محمد عبدالسميع

أخبار ذات صلة الإمارات وكوستاريكا توقعان اتفاقية تعاون في العمل والتطوير الحكومي «الشبكة الجامعية» تستطلع آراء الطلاب في التغير المناخي

أكد عددٌ من الأدباء والفنانين والنقّاد حضور وتأثير الأغنية الشعبية الإماراتية في تشكيل السرد الإبداعي والمجتمعي، في الشعر والرواية والقصة القصيرة وغيرها من الأشكال السردية، كما أكدوا تأثيرها في الفنون البصرية، كالسينما والمسرح، فضلاً عن حضورها في أعمال المبدعين بشكلٍ امتدّ إلى المجتمع كموروثٍ وعنصرٍ حيويٍّ في تشكيل المفاهيم والمشاعر والأفكار المجتمعية، بما يعكس مضامين التراث في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج والمنطقة العربية على وجه العموم.


وقالوا، في حديثهم إلى «الاتحاد»، إنّ التراث الضارب في الجذور جعل الأغنية الشعبية يتمّ توارثها بين الأجيال، كما عمل عليها المختصّون، فاشتهر شعراء وفنانون ضمَّنوا أعمالهم الشعرية والسردية والفنية هذه الأغنية، علاوةً على وجود أعمال تركيبية ومفاهيمية حملت الأغنية في شتى أنواع الفنون والآداب.
وقال الشاعر والناقد والتشكيلي الإماراتي علي العبدان: إنّ الأغنية الإماراتية دخلت في شتّى صنوف الأدبيات والإنتاجات السردية، وأثّرت في كثيرٍ من الأعمال الأدبية، في القصة والرواية والشعر والأدب الشعبي، والمسرح والسينما، وحتى في الأعمال التشكيلية، ذاكراً أعمالاً مفاهيميةً وتركيبيةً معاصرةً تُعرض بمصاحبة موسيقى صافية من التراث الغنائي الإماراتي. وقال: إنّ المهرجانات الشعبية ظهرت فيها الأغنية بشكلٍ واضح وجليٍّ، كما أنّ هذه الأغنية ظلّت حاضرةً في المسرح الإماراتي قديماً، متحدثاً عن الأغاني الشعبية التي أثَّرت في مسيرة الشعر الشعبي في الإمارات، خاصةً ما يعرف بالقصائد الغنائية، فاشتهر شعراء إماراتيون في هذا المجال، كما امتدّ تأثير الأغاني إلى الأدب وفنّ السرد المعاصر من خلال مشاريع سردية إبداعية ومجتمعية، بمعناهما الموروث والمعاصر، ليمتدّ هذا التأثير تبعاً لذلك إلى الإنسان والمجتمع في الحياة اليومية.

اقرأ أيضاً:
القصيدة الشعبية الإماراتية.. شواهد من بديع الصورة 
الأغنية الشعبية الإماراتية.. وتشكيل السرد 

