فى تاريخ الأمم أيامٌ لا تُنسى تصنع أمجادها وأقدارها، ورجال ترسلهم السماء لحفظ أوطان وشعوب.. أيامٌ لفرض إرادة الشعوب واستجابة القدر.

نعم، فى تاريخ الأمم أيام فارقة، تحدد مصيرها فكم من أمم انهارت وانقسمت وتفرق وتبدد شعبها.. وسيظل يوم 30 يونيو يوماً فارقاً فى تاريخ مصر ورمزاً لقوة الإرادة الشعبية المصرية، لأنه إذا أراد الشعب الحياة فسوف يستجيب القدر.

. وفى ذلك اليوم استجاب القدر للإرادة الشعبية وأرسل رجلاً استمع لنداء الشعب، وجيشاً وطنياً تلاحم بعزيمة وإصرار للتصدى لخطر يواجه الوطن وحماية مقدراته وهويته بل ووجوده ومواجهة الفوضى والتقسيم.

يوم وضع فيه الفريق عبدالفتاح السيسى وقتها رأسه على كفه وواجه كل التحديات من أجل نصرة شعب مصر مهما كان الثمن، قائلاً إن الشعب هو صاحب القول الفصل فى اختيار مسار بلاده وتحديد مستقبله، حيث اختار الشعب طريق البناء والتنمية والدولة الجديدة. و30 يونيو هو يوم الانتصار على قوى الشر والإرهاب والحفاظ على مقدرات الشعب وهوية الوطن واستعادة وطن تم اختطافه بليلٍ ضمن مؤامرة كبرى لم تستهدف مصر فقط بل استهدفت المنطقة كلها.

وذكرى يوم الشموخ ستظل فخر مصر بأرضها وشعبها ومؤسساتها وأبطالها الأوفياء وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يواجه التحديات حتى اليوم، فهو رجل التحديات وزعيم أمة، يبنى بلداً جديداً وجمهورية جديدة رغم العقوبات والصعوبات والأزمات والمؤامرات.

ثورة 30 يونيو يوم خرج الملايين من المصريين فى كل صوب وحدب من ربوع مصر ونجوعها وقراها لرفض حكم الجماعة الإرهابية والتصدى للإرهاب والعنف المسلح والفتنة والتقسيم والمخططات، يوم تلاحمت فيه القوات المسلحة المصرية مع الشعب واستمع الجيش لنداء جماهير الشعب ليؤكد أنه جيش وطنى شريف دوره حماية الوطن ومقدراته والتصدى لكل من يسعى لترويع وتهديد الوطن ومواطنيه وأى مساع خبيثة للانقسام المجتمعى بحماية إرادة المصريين.

وفى 30 يونيو كان «السيسى» قائداً وطنياً وزعيماً شجاعاً انحاز لصوت الشعب وتحمل عواقب القرار ببسالة لينتقل بمصر من حالة اللادولة والفوضى إلى الريادة من جديد باستعادة دورها ومكانتها فى العالم وإقليمياً بل وعلى مستوى القارة السمراء.

لقد غيرت ملحمة الشعب والجيش مجرى التاريخ للدولة المصرية الحديثة وأعادت تشكيل مستقبل الدولة، بل والمنطقة كلها وتصدت لمخططات التقسيم ومؤامرات الفوضى والتحدى الوجودى الذى دخلت فيه مصر مواجهات عنيفة مع تنظيم إرهابى جبان لا يعرف قيمة الوطن ولا حرمة الدماء، ولكن فشل المخطط بفضل تضحيات أبنائنا من القوات المسلحة والشرطة وبسالة القائد عبدالفتاح السيسى الذى واجه العالم ببطولة يحفظها له التاريخ بسطور من ذهب.

ولا تزال التحديات رغم السنوات قائمة والمخططات تتساقط الواحد تلو الآخر على صخرة إرادة الشعب وحكمة القائد الشجاع، ولكن شعب مصر الذى خرج فى 30 يونيو هو مَن سيواجه التحديات ويصطف خلف دولته وقائده لبناء مصر حديثة رغماً عن الأعداء والحاقدين الذين يريدون لمصر السقوط والانهيار ليرتعوا فى المنطقة والعالم.

