ينتظر العالم مساء اليوم، مناظرة تستغرق ساعة ونصف، تجمع بين مرشحي الرئاسة الأمريكية، الرئيس الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب، في مناخ ملبد بغيوم الأحداث في الشرق الأوسط، وتنقلها شبكة CNN الأمريكية، وذلك قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، فيما تُعقد الثانية في 10 سبتمبر المقبل على شبكة ABC.

أهم القضايا على طاولة المناظرة الأمريكية

ويستعد طرفا المناظرة، لمناقشة مجموعة من الملفات المهمة والتي تشمل النواحي الاقتصادية، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة والقضايا الاجتماعية، مثل الإجهاض، مروراً بالشؤون الخارجية، وتأتي على رأس تلك القضايا قضية الهجرة.

استطلاعات الرأي تؤكد تقدم ترامب

وأوضحت وكالة أسوشيتد برس أن المناظرة المرتقبة ينتظهر معظم البالغين في الولايات المتحدة، والتي تحدث لأول مرة منذ 2020، موضحة أنها أجرت استطلاعا أكد أن كلا المرشحين لا يزال غير محبوبين لدى شريحة كبيرة من الأمريكيين، إلا أن ترامب يتمتع بشعبية أكبر من بايدن.

وأجرت عدة مؤسسات متخصصة في استطلاعات الرأي تفوق ترامب على نظيره الديمقراطي بايدن مثل مؤسسة Evercore ISI والتي أظهرت أن 48% قالوا إن ترامب سيفوز بمناظرة اليوم، بينما يرى 16% أن بايدن سيفوز.

ويتوقع 36% أن يخسر كلاهما، في حين أظهر استطلاع للرأي لصحيفة  USA TODAY أن ترامب سيفوز في المناظرة المقبلة.

كما أظهرت استطلاعات للرأي أجرتها كلية «إيمرسون» وموقع «ذا هيل»، تقدم ترامب على منافسه بايدن في 6 ولايات حاسمة، على رأسها أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا وبنسلفانيا.

«نيويورك بوست» تتحدث عن أسلحة ترامب

إلا أنه بصرف النظر عن تلك الاستطلاعات، فإن كل طرف من الطرفين لديه ما يدينه، فقد أشارت صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية إلى أن ترامب قد يستغل تدهور قدرات بايدن العقلية، مؤكدة أن الهفوات التي سقط بها بايدن خلال الأشهر الماضية، سوف تكون أقوى أسلحة ترامب في مناظرة اليوم.

وأضافت الصحيفة أن ترامب سوف يحاول تصوير بايدن على أنه قد بلغ من الكبر عتيا، وغير قادر على إدارة دولة بحجم الولايات المتحدة.

وسيتطرق ترامب لإدانة هانتر بايدن في قضية حيازة أسلحة نارية بصورة غير قانونية في ولاية ديلاوير خلال يونيو الجاري، إلى جانب قضية التهرب الضريبي في المحكمة الفيدرالية الأمريكية.

وأوضحت الصحيفة أن ترامب سوف يستغل المناظرة في الحديث عن الوضع الاقتصادي الأمريكي، خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة، فقد دكرت تقارير إقتصادية أن نسبة غلاء المعيشة كانت عند حدود 1.4 بالمئة عند وصول بايدن إلى البيت الأبيض، ألا أنها ارتفعت اليوم إلى أكثر من 3 بالمئة.

وبشأن مخاوف المرشح الجمهوري فان الوضع ليس آمنًا بالنسبة لترامب فيما يتعلق بالصحة العقلية والسلوك المتهور، فبعد عقد من الجدل حول مواقفه وأفكاره وتصريحاته الغريبة والنارية أحيانًا، أثر ذلك على ما يبدو على نظرة الناخبين وتقييمهم لسلوكه الذي يوصف أحيانًا بالمتهور.

إذ أظهر الاستطلاع الذي تم إجراؤه في أوائل يونيو الحالي أن 67% من الناخبين يكرهون الطريقة التي يتعامل بها ترامب، مقارنة بـ51% قالوا الشيء نفسه عن بايدن، أما بين المستقلين، قفزت هذه الأرقام إلى 74% لترامب، و55% لبايدن، وفقا لما أفادت به قناة القاهرة الإخبارية.

القضية الأكثر إثارة لدى الطرفين

أما عند الحديث عن القضية الأكثر إثارة لدى الطرفين، والتي تتمثل في الهجرة، فسوف يسعى ترامب لإقناع الناخبين بأن خطته سوف تكون أفضل من خطة نظيره بايدن، وفقا لما ذكره موقع روسيا اليوم والتي تتلخص أبرز بنودها في منح الأجانب المتخرجين من الجامعات بطاقة خضراء، وأن تكون الهجرة على أساس الجدارة.

