جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-14@06:32:42 GMT

محطات أساسية لتحقيق الذات (2)

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

محطات أساسية لتحقيق الذات (2)

 

 

سلطان بن محمد القاسمي

في مقالٍ سابقٍ، تطرقنا إلى فكرة أن رأس المال الحقيقي هو المعرفة، وأن الوقت يوازي قيمته بالذهب، فكلاهما، المعرفة والوقت، يحتاجان إلى تدبير وتخطيط دقيق، وإذا كنَّا قد اعتدنا على التصرف بعشوائية وارتجالية في أيام العمر وسنينه، وإهدار رأس المال من نقد ومعرفة وعلاقات، فإنِّه لحري بنا أن نوقف هذا النزيف القاتل، وأن نلتفت إلى أنفسنا بنظرة منصفة تدرك قيمة الحياة وقيمة الإنسان وقيمة الأيام.

دعونا نُسائِل أنفسنا عن العام الذي يرحل بأيامه وشهوره: هل حققنا فيه إنجازات ملموسة؟ أم أننا أضعنا فيه الكثير من الوقت والطاقة فيما لا فائدة منه؟ هل يعقل أننا لا نعرف كيف نوقف هذا الاستنزاف والتراجع في المكتسبات إلى الحد الذي نفرح فيه بمضي عام أضعنا فيه أكثر من 360 يومًا؟ ونتظاهر بأننا نحتفي بقدوم عام جديد... لكن على ماذا؟ يبدو أننا نعشق العيش في زمن المعجزات، فننتظر أن يكون عامنا الجديد مميزًا ومدهشًا. لا، يا أصدقاء، التغيير يبدأ مِنَّا نحن. نحن أصحاب القرار، وحاشا لله- عز وجل- أن ينصر قومًا رضوا بالكسل والقعود، وتركوا طريق الهِمَمِ العالية.

ولكي لا نمضي بعيدًا، ما الذي ينبغي أن نستعيده؟ أقول إنه لا بُد من وقفات جادة لمحاسبة النفس، وحشدها للمضي في نيل القمم، والمرور بمحطات للتزود لا للتوقف. ومن ذلك:

التركيز على الجودة بدلاً من الكم

هذه الاستراتيجية قد تختصر الطريق إلى النجاح بشكل لافت، وذلك من خلال تركيز الإنسان على نوعية الإنجاز بدلًا من كميته. يجب أن يتجنب الشخص إهدار وقته في الأنشطة غير الضرورية، مثل الذهاب والإياب دون حاجة، أو إضاعة يومه في تصفح الجوال وتطبيقاته دون هدف، ينبغي أن يكون هناك تركيز على الهدف وما يخدمه، لئلا نغفل عن الهدف. فعندما ينشغل الشخص بعد الأيام، قد يجد أن إنجازه مقتصرا على الذهاب للعمل والعودة منه، أو قضاء الوقت في تصفح البرامج التي لا تضيف شيئًا. فلا جدوى من موظف يقضي سنوات في العمل بمجرد توقيع وثائق، أو يحسب أن ذهابه وإيابه كافٍ لتحقيق إنجاز مُميز. بل يجب أن يتذكر أن كل واجب من واجباته الوظيفية أو المنزلية يجب أن يخدم هدفًا أكبر ينتظر التحقيق.

اكتشاف وتطوير أفضل ما فيك

يميل الإنسان بطبعه إلى التعلق بأشياء متعددة، ويحاول أن يرضي كل من حوله، أو يلبي كل ما تشتهيه نفسه. لكن الأهم هو التعرف إلى نفسه جيدًا، وتحديد الصفات أو القدرات والمهارات التي يتميز بها. يجب أن يركز على تطوير المهارات التي يمكن أن توصله إلى هدفه بدلًا من تشتيت وقته على جوانب متعددة دون تحقيق إنجاز حقيقي. فعلى الشخص أن يُحدد ميوله وإرادته القوية لتحقيق هدف معين، سواء كان ذلك في المجال العسكري، الأكاديمي، الأدبي أو غيره، وأن يضع خطة واضحة لتحقيق هذا الهدف دون تردد. هذا لا يعني أن المهارات لا تتعدد والإبداع لا يتسع، لكن المقصود هو التركيز من أجل التميز وتحقيق الهدف.

