قال أسامة حمدان القيادي في حركة حماس ، مساء اليوم السبت 29 يونيو 2024 ، إنه لم يتم إحراز أي تقدم في محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بشأن حرب غزة .          

وأضاف حمدان خلال مؤتمر صحافي في بيروت: "نؤكد مجدداً أننا في حركة حماس جاهزون للتعامل بإيجابية مع أي صيغة تضمن بشكل أساسي ومباشر وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً شاملاً من قطاع غزة، وصفقة تبادل حقيقية".

وتابع: "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما زال يراوغ، ويرفض الإقرار بوقف إطلاق النار، والانسحاب من غزة.. والولايات المتحدة  تصر على تحميل الحركة، مسؤولية التوصل لاتفاق، رغم ترحيبنا باقتراح الرئيس جو بايدن".

أبرز ما جاء في المؤتمر الصحفي لأسامة حمدان القيادي في حماس

 حمدان: لليوم 267 لا يزال الاحتلال الصهيوني يواصل عدوانه الوحشي وحرب الإبادة الجماعية ضد أهلنا في قطاع غزَّة، وارتكابه أبشع المجازر والقتل والقصف الهمجي، وتدمير كلّ مقومات الحياة فيها.

 حمدان: الاحتلال النازي يمعن في إغلاق كافة المعابر، شريان الحياة لأكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزَّة، ممّا عمَّق المأساة الإنسانية التي يعيشونها منذ ما يقارب تسعة أشهر، وأصبحت حالات الموت جوعاً حقيقة لا مجازاً تحدث في قطاع غزَّة، خصوصاً في محافظتي غزَّة والشمال.

 حمدان: لقد بات الوضع في محافظتي غزة والشمال مأساوياً ينذر بارتقاء الآلاف من الشهداء بسبب الجوع وانعدام الغذاء والماء ومقوّمات الحياة، حيث يمنع العدو إدخال المساعدات، بل ويستهدف ويحرق ما يدخل منها، ممَّا يغرق السكّان، في حالة مجاعة كبيرة، فلا مكان آمناً، ولا توفّر لأبسط مقوّمات الحياة، لا غذاء، لا ماء، لا دواء.

 حمدان: التقديرات الأممية تشير إلى أنَّ 70٪ من أبناء شعبنا في قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة الحقيقي، فيما يعاني الأطفال بشكل خاص من أمراض سوء التغذية وضعف المناعة.

 حمدان: منظمات وهيئات دولية عديدة أكّدت أنَّ شعبنا في قطاع غزَّة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يحتاجون إلى 500 شاحنة مساعدات على الأقل يومياً، ونظراً إلى عدم وصول هذا العدد من الشاحنات، فإنَّ هذا يعني أن:
جميع سكان القطاع، أي 2.3 مليون نسمة، يعانون اليوم من حالة انعدام الأمن الغذائي.
وأنَّ 346 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية.
وأنَّ 50400 طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد.
وأنَّ 160,000 امرأة حامل ومرضعة تحتاج إلى تغذية إضافية لتجنّب سوء التغذية.

حمدان: حذّرت تقارير دولية، لخبراء من 19 وكالة تابعة للأمم المتحدة وأربعة بلدان مانحة، نشرت يوم الإثنين 25/6/2024م، حذّرت من: 

* استمرار المخاطر العالية لحدوث مجاعة بأنحاء قطاع غزة، في ظل استمرار الحرب والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية من قبل الاحتلال الصهيوني.
* أفادت أكثر من نصف الأسر الغزية بعدم وجود طعام لديها في أغلب الأحيان، وتقضي أكثر من 20% من الأسر أياماً ولياليَ كاملة دون تناول أيّ طعام.
* نحو 96% من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
* أكثر من 495 ألف شخص (22% من السكان) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصا شديدا للغذاء والتضور جوعاً.

 حمدان: أدّت سياسة الحصار الظالم وإغلاق المعابر التي فرضها الاحتلال، إلى أزمة السيولة النقدية ومنع وصول المال إلى سكّان القطاع، ممّا أثّر بشكل واسع على جهود الإغاثة وقدرة النَّاس على شراء ما يحتاجونه من مواد غذائية، وعمَّق حالات المجاعة في قطاع غزَّة.

 حمدان: الاحتلال يعيق وصول المساعدات من خلال فرض حصار عسكري شامل، وهو ما يشكّل عقاباً جماعياً، حيث يسيطر الاحتلال على جميع المداخل البحرية والجوية والبرية، ويمنع وصول المساعدات والمواد الإغاثية.

