منذ ثورة 1952، ضربت الحكومات المتعاقبة على إدارة شئون مصر، الرقم القياسى فى الوعود الزائفة وعدم تحقيق مطالب وطموحات الشعب، باستثناء بعض الحكومات التى حاولت واجتهدت ولكنها لم تستطع أيضا الوفاء بكل ما قطعته على نفسها من التزامات، والمحصلة النهائية صفر، لا تقدم، لا ازدهار، بل تدهور فى شتى المجالات، والسبب عدم الاستقرار السياسى والاقتصادى، وغياب القدرة على تحويل الخطط والدراسات لواقع حقيقى وملموس.
والآن، وبعد دخول مصر جمهورية جديدة فى عهد رئيس يريد أن تكون مصر فى مصاف الدول المتقدمة، وبعد كل ما عاناه الشعب؛ نتيجة الأزمات الاقتصادية والسياسية والصحية العالمية، والصراعات العسكرية الإقليمية، لم يتبق فى الصدور متسع للمزيد من التحمل والصبر، فإما أن تكون الحكومة الجديدة على قدر المسئولية والتحديات الداخلية والخارجية، وإما سيدفع الوطن الثمن مضاعفا، ومزيدا من الأزمات.
المرحلة المقبلة يا دكتور مصطفى مدبولى، لا ينفع معها تنظير ولا بيع للوهم، المرحلة تتطلب التنفيذ الفورى والتطبيق العملى لكل خطة، ولكل ما ورد فى خطاب التكليف الرئاسى، وهذا ما يجب أن يفهمه ويعيه جيدا جميع الوزراء، لأن العبء ثقيل والتحديات جسام والإنتاج فى أدنى مستوياته، والناس سئمت الوعود والمسكنات وتنتظر الخروج من عنق الزجاجة وتعويضها عما ذاقته من مرار.
فإذا ما شعر الشعب أن الأداء الحكومى منضبط، وأن التشكيل الجديد للوزراء لا يعمل فى جزر منعزلة ومنسجم الهدف والخطوات، ولا يتم إصدار قرار إلا بعد دراسته جيدا، حتما سيسترد الشعب الثقة المفقودة فى الحكومة، وأعتقد أن تغيير جميع وزراء امجموعة الاقتصادية يعد خطوة مهمة على طريق تدعيم هذه الثقة بين الوزير والمواطن والشعب والحكومة، أما إذا حدث العكس فعلى الدنيا السلام كما يقول المصريون.
يجب أن يكون حلف اليمين ميثاقا غليظا فى رقبة كل وزير؛ لأداء الأمانة على أكمل وجه، فكم من وزراء مروا، جاءوا وذهبوا، ولم يشعر أحد بهم بل ولا يتذكر أحد أسماءهم، لأنهم عملوا للكرسى والمنصب فقط وليس لمصر، ومن هؤلاء يجب أن يتعلم الوزراء الجدد، ليتجنبوا تكرار الفشل.
نريد أن يشعر المواطن انه فى دولة مؤسسات وأن هناك من يبحث له عن حقوقه ويسعى لخدمته وليس لتعقيده، وتطفيشه من الوطن، نريد تطهير الإدارات الحكومية من الفاسدين والمرتشين والكسالى والمهملين، وأن يتحد كل وزراء المجموعة الاقتصادية للعمل من أجل استقرار سعر الصرف وحماية الجنيه من الانهيار، وتعظيم مواردنا الزراعية والصناعية والسياحية. وأن يكون هناك تنسيق دائم بين الوزير والمحافظ ومجلس الوزراء.
كفانا قروضا وميزانية منهكة، وإهدارا للمال العام، وكفانا انقطاعا للكهرباء، وأزمات فى الغاز والغذاء، ومشروعات ومصانع متعثرة، وتخبط فى القرارات، وإن لم ينصلح حال البلد تشريعيا ومؤسسيا وإداريا لن نتقدم خطوة بل سنعود للخلف، ولن نستطيع مواجهة الفقر والبطالة وانهيار الصحة والتعليم، وعلى البرلمان بغرفتيه الشيوخ والنواب، متابعة أداء الحكومة أولاً بأول، ليس بالتصفيق وعلى طريقة (موافقون موافقون) وإنما بكشف السلبيات وتقديم الحلول اللازمة لعلاج المشكلة وتفعيل قانون محاسبة الوزراء والمحافظين مع متابعة أدائهم شهرياً.
إن هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر، تحتاج رقابة حقيقية وليست ورقية، وأن يتكاتف الجميع شعباً وحكومة، وزراء ومحافظين، وأن يكون العمل والتنفيذ شعار كل المسئولين، بدءاً من رئيس الوزراء وحتى الغفير.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحكومات المتعاقبة وطموحات الشعب الاستقرار السياسي ثورة 1952
إقرأ أيضاً:
عاجل- رئيس الوزراء يتفقد مشروع مستشفى شبين القناطر المركزي ويؤكد: التعليم والصحة وتحسين الخدمات على رأس أولويات الحكومة
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مشروع إنشاء مستشفى شبين القناطر المركزي، والذي يُعد أحد أضخم المشروعات الصحية الجاري تنفيذها بالمحافظة، بهدف إحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.
