دمشق-سانا

يتناول كتاب “القصة القصيرة في سورية” للدكتور الناقد ياسين فاعور أغلب أشكال القصة التي قدمت في مختلف المحافظات خلال أربعة عقود، بعد أن قطعت شوطاً كبيراً في البنية الفنية القصصية وتنوعت مواضيعها التي عالجت كثيراً من القضايا الاجتماعية والإنسانية.

ورأى الدكتور فاعور أن الموضوعات التي تناولتها القصة القصيرة في سورية واكبت الأحداث التاريخية التي عاشتها سورية والوطن العربي والقضية الفلسطينية، مبيناً وفاء الكتاب في نقل المواضيع المعبرة عن حياة المجتمع العربي السوري خاصة والعربي بشكل عام.

وأشار الناقد فاعور إلى أن هناك قصصاً عبرت عن واقع الحياة والبيئة وتداعياتها بما في ذلك العادات والأعراف والتقاليد والتراث، ونقلت صورة المجتمع السوري إلى المجتمعات الأخرى وعالجت مشكلات المجتمع وقدمت الحلول المناسبة لها.

ولفت فاعور إلى تميز لغة كتاب القصة بفصاحتها وتعبيرها الفني عن الموضوعات واستخدامها بعض الألفاظ العامية المتداولة في بيئة القاص لتوثيق الصلة بين القصة والبيئة وشخوصها.

وأوضح فاعور أن المجموعات القصصية تميزت بعناوين جذابة قادرة على التعبير والتنوع إلى جانب تميز الكتاب باللغة وعرض الأحداث وطرائق السرد المختلفة.

واتصفت رؤية القاص بحسب فاعور بالقدرة الفنية على التقاط الحدث وامتلاك ذاكرة الاحتفاظ فيه، مع قدرة فنية على صياغته وعرضه، فالقاص يستلهم موضوعاته من المجتمع الذي يعيش فيه وأحياناً ينطلق إلى الموروث بقصد التوثيق والمقاربة والتناص.

وفي الكتاب وظف كتاب القصة التراث بشكل مميز فاستلهموا الحكم والأمثال لدعم الفكرة أو المشهد، وسبروا أغوار شخوصهم، ولم يغفلوا أسلوب التخييل وعبروا عن ذلك بالسرد المعبر، ووصل بعضهم إلى البوح بالمسكوت عنه.

وسلط فاعور الضوء على دور كتاب القصة الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة ودور الكتاب السوريين، موضحاً أنها اشتركت بخصائص فنية في حكاية معاناة الإنسان الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وفي المخيمات وفي الشتات بصورة لا تخلو من المرارة ومن السخرية أحياناً، ما ميز هذا الفن بهوية خاصة جنبته الوقوع في النمطية والخطابية والتكرار.

وعرض فاعور كثيراً من ميزات الكتاب وطرائق تناولهم للقصة والأساليب الفنية وذلك في إطار تسليط الضوء على الإيجابيات واختيار النمط الإيجابي غالباً في طرح المنهج النقدي الذي قد يخالفه بعض النقاد فيه.

الكتاب من منشورات اتحاد الكتاب العرب يتمتع مؤلفه بخبرة في قراءة القصة، وله كثير من المؤلفات في النقد الأدبي والدراسات منها كتاب اللغة العربية كلية التربية لمعلم الصف “بالمشاركة”، وكتاب اللغة العربية كلية التربية لمعلم الصف “الصف الثاني” بالمشاركة، وهمسات العمر مجموعة شعرية، والسخرية في أدب إميل حبيبي دراسة نقدية، والقصة القصيرة الفلسطينية منذ ميلادها.

محمد خالد الخضر

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: القصة القصیرة

إقرأ أيضاً:

“قمة بريدج” تشهد عرض روبوتين أحدهما يقدم القهوة للزوار والآخر يؤدي عروضاً موسيقية

 

 

 

شهدت “قمة بريدج 2025” المنعقدة في أبوظبي عرض روبوتين أحدهما يقدم القهوة للزوار والآخر يؤدي عروضاً موسيقية.

و شكلت القمة منصة جمعت خبراء ورواد الأعمال والتقنية والإعلام والجامعات والمؤثرين تحت سقف واحد، بما أتاح فرصاً واسعة للتواصل وتبادل الخبرات مع أبرز شركات التكنولوجيا في الإمارات والعالم.

وأكدت كريستين مو، مديرة تطوير الأعمال الدولية في شركة AI² Robotics، أن مشاركتهم الأولى في القمة وفرت لهم مساحة فعّالة للتواصل مع جهات متعددة من مختلف القطاعات، مشيرة إلى أن الحدث يعزز التعاون بين المؤسسات والشركات ويعرض أحدث التقنيات في مجال الروبوتات الذكية.

وقالت إن الإمارات تمثل بيئة مناسبة لتطبيق حلول الروبوتات المتقدمة، لافتة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع “بريدج” لتكون AI² Robotics الشريك الروبوتي الاستراتيجي للقمة، مع التطلع لتطوير شراكات جديدة وحالات استخدام تخدم القطاعات الحيوية في الدولة.

وأوضحت مو أن مشاركتهم شملت عرض روبوتين من نوع “ألفابوت”، أحدهما يقدم القهوة للزوار والآخر يؤدي عروضاً موسيقية، مشيرة إلى أن التفاعل الكبير الذي حظيا به يعكس اهتمام الجمهور بقدرات الروبوتات متعددة المهام والدور الذي تلعبه القمة في تعريف المجتمع بالتقنيات الحديثة.

وأضافت أن الروبوتات تعتمد على “نموذج أساس مُجسّد” يزوّدها بقدرات ذكية تمكّنها من فهم الأوامر البشرية، واستيعاب البيئة المحيطة، وتنفيذ مجموعة واسعة من المهام بكفاءة عالية.

وأشارت إلى أن الروبوتات تعمل بالفعل في مجالات صناعية متقدمة مثل صناعة السيارات وأشباه الموصلات، إضافة إلى استخدامها في خدمات عامة بعدد من المطارات الكبرى في الصين.

واختتمت مو بالتأكيد على أهمية تعزيز التعاون مع المؤسسات الإعلامية لابتكار أساليب جديدة للتفاعل مع الروبوتات، بما يسهم في إلهام الجيل الجديد وتوسيع أثر التكنولوجيا في المجتمع.وام


مقالات مشابهة

  • ورشة عمل في “كتاب جدة” حول فلسفة التربية
  • “كتاب جدة” يستهل ندواته الحوارية بـ”الفلسفة للجميع”
  • قراءة في كتاب «وكأنني لازلت هناك» للدكتور صبري ربيحات
  • “اغتيال الحقيقة”.. كتاب من الرئاسة التركية يوثق “حرب إسرائيل على الصحافة”
  • عطاف: الحركية التي تطبع العلاقات “الجزائرية-التونسية” تقوم على ثلاثة أبعاد أساسية
  • “قمة بريدج” تشهد عرض روبوتين أحدهما يقدم القهوة للزوار والآخر يؤدي عروضاً موسيقية
  • حل لغز القراءات الغريبة التي سجلتها مركبة “فوياجر 2” لأورانوس عام 1986
  • «أبوظبي للغة العربية» يُصدر كتاب «قصص من مجتمعنا»
  • “حماس”: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى
  • الأمن العام يلتقي فريق “صُنع بعزيمة” بعد فوزه بالمركز الثاني في جائزة الحسين للعمل التطوعي