سودانايل:
2025-07-02@06:08:31 GMT

حلم الانتخابات

تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT

مساء اليوم الرابع من يوليو استخدمت حقي في التصويت في الانتخابات العامة البريطانية . لاكثر من ثلاثة شهور تتساقط علي باب منزلنا من فتحة البريد بوسترات و إعلانات للمرشحين . ورق مصقول و طباعة أنيقة بها تعريف و صور للمرشحين . بعضهم يخاطبك باسمك شخصيا كانما بينك و بينه سابق معرفة بل ان احد المرشحين حضر شخصيا و طرق باب منزلنا معرفا بنفسه و اخبرنا انه يسكن في نفس الشارع الذي يقع به منزلنا .

وصلتنا ايضا خطابات باسمائنا من المرشحة التي كانت قد فازت في الانتخابات السابقة . كلهم يضعون عناوينهم البريدية للتواصل معهم ! يبدوا لك الأمر انها عملية اقرب للاستجداء و خطب للود لشخصك الضعيف .
قد تبدوا هذه اشياء بسيطة الا انها تشكل حافز و تذكير يدفعك لممارسة حقوقك المكفولة بالقانون في المشاركة في الشؤون العامة للبلد . احساس يدخل في نفسك الزهو و يشعرك بقيمتك كأنسان فاعل له اهمية .
في مثل هذه الأجواء دايما ما يكون السودان حاضرا و تبدوا المقارنة الصعبة التي تبين الفارق الكبير لتصاب بالحزن و الحسرة علي بلدك . تتمني ان يكون ذلك في بلدك . الم يترك لنا الإنجليز نفس النظام هذا ؟
تذكرت انتخابات 1968 عندما ترشح احد اقربائنا فبالرغم من ان حزبه قد اختار شخصا آخر ليمثله ، لكنه لسبب ما ، أصر ان يترشح . كان رجلا كريما و محبوبا و بارا باهله لذلك اتخذ الاهل موقفا من باب انصر أخاك ظالما او مظلوما فقرروا الوقوف مع قريبهم . كنا وقتها صبية لم يكن لنا حق التصويت إلا ان عمنا عوض كان يوقظنا من النوم حوالي الواحدة صباحا أنا و ابن خالي فيصل نحمل معنا علبة البوهية و فرشاء نطوف علي المنازل التي تواجه الشوارع و نشرع في الكتابة علي الحيط ! انتخبو السيد فلان الرمز العنقريب و نرسم مجسم للعنقريب دون مراعاة ما يخلفه ذلك من تشويه للمنزل او وضع اي اعتبار لصاحبه . كنا نلزم نفسنا بالسكينة و التخفي كما يفعل الحرامي . اذكر اننا التقينا بمنسوبي الحزب الشيوعي وهم يمارسون نفس العمل و تم التنسيق بيننا و اقتسمنا الاماكن ! ما يميزهم عنا انهم يملأون الحايط بالخط العريض و يضيفون عبارات من شاكلة - اجعل من صوتك خنجرا في صدر الرجعية - حتي رمز مرشحهم الذي كان القطية يكون بحجم كبير جدا . كانت عملية تشويه كبيرة اكبر . بالرغم انه كان استحقاق لممارسة الديموقراطية التي كنا نتمني ان تستمر لعقود لتصبح جزء من ثقافتنا ، إلا انه بسبب عدم الممارسة نجد المقارنة بينها و بما يحدث في هذه البلاد بعيدة .
حكم العسكر المتكرر للبلاد جلب علينا ضررا كثيرا و اقعد البلاد و كان عائقا لتقدمها . الان مع هذه الحرب رغم كل فظاعتها لكن ما يدهشني اكثر و يزيد الطين بلة ان الحاميات التي يتم اسقاطها حسب عرض الصور للافتات مكتوب عليها اسم و رقم الفرقة تشاهد ان مبانيها داخل المدينة !!!! لهذا السبب دارت هذه الحرب اللعينة فوق رووس المدنين العزل ! .
سبق لي ان ذكر انني طيلة تواجدي في لندن و لاكثر من عقدين من الزمان لم اري ضابط جيش واحد يتجول في المدينة راجلا كان ام علي مركبة !! لماذا في عندنا توضع الفرق و الحاميات داخل المدن ؟
الي مني تنتهي هذه الحلقة الشريرة ؟ ديموقراطية لفترة قصيرة ثم انقلاب ومن بعده انتفاضة و هكذا .
الان احلم ان أشارك في انتخابات في بلدي السودان الديموقراطي إذا مد الله في الآجال .
نسأل الله ان يزيل البلاء و تنعم بلادنا بالسلام و الاستقرار و نبذ الكراهية فالسودان يسع الجميع ، ننعم بالديموقراطية و الحرية و العدالة و الوئام .

جعفر فضل

gafargadoura@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تيار الاستقلال الفلسطيني: ربما يكون ترامب جادا في إنهاء حرب غزة

شن الدكتور محمد أبو سمرة رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، هجوما حادا ضد حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن  قطاع غزة على مدى عامين أصبح الشاهد الأكبر على أكبر مأساة إنسانية عرفها التاريخ والعالم.

الكابينت الإسرائيلي يناقش إبرام صفقة جزئية ومؤقتة لوقف إطلاق النار بغزةإصابة 8 أشخاص بسبب انفجار بمصفاة نفط بتبريز الإيرانية

وأضاف الدكتور محمد أبو سمرة رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحياة اليوم"، عبر قناة "الحياة"، مع الإعلامية لبنى عسل، أنه كان من أهداف الحرب للعدو الصهيوني تقليل عدد سكان غزة، بقتل أكبر عدد من الفلسطينيين.

وتابع الدكتور محمد أبو سمرة رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، أنه ربما يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جادا في الوصول إلى هدنة أو إنهاء الحرب على غزة، باعتبار أنه لم يعد هناك أي أهداف لحكومة العدو ورئيسها المجرم الإرهابي بنيامين نتنياهو، لتتحقق.

وأشار الدكتور محمد أبو سمرة رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، إلى أن عدد شهداء قطاع غزة الفعلي يزيد عن 400 ألف شهيد بينما هناك مالا يقل عن 100 ألف مفقود، أي نصف مليون فلسطيني تعرضوا للقتل المتعمد.

طباعة شارك غزة تيار الاستقلال الاستقلال الفلسطيني

مقالات مشابهة

  • نزار مهيدات… حين يكون العلم خُلقًا، والإدارة التزامًا، والتصريح مسؤولية وطنية
  • هل يكون التمديد الأخير لقوات اليونيفيل في لبنان؟
  • مصدر رسمي: اعتراض الصواريخ اليمنية يكون خارج الأجواء الأردنية
  • حين يكون الزواج بناءً لا مظهرا
  • عندما يكون الإنسان أكثر وحشية من الآلة!
  • إعلام عبري: يجب ان يكون الدور على مصر بعد ايران
  • حمادة: لن يكون لهذا الشرق عصر أميركي-إسرائيلي مهما حاولوا
  • الاشتراكي: الحاجة لتغيير قانون الانتخاب يجب أن يكون تلبية لتطلعات اللبنانيين
  • تيار الاستقلال الفلسطيني: ربما يكون ترامب جادا في إنهاء حرب غزة
  • عن موعد إجراء الانتخابات البلدية والتحديات التي تواجهها... ماذا كشف وزير الداخلية؟