 حمدان: الاحتلال يتبع سياسة التدمير المُمنهج الهمجي لمعظم الطرقات ومعدّات الطاقة والمياه والنظافة والصرف الصحي.

 حمدان: الاحتلال يشن الهجمات على عمَّال الإغاثة والمسؤولين عن تأمين وصول المساعدات، من شخصيات مجتمعية ورؤساء بلديات، وجمعيات ومؤسسات وجمعيات ولجان طوارئ، حيث قتل الاحتلال الصهيوني 364 من العاملين في المجال الصحي، و165 من العاملين في المجال الإنساني التابعين للأمم المتحدة، و8 من العاملين في المجال الإنساني التابعين للمنظمات غير الحكومية.

حمدان:  حكومة الاحتلال الفاشية تتجاهل الإخطارات الواردة من الجهات الفاعلة الإنسانية، ممَّا يجعل عمليات الإغاثة وإيصال المساعدات في غاية الخطورة.

حمدان: لا يوجد مكان آمن في غزَّة، وقد أصدر جيش الاحتلال النازي للسكّان عدَّة أوامر بالتنقل، فيما يسمَّى بالأماكن "الآمنة"، لكن لم يثبت أنَّ أيّاً منها آمن! حيث هاجم جيش الاحتلال هذه الأماكن وقتل المئات ممَّن لجأوا إليها.

 حمدان: يمنع الاحتلال وصول المهمات الإنسانية إلى محافظتي غزَّة وشمال غزَّة، ويتم رفض العديد منها بصورة تعسفية، ويتم اعتقال عمَّال الإغاثة عند نقاط التفتيش العسكرية.

حمدان: نعتبر سياسة التجويع واحدة من أساليب الحرب الأكثر وحشية التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي، وتستهدف هذه السياسة المدنيين الأبرياء، وتعدّ جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني، ولا سيّما اتفاقيات جنيف. 

 حمدان: يهدف الاحتلال من وراء هذه السياسة إلى الضغط على أهلنا في قطاع غزَّة وكسر إرادتهم من خلال تجويعهم وإذلالهم، في محاولة لفرض بدائل تتماهى مع سياسات الاحتلال لإدارة حياة المواطنين، كما أعلن وزير الحرب المجرم يوآف غالانت، وهي السياسة التي أفشلها شعبنا.

حمدان: وزير الطاقة الصهيوني يسرائيل كاتس أعلن -في اليوم الأوَّل للعدوان - أنَّ تل أبيب لن تعيد الماء والكهرباء والوقود لقطاع غزَّة إلا بعودة الأسرى الإسرائيليين إلى منازلهم، في اعتراف لانتهاج حكومة الاحتلال التعطيش والتجويع سلاحاً منذ بداية العدوان. 

 حمدان: إنَّ هذه السياسة الصهيونية التي تنتهجها حكومة الاحتلال الفاشية هي إحدى أدوات الإبادة الجماعية والانتقام والعقاب الجماعي ضد أهلنا في قطاع غزَّة، إلى جانب المجازر والقصف المتواصل ضد المدنيين العزل في بيوتهم وأحيائهم وخيام النزوح.

 حمدان: إنَّ سلاح التجويع هو جريمة مُمنهجة تتحدى بها حكومة الاحتلال كافة القوانين والمواثيق والمعاهدات، وقرارات محكمة العدل الدولية، التي صدرت مؤخراً وتؤكّد على وجوب إدخال المساعدات إلى القطاع فوراً.

 حمدان: إنَّ إخفاق قادة العالم في منع التجويع في قطاع غزَّة مخزٍ ووصمة عارٍ على جبين الإنسانية، فالوضع الكارثي الذي يعيشه سكان غزَّة، والجوع المتفشّي في كامل القطاع، يمثل اختباراً جديداً وحقيقياً للقيم الإنسانية والأخلاقية التي طالما تغنّت بها كل الدّول الداعمة للاحتلال والشريكة له في هذه الحرب الوحشية.

 حمدان: لقد تصاعدت سياسة التجويع التي تنتهجها حكومة الاحتلال الفاشية ضد أسرانا الأبطال، بشكل غير مسبوق منذ وصول المجرم بن غفير إلى منصبه، الذي يتباهى بشكل وقحٍ بكميَّة الطعام القليلة والرَّديئة التي تقدّم للأسرى، وأنَّها تأتي لـ"ردع" الأسرى، في انتهاكٍ صارخٍ لقواعد القانون الدولي الإنساني، والقانون الدّولي لحقوق الإنسان واتفاقيات ولوائح حقوق الأسرى.

