هواوي تعلن عن بدء التشغيل التجاري لشبكات الجيل الخامس المتقدمة ودعم عصر الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
أعلنت هواوي أنها نجحت في التوصل إلى ست تفاهمات منفصلة مع مشغلين رواد لتكنولوجيا شبكة الجيل الخامس المتقدمة 5G-A من مختلف دول العالم، وأطلقت مبادرة مشتركة في مجال تطوير الفيديو العالي الجودة عبر الجوال تلبية لمتطلبات عصر الذكاء الاصطناعي، وذلك بالتعاون مع عدد المشغلين العالميين وعملاء القطاع والمنظمات الأخرى ذات الصلة.
استعرضت هواوي خلال فاعليات المؤتمر الذي عُقد في الفترة ما بين 26 و28 يونيو أحدث منتجاتها وحلولها التي تدعم النشر التجاري لتكنولوجيا الجيل الخامس المتقدمة، علاوة على أجهزة الذكاء الاصطناعي اللازمة لدخول عصر الذكاء الاصطناعي.
وشهد عام 2024 إقدام عدد من المشغلين الرواد في الشرق الأوسط والصين على نشر شبكات الجيل الخامس المتقدمة، بل وطرح بعضهم بالفعل باقات متميزة قائمة على تجارب شبكات الجيل الخامس المتقدمة.
وعلى هامش المؤتمر، ألقى ديفيد وانغ، المدير التنفيذي لمجلس إدارة شركة هواوي ورئيس مجلس إدارة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كلمة بعنوان "تسريع وتيرة الجيل الخامس المتقدم وتشكيل عصر الذكاء الاصطناعي للجوال" وقال: "يعد هذا الشهر هو العام الخامس للإطلاق التجاري لشبكات الجيل الخامس في الصين. خلال تلك الأعوام الخمسة الماضية، حقق الجيل الخامس التجاري نجاحًا لافتًا وأحدث تأثيرًا غير مسبوق على صناعة الجوال العالمية. ويشهد عام 2024 بداية عصر الذكاء الاصطناعي للجوال بفضل الإطلاق التجاري لشبكات الجيل الخامس المتقدمة وأجهزة ذكاء اصطناعي أخرى."
وأشار وانغ خلال كلمته إلى أن تلك التقنيات ستلعب دورًا محوريًا في نشر الخدمات الذكية، مؤكدًا أن تلك الحقبة لن تُحدث فقط تحولًا في التفاعل بين الإنسان والآلة، وإنما في إنتاج المحتوى والأجهزة الجوالة، كما أنها ستجدد نشاط المجتمع وتخلق فرصًا مختلفاً لقطاع المحمول. كما قال وانغ: "ستواصل هواوي العمل على تسريع وتيرة تطوير شبكات الجيل الخامس المتقدمة من منظوري (شبكات من أجل الذكاء الاصطناعي) و(الذكاء الاصطناعي من أجل الشبكات) لخلق قيمة تجارية جديدة"، مؤكداً أن هواوي تتطلع إلى العمل مع كافة اللاعبين في السوق لاغتنام الفرص الهائلة التي يوفرها عصر الذكاء الاصطناعي لتشكيل العالم الذكي.
وتجاوز عدد مستخدمي شبكات الجيل الخامس حول العالم 1.8 مليار مستخدم، وحصد العديد من المشغلين فعليا ثمار الموجة الأولى من فوائد شبكات الجيل الخامس. وفيما يخص الخدمات الاستهلاكية مثل النمط الجديد من المكالمات التفاعلية الذكية فتحتاج الى ميزات الفيديو فائق الوضوح وكذلك هواتف السحابة وتقنيات الأبعاد الثلاثية بدون نظارات، إلى متطلبات مرتفعة من الشبكة من قبيل السرعة العالية وزمن التأخير المنخفض. وفي مجال الخدمات الصناعية، بلغ النظام الإيكولوجي RedCap مرحلة النضج، كما أصبح إنترنت الأشياء متاحًا في سوق أوسع نطاقًا، وتتطلب تطبيقات إنترنت المركبات سرعات رفع أعلى. وتتوقع هواوي موجة ثانية من الفوائد التجارية قريبًا فيما يشهد العالم 100 مليار اتصال مدفوعين بخدمات في كافة السيناريوهات وتحديثًا صناعيًا تدفعه نماذج أعمال جديدة.
