دراسة بريطانية: بلوغ الفتيات المبكر مرتبط باكتساب الوزن
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
خلص باحثون إلى أن الجينات قد تؤثر بصورة غير مباشرة في تحديد عمر الفتيات عندما تأتيهن الدورة الشهرية، من خلال تسريع اكتساب الوزن في مرحلة الطفولة، وهو عامل معروف بخطورته على البلوغ المبكر.
ووفقا للدراسة، فإن هناك جينات أخرى يمكن أن تؤثر تأثيرا مباشرا في عمر البلوغ، حسب ما ورد في الدراسة التي نشرتها وكالة الأنباء البريطانية.
وفي ظل القدرة على توقع من ستواجه خطورة مرتفعة بخصوص البلوغ المبكر، تستطيع الأسر والأطباء اتخاذ إجراءات للحد من هذه الخطورة المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بعدد من الأمراض لاحقا في الحياة، من بينها السكري من النوع الثاني ومرض القلب.
كذلك يرتبط البلوغ المتأخر بتحسن الصحة في مرحلة البلوغ والحياة لمدة أطول، وفق الدراسة.
وفي أكبر دراسة من نوعها حتى الآن، درس فريق دولي بقيادة باحثين بوحدة علم الأوبئة في مجلس البحث الطبي بجامعة كامبردج الحمض النووي لنحو 800 ألف امرأة من أوروبا وأميركا الشمالية والصين واليابان وكوريا.
وخلص الباحثون إلى أن هناك أكثر من 100 متغير -تغيرات محدودة في الحمض النووي- تؤثر في العمر الذي تأتي فيه الدورة الشهرية أول مرة. وتم رصد نحو 600 من هذه المتغيرات لأول مرة.
وقال البروفيسور جون بيري، المشارك في الدراسة ومسؤول الاتصال، إن "كثيرا من الجينات التي وجدناها تؤثر في البلوغ المبكر أولا من خلال تسريع اكتساب الوزن لدى الرضّع والأطفال الصغار".
وأضاف "هذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة محتملة لاحقا، إذ إن البلوغ المبكر يؤدي إلى ارتفاع معدلات زيادة الوزن والسمنة في مرحلة البلوغ".
وقال البروفيسور كين أونج في جامعة كامبردج، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، إن الصلات مع المخاطر المتعلقة بالأمراض الخطرة في وقت لاحق في الحياة تبرز أهمية الصحة العامة لتجنب البلوغ المبكر.
وأضاف "بخصوص الأطفال والأسر، ربما يتمثل التأثير المباشر للبلوغ المبكر في تبنّي سلوك يميل إلى المخاطرة من خلال التواصل مع الشباب الأكبر سنا والتأثيرات السلبية على الأداء في المدرسة".
وأوضح أن "التنبؤ بالأطفال الصغار الذين يواجهون خطورة مرتفعة في مسألة البلوغ المبكر قد يفيد في الحد من هذه الخطورة بتحسين أسلوب الحياة أو تطبيق بعض التوجيهات السلوكية أو الطبية البسيطة".
أما لدى الفتيات فعادة ما تبدأ مرحلة البلوغ والدورة الشهرية بين عمر 10 و15 عاما، ولكن الخبراء يقولون إن هذا الأمر أصبح يحدث مبكرا بصورة أكبر في العقود الأخيرة.
وأوضح الباحثون أن أقل من نصف المتغيرات الجينية التي رصدتها الدراسة، بنسبة 45%، تؤثر في البلوغ بصورة غير مباشرة، من خلال زيادة الوزن في مراحل الطفولة المبكرة.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن هناك عنصر استقبال في المخ يرصد الحالة الغذائية للجسم وينظم توقيت البلوغ ومعدل النمو لدى الأطفال.
وقالت كاثرين كينتستو، كبيرة الباحثين بالدراسة، إن "هذه أول مرة نتمكن فيها من تحليل متغيرات جينية نادرة على هذا النطاق، وقد رصدنا 6 جينات تؤثر بقوة في عمر البلوغ".
وأوضحت "على الرغم من اكتشاف هذه الجينات لدى الفتيات، فإنها غالبا ما يكون لها التأثير نفسه في توقيت البلوغ لدى الفتيان. كذلك فإن الآليات الجديدة التي نقدمها يمكن أن تمثل أساسا للتدخلات من أجل الأفراد الذين يواجهون خطورة البلوغ المبكر والبدانة".
وفي الدراسة الجديدة، التي نشرت نتائجها في دورية "نتشر جينيتكس"، وضع الباحثون مجموعة نقاط جينية تتوقع إذا كانت الفتاة من المحتمل أن تبلغ في عمر مبكر جدا أو متأخر جدا.
وأظهرت النتائج أن الفتيات اللاتي حصلن على نسبة 1% الأعلى ضمن هذه النقاط الجينية من المحتمل بنحو 11 مرة أن يصلن إلى مرحلة البلوغ في وقت متأخر جدا بعد عمر 15 عاما.
ومن ناحية أخرى، فإن الفتيات اللاتي حصلن على 1% الأدنى من النقاط الجينية من المرجح بنحو 14 مرة أن يصلن إلى مرحلة البلوغ في وقت مبكر جدا، قبل عامهن العاشر.