جولة تفقدية بحضور قيادات الحكومةرافق رئيس مجلس الوزراء خلال جولته الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية القائم بأعمال وزير البيئة، والمهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، والدكتورة إيمان ريان، نائب المحافظ، إلى جانب مسئولي الشركة المنفذة للمشروع.
نائب رئيس الوزراء يستعرض مؤشرات الخدمات الصحية بالقليوبيةعقب وصول رئيس الوزراء إلى موقع المشروع، استعرض الدكتور خالد عبد الغفار موقف تقديم الخدمات الصحية لأهالي محافظة القليوبية، موضحًا أنه تم تقديم 7 ملايين و849 ألفًا و897 خدمة طبية خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2025، في إطار جهود الدولة لتحقيق مستهدفات رؤية مصر 2030.
وأشار إلى أن المستشفيات قدمت 2 مليون و774 ألفًا و571 خدمة شملت الطوارئ، والعيادات الخارجية، والرعايات المركزة، والغسيل الكلوي والعلاج الطبيعي، إضافة إلى 78 ألفًا و514 خدمة عبر العيادات المسائية، و13 ألفًا و837 خدمة للتشخيص عن بُعد، فضلًا عن 55 ألفًا و127 خدمة من خلال القوافل الطبية بالمناطق النائية.
تطوير المستشفيات ودعم الرعاية الأوليةوأوضح نائب رئيس الوزراء أنه تم رفع كفاءة أقسام طبية في 8 مستشفيات، وإدخال تخصصات جديدة بمستشفى القناطر الخيرية، وتفعيل جراحات متقدمة بشبين القناطر، إلى جانب زيادة أسرة الرعايات المركزة، وإنشاء وحدات مناظير، والتطوير الشامل لمستشفى طوخ المركزي.
وعلى مستوى الرعاية الصحية الأولية، تم تقديم 5 ملايين و75 ألفًا و326 خدمة، واعتماد 7 وحدات صحية، وتفعيل عيادات الدعم النفسي، واستلام وتشغيل عدد من المنشآت الصحية ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».
رفع كفاءة الكوادر والرقابة الصحيةمن جانبه، أشار الدكتور أسامة الشلقاني، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، إلى تنفيذ آلاف الدورات التدريبية وورش العمل للأطقم الطبية، إلى جانب تكثيف أعمال المرور الرقابي على المنشآت الطبية والغذائية، لضمان الالتزام بأعلى معايير الجودة والسلامة.
مستشفى شبين القناطر.. نقلة نوعية في الخدمة الطبيةوخلال تفقده مشروع إنشاء مستشفى شبين القناطر المركزي، الذي تبلغ سعته 221 سريرًا، وجّه رئيس الوزراء بضرورة الالتزام بالجداول الزمنية المحددة، وتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة المهنية في جميع مراحل التنفيذ.
وأكد محافظ القليوبية أن المشروع يُعد أضخم المشروعات الصحية التي تُنفذ ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بالمحافظة، ويمثل إضافة قوية للمنظومة الصحية، بما يسهم في تخفيف الضغط عن المستشفيات الأخرى وتقديم خدمات طبية متقدمة للمواطنين.
مجمع طبي متكامل بأعلى المواصفاتوأوضح الدكتور شريف مصطفى، مساعد وزير الصحة للمشروعات القومية، أن المستشفى يُقام على مساحة إجمالية تقترب من 20 ألف متر مربع، ويضم مبنى رئيسيًا يحتوي على جميع الأقسام العلاجية والجراحية، من بينها 6 غرف عمليات، و48 سرير غسيل كلوي، و27 سرير عناية مركزة، و21 حضّانة للأطفال المبتسرين، و23 عيادة خارجية متخصصة.
كما يشمل المشروع عددًا من المباني الخدمية، مثل بنك الدم، ومدرسة التمريض، وسكن الأطباء، ومبانٍ للمولدات والخزانات وشبكات المرافق، بما يضمن تشغيل المستشفى بكفاءة عالية.
إشادة بالتقدم والتأكيد على أولوية الصحةوفي ختام الجولة، أعرب رئيس مجلس الوزراء عن تقديره لمعدلات التنفيذ المتقدمة بالمشروع، مؤكدًا استمرار المتابعة الدقيقة للانتهاء منه بالجودة المطلوبة، مشددًا على أن الحكومة تضع التعليم والصحة وتحسين مستوى الخدمات للمواطنين على رأس أولوياتها خلال المرحلة الحالية.