الثقافة الشعبيّة 
وأكّدت الكاتبة الإماراتية مريم المزروعي، الدور الهام الذي لعبته الأغنية الشعبية الإماراتية في نقل الثقافة الشعبية والتعبير عن المشاعر والتجارب ونقل القصص والحكايات التقليدية والتاريخية للأجيال والقيم والعادات، إذ جمعت هذه الأغاني بين الموسيقى والغناء والرقص بمناسباتها المعروفة. وقالت المزروعي: إنّ الأغنية قد تكون مؤلَّفةً من قِبل مبدعين يكونون وسطاء ما بين المطرب والمجتمع في نقل الهوية والموروث والسرد التاريخي.
أمّا الشاعرة اللبنانية ندى بوحيدر، فرأت أنّ الأغنية الشعبية الإماراتية والخليجية عموماً، تمثّل جوهر الإبداع والإلهام كعنصرٍ جوهريٍّ مهمٍّ في التراث الثقافي والاجتماعي، حيث أثّرت هذه الأغنية على الأشكال السردية في الشعر والرواية والقصة القصيرة، وكذلك في الفنون البصرية، كالسينما والمسرح، وجسّدت الأفراح والأحزان والحاضر والمستقبل. وشرحت بوحيدر تأثير الأغنية الشعبية على الشعر من خلال القيم والمشاعر المحلية، وما فعله الشعراء حينما استوحوا إيقاعاتها وكلماتها لتشكيل أعمالهم، حيث الأوزان الشعرية والإيقاعات جزءٌ من بنية القصيدة الشعرية، كما أنّ الأغنية الشعبية أثّرت في الرواية والقصة القصيرة، من حيث الشخصيات والأحداث والخلفيات الثقافية، وهو ما أكسب هذه الأعمال عمقاً إنسانياً وصدقاً روحياً يمثّل الواقع والتجارب الإنسانية، علاوةً على أنّ الأغنية الشعبية تمّ توظيفها في السينما والمسرح والأفلام لتعزيز المشاهد والقصص وإضفاء الطابع المحلي والواقعي على العمل العربي في بناء المشهد الثقافي، أمّا الفنون الشعبية فقد كان التأثير الغنائي فيها من حيث إنها عكست اللوحات والمنحوتات في مشاهد مستوحاة من كلمات الأغاني أو قصصها، كما ذكرت الشاعرة بوحيدر موضوع الأمثال والحكايات الشعبية وما تضمنته من أشعار أو مقطوعات غنائية، إضافةً إلى نقلها القيم والثقافة، وقالت: إنّ القصائد الشعبية على الأغلب هي مُغنّاة أو متأثرة بالأغاني الشعبية. ورأت أنّ الأغاني الشعبية هي نتاجٌ جماعيٌّ يعبّر عن التجربة الجمعية للمجتمع، ذاكرةً أفراد المجتمع والمبدعين الذين يستلهمون هذه التجارب ويعيدون صياغتها بطُرقٍ فنية تضيف عمقًا وجمالاً للأغنية الشعبية، ودللت بوحيدر بأعمال فلمية إماراتية وقصص للأطفال ومسرحيات تحمل القيم والمبادئ والنضال الوطني والعادات والأهداف التربوية من خلال الأغنية الشعبية، اعتماداً على تأثيرها الكبير في المجتمع على اختلاف شرائحه العمرية والثقافية.

السردية الاجتماعيّة 
ورأى الشاعر التونسي الطيب الهمامي أنّ الأغنية الشعبيّة جسّدت السردية الاجتماعية، وخضعت للتأويل والإسقاطات والمقاربات عبر العصور، حيث يمتلئ الأدب العربي والعالمي بقصص الحب والغرام، ذاكراً ما يكتنز به تراثنا العربي من قصص في هذا المجال تركت آثارها لدى الشباب. وذكر الشاعر الهمامي أمثلةً على أغنيات خليجية ذات تأثير بين الأمس واليوم، كأغانٍ شعبية متوارثة.
ورأى الشاعر البحريني محمد منصور آل مبارك أن السَّجِيَّة في كتابة القصيدة الشعبية أمرٌ ظاهرٌ في الخليج أو خارجه، فالأغنية على هذا تترجم واقع الناس اعتماداً على الشعر الذي ينقل هذا الواقع في الحِكم والأمثال والقصص والتراث، ذاكراً قرب اللهجة بين الناس، ودخول الأغنية في الحياة العامة، مدللاً بأغاني الفرح والكفاح وأغاني الصيد والعاطفة والأحاسيس والشوق للأهل والأحبة، وذكر آل مبارك شيئاً عن الأغنية البدوية في الصحراء ورعاية الإبل، والتنقل فيها، وتعبير الأغنية البدوية عن معنى الفقد والإحساس الحزين، باعتبارها ناقلةً للعادات والتقاليد، إذ جاءت بقالب موسيقي مُلحَّن، لتستمر بين الأجيال. أمّا الناقد السوري الدكتور أحمد العقيلي، فأكّد أنّ الأغنية الشعبية هي نبض التراث وملهمة الإبداع السردي، كناقلة للتراث والثقافة ومتأصلة في الوجدان الشعبي الإماراتي والخليجي العربي، فقد دخلت في أعمال سردية وقصصية وروائية ودرامية، ذاكراً عدداً من المطربين الإماراتيين في هذا المضمار، فلها مكانها الواسع في سردية الأعمال الأدبية والموروث الجمعيّ الشعبيّ كمؤثرٍ إنسانيٍّ ومجتمعيٍّ في موضوع السرد الإبداعي. وقال العقيلي: إنّ الأغنية التي حملت الشعر والدراما هي نافذةٌ حيّةٌ يُطلّ من خلالها المهتمون والمثقفون على واقع مجتمعنا الخليجي والعربي وواقع الأمة والمجتمع الحضاري والفكري الثقافي، بما لها من دورٍ كبير في التنوير المجتمعي.