وقال الباحث وطبيب الأطفال أونج "في المستقبل، ربما نتمكن من استخدام هذه النقاط الجينية في العيادات لتحديد الفتيات اللاتي سوف يبلغن في وقت مبكر جدا أو متأخر جدا، وإن تتبع التسلسل الجينومي الكامل عند الولادة يمنحنا المعلومات الجينية التي نحتاجها لجعل هذا ممكنا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات البلوغ المبکر مرحلة البلوغ فی الدراسة متأخر جدا مبکر جدا من خلال تؤثر فی فی وقت من هذه
إقرأ أيضاً:
كيف تؤثر الشوكولاتة الداكنة على العمر البيولوجي للإنسان
إنجلترا – كشفت أبحاث جديدة من كلية كينجز لندن أن مركب الثيوبرومين الكيميائي، وهو مركب نباتي شائع يأتي من الكاكاو، قد يمتلك خصائص مضادة للشيخوخة يمكنها إبطاء معدل التقدم في العمر البيولوجي.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الثيوبرومين في دمائهم تمتعوا بعمر بيولوجي أصغر من أعمارهم الفعلية. قام الفريق البحثي بمقارنة مستويات هذا المركب في الدم مع مؤشرات الشيخوخة البيولوجية القائمة على تحليل الدم.
ويشير العمر البيولوجي إلى عمر الجسم الظاهري بناء على صحته ووظائفه، مقابل عدد السنوات التي عاشها الشخص. وتقاس هذه المؤشرات بناء على أنماط “إشارات” صغيرة على حمضنا النووي تسمى “المثيلة”، والتي تتغير خلال مسار حياتنا.
وشملت الدراسة مجموعتين أوروبيتين تضمنتا 509 أفراد من TwinsUK (دراسة للتحقيق في العوامل الوراثية والبيئية التي تساهم في هشاشة العظام وأمراض الروماتيزم الأخرى باستخدام مجموعة فريدة من التوائم المتطابقة) و1160 فردا من KORA (دراسة مستقبلية قائمة على السكان للبالغين في منطقة أوغسبورغ، ألمانيا. يركز بحثها على مرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والصحة في الشيخوخة، والحساسية، والبيئة). ووجدت أن أولئك الذين لديهم مستويات أعلى من الثيوبرومين في دمائهم تمتعوا بعمر بيولوجي أقل من أعمارهم الفعلية.
وصرحت البروفيسورة جوردانا بيل، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة علم التخلق في كلية كينغز لندن: “دراستنا تكتشف روابط بين مكون رئيسي في الشوكولاتة الداكنة والبقاء أصغر سنا لفترة أطول. وبينما لا نقول إن على الناس تناول المزيد من الشوكولاتة الداكنة، إلا أن هذا البحث يمكن أن يساعدنا في فهم كيف قد تحمل الأطعمة اليومية أدلة لحياة أكثر صحة وأطول عمرا”.
واختبر الفريق أيضا ما إذا كانت المستقلبات الأخرى في الكاكاو والقهوة أظهرت رابطا مماثلا. ومع ذلك، وجدوا أن التأثير يبدو خاصا بالثيوبرومين فقط.
واستخدم الباحثون اختبارين لتقييم العمر البيولوجي للأشخاص في الدراسة. ونظر أحدهما في التغيرات الكيميائية في الحمض النووي لتقدير مدى سرعة تقدم شخص ما في العمر. وقدر الآخر طول التيلوميرات، وهي الأغطية الواقية في نهايات الكروموسومات، حيث ترتبط التيلوميرات الأقصر بالشيخوخة والأمراض المرتبطة بالعمر.
وقد تؤثر المركبات النباتية في نظامنا الغذائي على كيفية تقدم أجسامنا في العمر من خلال تغيير الطريقة التي يتم بها تشغيل جيناتنا أو إيقافها.
وبعض هذه المركبات، التي تسمى القلويدات، يمكنها التفاعل مع الآلية الخلوية التي تتحكم في نشاط الجينات وتساعد على تشكيل الصحة وطول العمر.
وقال الدكتور رامي سعد، الباحث الرئيسي في كلية كينغز لندن، وهو أيضا باحث في كلية لندن الجامعية وطبيب في الوراثة السريرية: “هذا اكتشاف مثير للغاية، ويطرح أسئلة مهمة: ما الذي يكمن وراء هذه العلاقة؟ وكيف يمكننا استكشاف التفاعلات بين مستقلبات النظام الغذائي وجينومنا التخلقي بشكل أكبر؟ يمكن أن يقودنا هذا النهج إلى اكتشافات مهمة تجاه الشيخوخة وما بعدها، في الأمراض الشائعة والنادرة”.
ويؤكد الباحثون، رغم هذه النتائج الواعدة، أن تناول المزيد من الشوكولاتة الداكنة ليس مفيدا تلقائيا لأنها تحتوي أيضا على السكر والدهون ومركبات أخرى، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم هذه العلاقة بمزيد من التفصيل.
المصدر: ميديكال إكسبريس