حمدان: الأسير الفلسطيني داخل سجون ومعسكرات الاعتقال والاحتجاز الصهيونية، بات ينتظر الطعام وهو جائع، ويُنهي وجبته وهو جائع، وينتظر الوجبة التالية وهو جائع، وهكذا على مدار شهور الاعتقال.

 حمدان: أظهرت تقارير حقوقية وأممية عن حالات مروّعة لتجويع الأسرى المعتقلين والمحتجزين خصوصاً من قطاع غزَّة، عبر تقنين كمية ومستوى الطعام المقدّم إليهم، وقد شاهد العالم صور العديد من الأسرى والمحتجزين الذين فقدوا وزنًا بشكل كبير بعد أشهر قليلة من اعتقالهم.

 حمدان: تتحمَّل الإدارة الأمريكية ومسؤولوها السياسيون، بدءاً من الرَّئيس "بايدن" المسؤولية المباشرة، السياسية والأخلاقية والإنسانية عن الأوضاع الإنسانية المأساوية للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وعن حالة المجاعة الخطيرة التي اتسعت دائرتها في كامل القطاع.

 حمدان: الإدارة الأمريكية تتحمل المسؤولية بسبب كذبها وتضليلها للرَّأي العام حول حقيقة حرب الإبادة الجماعية والتّجويع والتعطيش في قطاع غزَّة من جهة، وبسبب مواصلتها تغطية هذه الجرائم الصهيونية، وإمداد الاحتلال وجيشه المجرم بالدَّعم العسكري والسياسي والدبلوماسي، للاستمرار في الإبادة والحصار الخانق على المدنيين العزَّل في القطاع.

 حمدان: الميناء العائم الذي قامت بإنشائه الإدارة الأمريكية على ساحل غزَّة لم يكن إلا دعاية واستعراضاً سياسياً لحفظ ماء وجه هذه الإدارة الأمريكية الشريكة مع الاحتلال في قتل وحصار وتجويع شعبنا، فهذا الميناء لم يحل مشكلة نقص الإمدادات الغذائية، بل إنَّ مستويات المجاعة ارتفعت أكثر بوجوده.

 حمدان: إنَّ المشاهد المروّعة والمؤلمة لحالات المجاعة، وأعداد الوفيات بسبب الجوع ونقص الغذاء، يجب أن تهزّ ضمائر كلّ قادة العالم والحكومات، وتدفعهم لإعلاء الصوت والخروج من دائرة الصمت إلى اتخاذ خطوات عملية تجبر الاحتلال على وقف هذه السياسية النازية، والعمل بشكل عاجل على إغاثة شعبنا ومنع الاحتلال من تجويعه.

 حمدان: نشدّد على ضرورة أن تتحمَّل المؤسسات والمنظمات الدولية مسؤولياتها الإنسانية والحقوقية والأخلاقية، وعدم الرّضوخ للابتزاز وإملاءات الاحتلال وداعميه، والتحرّك لممارسة كلّ الضغوط على كافة المستويات لتنفيذ أعمالها وبرامجها وإغاثة شعبنا الذي يتعرّض لأبشع جريمة تجويع وإبادة جماعية في العصر الحديث.

 حمدان: إنَّ الوضع في غزَّة لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل، ويتعيَّن على المجتمع الدولي التحرّك بشكل عاجل لإنهاء معاناة شعبنا ووضع حدّ لهذه الجريمة المستمرة، ونشدّد على ضرورة التزام قادة العالم بمسؤولياتهم الإنسانية لوقف الإبادة الجماعية لسكَّان غزَّة.

 حمدان: ندعو المجتمع الدولي وكل المؤسسات والمنظمات إلى الضغط على الاحتلال الصهيوني ل فتح كل المعابر مع قطاع غزَّة، ونستهجن الصمت الدولي أمام إغلاق هذه المعابر، في وجه أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزَّة.

 حمدان: نجدّد التأكيد على ضرورة الإسراع في فتح معبر رفح ، وإلزام الاحتلال بالانسحاب الفوري منه، فهذا المعبر كان وسيبقى فلسطينياً مصرياً خالصاً، ولن يكون فيه للاحتلال أيّ سلطة عسكرية أو أمنية أو غيرها.

