بدأ الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان عهدته الرئاسية بكلمة ألقاها من أمام ضريح المرشد الأعلى السابق روح الله الخميني؛ في خطوة يقول محللون إنها تهدف للحصول على دعم المرشد الحالي علي خامنئي من أجل المضي قدما في تحقيق وعوده الانتخابية التي ربما تواجه رفضا كبيرا من جانب البرلمان.

وفاز بزشكيان -وهو من الإصلاحيين- على منافسه المحافظ سعيد جليلي في جولة الإعادة التي أجريت أمس الجمعة، وقد تعهد خلال حملته الانتخابية بالعمل على إحياء الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة وإعادة النظر في مسائل مهمة من بينها مراقبة الإنترنت وطريقة ارتداء السيدات للحجاب، فضلا عن معالجة أزمات الاقتصاد الإيراني المتفاقمة.

وقال جليلي -الذي كان يتحدث وإلى جانبه وزير الخارجية السابق الذي أدار حملته الانتخابية محمد جواد ظريف وحسن الخميني (حفيد الخميني)- إنه "يعوّل على دعم القيادة العليا الحكيمة من أجل الخروج بإيران من أزماتها"، وذلك في إشارة إلى المرشد الأعلى.

عمل صعب

ووفقا لأستاذ الدراسات السياسية بجامعة طهران حامد موسوي، فإن حديث بزشكيان يعكس معرفته الجيدة بما ينتظره من عمل صعب، خصوصا في الوضع الاقتصادي السيئ والعقوبات القاسية التي تفرضها الولايات المتحدة على طهران.

وخلال مشاركته في النافذة الإخبارية التي تبثها الجزيرة من طهران، قال موسوي إن الرئيس الإصلاحي الجديد وعد بإعادة النظر في الرقابة على الإنترنت وطريقة ارتداء الحجاب، وهي أمور لن يوافق عليها البرلمان، برأيه.

كذلك وعد بزشكيان بالعودة للاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، وهو أمر أيضا لن يكون سهلا في حال عاد الرئيس السابق دونالد ترامب للحكم، ومن ثم فإن حصول الرئيس الجديد على دعم المرشد الأعلى سيكون حاسما من أجل المضي قدما في تحقيق هذه الوعود، كما يقول موسوي.

وفضلا عن ذلك، فإن أغلب أعضاء المجلس التشريعي (البرلمان)، وعلى رأسهم رئيس المجلس محمد باقر قاليباف، كانوا يدعمون المرشح الخاسر سعيد جليلي في مواجهة بزشكيان، ولذا سيمثلون عقبة أمامه في كثير من الأمور التي يحاول المضي قدما فيها وخصوصا الأسماء التي ستتولى الحقائب الوزارية، كما يقول موسوي.

ومن هذا المنطلق، فإن ذكر الرئيس الجديد لاسم المرشد الأعلى أكثر من مرة في كلمته الأولى بعد وصوله إلى الحكم يعني أنه يحاول بناء علاقة جيدة معه منذ اللحظة الأولى، برأي موسوي.

الرأي نفسه ذهب إليه مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز بقوله إن كلمة بزشكيان حملت كثيرا من الدلالات سواء من حيث تركيزها على ذكر المرشد الأعلى ووصفه بالقيادة الحكيمة، ومرورا بإلقائها من أمام ضريح مؤسس الجمهورية الإيرانية الحالية، ووصولا إلى حرصه على وجود حفيد هذا المؤسس إلى جواره في أول ظهور له بصفته رئيسا للبلاد.

ويرى فايز أن بزشكيان "حاول بهذه الأمور القول للإيرانيين إنه رئيس إصلاحي لكنه ينتمي إلى النظام الإيراني ككل"، مضيفا أن "وجود حفيد الخميني إلى جانبه يمنحه مظلة دينية ما، حتى لو كان هذا الحفيد معروفا بأنه من الإصلاحيين".

إلى جانب ذلك، فإن ظهور بزشكيان بهندام متواضع واستخدامه لغة بسيطة يعني أن الرجل يريد إيصال رسالة مفادها أنه واحد من الإيرانيين العاديين لكنه وصل إلى الرئاسة، كما يقول فايز الذي أشار أيضا إلى أن بزشكيان قال بوضوح إنه بحاجة لدعم المرشد الأعلى والناس والبرلمان أيضا من أجل عبور أزمة إيران.

