قال الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إنّ إفريقيا تشغل اهتمامًا ثابتًا لدى الإعلام ومنظمات الإغاثة ومراكز الأبحاث، وصناع القرار على المستوى الدولي.

مؤتمر صراعات القرن الإفريقي

وأضاف «رشوان»  خلال الجلسة الثالثة لمؤتمر «صراعات القرن الأفريقي وتداعياتها على الأمن القومي والمصري» أن القرن الإفريقي يحظى باهتمام نتيجة الأحدث، ولكن على النقيض لا يوجد اهتمام إعلامي بمنطقة وسط أفريقيا إلا عند وجود كارثة.

وأشار إلى أن مصر لديها 77 عامًا من الاهتمام البحثي بالقارة الإفريقية، موضحًا أن مصر شهدت مبكرًا تأسيس معهد الدراسات السودانية، ثم تحول إلى معهد البحوث الإفريقية.

وتابع: «نشأ فيما بعد مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، كما أن المركز المصري للفكر والدراسات أيضًا من المهتمين بشكل كبير بدراسة الشؤون الأفريقية وعند ترؤس مصر للاتحاد الإفريقي في 2019 زاد الاهتمام البحثي بالقارة الأفريقية، والهيئة العامة للاستعلامات انطلقت عن طريق تسع لغات منها خمس لغات إفريقية».

وذكر أن هناك بعض القنوات الدولية الكبرى ومنها قناة أمريكية تقدم برنامجًا متخصصًا في أفريقيا، ولكن يبقى الاهتمام الإعلامي الأوروبي أكبر خاصة في فرنسا نظرًا لاهتمام فرنسا بمنطقة الساحل والصحراء والإرث الاستعماري لأفريقيا والمرتبط بالقارة الأوروبية.

انفجار قضية الإرهاب

وأكد «رشوان» أن القرن الإفريقي لم يجد طريقه للاهتمام الإعلامي، إلا عند انهيار حكم الرئيس بري في الصومال، وانفجار قضية الإرهاب في القرن الإفريقي.

وأوضح أن الأرقام غير مؤكدة بالنسبة للقرن الإفريقي، ولكن هناك عشرات الملايين من المعرضين للمجاعة في القرن الأفريقي والقارة الإفريقية.

ولفت إلى أن المنظمات الإغاثية توجه اهتمامها للمجاعة في القرن الإفريقي أكثر من باقي القارة الأفريقية، مشيرًا إلى أن التغطية الإعلامية للقرن الإفريقي متأثرة بشكل واضح، بمصالح الدول الكبرى في القرن الأفريقي وتظهر الانحيازات بكثافة في هذا الإطار.

واستكمل: «نحن نتحدث بالنسبة للإعلام المصري عن الروابط مع القارة الإفريقية والمصالح المؤكدة مع دول هذه القارة، لذا فإن الاهتمام المصري والعربي مطلوب والتغطية الحالية لا تتناسب مع هذه المصالح».

وشدد على ضرورة وجود كوادر مؤهلة ومدربة في الإعلام المصري، للتعامل مع القارة الأفريقية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الهيئة العامة للاستعلامات صراعات القرن الأفريقي المركز المصري للفكر والدراسات القرن الأفريقي القرن الإفریقی فی القرن

إقرأ أيضاً:

القارة المقزّمة.. حملة أفريقية لتصحيح خريطة العالم ومطالب بالتخلي عن أكثر النماذج الخرائطية تضليلا

 

في مبادرة غير مسبوقة يقودها أفارقة من داخل القارة لإعادة التعريف بها، أطلقت الناشطة النيجيرية الشابة أبيمبولا أوجوندايرو (28 عاما) حملة عالمية لإصلاح تمثيل أفريقيا على خريطة العالم، داعية إلى التخلي عما وصفته بـ"أكثر النماذج الخرائطية تضليلا"، في إشارة إلى إسقاط "مركاتور" الذي تُستخدم نسخته بشكل واسع في المدارس والخرائط الرقمية والمراجع الرسمية.

 

وتسعى الحملة، التي تحمل عنوان "صحّحوا خريطة العالم" وتقودها منظمة "أفريكا نو فلتر" (Africa No Filter)، إلى الضغط على المؤسسات الدولية، على غرار الأمم المتحدة والبنك الدولي، فضلا عن الأنظمة التعليمية، لاعتماد خرائط أكثر دقة وإنصافا، تعكس الحجم الحقيقي للقارات والدول، وخاصة أفريقيا التي طالما عانت وفق القائمين على الحملة، من "التقزيم المتعمد" في التصور البصري العالمي.

 

وقالت أوجوندايرو في مقابلة مع شبكة الجزيرة "عندما قلت لعمّي إن الولايات المتحدة والصين والهند يمكن أن تتّسع كلها داخل أفريقيا، شعر بالصدمة والخداع، وهذه ليست مبالغة، بل حقيقة مدعومة بالأرقام، لكنها غائبة عن وعي الناس بسبب خريطة مركاتور".

 

أفريقيا في إسقاط مركاتور

وتُظهر خريطة مركاتور، المطوّرة عام 1599 لتسهيل الملاحة البحرية، قارّات الشمال العالمي -مثل أوروبا وأميركا الشمالية- بأحجام مضخّمة، في حين تُقلّل بشكل كبير من حجم أفريقيا وأميركا الجنوبية.

