دمشق-سانا‏

بهدف متابعة تنفيذ مشروع إنارة عدد من شوارع منطقة العباسيين بدمشق ‏بأجهزة إنارة شمسية مقدمة من السفارة الصينية قام محافظ دمشق المهندس ‏محمد طارق كريشاتي ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي الدكتور فادي سلطي الخليل ‏والسفير الصيني بدمشق شي هونغوي بجولة اطلاعية في المنطقة.‏

وفي تصريح له خلال الجولة أوضح السفير شي أن السفارة أطلقت مشروع إنارة الطريق ‏وتبرعت بمجموعة مؤلَّفة من 105 أجهزة إنارة بالطاقة الشمسية المصنعة في الصين لإنارة الطريق، مؤكداً أن بلاده وعلى اعتبارها صديقاً وشقيقاً وشريكاً لسورية، ستعمل دائماً لتقديم المزيد من المساعدات التي تفيد الشعبَ وتُحسّن معيشتهم معرباً عن ‏تقدير بلاده لصمود الشعب السوري ورغبته في إعادة بناء وطنه الجميل، وأنَّه سيستعيد ‏بالتأكيد العدالة والسَّعادةَ والرَّخاءَ الَّتي كان يتمتَّع بها.

وأشار السفير إلى المساعدات التي قدمتها بلاده لسورية بما في ذلك اللقاحات ‏والأغذية والحافلات وأجهزة الاتصالات معتبراً أن كلُّ هذه الإجراءات عملية فعالة لبناء ‏المجتمع الصيني السوري للمستقبل المشترك.‏

من جانبه توجه المحافظ كريشاتي بالشكر للسفارة الصينية على المنحة ‏مبيناً أنها عبارة عن مرحلة أولى ستليها مبادرات أخرى في إطار علاقات ‏التعاون بين الجانبين التي يتم العمل على تطويرها باستمرار في مختلف المستويات بما ‏يحقق مصلحة البلدين الصديقين.

وأوضح كريشاتي أن تركيب هذه الأجهزة يأتي ضمن خطة محافظة دمشق للاعتماد على ‏الطاقة البديلة في إنارة الشوارع والأنفاق مؤكداً أهمية التوجه نحو الطاقات البديلة والتي ‏تعد الطاقة الشمسية ‏أبرزها لتقديم طاقة نظيفة وداعمة لشبكات الكهرباء الحكومية.‏

ولفت كريشاتي إلى أن المحافظة تقدم كل أشكال الدعم والتسهيلات والاحتياجات لجميع ‏المبادرات التي يقوم بها المجتمع المحلي والفعاليات الاقتصادية في إنارة الشوارع ‏والأسواق بالطاقة البديلة في المدينة وأحيائها وكذلك أي عمل تطوعي أو مبادرة تسهم في ‏تحسين الواقع الخدمي بالمدينة وإضفاء الجمالية عليها.‏

بدوره أكد رئيس هيئة التخطيط الدكتور الخليل أن العلاقات السورية الصينية عميقة ‏ومتجذرة مبنية على أسس متينة تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل بين الدول واحترام ‏سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية إضافة الى تعزيز التعاون المشترك بين ‏البلدين.‏

وأشار الدكتور الخليل إلى أن العلاقات الثنائية شهدت تطوراً مهماً بعد زيارة السيد الرئيس ‏بشار الأسد إلى الصين ونتج عنها الإعلان عن اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين ‏متوجهاً بالشكر للصين حكومة وشعباً على كل ما تقدمه وقدمته في المحافل الدولية ومن ‏مساعدات خلال فترة الحرب الظالمة على سورية معرباً عن أمله باستمرار هذا التعاون ‏من خلال تطوير العلاقات الاقتصادية وأيضاً من خلال مبادرة الحزام والطريق التي تم ‏التوقيع عليها.‏

وفي تصريح لمراسلة سانا بيّن مدير الإنارة في محافظة دمشق المهندس وسام محمد أنه ‏تم تركيب أجهزة الإنارة للطرق المؤدية إلى ساحة العباسيين ما عدا طريق فارس الخوري ‏لأنه منطقة ظل حيث تم توزيع 25 جهازاً في كورنيش التجارة و 25 جهازاً في شارع حلب و 15 جهازاً على امتداد الزبلطاني و 12 جهازاً في مدخل جوبر و 10 ‏أجهزة في شارع كنيسة سيدة دمشق و 18 جهازاً في شارع القصاع وذلك ضمن خطة ‏محافظة دمشق للاعتماد على الطاقة البديلة في إنارة الشوارع والأنفاق.‏

ريم حشمه

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: محافظة دمشق

إقرأ أيضاً:

مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكية «24»

