الجديد برس:

أكدت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن الإدارة الإسرائيلية في الحرب هي “عجز لا ينتهي”، مشددةً على أن الحرب “تفتّت إسرائيل واقتصادها وقوات الاحتياط في الجيش، وتقوض تحقيق النصر كل يوم”.

وبعد 9 أشهر على الحرب في قطاع غزة، أقرت الصحيفة في مقال لمراسل الشمال والشؤون العسكرية فيها، آفي أشكنازي، بأن “إسرائيل خسرت المعركة في الساعة 6:28، صباح الـ7 من أكتوبر”، أي منذ اللحظات الأولى لاندلاع “طوفان الأقصى”.

أما طوال الأشهر الـ9 التي تلت ذلك اليوم، فكانت “إسرائيل تحاول النهوض من الضربة والانتصار في الحرب”، بحسب ما أضافت الصحيفة، التي أوضحت أن هذه المدة طويلة لهذا النوع من الحرب.

وفي السياق نفسه، شدّدت “معاريف” على أن الحرب الحالية في قطاع غزة “تتعارض مع العقيدة الأمنية الإسرائيلية”.

كذلك، قارنت الصحيفة ما بين أكتوبر 2023 وأكتوبر 1973، مؤكدةً أن الإخفاق الإسرائيلي العام الماضي في وجه المقاومة في قطاع غزة “كان أشد من ذلك في حرب تشرين، منذ نحو 5 عقود”.

وتابعت الصحيفة بأنه كان من المتوقع من “إسرائيل، التي كُويت بالماء المغلي في حرب مفاجئة ضد أقوى الجيوش في المنطقة، أن تكون في حالة تأهب ومنتبهةً في وجه حماس”.

وتساءلت “معاريف”: “كيف وصلنا إلى وضع تمكنت فيه حماس المردوعة من أن تهزم لعدة ساعات الجيش القوي والكبير والتكنولوجي، مع جهاز الاستخبارات الذي يؤدي دور البطولة في قائمة أفضل 10 جيوش في العالم؟”.

وفي هذا الإطار، لفتت الصحيفة إلى أن التحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي و”الشاباك”، والتي تم تقديمها إلى رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، تشير إلى “وجود قصور”.

كما شككت الصحيفة في إمكان إجراء تحقيق جدي بشأن إخفاق الـ7 من أكتوبر في ظل الحكومة الحالية.

وأوضحت أن “المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل، عملا في عمى تام في وجه حماس”، بينما كانت العقيدة المتبعة تجاهها في الجنوب “خاطئة”.

وأضافت أن “التسييس دخل إلى الجيش والمؤسسة الأمنية والعسكرية، وأثّر في عملية صنع القرار والخطوات الأمنية”، في وقت “اعتُبر الجيش غير مبالٍ وغير منتبه، وغير قادر على القتال”، على نحو أدى إلى أن تكون معركة احتواء حماس والمقاومة “غير منظمة وخارجةً عن السيطرة”.

ويُضاف ما قالته صحيفة “معاريف” في هذا المقال، إلى الأرقام التي أوردتها في صفحتها الأولى، وهي تؤكد أن “إسرائيل في جحيم، ولا تزال عالقةً عميقاً في مستنقع غزة”، بعد 9 أشهر على الحرب.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

محللون: غزة لن تتبخر وإسرائيل خسرت أمورا لا يمكن تعويضها

دفع الفلسطينيون في قطاع غزة أثمانا بشرية واقتصادية فادحة خلال الحرب الأخيرة، لكن ما دفعته إسرائيل من تماسكها الداخلي وصورتها العالمية لا يقل فداحة، بل ولا يمكنه تعويضه، كما يقول محللون.

فقد قتلت إسرائيل نحو 55 ألف مدني -أغلبيتهم من النساء والأطفال- خلال 600 يوم من الحرب، ودمرت القطاع بشكل شبه كامل تقريبا، لكنها لم تحقق أهدافها المتمثلة في إنهاء المقاومة واستعادة الأسرى وجعل غزة منزوعة السلاح، كما يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا.

ووفقا لما قاله حنا خلال برنامج "مسار الأحداث"، فقد فشلت إسرائيل في تحقيق المنجزات العسكرية إلى مكاسب سياسية، في حين خسرت صورتها الإستراتيجية عندما باغتتها المقاومة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفشلت في الحسم السريع، وتحولت من الردع العسكري إلى معاقبة المدنيين.