 

فعلى سبيل المثال، تظهر غرينلاند بحجم قريب من مساحة أفريقيا، رغم أن القارة يمكن أن تعادلها أكثر من 14 مرة.

 

ويشير خبراء الجغرافيا إلى أن إسقاط مركاتور يحافظ على الزوايا والأشكال، مما يجعله مناسبا للملاحة، لكنه فاشل تماما من حيث مقياس المساحة.

 

ويقول الدكتور ليندسي فريدريك براون من جامعة أوريغون "مركاتور ليس مؤامرة بحدّ ذاته، لكنه يعكس رؤية متحيزة للعالم ظلّت تخدم القوى الكبرى لقرون"، مضيفا أن سبب انتشاره هو توفره في الخرائط البحرية، وأيضا لأنه يعكس رؤية مريحة للعالم بالنسبة للجهات التي ترى بلدانها أكبر حجما.

 

وفي عام 1973، أعلن الألماني أرنو بيترز أن إسقاطه الجديد المعروف بـ"إسقاط بيترز" هو "الخريطة الدقيقة الوحيدة"، معتبرا أنه بديل عادل لخريطة مركاتور، التي وصفها بأنها "متمركزة أوروبيا".

 

وفي عام 2016، تم اعتماد إسقاط بيترز في مدينة بوسطن في الولايات المتحدة الأميركية، لأنه يقدم تمثيلا أكثر عدالة للمساحة، في حين انتقده آخرون باعتباره يشوّه الأشكال الهندسية، ويفتقر إلى التوازن البصري.

 

خريطة الأرض المتساوية الجديدة

وفي خضمّ الجدل الدائر منذ فترة حول إسقاطات الخرائط لأرضية، أعلن فريق من الباحثين بقيادة عالم الخرائط توم باترسون في 2018 عن إسقاط جديد أطلق عليه "الأرض المتساوية".

 

ويُظهر هذا الإسقاط أفريقيا بحجمها الحقيقي تقريبا، ويُعتبر اليوم أحد أكثر النماذج دقة من حيث المساحة، وهو النموذج الذي تتبناه حملة أوجوندايرو.

 

وتظهر خريطة "الأرض المتساوية" غرينلاند بحجمها الحقيقي بعدما تمّ تضخيمها في إسقاط مركاتور.

 

وقد لقيت الخريطة الجديدة دعما من مؤسّسات مرموقة، إذ تبنّتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، واعتمدها البنك الدولي رسميا في 2024.

 

وفي توضيح للجزيرة، قال متحدّث باسم البنك الدولي إن "المجموعة ملتزمة بتمثيل دقيق وعادل لجميع شعوب العالم، في جميع منصاتها".

 

طريق طويل

لكن أوجوندايرو تؤكد أن التغيير لن يأتي من الخارج وحده، وتحمّل المسؤولية للأفارقة أنفسهم، قائلة "على مدار قرون، رُسمت خريطة العالم بأقلام غير أفريقية، تعكس مصالح وأجندات خارجية.. لقد آن الأوان أن نمسك نحن بالقلم ونروي للعالم قصّتنا البصرية بأنفسنا، لا أن نستمر في قبول رواية الآخرين".

 

وتضيف أوجوندايرو أن "هذه الخريطة لا تؤثر فقط على الجغرافيا، بل على الاقتصاد، والسياحة، والتعليم، والخيال الجمعي، وما دامت أفريقيا تظهر صغيرة وغير مؤثرة، فستُعامل كذلك سياسيًا واقتصاديا".

 

ورغم الخلاف بين المدارس الخرائطية، تتفق الحملة الأفريقية على نقطة مركزية، وهي "ضرورة الكفّ عن استخدام النماذج الاستعمارية لتشكيل وعي الأجيال القادمة، والانتقال نحو خرائط تعكس واقعا أكثر صدقا".

 

وتعتبر أوجوندايرو أن الخريطة ليست مجرد أداة تعليمية، إنها أداة سلطة، وكلما طال تشويه صورة أفريقيا عليها، طال تشويه صورتها في أذهان العالم".

 

مقالات مشابهة

  • أمن مضطرب واقتصاد متسارع.. آخر مستجدات الأوضاع في إفريقيا
  • رئيس الوزراء القطري يبحث مع رئيس المفوضية الأفريقية حل أزمة رواندا والكونغو
  • القارة المقزّمة.. حملة أفريقية لتصحيح خريطة العالم ومطالب بالتخلي عن أكثر النماذج الخرائطية تضليلا
  • المغرب يخلد يوم إفريقيا في واشنطن وينادي بالتنمية المشتركة والتضامن الفاعل
  • “زيلانديا”.. علماء يحددون موقع القارة الثامنة المفقودة
  • زيلانديا.. علماء يحددون موقع القارة الثامنة المفقودة
  • وزير الطيران: مصر تمثل صوت القارة الإفريقية داخل منظمة الطيران المدني
  • مواقع وهمية لتجنيد جواسيس في سي آي إيه
  • رئيس خلية الإعلام الأمني في العراق: بغداد من أقل العواصم على مستوى المنطقة في الجرائم الجنائية.
  • القارة المقزّمة.. حملة أفريقية لتصحيح خريطة العالم