التركيز على الإيجابيات في الآخرين

مثلما يجب على الإنسان أن يركز على تطوير أفضل ما فيه، يجب أيضًا أن لا يشق نفسه في متابعة عثرات الآخرين وإخفاقاتهم. بدلًا من ذلك، يجب أن يركز على الجوانب الإيجابية في الآخرين. فلا يخلو أحد من عيوب، ولكن من المهم التركيز على الجوانب الجميلة والمحببة في كل شخص. إن التعامل مع الناس يتطلب منا رؤية الجانب المشرق فيهم، وعدم الانشغال بالعيوب التي قد تعكر صفو العلاقات وتؤثر على تقدمنا الشخصي. فالهدف هو معرفة الجوانب السلبية دون التورط فيها، والتركيز على ما يضيف قيمة إلى حياتنا من خلال العلاقات الإيجابية.

وفي ختام هذا التأمل.. نُدرِكُ أن الإنسان بحاجة إلى التركيز على نوعية الإنجاز، واكتشاف أفضل ما فيه وما في الآخرين، واستغلال ذلك لتحقيق أهدافه. إن النظرة الشاملة للحياة والعمل تجعلنا نفهم أن التغيير يبدأ من الداخل، وأننا نحن أصحاب القرار في رسم معالم حياتنا وتحقيق طموحاتنا. ولذا فإنَّ المحاسبة الدائمة للنفس والتحفيز المستمر هُمَا السبيل لتحقيق النجاح والتميز.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

النفط يتراجع مع عودة التركيز إلى محادثات إحلال السلام في أوكرانيا

"رويترز": انخفضت أسعار النفط اليوم بعد أن حول المستثمرون تركيزهم مجددا إلى محادثات إحلال السلام في أوكرانيا، مع متابعة تداعيات احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة ساحل فنزويلا.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 50 سنتا، أو 0.08 %، إلى 61.71 دولار للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 46 سنتا، أو 0.8 % ، إلى 58 دولارا للبرميل.

وارتفع الخامان القياسيان عند التسوية أمس الأربعاء بعدما قالت الولايات المتحدة إنها احتجزت ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، إذ أثار التوتر المتصاعد بين البلدين مخاوف من تعطل في الإمدادات.

وقال إمريل جميل محلل النفط في مجموعة بورصات لندن "حتى الآن، لم تنعكس عملية الاحتجاز على السوق، لكن المزيد من التصعيد سيفرض تقلبات شديدة على أسعار الخام". وأضاف "لا تزال السوق في حالة ترقب، وتركز على التقدم في اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا". وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء "احتجزنا للتو ناقلة نفط على ساحل فنزويلا.. ناقلة كبيرة جدا.. إنها الأكبر على الإطلاق في الواقع، وهناك أمور أخرى تحدث". ولم يذكر المسؤولون في إدارة ترامب اسم الناقلة، لكن مجموعة فانجارد البريطانية لإدارة المخاطر البحرية قالت إن ناقلة النفط (سكيبر) يعتقد أنها احتجزت قبالة سواحل فنزويلا.

وقال متعاملون ومصادر في القطاع إن المشترين الآسيويين يطالبون بتخفيضات كبيرة على الخام الفنزويلي، وسط الضغط الناجم عن زيادة النفط الخاضع للعقوبات من روسيا وإيران وتزايد مخاطر التحميل في فنزويلا مع تعزيز الولايات المتحدة لوجودها العسكري في منطقة البحر الكاريبي.

وركز المستثمرون على التطورات في محادثات السلام في أوكرانيا. وأجرى قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا مكالمة هاتفية مع ترامب لمناقشة أحدث جهود السلام التي تبذلها واشنطن لإنهاء الحرب، فيما وصفوه بأنه "لحظة حاسمة" في هذه العملية.

