في منتصف مايو(أيار) الماضي، أصدر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تحذيراً إلى حركة طالبان، قال فيه: "إن لم تحترموا اتفاقية إمدادات المياه الواردة من أفغانستان، فستواجهون العواقب".

تعتبر المياه التي تأتي من أطول نهر في أفغانستان ضرورية من أجل الزراعة

ورداً على تصريحات الرئيس الإيراني، قام مسؤول بارز لدى طالبان، بعرض هدية عليه بشكل يسخر من تصريحاته، وهي عبارة عن حاوية مياه سعتها 20 لتراً، وطلب منه التوقف عن إطلاق "الإنذارات المرعبة".

 وذكر تحقيق أعده ألطاف نجفي زاده ونشرته وكالة بلومبرغ للأنباء، أنه بعد مرور نحو أسبوع، اندلعت مناوشات على الحدود بين البلدين، أسفرت عن مقتل اثنين من أفراد قوات حرس الحدود الإيرانية، وأحد عناصر طالبان، وأرسلت طالبان الآلاف من عناصرها ومئات الانتحاريين إلى المنطقة، بحسب ما قاله مصدر مطلع على الأمر، يشير إلى أن الجماعة مستعدة للحرب.

Taliban leaders now find themselves sparring with neighbors as the realities of global warming hit home. The dispute with Iran over depleted water resources is further destabilizing an already volatile region. https://t.co/5ndOfar9DC

— Bloomberg (@business) August 7, 2023 أزمة مياه 

وبعد عقدين من القتال ضد الولايات المتحدة، يجد قادة طالبان أنفسهم حالياً في سجال مع جيرانهم، في الوقت الذي وصلت فيه تداعيات الاحتباس الحراري إلى بلادهم، حيث يتسبب النزاع القائم مع إيران بشأن الموارد المائية المستنفدة، في تفاقم حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة المضطربة بالفعل.

ويقول جريم سميث، وهو أحد كبار مستشاري الشؤون الأفغانية ضمن "مجموعة الأزمات الدولية"، وهي منظمة غير ربحية، إن "نقص المياه في حوض نهر هلمند هو نتيجة لتغير المناخ، في ظل ارتفاع درجة حرارة البلاد ومعاناتها من زيادات هائلة في هطول الأمطار، وما يليها من نوبات جفاف شديد.. لقد ارتفعت درجات الحرارة في البلاد بواقع 1.8 درجة مئوية منذ عام 1950".

وكانت إيران وقعت في عام 1973 اتفاقاً لتزويد أفغانستان بكمية محددة من المياه سنوياً، في ظروف مناخية "طبيعية"، من هلمند، وهو ممر مائي يمتد طوله لأكثر من 1000 كيلومتر، من جبال "هندو كوش" الأفغانية عبر البلاد، وصولاً إلى إيران.

وتعتبر المياه التي تأتي من أطول نهر في أفغانستان، ضرورية من أجل الزراعة، كما يستهلكها ملايين الأشخاص على جانبي الحدود، بحسب ما ورد في تقرير "بلومبرغ"، وتقول إيران إن طالبان خفضت إمدادات المياه منذ أن عادت إلى السلطة في أغسطس (آب) من عام 2021، ولم تلتزم بما يتوجب على الجانب الأفغاني من الصفقة.

تهديد إيراني

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قال في مؤتمر صحفي عقد الأسبوع الماضي، إن "الاتفاقات الأولية سارية مع حكومة طالبان بشأن حقوق إيران في المياه القادمة من هلمند"، من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.

وقال رئيسي، الذي يترأس إيران منذ صيف عام 2021، خلال زيارته إلى سيستان وبلوشستان (في جنوب شرق إيران)، وهو أفقر إقليم في البلاد، والأشد تضرراً بسبب نقص المياه: "خذوا كلامي على محمل الجد.. أحذر المسؤولين والحكام في أفغانستان أنهم يجب عليهم احترام حقوق المياه الخاصة بشعب سيستان".

ولم يرد المتحدثان باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد وبلال كريمي، على مكالمات ورسائل تطلب منهما التعليق، وكان مجاهد قال في مايو (أيار) الماضي، إن تصريحات رئيسي كانت غير لائقة ويمكن أن تضر بالعلاقات، فيما أكد وزير الخارجية أمير خان متقي، أن المسألة تأتي بسبب أزمة الجفاف فقط، وإن أفغانستان تحترم الاتفاق.

استعداد للحرب

ولكن على الرغم من الدعوة إلى ممارسة الدبلوماسية، استعدت طالبان للحرب.. فبالإضافة إلى إرسال الجنود والانتحاريين إلى المنطقة، يشمل انتشارها العسكري النادر أيضاً نشر المئات من المركبات العسكرية والأسلحة التي تركتها الولايات المتحدة، بحسب ما قاله المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموقف.