وستظل مصر دائماً فى رباط إلى يوم الدين وأمن واستقرار، حيث كان الأمن والاستقرار هو أعظم وأهم نتائج ثورة 30 يونيو بعد أن عانت مصر الفوضى وعدم الاستقرار منذ 2011، حيث شاهدنا سيناريو اللا دولة لندعو أن يحفظ الله مصر أمنا وأماناً ليس فقط بالنسبة لأبنائها بل كوجهة لكل من يبحث عن الأمن والاستقرار، حيث يوجد فى مصر أكثر من ١٠ ملايين لاجئ من دول انهارت وعسفت بها المؤامرات والحروب لتظل مصر الوجهة والأمن والأمان لا تغلق أبوابها فى وجه ضيف، خاصة من الأشقاء العرب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: 30 يونيو الاخوان الإرهاب الإخوان

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شعبان يكتب: مجاعة غزة وتسونامي الدولة الفلسطينية

الوضع في قطاع غزة كارثي موحش. وللأسف، سبق أن حذرت قبل 20 شهرا من أن الشعب الفلسطيني سيكون وقود هذه الحرب المستعرة، التي رفضت قلبًا وقالبًا أن تنشب وسط المدنيين الفلسطينيين وبلداتهم، المحصورة في "جيب ضيق" والمحاصرة من جانب قوات الاحتلال من الجهات الأربع، وفي الوقت ذاته، لا أنكر حق المقاومة الفلسطينية في أن توجه ضربات للاحتلال الإسرائيلي، ليظل صوت الشعب الفلسطيني نابضًا بقضيته وألا تزاحمها أو تطغى عليها قضايا أخرى.

ويمكن تلخيص ما يجري في قطاع غزة اليوم في مشهد دموي تتجاوز فيه المعاناة حدود التصور، بينما يزداد الحصار والتجويع في ظل صمت دولي وعربي محبط:-
-المأساة الفلسطينية دفعت العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، للقول إن "غزة تشهد كارثة إنسانية تفوق أي شيء شهدناه في التاريخ الحديث"، مؤكدًا أن الأردن يواصل اتصالاته مع القادة العرب والشركاء الدوليين للضغط باتجاه إنهاء الحرب. مشيرًا إلى أن الجهود الإغاثية غير كافية رغم أهميتها، إذ تُباد عائلات كاملة ويتم تجويع الأطفال، ما يستدعي وقفة ضمير دولية حقيقية.
في هذا السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 154 شهيدًا، وأضافت أن "كل المحاولات البائسة لنفي حقيقة المجاعة، تعريها أعداد الوافدين إلى أقسام الطوارئ وأعداد الوفيات". فيما أكدت تقارير دولية، أن معظم مناطق غزة تعاني من شح حاد في الغذاء يصل إلى حد المجاعة.

من جانبها، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتفاع إجمالي عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 60,138  شهيدًا، وأكثر من 146  ألف مصاب، فيما تتواصل عمليات الإبادة واستهداف المدنيين، بمن فيهم من ينتظرون المساعدات. ومنذ 27 مايو فقط، سقط أكثر من 1,239  شهيدًا من هؤلاء المنتظرين، ما يجعل المجاعة سلاحًا آخر في الحرب.

ورغم استئناف عمليات إلقاء المساعدات الجوية، إلا أن مفوض الأونروا، فيليب لازاريني، وصفها بأنها "غير فعالة"، مشيرًا إلى أن الكارثة أكبر من أن تُحل بعمليات متناثرة من الجو. أما وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي فقال في الأمم المتحدة: "إن كانت الإنزالات الجوية ستنقذ حياة طفل فلسطيني واحد، فإنها تستحق العناء".

