كلام الناس
نورالدين مدني
الجمرة بتحرق الواطيها
كنا على أيامنا نتعاطف مع ما يجري في العالم ونتأثر به ونسعى قدر ما نستطيع عمل مايمكن عمله للمساهمة في ما يمكن معالجته، ولا نمل التعبير عن رفضنا لكل مظاهر الظلم والقهر في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن بعده عنا.
هذه الأيام للأسف بقدر ما يحدث من ويلات وكوارث لا يكاد يتأثر بها إلا بعض المتعاطفين الإنسانيين فيما يكتوى بنيرانها الذين يعانون من جحيم نيرانها.
نعلم أن الويلات والكوارث ازدادت حتى أصبحت شبه معتادة لكن ذلك لايبرر حالة الجفاء غير الإنساني التي أصابت نفوس البشر الذين أصبحوا يتاجرون في تداعيات هذه الويلات دون أدني اعتبار لمعاناة من اكتووا بنيرانها.
ليس هذا فحسب بل ظهرت بعض المواقف الغريبة عن الإنسانية مثل الملاحقات الأمنية التعسفية والترحيل القسري لإعادة من يقع في قبضتهم إلى الجحيم الذي هربوا منه دون اعتبار لما سيحدث لهم أو ما هو حادث لهم فعلاً.
ليس هذا فحسب بل أصبحت منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية التي قامت من أجل الحفاظ على السلام العالمي وحماية حقوق المواطنين خاصة طالبي اللجوء الذي أصبحوا يكتوون بنيران بطء الإجراءات وتعقيداتها والقيود المجحفة التي تعرقل سرعة البت في طلباتهم.
للأسف بعض طالبي اللجوء في مناطق العبور والمعسكرات المؤقتة يجدون أنفسهم بين نارين نار الإهمال وعدم الاهتمام ونار بطء الأجراءات، هذا عدا الملاحقات الامنية غير المبررة.
مع كل هذا الجفاء المؤسف لن نفقد الأمل في رحمة الله الذي يسخر خلقه من الطيبين وسط هذه الجفوة غير المعتادة يحببهم لفعل الخير وتقديم العون لكل من من يحتاج للعون خاصة في الدول الحاضنة مثل أستراليا التي ما زالت تفتح أبوابها لطالبي اللجوء وتستعد لاستقبالهم وتسكينهم ودمجهم في نسيجها المجتمعي المتعدد الأعراق والثقافات.
نعم "النار بتحرق الواطيها" أي الذي يطأها بقدمه لكنها لاتقف عند حد قدميه إذا لم تجد من يطفئ لهيبها، ولابد من استيعاب هذه الدروس المتجددة في كل أنحاء العالم.
noradin@msn.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
البرلمان الهولندي يوافق على تشديد قوانين اللجوء
وافق مجلس النواب الهولندي يوم الخميس على إجراء تشديد كبير على قوانين اللجوء، مما سيجعل الحصول على اللجوء وإعادة لم شمل أفراد الأسرة في هولندا أكثر صعوبة.
وأقر مجلس النواب مشروعي القانونين المثيرين للجدل بأغلبية الأصوات. ويجعل التشريع أيضا الإقامة في البلاد بدون وثائق صالحة، بالإضافة إلى تقديم المساعدة لأشخاص لا يحملون أوراقا ثبوتية، جريمة جنائية.
ولكي يصبح القانون ساريا، يجب أن يحصل مشروعا القانونين على أغلبية في مجلس الشيوخ حيث من المتوقع أن تتم مناقشة الحزمة التشريعية في الخريف.
وما زال من غير المؤكد ما إذا كان المجلس سيدعم المقترحات.
وكان خبراء قانونيون ومستشارون حكوميون وسلطات اللجوء ومنظمات اللاجئين قد حذروا من إدخال هذه القوانين.
ودفعوا بأن هذه الإجراءات مشكوك فيها قانونيا وغير عملية.
اليميني الشعبوي فيلدرز القوة الدافعة وراء القانونين وبادر اليميني الشعبوي المتطرف خيرت فيلدرز بهذه القوانين المقترحة.