جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-13@12:33:20 GMT

الحقوق والواجبات

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

الحقوق والواجبات

 

أحمد الشنفري

 

تعلمنا من التَّاريخ القديم والحديث أنَّ الذي يحفظ الحقوق بين النَّاس ليست الأخلاق ولا الدين ولا الأصل ولا الفصل ولا النسب ولا الرحمة ولا العرق؛ إنِّها فقط قيم العدل والمساواة والحياة الكريمة بين النَّاس هي التي تجعل الوطن آمنًا مُستقرًا، وهي التي ترسخ استقرار النظام وأمن المجتمع، وتُكسِب المجتمع القوة لاحترام الأمن والأمان كنتيجة طبيعية لذلك.

وعليه.. فإنَّ آفة المجتمعات هي الظلم والقهر والفساد، خاصة عندما تتفشى؛ سواءً بشكل واضح أو من خلال الضعف في فرض القانون أو متابعته أو حتى التهاون في تنفيذه. وقد يحدث عند فرض القوانين الصارمة أن يقع انفلات، خاصة فيما يتعلق بالقوانين التي ربما تُفرض دون دراسة كافية لتحديات الواقع، ومن المحتمل أن يتسبب ذلك في ظلم مُباشر أو غير مُباشر، لأنه وكما أوصانا الحكماء أن خير الأمور أوسطها، حتى لا يُصبح الإنسان مجرد رقم يُحسب أو يُشطب، ويُصبح الحال كما نراه في عدد من الدول العربية للأسف الشديد، فمن بعد العز الذي كانوا به أصبحوا يتمنون النوم مطمئنين؛ فلم يعد لديهم الأمن ولا الأمان ولا العدل ولا المساواة ولا حتى الثقة بينهم؛ فالذي منهم يُصبح لا يعلم كيف سيجد قوت يومه، وأين سيجد الدواء للعلاج، وكيف سيعلم أطفاله وكيف سيحميهم!

لذلك علينا كمجتمع أن نحافظ على قوة الوطن من خلال طاعة ولي الأمر، والتصدي لكافة أنواع الظلم، ورفع مستوى الوعي لدى النَّاس من خلال التعليم والتعلُّم والثقافة، والعمل على مساعدة الآخرين قدر الإمكان من خلال الفرق والجمعيات الخيرية، وكذلك لابُد من الإسراع في الانتقال إلى الحكومة الإلكترونية وتوفير الوقت والجهد والمال على المستفيدين، وتعزيز الشفافية والمساءلة والحوكمة والتركيز على تحقيق الأهداف المرجوة على أرض الواقع؛ لتصبح واقعًا مُعاشًا، والاعتدال في البهرجة الإعلامية، والتركيز على الأهداف المُمكِن تنفيذها؛ لأن النجاح الكبير سيأتي حتى لو نفّذنا مشروعًا كبيرًا واحدًا في كل محافظة سنويًا.

اليوم.. العالم يتَّجه في طريق مظلم ومظلم جدًا، ولم تعد هناك مؤسسات دولية تحترم حقوق الإنسان أو تستطيع فرض القانون الدولي، وهناك تخوف عالمي من انفلات الأمن العالمي، وعودة الاستعمار المباشر في العالم، ويصبح العالم مُجددًا في حاجة ماسّة للأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

ختامًا.. علينا أن نساهم بالعطاء والعلم والتوعية ونعمل على حفظ الوطن وقوة تلاحم المجتمع، والدعوة إلى التكاتف والتعاون فيما بيننا، وزرع المحبة والاحترام والتقدير والقيم النبيلة بين أفراد المجتمع، ولا نسعى جاهدين للهروب من المساهمة في توظيف الطاقات الشبابية في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، وأن نستفيد من القوانين والتشريعات وإضفاء المرونة عليها لأجل جذب المستثمرين الأجانب، وتشجيع المواطنين على فتح مشاريعهم الخاصة.