والحاصل.. أن هذه المجاعة كشفت ليس فقط وجه الاحتلال الإسرائيلي، بل أيضًا ملامح ما وصفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" بـ"تسونامي دبلوماسي" يضرب صورة إسرائيل عالميًا. إذ تواجه إسرائيل عزلة سياسية غير مسبوقة، وإدانات متزايدة، ومقاطعات أكاديمية وثقافية وتجارية.
وبحسب تقرير لها، بات ارتداء رموز يهودية في أوروبا سببًا للتعرض للطرد أو الاعتداء، فيما يُلاحق جنود إسرائيليون في بلجيكا بتهم جرائم حرب. وتعرض إسرائيليون للطرد من مطاعم أو للاعتداء الجسدي في إيطاليا واليونان، فيما تصاعدت المظاهرات المناهضة لإسرائيل في دول عدة.
ولم تقتصر العزلة على الشارع، بل طالت المؤسسات. فقد أوصت المفوضية الأوروبية بتجميد جزئي لمشاركة إسرائيل في برنامج "هورايزون 2020"، أكبر مشروع بحثي في الاتحاد الأوروبي. وهناك تقارير عن استعداد دول مثل فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا للاعتراف بدولة فلسطين، ما يعكس تآكل الرواية الإسرائيلية على الساحة الدولية، وبيان الأكاذيب الاسرائيلية وسفالتها أمام واقع مخزٍ مؤلم، كما يكشف عن تحرك دولي لنصرة الشعب الفلسطيني رغما عن أنف الاحتلال وإدارة ترامب.

المحزن حقًا، أن بعض الدول الأوروبية ذات التاريخ الاستعماري المشؤوم في دعم قيام إسرائيل، مثل فرنسا وبريطانيا، بدأت تتخذ مواقف أخلاقية وإنسانية في المأساة الجارية، بينما غاب الصوت العربي. أين جامعة الدول العربية؟ أين الدعم العربي الجماعي؟ أين الضغوط على إدارة ترامب - الواقعة في غرام فيلق التطرف الإسرائيلي - لإنهاء هذه المأساة؟ اين قرارات الدول العربية تجاه دولة الاحتلال سياسيا واقتصاديا؟!
إن ما يحدث في غزة ليس فقط مأساة إنسانية، بل فضيحة سياسية للعالم العربي، الذي تفتت إلى درجة الصمت واللامبالاة. 
لقد فضحت حرب غزة أنظمة ذليلة وأظهرت تفتتًا عربيًا مهينًا، بينما القطاع يحترق أمام أعيننا جميعا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، والضفة الغربية يتم تصفيتها والإجهاز على البلدات الفلسطينية وملاحقة شبابها.

باختصار.. الكارثة مروعة والشهود كثر.. والتاريخ لن ينسى أبدا أن يسجل كل هذا، والأيام بيننا.

طباعة شارك قطاع غزة الشعب الفلسطيني غزة

مقالات مشابهة

  • قائد الجيش بمناسبة الأول من آب: مستعدون للتضحية وسط التحديات القائمة بخاصة الانتهاكات الإسرائيلية
  • بطريرك الأرمن الكاثوليك في عيد الجيش: تبقى صمّام أمان للبنان وحصناً منيعاً في وجه التحديات
  • إدارة نادي حسان الرياضي تعقد اجتماعًا لتقييم نشاط يونيو والعمل على تجاوز التحديات
  • بسمة وهبة: مجلس الشيوخ يشهد مراحل تاريخية هامة تعكس إرادة الشعب
  • د. حسن محمد صالح يكتب: متلازمات ولزوميات
  • إبراهيم شعبان يكتب: مجاعة غزة وتسونامي الدولة الفلسطينية
  • النائب نادر الخبيري: المشاركة في انتخابات الشيوخ يمثل التفافا حقيقيا خلف راية الوطن
  • قائد الجيش عرض الاوضاع مع النائب البزري.. واستقبل الملحق العسكري البولندي
  • باسل الطراونة يكتب : عن شخص معالي يوسف العيسوي رئيس الديوان الملكي العامر
  • مستقبل وطن: حجم التحديات يظهر بطولية الرئيس.. ونجاحنا بزيادة المشاركة في الانتخابات