10 آلاف متر مساحة غير مُستغلة منذ زمن بعيد بمنطقة إمبابة في محافظة الجيزة، كان يستخدمها الاحتلال الإنجليزي في الماضي كمخيمات عسكرية، ثم تطور الأمر لتكون مرتعا لتعاطي المخدرات يوما بعد يوم، في أروقة مبانيها المُتهدمة والمُتهالكة.

لم تقف الدولة المصرية أمام هذه المنطقة مكتوفة الأيدي، خاصة مع زيادة نسب التعاطي بالمنطقة، وقررت تحويلها إلى منارة علاجية تُقدم خدمة العلاج المجاني للتعافي من الإدمان بالمجان، وفي سريعة تامة.

بداية قصة المركز

روى الدكتور عمرو عثمان، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي، ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، القصة الكاملة لمركز علاج الإدمان بإمبابة، موضحا لـ«الوطن» أن المنطقة التي أُقيم عليها المركز كانت تُتسخدم كمخيمات في أيام الاحتلال الإنجليزي، مضيفا «بعد ذلك أصبحت المنطقة خالية من أي عمل جيد، وباتت مرتعا لتعاطي المواد المخدرة في مبانيها المُتهالكة تماما»، مؤكداً أن الدولة المصرية مُمثلة في وزارة التضامن الاجتماعي حرصت على تغيير الوضع رأسا على عقب وإنشاء مركز علاج على مستوى عالمي.

أنشئ المركز على مساحة 10 آلاف متر، كأحد أكبر المراكز العلاجية المتخصصة في علاج الإدمان في الشرق الأوسط وأفريقيا، وجرى التأثيث بسواعد المتعافين، ويعمل به 160 عاملا، وفقا لتصريحات عمرو عثمان الذي أكد أن المركز به 4 عيادات خارجية وأماكن انتظار نموذجية للمرضى تسع 70 مريضا.

أقسام المركز من الداخل

يشتمل مبنى مركز علاج الإدمان بإمبابة، حسب ما رواه مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي، على مبنى الحجز الداخلي والذي يتضمن قسم سحب السموم والتأهيل وقسم كامل لعلاج الإناث، فضلاً عن قسم لعلاج المراهقين وآخر للتشخيص المزدوج «نفسي وإدمان».

تعددت وتنوعت مكونات المركز ما بين غرف إدارية وقاعات علاج جماعي وصالة ألعاب رياضية، فضلاً عن تنس طاولة وقاعة حاسب آلي ومسجد ومغسلة وقاعة اجتماعات وغرف العلاج بالفن والموسيقي.

إشادات بمستوى الخدمة 

منذ تشغيل المركز تجريبيا العام الماضي، استطاع تقديم خدمات علاجية متميزة، حسب ما أكده عثمان، إذ وصل إجمالي عدد المستفيدين 21 ألفا و914 مترددا، منهم 5191 حالة جديدة و16 ألفا و723 حالة متابعة، كما بلغ عدد الذكور المترددين 4894 والإناث 211 والمراهقين 86.

وفي زيارة للدكتورة غادة والي، وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة بفيينا، للمركز، أشادت بمستوى الخدمات المُقدمة به، مؤكدة أنه يتبع المعايير العالمية سواء في الإنشاء أو مستوى الخدمات المقدمة في سرية تامة وبالمجان.

 

 

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإدمان التعاطي المخدرات مركز علاج الإدمان مركز إمبابة علاج الإدمان

إقرأ أيضاً:

الإدمان الإسمنتي: ما بين التطور والمخاطر

لقد واكب التطور البشري مختلف جوانب الحياة، ومن أبرزها التطوير العقاري، الذي شهد قفزات كبيرة في العقود الأخيرة. غير أن هذا التطور ظل يعتمد بشكل مفرط على مادة واحدة أساسية في البناء، وهي: الإسمنت.

فرغم ما يتمتع به الإسمنت من خصائص مفيدة، مثل الثبات والعزل، إلا أن الاعتماد المطلق عليه يحمل في طياته العديد من المخاطر والمساوئ، سواء على الإنسان أو البيئة.

فالواقع أن البحوث العلمية، حتى اليوم، لم تتمكن من اكتشاف بديل عملي وآمن للإسمنت يحقق نفس المستوى من الصلابة والاستدامة. لكن ذلك لا يعني غض الطرف عن الأضرار البيئية والإنسانية التي قد يخلفها هذا “الإدمان الإسمنتي”.

ففي الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل، تتحول المباني المشيدة بالإسمنت إلى أنقاض قاتلة. ولعل ما حدث في زلزال تركيا مثال حي على ذلك؛ فقد انهارت آلاف المباني، وخلّفت تحت ركامها مآسي إنسانية وأضرارًا بيئية جسيمة. وعند تساقط هذه الأبنية، تنبعث منها سحب كثيفة من الغبار والأبخرة السامة التي تلوث الهواء وتزيد من خطر التسمم البيئي.

وقد نتساءل: لماذا يتمسك العالم بالإسمنت كخيار أول في البناء؟ أهو لقوته أم لعوامل اقتصادية؟ في المقابل، هناك تجارب أخرى لافتة مثل بعض مناطق إندونيسيا، حيث تُبنى المنازل القريبة من الشواطئ باستخدام الأخشاب، ورغم بساطتها وضعف إمكانياتها، إلا أنها غالبًا ما تكون أكثر أمانًا من المباني الإسمنتية عند الانهيار، نظرًا لخفّتها وانخفاض أضرارها المباشرة على الأرواح.

إن البحث عن بديل للمباني الإسمنتية يشبه في تعقيده البحث عن علاج لمرض السرطان؛ فكلاهما يمثل تحديًا ضخمًا للبشرية، يحمل في طياته الأمل والخوف معًا. فكما أن السرطان ينهش في جسد الإنسان بصمت، فإن الإسمنت قد يُنهك البيئة ويهدد حياة الإنسان من حيث لا يشعر، خاصة عند سقوطه أو تهاويه. وما أشبه هذا بذاك!

إن التفكير في بدائل أكثر أمانًا واستدامةً أصبح ضرورة ملحة، وليس مجرد خيار مستقبلي. فالإسمنت، رغم فوائده، لا ينبغي أن يكون الطريق الوحيد للبناء، خصوصًا في زمن ترتفع فيه وتيرة الكوارث الطبيعية وتزداد الحاجة لحلول بيئية مستدامة

مقالات مشابهة

  • رئيس بعثة مصر الأسبق بطهران: هجوم إسرائيل على إيران يجر المنطقة لتوتر غير مسبوق
  • سلطان بن أحمد: جامعة الشارقة منارة علم ومعرفة
  • سلطان بن أحمد: برؤية سلطان.. جامعة الشارقة منارة علم ومعرفة
  • وزيرة التضامن تكرم السفيرة هيفاء أبو غزالة تقديرًا لجهودها في العمل الاجتماعي العربي
  • «صحة دبي»: إنشاء أول مركز لعلاج السرطان بالبروتون في الإمارات
  • أيهما أكثر فضلا كثرة الركعات أم الإطالة في قيام الليل؟.. دار الإفتاء توضح
  • وزير الصحة يبحث مع شركة عالمية تعزيز التعاون في علاج الأورام والمرأة
  • مركز الملك سلمان للإغاثة ينظم دورة تدريبية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي بعدن
  • الإدمان الإسمنتي: ما بين التطور والمخاطر
  • إدمان الاناث تعتيم وجبهة حدودية جديدة للمخدرات.