** محامٍ بالمحكمة العُليا

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

في مؤتمر العمل الدولي بجنيف .. سلطنة عمان تؤكد التزامها بتطوير سوق العمل وحماية الحقوق النقابية

قال معالي الدكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل في كلمته أمام الجلسة العامة للدورة (١١٣) لمؤتمر العمل الدولي بجنيف بأن جهود سلطنة عمان واضحة في الجوانب التشريعية والتنظيمية لسوق العمل، وكذلك في منظومة الحماية الاجتماعية، وطرق الاستراتيجية الوطنية للمعايير المهنية.

وتطرق معاليه إلى ارتقاء مستوى سلطنة عُمان في تقرير مؤشر الحقوق العالمية الصادر عن الاتحاد الدولي للنقابات (ITUC) في 2 يونيو 2025 إلى المستوى الثالث، وهي واحدة من ثلاث دول فقط حول العالم شهدت تحسنًا في هذا العام إلى جانب أستراليا والمكسيك، ويرجع هذا التقدّم إلى حزمة إصلاحات شملت تحديث قانون العمل، وتفعيل آليات الحوار الاجتماعي الثلاثي بين الحكومة وأصحاب العمل والعمال، فضلا عن توقيع اتفاقيات عمل جماعية وتطوير آليات تسوية النزاعات، ما أتاح مساحة أوسع للحريات النقابية وحماية أفضل لحق التفاوض الجماعي.

وأضاف معاليه: إن التوازن بين تحقيق النمو الاقتصادي وضمان الحقوق الأساسية في العمل وتوفير الوظائف اللائقة يمثل اليوم مطلبًا ملحًا لاستدامة التنمية وتعزيز الاستقرار الاجتماعي. ويؤكد كذلك أن الحوار الاجتماعي وتفعيل دور الشركاء الاجتماعيين هما الأساس لبناء سياسات فعّالة تستجيب لتطلعات المجتمعات وتحديات المستقبل.

وأشار إلى أن التحديات الناجمة عن التغيرات التكنولوجية المتسارعة، خاصة الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية، وما يترتب عليها من تغير في أنماط العمل، وفرص ومخاطر جديدة تتطلب تطوير مهارات القوى العاملة، وسَنّ تشريعات تواكب هذه التحولات وتحمي الحقوق الأساسية،

وأن سلطنة عُمان تتفاعل مع هذه التحديات عبر سياسات وبرامج متقدمة، منها تحديث تشريعات علاقات العمل، وإطلاق استراتيجية وطنية للمعايير المهنية تَهدف إلى سد فجوة المهارات بين الخريجين وسوق العمل، ورفع جودة التدريب والإنتاجية، وتزويد أصحاب الأعمال بأداة موثوقة لاختيار الكفاءات، بما يعزّز تنافسية القوى العاملة العُمانية وينسجم مع مستهدفات «رؤية عُمان 2040» لتنويع الاقتصاد وتحقيق نمو مستدام.

مقالات مشابهة

  • أدانت الاعتداءات الإسرائيلية تجاه إيران.. السعودية: على المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة لوقف العدوان
  • العراق يدعو مجلس الأمن إلى الانعقاد الفوري لـ«ردع إسرائيل»
  • القانون يحدد من يحق له التصويت في الانتخابات والاستفتاءات
  • مصطفى بكري: ترحيب دولي وشعبي بالموقف المصري الداعم للقضية الفلسطينية
  • الحوار لا التصعيد.. المملكة تؤكد أن "الدبلوماسية" هي السبيل الوحيد لحل المشكلات السياسية
  • ندوة بالأغوار الشمالية حول مكافحة اطلاق العيارات النارية بالمناسبات
  • في مؤتمر العمل الدولي بجنيف .. سلطنة عمان تؤكد التزامها بتطوير سوق العمل وحماية الحقوق النقابية
  • المملكة تبهر العالم بموسم حج استثنائي (2-2)
  • لبنان: استعادة السيادة أمر أساسي لبناء الثقة مع المجتمع الدولي
  • فرنسا.. فعالية عيدية للجالية اليمنية في ستراسبورغ