 حمدان: نتطلّع إلى عمقنا العربي والإسلامي، من أجل التحرّك الفاعل والعاجل على كافة المستويات السياسية والدبلوماسية والإعلامية والإنسانية والحقوقية، واتخاذ خطوات جريئة في نصرة وإغاثة شعبنا، وكسر كل القيود التي صنعها الاحتلال وداعموه من الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية، وإلزام الاحتلال بفتح معبر رفح، وتسيير قوافل إغاثية وطبية وإنسانية، لإغاثة أهلنا في كامل قطاع غزَّة، ومنع موتهم جوعاً وعطشاً ومرضاً.

 حمدان: نتوجّه بشكل خاص إلى مؤسسات العمل الخيري والإنساني الداعمة لفلسطين في عالمنا العربي والإسلامي والعالم إلى تكثيف جهودها ومبادراتها العاجلة، لتعزيز كل أشكال التبرّعات والمساعدات لإنقاذ أهلنا في غزَّة، وتحدّي كل عراقيل وسياسة تجفيف منابع الطعام التي يشنّها الاحتلال.

 حمدان: الموقف الحقيقي لنتنياهو وحكومته المتطرّفة، لازال يتسم بالمراوغة والتهرّب من استحقاق الاتفاق، فهم لا يزالون يرفضون الإقرار بوقف دائم لإطلاق النّار، ولا بالانسحاب الكامل من قطاع غزَّة.

 حمدان: نتابع بأسف موقف الإدارة الأمريكية، التي تصرّ على تحميل حماس مسؤولية تعطيل التوصل لاتفاق، على الرّغم من ترحيب حماس بما ورد في خطاب بايدن؛ من تأكيد على وقف إطلاق النَّار الدائم، والانسحاب الشَّامل، والإعمار، والتبادل، وعلى الرّغم أيضاً من ترحيب حماس بقرار مجلس الأمن.

 حمدان: لم يسمع العالم أيّ موافقة أو ترحيب من أيّ مسؤول في حكومة الاحتلال بخطاب بايدن أو بقرار مجلس الأمن.. وكلّ ما قيل عن ذلك جاء على ألسنة المسؤولين في الإدارة الأمريكية.

 حمدان: يمكن القول: إنَّه لا جديدَ حقيقياً في مفاوضات وقف العدوان، وما يُنقل عن الإدارة الأمريكية يأتي في سياق ممارسة الضغوط المختلفة على الحركة، حتّى توافق على الورقة الإسرائيلية، كما هي دون تعديل عليها.

 حمدان: نؤكّد مجدَّداً أنَّنا في حركة حماس جاهزون للتعامل بإيجابية مع أيّ صيغة تضمن بشكل أساسي ومباشر: وقفاً دائماً لإطلاق النَّار، وانسحاباً شاملاً من قطاع غزَّة، وصفقة تبادل حقيقية.

 حمدان: في خضم مشاهد آلام الجوع والعطش وصور طوابير الحصول على الطعام والماء لأبناء شعبنا في قطاع غزَّة، نستذكر حديثَ رسولنا محمَّد صلّى الله عليه وسلّم: ((ما آمنَ بي مَنْ بَاتَ شبعانَ وجارُه جائعٌ إلى جنبه وهو يعلمُ)).

 حمدان: ونتساءل، بعد مرور ما يقارب تسعة أشهر على العدوان الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد أهلنا في قطاع غزَّة: هل تعلم أمَّتنا العربية والإسلامية أنَّ أهلها وجيرانها في قطاع غزَّة يموتون جوعاً وعطشاً، ويبحثون عن أبسط ما يُبقيهم على قيد الحياة، وهم المحاصرون منذ أكثر من سبعة عشر عاماً؟!

 حمدان: إنَّ حرب التجويع الصهيونية المستمرة فصولها بكل وحشية، لن تكسر إرادة شعبنا الفلسطيني المجاهد وأهلنا الصَّابرين المرابطين في قطاع غزَّة، وسنواصل صمودنا وجهادنا..  وهزيمة عدوّنا.. وموعدنا مع نصر قريب وعودة، ودحر الاحتلال وجيشه النازي.

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الإدارة الأمریکیة الاحتلال الصهیونی الإبادة الجماعیة حکومة الاحتلال وصول المساعدات وقف إطلاق الن إطلاق النار سوء التغذیة أکثر من

إقرأ أيضاً:

نيران الاحتلال تحصد أرواح الفلسطينيين.. نزيف غزة يتواصل قرب «المساعدات»