وإلى جانب ذلك، يقول حنا إن إسرائيل ذهبت إلى ساحة قتال أعدتها المقاومة مسبقا وحددت طريقة الحرب فيها، مضيفا أن تل أبيب غيرت تكتيكاتها أكثر من مرة لكن النتائج بقيت واحدة.

فشل سياسي وانقسام سياسي

ولعل هذا الفشل في استغلال النجاحات العسكرية سياسيا هو ما جعل الحرب سببا لانقسام داخلي إسرائيلي غير مسبوق بعدما كانت محط إجماع في بدايتها، كما يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية ساري عرابي.

إعلان

ولم يعد هذا الانقسام محصورا في جدوى مواصلة هذه الحرب، ولكنه تجاوزها إلى صراع على شكل إسرائيل التي يحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية جعلها بلدا دينيا مستبدا يطوف حول شخصه هو، وفق تعبير عرابي.

ولا يمكن لإسرائيل تجاوز تداعيات هذا الخلاف -برأي عرابي- لأنه خلاف على مستقبل إسرائيل التي أسسها آباء علمانيون كملاذ آمن لكل يهودي في العالم، وحددوا طريقة إدارة الصراع مع الفلسطينيين ومع العرب.

فعلى مدار تاريخها كانت هذه الدولة تقدم حياة اليهودي على أي مكسب، في حين نتنياهو واليمين المتطرف يقدمان ما يعتبرانها "أرض إسرائيل" على حياة اليهود، وبالتالي فهم يحاولون ضرب كل ما قامت عليه هذه الدولة، كما يقول عرابي.

وتكمن خطورة هذا الخلاف الإسرائيلي -برأي الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي- في أنه يضرب كيانا لا جذور له، ودائما ما تعامل مع الحروب بجدية لم تعد موجودة اليوم.

خسارة لا يمكن تعويضها

لذلك، يرى مكي أن غزة دفعت ثمنا بشريا واقتصاديا هائلا خلال هذه الحرب، لكنه يرى أيضا أن "إسرائيل هي الأخرى دفعت أثمانا سياسية واجتماعية باهظة بعدما تمرد عليها الأوروبيون، وأصحبت الولايات المتحدة تتعامل معها كعبء".

كما خسرت إسرائيل أيضا -والحديث لمكي- من خلال تجميد اتفاقات التطبيع لأجل غير مسمى، فضلا عن طلب المحكمة الجنائية الدولية توقيف نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.

ومع الاعتراف بأن لكل حرب أثمانها التي يجب دفعها -يضيف مكي- "سنجد أن المقاومة الفلسطينية حققت نجاحا سياسيا كبيرا خلال هذه المواجهة التي صمدت فيها 600 يوم، ووصلت إلى التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، في حين حزب الله اللبناني -الذي كان أقوى جماعة مسلحة في العالم- لم يصمد أكثر من شهرين أمام إسرائيل".

إعلان

لذلك، يعتقد الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات أن كلا الطرفين دفع ثمنا لهذه الحرب، وأن كليهما استفادا منها، لكنه يرى أن ما خسرته إسرائيل أخلاقيا لا يمكن تعويضه، خصوصا أنه دفع دولا إلى المطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين، في حين المقاومة ستفرض سرديتها لو خرجت من هذه المواجهة دون التخلي عن سلاحها.

وخلص مكي إلى أن أهل غزة "لن يتبخروا أبدا"، وأن العبرة بالمكاسب التاريخية وليست بالخسائر البشرية، مشيرا إلى أن حركة فتح -التي تحكم فلسطين اليوم- "اكتسبت شرعيتها بالمقاومة المسلحة التي جعلت الرئيس الراحل ياسر عرفات يتحدث أمام الأمم المتحدة".

مقالات مشابهة

  • “رويترز”: كبرى الشركات خسرت 34 مليار دولار بسبب حروب ترامب التجارية
  • “أكسيوس”: مقترح ويتكوف الجديد تم تنسيقه بالكامل مع “إسرائيل”
  • معاريف: رفع العلم الأميركي بسوريا إصبع في عين إسرائيل
  • للحرب وجوه كثيرة
  • ‏موقع "واللا" الإسرائيلي: الجيش يستعد لتوسيع نطاق الحرب لتشمل المدن الكبرى في قطاع غزة
  • محللون: غزة لن تتبخر وإسرائيل خسرت أمورا لا يمكن تعويضها
  • إشارات خاطفة رأيتها للتو في إسرائيل
  • أولمرت : “إسرائيل” ترتكب جرائم حرب في غزة
  • توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل
  • كيف يعزّز فشل إسرائيل العسكري في غزة من مكاسب حماس الاستراتيجية والدولية؟