يجدر الاشارة الى سعي مشغلون رواد من مختلف أنحاء العالم إلى الاستفادة من تكنولوجيا الجيل الخامس المتقدمة. وقد أكمل بالفعل أكثر من 30 مشغلًا إجراءات التحقق الفني الخاصة بتلك التقنية، وبدأ عدد من المشغلين في الشرق الأوسط والصين في نشر شبكات الجيل الخامس المتقدمة على نطاق يستهدف معدلات سرعة تنزيل تصل إلى 5 غيغابت في الثانية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عصر الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
د. علي بن حمدان بن محمد البلوشي
تطوَّر مفهوم القيادة بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، فلم يعد القائد هو ذلك الشخص الذي يعتمد فقط على الكاريزما أو السلطة الرسمية؛ بل أصبح الدور أكثر شمولًا وتعقيدًا.
القيادة الحديثة تقوم على مزيج من المهارات الإنسانية والتقنية، وعلى قدرة القائد على التأثير في الآخرين والإلهام واتخاذ القرارات ضمن بيئات سريعة التغيّر. وبعض القادة يولدون بسمات تساعدهم مثل الحزم أو الذكاء العاطفي، لكن النجاح الحقيقي يعتمد بشكل أساسي على مهارات مكتسبة عبر التجربة والتعلم المستمر؛ مثل القدرة على التواصل، التفكير الاستراتيجي، إدارة فرق متنوعة، فهم البيانات، والتعامل مع التقنية.
وفي عصر العولمة والذكاء الاصطناعي، يواجه القادة تحديات لم يشهدوها من قبل. أولى هذه التحديات هو تسارع التغيير التقني الذي يفرض على القائد مواكبة الابتكار دون فقدان البوصلة الإنسانية. إضافة إلى ذلك، فإن تنوع ثقافات ومهارات المرؤوسين يجعل إدارة التوقعات وبناء فرق متجانسة أكثر تعقيدًا. كما تُعد حماية البيانات والالتزام بالأخلاقيات الرقمية من أبرز التحديات، في وقت أصبحت فيه القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي جزءًا من العمليات اليومية. كذلك تواجه المؤسسات ضغوطًا عالمية تتعلق بالاستدامة والمسؤولية المجتمعية، ما يتطلب من القادة فهم البيئة الدولية واتخاذ قرارات مبنية على قيم واضحة.
ولمواجهة هذه التحديات، يحتاج القائد إلى مجموعة من الاستراتيجيات والأدوات. من أهمها تعزيز ثقافة الابتكار داخل الفريق وتشجيع التعلم المستمر، بما في ذلك تعلّم مهارات العمل جنبًا إلى جنب مع أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما يجب على القائد بناء جسور للثقة عبر الشفافية في القرارات، والإفصاح عن كيفية استخدام البيانات والتقنيات. ويُعد الالتزام بالأخلاقيات- سواء في استخدام التكنولوجيا أو إدارة الأفراد- ركيزة أساسية للحفاظ على سمعة المؤسسة ومتانة بيئتها الداخلية. كما ينبغي استخدام أدوات التحليل الرقمي لأخذ قرارات دقيقة، دون إغفال البعد الإنساني في قيادة الأفراد وفهم دوافعهم الثقافية والاجتماعية.
وفي الختام.. فإن قادة المستقبل بحاجة إلى مزيج فريد من البُعد الإنساني والرؤية التقنية. عليهم أن يعزّزوا الثقة داخل منظوماتهم، ويجعلوا الأخلاق معيارًا أساسيًا في كل خطوة، وأن يبنوا ثقافة عمل تتقبّل التغيير وتحتفي بالابتكار. والمستقبل سيكافئ القادة القادرين على التوازن بين العقل والآلة، وبين التقنية والقيم، وبين الطموح والمسؤولية؛ فهؤلاء وحدهم سيقودون التغيير في عصر الذكاء الاصطناعي.
** مستشار اكاديمي