عربي21:
2025-05-14@14:49:42 GMT

إسرائيل تضمّ الضفة: غياب الفعل الفلسطيني

تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT

أصبح الأمر واضحاً، بصورة لا تقبل الشك، أن الحكومة الإسرائيلية ماضية في عملية ضم رسمية صامتة للضفة الغربية وللمناطق المصنفة (ج) كبداية. هذا كان معلوماً منذ تشكيل الحكومة، ومنذ انضمام حزبَي الصهيونية الدينية إليها، وقد تحدثنا في مقالات سابقة عن شروط بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير للمشاركة في الحكومة، والاتفاقات الائتلافية التي وقعها «الليكود» برئاسة بنيامين نتنياهو مع هذين الحزبين.

ومن بين الأمور الكثيرة التي اتفقوا عليها نقل المسؤولية عن الإدارة المدنية في الضفة الغربية من الجيش إلى الحكومة المدنية، وإلى وزارة سموتريتش نفسه، حيث أنه وزير مدني في وزارة الدفاع. طبعاً الجيش رفض أن يتولى شخص مدني الصلاحية على الجنود والضباط في الإدارة المدنية، ولهذا السبب تم عقد اتفاق بين وزير الدفاع يوآف غالانت وسموتريتش على تقسيم الصلاحيات. وفي إطار هذا الاتفاق ينشئ سموتريتش قسم الاستيطان في الإدارة المدنية ويعين مستوطناً مسؤولاً عنه. ويضع سموتريتش نائباً مدنياً لرئيس الإدارة المدنية يكون مسؤولاً عن كل ما يتعلق بشؤون الاستيطان والمستوطنين يتبع لرئيس قسم الاستيطان. وتبقى المسؤولية عن الشؤون الأمنية، بما فيها التنسيق مع السلطة الفلسطينية، بيد الجيش.

سموتريتش كان يخطط منذ البداية لمنع قيام دولة فلسطينية تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد حصل على اتفاق ائتلافي يضمن له تنفيذ مخططه. وقد منحه هذا الاتفاق القدرة على إصدار قرارات وتشريعات لتسريع وتيرة الاستيطان. وقد كانت خطوة إلغاء قانون «فك الارتباط»، الذي بموجبه أخلى جيش الاحتلال قطاع غزة وأربع مستوطنات في منطقة جنين، أولى نتائج هذا التغيير الكبير في السياسة الإسرائيلية، بالإضافة طبعاً إلى قرارات البناء في عدد كبير من المستوطنات. ولكن الأهم هو تغيير الواقع في الضفة الغربية بشكل يمنع تواصلها جغرافياً، والسيطرة التامة عليها وضمها لإسرائيل.

التسجيل الصوتي الذي حصلت عليه صحيفة «نيويورك تايمز» ونشر كذلك في وسائل الإعلام الإسرائيلية، والذي يتحدث فيه سموتريتش مع مجموعة من المستوطنين في التاسع من هذا الشهر، يكشف أن حكومة بنيامين نتنياهو منخرطة في خطة سرية لتغيير الطريقة التي تحكم فيها إسرائيل الضفة الغربية، وأن «الهدف هو منع الضفة من أن تصبح جزءاً من الدولة الفلسطينية»- حسب تعبير سموتريتش، الذي أضاف: «إنه أمر دراماتيكي ضخم. فمثل هذه الأمور تغير الحمض النووي للنظام». وما يجري على الأرض في الواقع هو تنفيذ متسارع لهذه الخطة. فالاستيطان يتكثّف بصورة غير مسبوقة، وعمليات هدم البيوت والمنشآت في مناطق (ج) متواصلة، وترحيل المواطنين من المناطق المراد السيطرة عليها كركائز لعملية الضم أيضاً يجري على قدم وساق، ومسافر يطا نموذجاً.

لقد تصاعد عنف المستوطنين الذين يستمدون التشجيع من الحكومة بصورة كبيرة منذ إنشاء الحكومة الحالية في إسرائيل، وازداد بشكل خطير بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحرب غزة، لدرجة أن قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، يهودا فوكس، قدم استقالته من الجيش. وقد قدم فوكس لرؤسائه وثيقة توضح أسباب استقالته، وكان من الأشخاص المرشحين لرئاسة الأركان بعد رئيس الأركان الحالي هرتسي هاليفي، الذي سيغادر منصبه بعد انتهاء الحرب على الأغلب كجزء من تحمل المسؤولية عن الفشل العسكري في السابع من أكتوبر. ومن بين الأمور التي تحدث عنها فوكس أن إنفاذ القانون على البناء غير القانوني قد تضاءل «إلى الحد الذي اختفى فيه»، مسلطاً الضوء على دور سموتريتش وحلفائه الذين يعرقلون التدابير التي وعدت بها الحكومة المحاكم الإسرائيلية بتنفيذها لكبح البناء الإسرائيلي غير القانوني في الضفة الغربية، أيْ أن فوكس لم يعد يحتمل المخالفات التي يقوم بها المستوطنون بكل أشكالها والمدعومة من الحكومة. وهو يعتقد أن هذا السلوك يشكل خطراً على أمن إسرائيل.