لما تقدم، فإنه تنبغي العودة إلى أفلام شبه منسيَّة، أو مفقودة حرفـيَّا فـي حالات، ومجازا فـي حالات أخرى (تجدر الإشارة هنا إلى ما هو حقيقة معروفة وقد تكون مثيرة لدهشة البعض، وهي أن من 70٪ إلى 90٪ من الأفلام الأمريكية الصَّامتة -خاصة تلك التي أنتجت قبل عام 1929- مفقود من الإرشيف السِّينمائي لأسباب متعددة، وليس هذا مقام الخوض فـيها)، أو غائبة عن النَّقد، بما فـي ذلك العديد من «أفلام الشَّيخ» التي أُنتجت فـي عشرينيَّات القرن الماضي مثل «حُب عربي» [Arabian Love] (جيروم ستورم Gerome Storm، 1922[، و«رمال حارقة» [Burning Sands] (جورج مِلفورد George Melford، 1922)، و«تحت عَلمين» [Under Two Flags] (تود براوننغ، Tod Browning، 1923)، و«ليلة واحدة مسروقة» [One Stolen Night] (روبرت إنزمِنجر Robert Ensminger، 1929)، وأيضًا فـيلم آخر بنفس العنوان: «ليلة واحدة مسروقة» (سْكوت آر دَنلاب Scott R. Dunlap، 1929)، و«أغنية الحُب» [The Song of Love] (فرانسِس ماريون Frances Marion، 1923)، و«ابن صحارى» [The Son of the Sahara] (إدوِن كيروEdwin Carewe ، 1924).

وسأعيد القول هنا انه فـي وقت مبكِّر من تاريخ السِّينما الأمريكيَّة (أعني تاريخ إصدار فـيلم «الشَّيخ»)، فإن «السرديَّات الشَّيخيَّة»، فـي طاعتها الخنوع لمقتضيات ومتطلَّبات الاستشراق، إنما كانت تعمل بوصفها استجابة لأنواع القلق المحلي، والدَّاخلي، الأمريكي. ولا شك أن العزف المشترك لأسئلة العِرق والجندر بوصفها مقولات للهويَّة والرَّغبة هو المظهر الأكثر بروزا فـي تلكم السرديَّات الشَّيخيَّة؛ فكما يحاجج دانييل بِرنانردي Daniel Bernardi فـي الأنثولوجيا المهمة التي حرَّرها عن البياض فـي السِّينما الهوليووديَّة الكلاسيكيَّة فإن «العِرق» هو «أداء يتعلَّق بالظُّهور» (1). إن السرديَّات الشَّيخيَّة.

كما تقدمها أفلام الشَّيخ فـي عشرينيَّات القرن الماضي (وحتَّى، بدرجات متفاوتة ومتباينة، ما بعد ذلك التَّاريخ) تعرض علينا طيفاً واسعاً من «التَّجريبيَّات» مع العِرق، والجندر، والرَّغبة، وذلك من خلال الشَّخصيَّات وأفراد الجمهور معاً؛ فالجندر، على سبيل المثال، يتبدَّى باعتباره ليس أقل ولا أكثر من مقولة مبدئيَّة، وتفاوضيَّة، ومتحوِّلة يجري تعقيدها، واللعب بها، بصورة نموذجيَّة، عبر تقنيَّات وأحابيل سرديَّة من قبيل التَّنكُّر، ونشر وتداول الأمكنة والأسماء، والمطاردات، وعمليَّات الإنقاذ الحَرِج التي تحدث فـي اللحظة الأخيرة أمام جمهور محبوس الأنفاس. وفـي هذا السِّياق، فإن الأنثى الغربيَّة تظهر باعتبارها مختلفة بصورة واضحة عن مثيلتها العربيَّة، وهذا ما ينبغي تحليله. ولذلك فإنه يجدر تفكيك أفلام من قبيل «بلاد العَرَب» [Arabia] الذي يُعرَف أيضا بعنوان «توم مكس فـي بلاد العرب» [Tom Mix in Arabia] (لِن رِنولدز Lynn Reynolds، 1922)، و«خِيام الله» [The Tents of Allah] (تشارلز أي لوغ Charles A. Logue، 1923)، و«خادمة فـي المغرب» [Maid in Morocco] (تشارلز لامونت Charles Lamont، 1925) و«سيِّدة الحريم» [The Lady of the Harem] (راؤول وولش Raul Walsh، 1926)، و«إنَّها شيخ» [She›s a Sheik] (كلارِنس جي باجر Clarence G. Badger، 1927).