الارتباط الوجداني 
من جهته، رأى الباحث والمؤرخ الإماراتي الدكتور خالد بن محمد القاسمي أنّ الأغنية الشعبية متداولة بالمشافهة ومرتبطة بوجدان الشعب وعاطفته، وتعبّر عن همومه ومشكلاته وثقافته، فما تزال حيّةً في الاستعمال، وقد ألّفها وكتبها أشخاص يتصفون بالإبداع، ويمكن أن يضاف إليها بحسب الأجيال، كما أنها تعيش حالةً ديناميكيةً ويمكن تعديلها باللحن والكلمة، باعتبارها فرديةً في المنشأ واجتماعيةً في منتهاها.
وأكّدت الباحثة والروائية الإماراتية لولوة المنصوري أهمية الأرض وطبيعة الإنسان والألحان والتراتيل والغناء والأناشيد والمنظومات الشعرية الكونية بشكلٍ متناغم، حيث أصغى الإنسان لكلّ ذلك وتفاعل معه، وقلَّدهُ وأصبح يقول الأغنية في الحصاد وأناشيد المهد والطفولة وفي عمل الحرف التقليدية، ولذلك نهل السرد من هذا المنهل الإبداعي الشعريّ، ما منحه مداً شعرياً منعشاً للنصّ ومحركاً لنبضه وتفاصيله.
ورأى الشاعر السعودي بندر المطيري أنّ الأغنية الشعبية لا يقلُّ تأثيرها في المجتمع عن فنون السينما والمسرح، كما أنها نقلت اللهجة لدول الوطن العربي والخليجي، واستفاد منها الشعراء في مفرداتها، فبحثوا عن معناها والثقافة المتضمنة فيها، فالكتابة بذلك هي حالة تبادلية بين الشعراء وأفراد المجتمع.

السيرة الشعبيّة 
وقالت الشاعرة السورية غالية حافظ: إنّ الأغنية الشعبية الإماراتية تطوّرت وبقيت محافظةً على جوهرها وأصالتها كموروثٍ غنائي، ومعبّرةً عن مجتمع وعواطف صادقة، مؤكدةً الدور الكبير للشاعر في هذا المجال، من حيث إبداع الأغنية وكتابتها كجزءٍ من تراث الأمة العربية الحافل بالملاحم والسِّير الشعبية، كما أشارت إلى أغاني المناسبات والتسلية، وما تمثله الموسيقى، باعتبارها جزءاً من التراث. ورأت أنّ الفنان الشعبي ربما يكون مجهولاً في كتابة الأغنية وإبداعها، مؤكدةً أهميّة الصفات الفنية لنجاح الأغنية الشعبية.
الشاعر العراقي عبدالله العساف قال: إنّ الأغنية الشعبية هي بنت الشعر النبطيّ، وهي بطبيعة الحال بنت التراث، ولها حضورها المؤثّر على المستمعين والمبدعين وعلى ذائقة تلقي المرويات الشعبية في الأفراح والأعياد، موضحاً أنّ كثيراً من السرد المجتمعي أتى من القصائد الشعبية وما أسهمت به من توثيقٍ يفيد الأدب والتراث الشعبي، استناداً إلى حضورها الجماهيري الخليجيّ والعربي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفنون الشعبية الإماراتية الأغنية الشعبية الإمارات الأغنیة الشعبی فی هذا کما أن