أما أسلحة بايدن فتتمثل في توجيه الاتهام لترامب بأنه مدان في قضية جنائية عندما أدين بـ34 تهمة تتعلق بتزوير وثائق للتغطية على مبلغ مالي دفعه لشراء صمت ممثلة إباحية قبل انتخابات عام 2016.

ما سيقوله بايدن عن ترامب

قال بايدن في وقت سابق من هذا العام، إن الديمقراطية والتي تُعتبر جزءا لا يتجزأ من الأساس الأمريكي سوف تكون على المحك، إذا استعاد ترامب البيت الأبيض.

وقال بايدن، خلال خطابه عن حالة الاتحاد في وقت سابق من هذا العام: «لم تتعرض الحرية والديمقراطية للاعتداء منذ الرئيس لينكولن والحرب الأهلية مثل ما حدث في عهد ترامب».

ومن المرجح أن بايدن سوف يتهم ترامب بأنه غارق في سلسلة من القضايا الجنائية في المحاكم.

وفي وقت سابق، أعلنت حملة بايدن إن ترامب منشغل بـ«الانتقام» بدلا من مساعدة الناخبين، ووضعت اللجنة الوطنية الديمقراطية لوحات إعلانية في أتلانتا لتذكير الناخبين بأن الجمهوري «مدان».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتخابات الامريكية مناظرة بايدن وترامب بايدن ترامب الرئاسة الامريكية أن ترامب

إقرأ أيضاً:

ترامب في المنطقة مجددا: دبلوماسية الصفقات بين التطلعات الإقليمية والحسابات الأمريكية

في الوقت الذي تتراكم فيه الأزمات على مكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتواجه إدارته اتهامات متصاعدة بسوء الأداء وفقدان الكفاءة، يبدو أن الرئيس المثير للجدل يسعى لاستعادة زمام المبادرة عبر العودة إلى المنطقة العربية، حاملا معه نهجا صداميا يخلط بين السياسة والتجارة، وبين الأمن والصفقات.

زياراته، كما زيارات أفراد عائلته وكبار مستشاريه، لم تعد مجرّد تحركات دبلوماسية تقليدية، بل باتت تمثل مشروعا واضحا لمراكمة النفوذ الشخصي والمالي، على غرار تجارب معروفة في التاريخ الحديث، كهانتر بايدن في أوكرانيا، وساركوزي في ليبيا، وبرناردينو ليون في ليبيا ومصر.

تحالف المال والنفوذ: عائلة تتحكم في البيت الأبيض

ليست المرة الأولى التي تُتهم فيها العائلات الحاكمة في واشنطن بخلط المال بالسياسة، لكن ما يميز عهد ترامب هو الوضوح الفج في النهج، وعدم محاولة تغليفه بأي خطاب دبلوماسي. إيريك ترامب وجاريد كوشنر ليسا مجرد ابن وصهر أو مساعدين ومستشارين للرئيس، بل هما جزء من آلية تستثمر في النفوذ السياسي لتحقيق مكاسب اقتصادية مباشرة، تحت ستار حماية الحلفاء ومواجهة التهديدات.

بعض الدول الخليجية الغنية ترى في تقديم مشاريع وصفقات واستثمارات ضخمة وسيلة لضمان الدعم الأمريكي في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصا تلك المرتبطة بالتمدد الإيراني أو التهديدات الأمنية العابرة للحدود
وتحت شعار "الحماية مقابل الدفع"، يبدو أن بعض الدول الخليجية الغنية ترى في تقديم مشاريع وصفقات واستثمارات ضخمة وسيلة لضمان الدعم الأمريكي في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصا تلك المرتبطة بالتمدد الإيراني أو التهديدات الأمنية العابرة للحدود.

ازدواجية المعايير الأمريكية والإعلام الانتقائي

ما يزيد المشهد تعقيدا هي التغطية الإعلامية الأمريكية التي تمارس ازدواجية فاقعة؛ إذ تُهاجم ترامب على كل صغيرة وكبيرة، من طائرات تُهدى له إلى استثمارات عقارية في الخارج، بينما صمتت لسنوات على ممارسات مشابهة -وربما أسوأ- في عهد الديمقراطيين، خصوصا فيما يتعلق بعلاقات بايدن وأسرته مع أوكرانيا وشركات الطاقة، وعلاقات بيل كلينتون مع مارك ريتش.

هذه الازدواجية تكشف عن حالة من التسييس المفرط للإعلام الأمريكي، الذي لم يعد يُعنى لا بالدقة ولا بالمهنية، بل يوظف أدواته لخدمة تيارات بعينها، وهو ما يعزز حالة فقدان الثقة عالميا في خطاب واشنطن الأخلاقي.

