة لهم. بينما تطرقت أيضا إلى المساعدات الصحية اللازمة لغزة، مبرزة ظهور أمراض مثل الطفح الجلدي والالتهاب الرئوي والالتهابات المتعددة واضطراب ما بعد الصدمة.
وأوضحت: "كل ذلك أثر سلبا على سكان غزة والوضع لا يبدو جيدا"، مشيرة في الوقت ذاته إلى الصعوبات التي تواجه إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بالقول "لدينا نحو 51 شاحنة تنتظر على الحدود لإيصال المزيد من المساعدات، نحاول إيصال ما في مستودعات منظمة الصحة العالمية إلى بعض المناطق".
واسترسلت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط: "نواجه صعوبة في إيصال 51 شاحنة إلى غزة، كما أن الغذاء الذي وصل بعد الأسبوع الحادي عشر من الحصار (الذي تفرضه إسرائيل) لا يكفي لتلبية الاحتياجات".
ومضت بالقول إنّه: "بشكل عام بلغ الجوع والمجاعة في غزة مستويات مرتفعة للغاية، الناس في أمسّ الحاجة إلى الغذاء والتغذية الأساسية، الأطفال يموتون أيضا (بسبب الجوع)".
وأوردت: "هناك أناس يموتون جوعا، هذا واضح تماما، وعندما لا يأكل الناس يتضورون جوعا ويموتون، بدون دواء أو علاج أو طعام يموت الناس"، فيما ذكّرت بأنّ حصيلة الشهداء في غزة قد تجاوزت 54 ألفا، موضّحة أنّ: "العدد ربما يكون أعلى من ذلك وأنهم لا يعرفون عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم تحت الأنقاض".
تجدر الإشارة إلى أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي قد دفعت 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لمدة 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن دولة الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.