عقبة البرلمان

ومع ذلك، فإن هذا الرجل الإصلاحي -والحديث لموسوي- سيواجه عقبات كبيرة في التعامل مع البرلمان ليس فقط المسائل الأساسية التي بنى عليها برنامجه الرئاسي (الاتفاق النووي- الحجاب- الرقابة على الإنترنت) بل أيضا في تسمية الوزراء.

وعلى سبيل المثال، فإن محاولة تسمية محمد جواد ظريف وزيرا للخارجية ربما لن يحظى بموافقة البرلمان أبدا، برأي موسوي.

ومن ثم -يضيف المتحدث نفسه- فإن بزشكيان ربما يكون بحاجة ليس فقط إلى دعم المرشد وإنما لفتح قنوات خلفية مع المجلس التشريعي لمعرفة الأسماء التي يمكن القبول بتوليها الوزراة قبل طرحها رسميا.

وخلص المتحدث إلى أن "الرئيس الجديد ربما سيكون عليه الاستعانة بالإصلاحيين في دائرة الرئاسة لأن تعيينهم بها لا يحتاج إلى موافقة البرلمان، مقابل الدفع بالأسماء الأكثر اعتدالا إلى الحكومة حتى يقبل بها البرلمان".

أما مدير مكتب الجزيرة في طهران فيرى أن البرلمان رغم الخلافات مع الرئيس الجديد فإنه يدرك جيدا أهمية التعاون معه في بعض الأمور التي من شأنها تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيران، مؤكدا أن هذا الأمر لا يصبّ في مصلحة بزشكيان فقط بل أيضا في مصلحة البرلمان والنظام الإيراني والدولة ككل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المرشد الأعلى الرئیس الجدید من أجل

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني: مستعدون دوماً لعمليات التفتيش النووي ولن نقبل بالغطرسة

أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، السبت، استعداد بلاده الدائم للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن عمليات التفتيش على منشآتها النووية، مؤكداً شفافية الأنشطة النووية الإيرانية.

وأشار خلال لقائه نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية كازاخستان، مراد نورتليو، إلى أن طهران لا تسعى لإنتاج سلاح نووي، وأن الادعاءات في هذا الشأن لا أساس لها.

وشدد بزشكيان على رفض بلاده لأي تنمر أو غطرسة تمس سيادتها، معتبراً أن حرمان الشعوب من التقنيات الحيوية في مجالات الصحة والزراعة أمر غير مقبول وغير عادل.

من جهته، أشاد الوزير الكازاخي بموقف إيران الشفاف، معرباً عن تفاؤله بالإصلاحات الحكومية التي تخدم تطور ورفاه الشعب الإيراني.

وتأتي تصريحات بزشكيان في ظل استمرار المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي، وسط تحذيرات أمريكية من مواصلة تخصيب اليورانيوم.

قاقل الرئيس 

مقالات مشابهة

  • ذكريات شخصية.. لماذا اختار زيزو القميص رقم 25 في الأهلي؟
  • البرلمان الإيراني: احتياطيات طهران من اليورانيوم المخصب لن ترسل إلى الخارج
  • الرئيس الإيراني: مستعدون دوماً لعمليات التفتيش النووي ولن نقبل بالغطرسة
  • ضيوف برنامج خادم الحرمين يقضون أول أيام التشريق وسط منظومة متكاملة من الخدمات والتقنيات المتطورة التي يسّرت أداء المناسك
  • الرئيس اليمني في خطاب للشعب بمناسبة عيد الأضحى : الدولة ملتزمة بتقديم حياة المدنيين ومصالحهم على الاستعراض الزائف بالقوة
  • ولي العهد يتلقى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الإيراني
  • الرئيس السيسي ونظيره الإيراني يتبادلان التهاني بعيد الأضحى المبارك
  • الرئيس السيسي ونظيره الإيراني يتبادلان التهاني بمناسبة عيد الأضحى
  • فضيحة رئاسية لتبون…الرئيس الرواندي يكذب النظام الجزائري حول سيادة المغرب على صحرائه(خطاب بول كاغامي)
  • المحليات وتداول المعلومات.. الجلاد يكشف عن أهم القوانين التي نحتاج إليها