تحالف جديد يعيد رسم توازنات المنطقة

وسط هذا السياق المرتبك، تبرز مبادرات إقليمية تعكس نضجا لافتا في مقاربة الملفات الكبرى. فبدلا من الوقوف عند خلافات الماضي، نشهد اليوم بوادر تحالف سني جديد يضم قطر وتركيا إلى جانب السعودية وسوريا، يهدف إلى خلق توازن إقليمي في وجه محاور معادية لمصالح شعوب المنطقة.

التحالف الناشئ لا يقتصر على البعد الأمني، بل يمتد إلى دعم الاستقرار الداخلي، وتخفيف المعاناة الإنسانية، وخلق مساحات أوسع للاستقلالية السياسية والاقتصادية. وقد لعبت الدوحة وأنقرة دورا مهما في بناء هذا الجسر الإقليمي، بينما أبدت الرياض انفتاحا إيجابيا ساهم في تشكيل هذه الجبهة الواعدة، التي يمكن أن تشكل رافعة مهمة في ملفات معقدة كإعادة إعمار سوريا، وتحصين المنطقة من التهديدات الإيرانية أو المشاريع المرتبطة بالأجندة الصهيونية.

الصفقات باهظة.. لكن أقل كلفة من الدم
هناك من يرى في براغماتيته فرصة لإحداث اختراقات نوعية في ملفات كانت تبدو عصية على الحل. وإذا ما تمكّنت المنطقة من توظيف هذا النهج لصالحها، فقد تنجح في وقف المجازر في غزة، وتمهيد الطريق لإعادة إعمار سوريا واليمن، وتثبيت تهدئة إقليمية شاملة
رغم تحفظات البعض على أسلوب ترامب وابتعاده عن القيم الدبلوماسية التقليدية، إلا أن هناك من يرى في براغماتيته فرصة لإحداث اختراقات نوعية في ملفات كانت تبدو عصية على الحل. وإذا ما تمكّنت المنطقة من توظيف هذا النهج لصالحها، فقد تنجح في وقف المجازر في غزة، وتمهيد الطريق لإعادة إعمار سوريا واليمن، وتثبيت تهدئة إقليمية شاملة.

الدبلوماسية الهادئة والصفقات -مهما بدت مكلفة- قد تكون أقل كلفة بكثير من استمرار نزيف الدم، والتدخلات التخريبية، والانقسامات الطائفية التي غذّتها سياسات الإدارة الديمقراطية السابقة. السنوات الأخيرة من عهد بايدن لم تحمل للمنطقة سوى الضبابية والتراجع، في حين أن التعامل الحذر مع ترامب قد يحقق بعض المكاسب الواقعية، إذا أُحسن استثماره.

نهاية مفتوحة.. وفرصة تنتظر من يلتقطها

المشهد معقّد، متشابك، ومحفوف بالمخاطر. لكن السياسة -كما التاريخ- لا تعترف بالفرص الضائعة. والمطلوب اليوم من دول المنطقة، لا سيما الثرية منها، ألا تكتفي بدفع الفواتير، بل أن تعيد توجيه استثماراتها بذكاء، وأن تنوّع شراكاتها نحو تكتلات ناشئة مثل "بريكس"، ودول آسيان، والبرازيل، وغيرها من القوى الصاعدة التي لا تملك تاريخا في تجميد الأصول أو فرض الإملاءات.

فاللحظة الراهنة تتطلب حكمة، ودقة، وقراءة عميقة للمتغيرات الدولية. إنها فرصة لإعادة رسم موقع المنطقة في الخارطة الدولية، لا باعتبارها ساحة لتصفية الحسابات، بل كفاعل يمتلك قراره، ويعرف كيف يحمي مصالحه.. بثقة، وهدوء، وحنكة.

مقالات مشابهة

  • ترامب في المنطقة مجددا: دبلوماسية الصفقات بين التطلعات الإقليمية والحسابات الأمريكية
  • 18 شهيدا جراء غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • انفجار الرأس.. مناظرة جثمان أحمد الدجوي تكشف تفاصيل الإصابة القاتــ.لة
  • بن ابراهيم: 18500 مستفيد سنويا من برنامج "مدن بدون صفيح"
  • دول الشمال الأوروبي تتضامن مع جرينلاند في مواجهة طموحات ترامب
  • لماذا تراجع اهتمام واشنطن بالملف اليمني؟.. هذه أسباب ترامب بخلاف بايدن
  • العقوبات الأمريكية على السودان .. إدراة ترامب .. أسلوب الوعيد والتخويف
  • "كأننا في حرب شبحية".. تفاصيل أول مواجهة ميدانية بين صنعاء والمدمرة الأمريكية
  • استطلاع: ثقة الناخبين الأتراك في الأحزاب تتراجع
  • لقطات نادرة حصلنا عليها الآن تعكس النشاطات اليومية العراقية في خور عبدالله، والتي حاولت بعض الجهات التعتيم عليها، ومنعها من النشر