إقرأ أيضاً:

«الإمارات الوطنية للفنون القتالية» تُطلق النسخة الخامسة في العين

العين (الاتحاد)

أخبار ذات صلة منطقة ركنة بمدينة العين تسجل أقل درجة حرارة في الإمارات الوحدة يحتفظ بلقب كأس رئيس الدولة للجوجيتسو

أعلن اتحاد الإمارات للجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة عن إطلاق النسخة الخامسة من بطولة الإمارات الوطنية للفنون القتالية المختلطة يومي السبت والأحد في جامعة الإمارات بالعين، وذلك بمشاركة أكثر من 300 لاعب ولاعبة من مختلف الفئات العمرية.
ويأتي اختيار منطقة العين ضمن استراتيجية الاتحاد لنشر الفنون القتالية المختلطة على أوسع نطاق، ومنح اللاعبين في مختلف مناطق الدولة فرصة للتطور التدريجي والمشاركة في بطولات تمهّد لهم طريق الاحتراف.
وتشمل البطولة منافسات مخصصة للفئات العمرية المختلفة، ابتداءً من الفئة D المخصصة للأشبال من 10 إلى 11 عاماً، ثم فئتي الناشئين C من "12 إلى 13 عاماً" والناشئين B من "14 إلى 15 عاماً"، تليها فئة الشباب A للمواليد من "16 إلى 17 عاماً"، وفئة الكبار لعمر 18 عاماً فما فوق.
وأكد محمد بن دلموج الظاهري، عضو مجلس إدارة اتحاد الإمارات للجوجيتسو والفنون القتالية المختلطة، أن النسخة الخامسة تمثل خطوة جديدة في مسيرة نشر وتطوير الفنون القتالية المختلطة في الدولة، خصوصاً مع الإقبال المتزايد من مختلف الأعمار.
وقال:"نحرص من خلال هذه البطولة على توفير منصة تنافسية تساعد اللاعبين على تحقيق التطور المطلوب، وتمنح الكوادر الفنية فرصة لاكتشاف المواهب وصقل مهاراتها. كما أن استضافة العين لهذا الحدث يعكس حرص الاتحاد على الوصول إلى جميع مناطق الدولة وتوفير بطولات منتظمة تواكب آمال وتطلعات اللاعبين".
وأضاف: "تمثل النسخة الخامسة من البطولة ختاماً مثالياً لموسم حافل بالعمل والإنجاز، حيث نجحت الجولات الأربع الماضية في استقطاب مئات اللاعبين من مختلف الأعمار والمستويات، وترسيخ مكانة البطولة كمنصة رئيسية لاكتشاف المواهب وصقلها".
وتواصل بطولة الإمارات الوطنية للفنون القتالية المختلطة دورها الأساسي في دعم الأجيال الصاعدة، وترسيخ حضور هذه الرياضة بين مختلف الفئات، وإعداد المنتخبات الوطنية للمشاركات الخارجية المقبلة.

مقالات مشابهة

  • «الإمارات الوطنية للفنون القتالية» تُطلق النسخة الخامسة في العين
  • «مندوب الليل» يجسد أحلام الطبقة الشعبية
  • مثقفون ومبدعون: إبداع سلوى بكر يهتم بالمهمشين وفوزها بالبريكس فوز للعرب
  • شمال سيناء عاصمة للثقافة المصرية 2026 والعريش تستضيف مؤتمر أدباء مصر
  • اختيار شمال سيناء عاصمة للثقافة المصرية 2026.. والعريش تستضيف مؤتمر أدباء مصر
  • مقررة أممية تدين السماح “لإسرائيل” بالمشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية ٢٠٢٦
  • ألبانيز تنتقد السماح بمشاركة "إسرائيل" بمسابقة الأغنية الأوروبية
  • عودة عمليات تنظيم الدولة في سوريا.. إعلان عابر أم نقطة تحوّل؟
  • «دبي للثقافة» تُتوج مبدعي «دبي للفنون الأدائية الشبابية»
  • انسحاب جماعي من مسابقة الأغنية الأوروبية.. والسبب: إسرائيل