وحين نتتبَّع الأمر بدقَّة، فإننا سنجد انه حتى فـي «الاستكتشات» البصريَّة الخام، بسبب بدائيَّة التَّعبير السِّينمائي عهدذاك، التي سبقت الظُّهور الأسطوري العارم لفـيلم «الشيخ»، فإن السرديَّات الشيخيَّة قد تضمنت بصورة نموذجيَّة حكايات وحكايات عن كل نوع من أنواع الاستعباد تقريبا. بمعنى معيَّن، أصبح «الشَّيخ» الشخصيَّة التي تُسقَط عليها، ويُتَفاوض من خلالها مع الإرث المشين للعبوديَّة فـي التَّاريخ الأمريكي نفسه، وذلك فـي نوع من «إعادة السَّيْقَنَة» (recontextualization) الأيديولوجيَّة والانتشار الاستراتيجي ثقافـيَّا، ولذلك فإنه ينبغي التَّركيز فـي الدِّراسة، مَثلاً وليس حصرا، على عمل مثل السِّلسلة الفـيلميَّة «المدينة المفقودة» [The Lost City] (هيري جي رِفَر Harry J. Revier، 1935)، والذي تدور أحداثه فـي داخل أفريقيا. يدور سرد الفـيلم حول تاجر عبيد، وهو شيخ عربي بالتَّأكيد، يستعبد ويعذِّب ضحاياه الأفارقة. وهذا الجزء من السرديَّات الشيخيَّة يتضمن أيضا أفلاما مثل «فـيلق الرجال المفقودين»Legion of Missing Men] [ (هاملتُن مكفادِن، Hamilton MacFadden، 1937)، و«انتقام طرزان» [Tarzan›s Revenge] (ديفد روس لِدرمن، 1938)، و«الرَّجل الأسد» [The Lion Man] (جون بي مكارثي John P. McCarthy، 1937)، و«الطَّريق إلى زنجبار» [Road to Zanzibar] (فِكتُر شرزنغر Victor Schertzinger، 1941).

عندما نُشرت رواية «الشَّيخ»، وكذلك عندما حوِّلت إلى فـيلم سينمائي، كانت الجزائر، موقع الأحداث، ترزح تحت نير الاستعمار الفرنسي، ولكن هذه الحقيقة السياسيَّة والتاريخيَّة البسيطة يغفلها سرد العملين بطريقة مباشرة (وكذلك يفعل استقبالهما لدى القرَّاء والجمهور).

فـي الحقيقة، كلا العملين يرمنسان الكولونياليَّة، وفـي أفلام الشَّيخ العربي اللاحقة (خاصة تلك التي أُنتجت فـي الثلاثينيَّات والأربعينيَّات من القرن الماضي)، ازداد اعتبار الشَّيخ باعتباره «مواطنا» (national) (بالمعنى السيئ للمفردة) وليس مجرد شخصيَّة «رومانسيَّة»، ويتضمن عدد معتبَر من أفلام الشَّيخ العربي مواجهات عسكريَّة مباشرة بين أفراد أو بلدان عربية من ناحية، وأفراد أو قوى غربية من ناحية أخرى، ولذا فإنه تنبغي دراسة فـيلم «مغامرة فـي العراق» [Adventure in Iraq] (ديفِد روس لِدرمَن David Ross Lederman، 1943) بصورة مستفـيضة، فأنا أعتقد بأهميته بكل معاني الكلمة، ومن كافة النَّواحي.

كما أن بعض الاهتمام البحثي ينبغي أن يُمنح أيضا للسرديَّة الشَّيخيَّة فـي أفلام «مواجهة» أخرى مثل «تحت علمين» [Under Two Flags] (فرانك لويد Frank Lloyd، 1936)، و«الرَّجل الأسد» [The Lion Man] )جون بي مكارثي، 1937)، و«مُغِيرو الصَّحراء» [Raiders of the Desert] (جون راولنس John Rawlins، 1941)، و«يانكيٌّ فـي ليبيا» [A Yankee in Libya] (ألبرت هِرمَن Albert Herman، 1924)، و«حرب فـي بلاد العرب» [Action in Arabia] (ليونِد مغوي Leonide Moguy، 1944).

---------------------

(1): Daniel Bernardi, “Introduction: Race and the Hollywood Style,” Classical Hollywood, Classical Whiteness (Minneapolis: University of Minnesota Press, 2001), xxi.

عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني

مقالات مشابهة

  • وزير العدل يناقش مع القائمة بأعمال السفارة النرويجية الإصلاح القضائي واحتياجاته
  • الصحة:  تزويد الحجاج بأجهزة استشعار ذكية لمتابعة الحالات الحرجة ..فيديو
  • مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكية «24»
  • العراق يشتري 5 آلاف طن من الهواتف الصينية خلال عام
  • “إنجاز كبير للحكومة”.. مواطنون في دمشق يعبرون عن رأيهم بمذكرة التفاهم التي وقعتها وزارة الطاقة مع مجموعة UCC الدولية
  • محافظ القليوبية يتفقد عدداً من المجازر استعداداً لعيد الأضحى
  • اعصار الإسكندرية يخلف تضرر 10عقارات جزئيا وسقوط أعمدة إنارة ولوحات
  • استكمال المرحلة الأولى من إنارة طريق “الطفيلة–الحسا”
  • السفارة الصينية في سنغافورة ترد على ماكرون.. تايوان ليست كأوكرانيا
  • واشنطن: القوات الصينية تتدرب لغزو تايوان