ومن جانبه، قال عمر صمد، وهو زميل بارز في مؤسسة "مجلس الأطلسي" البحثية التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، والمبعوث الأفغاني السابق إلى كندا وفرنسا: "يمكن للطرفين تقديم حجة لتبرير مواقفهما"، مشيراً إلى "حالة الأزمة التي طال أمدها" في أفغانستان، وإلى حاجة إيران للمياه في وقت الجفاف.

وأوضح أنه في حال لم يرغب أي من الطرفين في حل المسألة من خلال القنوات الدبلوماسية، فسيكون ذلك "غير منطقي من الناحية السياسية، وسيؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي في وقت لا يستطيع فيه أي من الطرفين تحمل الصراع".

وقال نواب إيرانيون في يونيو (حزيران) الماضي، إن "الوضع في سيستان وبلوشستان كارثي، لدرجة أنه من المحتمل حدوث كارثة إنسانية، في حال لم يحصل الأفراد على المياه"، بحسب ما ذكرته وسائل الإعلام المحلية.

وأفادت تقارير بفرار أكثر من 10 آلاف أسرة من عاصمة الإقليم خلال العام الماضي، كما تواجه ما لا يقل عن 300 بلدة ومدينة في إيران، إجهاداً مائياً حاداً في ظل ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

وانتقل نحو 20 مليون شخص إلى المدن بسبب شدة جفاف الأرض، ما يجعل من الصعب زراعتها، بحسب ما قاله أحد الأكاديميين.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إيران طالبان أفغانستان فی أفغانستان بحسب ما

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن الروسي يعلن رفع الحظر عن أنشطة حركة طالبان

أعلن مجلس الأمن الروسي رفع الحظر عن أنشطة حركة طالبان في البلاد حيث أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي  شويغو أن تعليق حظر حركة "طالبان" في روسيا سيساهم في تطوير الشراكة بين موسكو وكابول.

وكانت المحكمة العليا في روسيا في وقت لاحق أصدرت قرارا بتعليق الحظر المفروض على أنشطة حركة طالبان في البلاد ، مؤكدة أن القرار سيدخل حيز التنفيذ على الفور.


وقد شارك في الجلسة المغلقة ممثلون عن مكتب المدعي العام ووزارة العدل في روسيا  ومحامي يمثل مصالح حركة طالبان.

وكانت المحكمة الروسية العليا وافقت على التماس المدعي العام بتعليق الحظر المفروض على أنشطة حركة "طالبان" في روسيا.

وفي نهاية شهر ديسمبر 2024، وقع الرئيس الروسي بوتين قانونا ينص على إمكانية تعليق الحظر مؤقتا على أنشطة منظمات مدرجة في القائمة الموحدة للتنظيمات الإرهابية، ما يسمح بالتفاعل القانوني مع حركة طالبان في أفغانستان.

وبموجب القانون الذي وقعه الرئيس الروسي، فإن قرار تعليق الحظر على أنشطة منظمة إرهابية معترف بها يتخذه القضاء بناء على طلب من المدعي العام أو نائبه. 

طالبان تتلف 100 آلة موسيقية بينها طبول ودفوف وجيتارات ومكبرات صوتأفغانستان: طالبان تعتقل 14 شخصًا لعزف الموسيقى طباعة شارك مجلس الأمن الروسي حركة طالبان موسكو وكابول المحكمة العليا في روسيا وزارة العدل الروسية الرئيس الروسي بوتين

مقالات مشابهة

  • وول ستريت جورنال: إسرائيل تخشى العزلة بسبب محادثات ترامب مع إيران
  • خذوا عرض ترامب على محمل الجد.. السعودية توجه تحذيرا عاجلا إلى إيران
  • كومادير تدق ناقوس خطر تحديات قطاع الفلاحة بسبب أزمة المياه وصعوبات التمويل
  • أفغانستان.. طالبان تحرّم كرة قدم الطاولة والألعاب الإلكترونية
  • خسائر اقتصادية واستياء شعبي جراء أزمة الكهرباء في إيران
  • مجلس الأمن الروسي يعلن رفع الحظر عن أنشطة حركة طالبان
  • الأرصاد توجه تحذيرا للمواطنين بسبب الأمواج بالبحر الأحمر.. فيديو
  • مياه بني سويف: تطهير محطات المياه والصرف الصحي استعدادا لعيد الأضحى
  • بسبب الضربة المحتملة ضد إيران.. تحذير واضح من ترامب لنتنياهو
  • ألمانيا توجه انتقادات حادة لإسرائيل بسبب غارات غزة: «لن نتضامن بالإجبار»