كل هذا يحصل ونحن لا نفعل الكثير، وفي أحسن الأحوال نعبّر عن شجبنا للسياسة الإسرائيلية، ونتحدث عن الاستيطان والضم بالصورة المعتادة وكأنه لا يزال لدينا متسع كبير من الوقت، أو أننا نعتمد على تدخل طرف ما من الخارج لوقف هذه السياسة. وفي الواقع لا يبدو أن قياداتنا تتعامل مع المسألة باعتبارها خطراً وجودياً داهماً يتطلب ردود فعل مختلفة عن الشجب والاحتجاج اللفظي. وللأسف هذا يشجع الحكومة الإسرائيلية وسموتريتش على المضي قدماً في سياسة الضم الزاحف للضفة. نحن لم نظهر لإسرائيل أنها تجاوزت الخطوط الحمر، وأننا لا يمكننا المرور على ذلك والتعامل وكأن الأمور طبيعية. ولعظيم الأسف كذلك لم تخضع الإجراءات الإسرائيلية لدراسة معمقة على المستوى الفلسطيني، ولم توضع أيّ خطة للرد عليها بشكل يجعل إسرائيل تدرك أنها ستخسر نتيجة لهذه السياسة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الضفة الغربية الفلسطينية الاحتلال الضم فلسطين الضفة الغربية الاحتلال الضم مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإدارة المدنیة الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال تنكل بعجوز وتهدم منزلا في الضفة الغربية

نكلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعجوز فلسطيني من ذوي الإعاقة في مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة الغربية، ولجأت إلى هدم منزل لفلسطيني في جنوبي الضفة الغربية، بدعوى البناء دون ترخيص.

وقال شهود عيان لوكالة الأناضول إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتدت بالضرب على عجوز فلسطيني من ذوي الإعاقة بعد أن دخلت مخيم جنين.

وأوضحوا أن القوات أطلقت الرصاص الحي في الهواء، واعتدت بالضرب على الفلسطيني قبل أن تفرج عنه.

ولليوم الـ113 على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على مدينة ومخيم جنين، وسط استمرار هدم منازل في المخيم وتهجير المواطنين الفلسطينيين.

جرافات الاحتلال تشرع بهدم منزل قيد الإنشاء في قرية سوبا غرب مدينة دورا جنوب الخليل. pic.twitter.com/5bkrO5EnqN

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) May 12, 2025

من جانب آخر، قال شهود عيان إن قوة إسرائيلية اقتحمت بلدة إذنا غربي الخليل، وشرعت بعملية هدم منزل.

وأوضح الشهود أن المنزل مأهول، وتم هدمه بدعوى البناء دون ترخيص.

ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، هدم الجيش الإسرائيلي 152 منشأة ومنزلا فلسطينيا في الضفة، خلال أبريل/نيسان الماضي.

إعلان

من جانب آخر، أفادت مصادر للجزيرة بأن مستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال.

مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك بحراسة قوات الاحتلال pic.twitter.com/VE11EU1Cdq

— القسطل الإخباري (@AlQastalps) May 12, 2025

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من الشبان الفلسطينيين خلال مداهمات في مناطق متفرقة في الضفة الغربية فجر وصباح اليوم.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت شابا في مخيم بلاطة شرقي نابلس قبل أن تنسحب، كما اعتقلت شابين فلسطينيين خلال اقتحام بلدة قفين شمال طولكرم. وفي مدينة القدس دهمت قوات الاحتلال منطقة الضاحية وشارع المطار شمالي المدينة واعتقلت مجموعة من الشبان الفلسطينيين. وفي بيت لحم اقتحمت قوات الاحتلال مناطق عدة واعتقلت عددا من الفلسطينيين.

وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، مما أدى لاستشهاد أكثر من 962 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال أكثر من 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • التسوية الإسرائيلية خنجر آخر في خاصرة الضفة الغربية
  • “حماس” تنعى زهران الذي اغتالته أجهزة السلطة في طوباس
  • الخارجية الأردنية ترفض قرار إسرائيل استئناف تسوية الحقوق العقارية في الضفة الغربية
  • الأردن يدين قرار إسرائيل استئناف تسوية الأراضي في الضفة الغربية
  • كابينيت الاحتلال يصادق على قرار لنهب الأراضي في مناطق سي بالضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تنكل بعجوز وتهدم منزلا في الضفة الغربية
  • هآرتس: الأبارتايد في الضفة الغربية على الطريقة الإسرائيلية
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: سجن جندي احتياط إسرائيلي لمدة 5 أيام بعد رفضه المشاركة في القتال في الضفة الغربية
  • إسرائيل تصادق على استئناف تسجيل الأراضي في الضفة الغربية
  • مكتب اعلام الاسرى الفلسطيني: اعتقال 770 طفلًا في الضفة منذ أكتوبر 2023