وقال توني سيكامور محلل السوق في آي.جي في مذكرة إن التقارير التي ذكرت أن أوكرانيا هاجمت سفينة من "أسطول الظل" الروسي قدمت دعما للأسعار.

وأضاف سيكامور "من المرجح أن تبقي هذه التطورات النفط الخام فوق مستوى الدعم الرئيسي البالغ 55 دولارا حتى نهاية العام، ما لم يتم إبرام اتفاق مفاجئ للسلام في أوكرانيا".

وخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) المنقسم بشدة أسعار الفائدة. ويمكن أن يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تراجع تكاليف اقتراض المستهلكين وتعزيز النمو الاقتصادي والطلب على النفط.

كما قدم انخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية أيضا دعما الأسعار، رغم أن الانخفاض جاء أقل من المتوقع.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأسبوعي إن مخزونات النفط الخام تراجعت 1.8 مليون برميل إلى 425.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الخامس من ديسمبر كانون الأول، مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز والتي أشارت إلى انخفاض قدره 2.3 مليون برميل.

من جانب آخر، قالت وكالة الطاقة الدولية إن عائدات روسيا من صادرات النفط الخام والمنتجات المكررة انخفضت مرة أخرى في نوفمبر بسبب انخفاض إجمالي الصادرات وضعف الأسعار، لتلامس أدنى مستوى لها منذ غزوها لأوكرانيا عام 2022.

ويتعرض قطاع الطاقة الروسي الحيوي اقتصاديا لضغوط بسبب زيادة الضربات الأوكرانية بالطائرات المسيرة على مصافي النفط وخطوط الأنابيب بالإضافة إلى الإجراءات الغربية التي تهدف إلى معاقبة موسكو على الحرب.

وصعدت واشنطن من ضغوطها على الكرملين في أكتوبر من خلال فرض عقوبات على شركتي روسنفت ولوك أويل وهما أكبر شركتين روسيتين لإنتاج النفط.

وذكرت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا أن إيرادات روسيا من مبيعات تصدير النفط الخام والوقود انخفضت إلى 10.97 مليار دولار في نوفمبر بتراجع قدره 3.59 مليار دولار عن الشهر نفسه قبل عام.

وتابعت أن إجمالي صادرات روسيا من النفط والوقود لهذا الشهر انخفض بحوالي 400 ألف برميل يوميا إلى 6.9 مليون برميل يوميا، بالتزامن مع تقييم المشترين للتداعيات والمخاطر المرتبطة بالعقوبات الأكثر صرامة.

ونتيجة لذلك، انخفضت أسعار الأورال بمقدار 8.2 دولار إلى 43.52 دولار للبرميل، مما أدى إلى انخفاض عائدات التصدير إلى أدنى مستوى منذ بداية الحرب في فبراير 2022.

وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن إنتاج النفط الروسي انخفض الشهر الماضي إلى 9.03 مليون برميل يوميا، مقابل 9.24 مليون برميل يوميا في أكتوبر.

وجاء الإنتاج أقل بنحو 500 ألف برميل يوميا عن الحصة المحددة من جانب تحالف أوبك بلس لنوفمبر تشرين الثاني.

مقالات مشابهة

  • نهم السؤال وظمأ الذات
  • منظومة المواصفات والمقاييس.. ركيزة أساسية لتحقيق اقتصاد مستدام
  • نائب عن حزب الله: يجب التركيز على وقف عدوان إسرائيل قبل السلاح
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • برلماني: دعم البحث العلمي والابتكار ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في مصر
  • كوزمين: التركيز سلاح «الأبيض» لمواجهة الجزائر في كأس العرب
  • استقرار النفط مع عودة التركيز إلى محادثات إحلال السلام في أوكرانيا
  • النفط يتراجع مع عودة التركيز إلى محادثات إحلال السلام في أوكرانيا
  • عطاف: الحركية التي تطبع العلاقات “الجزائرية-التونسية” تقوم على ثلاثة أبعاد أساسية
  • عاجل- مدبولي: البحث العلمي ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة مصر الدولية