البلاد ـ غزة
في مشهد يتكرر منذ أسابيع، تحوّل انتظار المساعدات في غزة إلى مأساة جديدة، بعدما فتح الجيش الإسرائيلي نيرانه فجر أمس (الأربعاء) على تجمعات من المدنيين قرب حاجز نتساريم، ما أسفر عن مقتل 25 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 90 آخرين، وفق مصادر طبية.
الهجوم الذي وقع بينما كان مئات المواطنين يحاولون الوصول إلى مركز توزيع المساعدات، أعاد إلى الواجهة الانتقادات المتزايدة للآلية الحالية لإيصال الدعم الإنساني، والتي تُدار بشكل مشترك بين جهات أميركية وإسرائيلية، عبر ما يُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”.
وأكد شهود عيان، أن الطواقم الطبية لم تتمكن من الوصول إلى بعض المصابين نتيجة كثافة إطلاق النار، ما أثار موجة استنكار جديدة من منظمات الإغاثة الدولية التي وصفت الوضع بأنه “كارثي وغير مقبول”، واعتبرت أن استمرار سقوط الضحايا خلال محاولات الحصول على الطعام “يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني”.
وفي تطورات ميدانية أخرى، واصل الجيش الإسرائيلي قصفه المكثف على مناطق عدة في القطاع، أبرزها النصيرات وخان يونس، حيث استهدفت غارات خيام نازحين في منطقة المواصي، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين. كما قصفت البوارج الإسرائيلية السواحل الغربية للقطاع، ضمن حملة عسكرية مستمرة منذ نحو تسعة أشهر.
تأتي هذه التطورات وسط حديث متصاعد عن “انفراجة محتملة” في مسار المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، حيث كشفت القناة 13 العبرية أن تل أبيب وافقت مبدئياً على مقترح أميركي جديد لوقف إطلاق النار، يتضمن إطلاق سراح رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة على مراحل، مقابل هدنة تدريجية تمتد لـ60 يوماً.
وبحسب ما نقلته صحيفة جيروزالم بوست، فإن حركة حماس تدرس حالياً الرد على المقترح، الذي يشمل أيضاً مفاوضات سياسية موازية للتوصل إلى تسوية دائمة، بضمانات مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف.
يقضي المقترح، وفق تسريبات إعلامية، بالإفراج عن 10 رهائن أحياء على مرحلتين، مع التزام الطرفين بوقف شامل لإطلاق النار طيلة فترة التنفيذ، ثم الدخول في مفاوضات حول بقية الملفات العالقة، بما في ذلك تبادل رفات القتلى والانسحاب من بعض المناطق.
ويبدو أن الصفقة تحظى بدفع دولي قوي، خاصة من الولايات المتحدة، إضافة إلى دور متجدد للوساطتين القطرية والمصرية. في المقابل، لم تصدر حركة حماس حتى الآن بياناً رسمياً بشأن المقترح، رغم تأكيد مصادر مطلعة أنها تعد رداً محدثاً قد يفضي إلى “تطور إيجابي” في الأيام القليلة المقبلة.
في غضون ذلك، يتواصل تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت الحصار وسط نقص حاد في الغذاء والدواء، وانهيار واسع للبنية التحتية الصحية والخدمية.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة: “لا يمكن الاستمرار في استخدام المساعدات الإنسانية كورقة ضغط عسكرية أو سياسية. ما يحدث في غزة الآن قد يشكّل وصمة عار في التاريخ الحديث”.
ومع اقتراب الحرب من شهرها التاسع، يبقى الأمل معلقاً على نجاح المبادرات الدولية في وقف النزيف، وفتح أفق حقيقي لحل جذري يُنهي معاناة المدنيين ويعيد للمنطقة شيئاً من التوازن والاستقرار.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تتبنى قرارًا لوقف إطلاق النار في غزة.. حماس ترحب
  • الأمم المتحدة تصوت بأغلبية ساحقة لصالح وقف إطلاق النار في غزة
  • “حماس”: ما يتداوله الاحتلال حول المفاوضات بشأن غزة مخالف للحقيقة
  • أول تعليق من حماس على عملية إطلاق النار قرب مستوطنة حرميش
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن اعتقال عناصر من حماس في سوريا
  • تقدم حذر في مفاوضات الأسرى.. حماس تطلب ضمانات وإسرائيل تماطل
  • نيران الاحتلال تحصد أرواح الفلسطينيين.. نزيف غزة يتواصل قرب «المساعدات»
  • جريمة جديدة.. الاحتلال يطلق النار تجاه مئات الفلسطينين بنقاط توزيع المساعدات
  • ‏إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر: إسرائيل عملت على صياغة ردها على مقترحات الوسطاء المعدلة ونُقِلت إلى حماس
  • ‏موقع والا عن مسؤول أميركي كبير: تقدم في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن غزة