في الثلاجة أم الغرفة؟.. أفضل مكان لتخزين الأدوية خلال الطقس الحار
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
مكان تخزين الدواء يتعلق بالحفاظ على المادة الفعالة به من التلف، إذ تتطلب شروط الحفاظ عليه درجة حرارة مناسبة توافق تلك المدونة على العبوة، ومع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف تكثر التساؤلات عن المكان الأنسب لتخزين الأدوية؛ نظرا لكونها مواد حساسة للحرارة، فهل تُفضل الأجواء الباردة داخل الثلاجة أم درجة حرارة الغرفة؟
التغير الكبير في درجات الحرارة يؤثر على الأدوية ويعرضها للتلف، بالإضافة إلى عزل الغرفة عن الهواء الخارجي بما يسبب تعرضه للرطوبة، وهو ما تحذر منه النشرات الداخلية بعبوات الأدوية، لذلك ينصح الصيدلي أحمد رضا خلال حديثه لـ«الوطن» بضرورة إبعاد الدواء عن ضوء الشمس والأماكن المعرضة للماء مثل الحمامات والمطابخ؛ إذ تعمل الحرارة الشديدة على إحداث تفاعلات بين المواد الكيميائية الداخلة في مكوناتها، ينتج عنها تلف الأدوية وقد تتحول إلى مواد سامة غير قابلة للاستخدام، كما ينعدم تأثير المادة الفعالة بها وهو ما يؤثر على الخصائص العلاجية للأدوية بصورة سلبية.
لا تزيد الحرارة المناسبة لتخزين الأدوية عن 25 درجة مئوية، لكن في فصل الصيف ترتفع حرارة الغرفة عن تلك الدرجة بما يهدد صلاحية الأدوية، وفي هذه الحالة يُفضل الاحتفاظ بها في الرف الأخير بالثلاجة لضمان وصول الهواء البارد لها بنسبة قليلة لا تغير من خصائصها، وفي بعض الأحيان يكون من الأفضل ترك الأدوية في الجو العادي للغرفة مثل المضادات الحيوية التي لا تناسبها الحرارة المنخفضة للثلاجة على عكس الأدوية السائلة وقطرات الأذن التي يفضل تخزينها في درجة حرارة أقل من 10 مئوية، مع ضرورة الانتباه بألا تبقى الأطعمة مكشوفة داخل الثلاجة لتجنب تسرب البكتيريا والروائح إلى الدواء بما يؤثر على المادة الفعالة له.
ربما عن طريق السهو يترك البعض دواءً على قطعة من أثاث المنزل في الليل وباليوم التالي يُتفاجئ بأن طالتها أشعة الشمس لمدة طويلة، الأمر الذي يثير المخاوف من فساد ذلك الدواء، وفيما يلي بعض العلامات التي تدل على عدم صلاحية الدواء نتيجة ارتفاع الحرارة، وفقا لما ذكره موقع «coolermed»:
1. تغير في رائحة الدواء.
2. تغير في لون أقراص الأدوية.
3. تراكم الرواسب أسفل العبوة في الأدوية السائلة.
4. التكتل والعفن في الأدوية التي تباع على شكل مساحيق، مثل الفوار.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تخزين الأدوية أدوية الصيف فصل الصيف ارتفاع درجات الحرارة درجة الحرارة الطقس الحار
إقرأ أيضاً:
اختصاصي طوارئ: ضرورة التكيف مع طقس العيد وتجنب الإنهاك الحراري
تزداد مخاطر التعرّض للإجهاد الحراري بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي قد تصل إلى 46 درجة مئوية في بعض المحافظات، مما يشكّل خطرًا صحيًا، خصوصًا على فئات معينة مثل كبار السن، والأطفال، وأصحاب الأمراض المزمنة.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور عبدالمجيد بن صالح القطيطي، اختصاصي طب طوارئ بمستشفى النهضة: إنه من الضروري اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنّب التعرّض لمضاعفات صحية خطيرة خلال فترة العيد، مشيرًا إلى أن عددًا من الولايات تشهد تزايدًا في حالات الإصابة بما يُسمى بالأمراض الحرارية الناتجة عن تأثر جسم المصاب بمستوى غير طبيعي من درجات الحرارة، التي يمكن تصنيفها بدرجات متفاوتة على «نطاق أو طيف»، أهونها هو انتفاخ الجلد بالسوائل المحتبسة (الوذمة) والطفح الجلدي، وأشدها ضربة الشمس، وتُسمى (ضربة الحر)، وتُعد من الأمراض القاتلة إن لم تُعالج.
وأكد الدكتور أن درجات الحرارة قد تصنع بيئة غير صالحة للعمل في أيام العيد أو الخروج في مثل هذه الأجواء، مما قد يسبّب عواقب عديدة، وتطرّق إلى بيئة سلطنة عمان، فرغم تكيّفنا معها يجعلنا أكثر تحمّلًا للحرارة، وما زلنا نصادف حالات أمراض حرارية كالإنهاك الحراري، وضربات الشمس التي تصل إلى الوفاة.
وأشار إلى أنه في الصيف، وخلال أقل من 10 دقائق فقط، تصل درجة الحرارة الداخلية للمركبة من غير تهوية إلى 60 درجة سيليزية، وهذا ما يجعل نسيان الأطفال في السيارات أمرًا خطيرًا جدًا، خاصة في الأعياد ومع انشغال الأهل بالزيارات، كما أن الجسم البشري يبدأ بالتعطّل، والخلايا بالموت متى ما ظل الإنسان في درجات حرارة فوق الـ40 درجة، ويكون موت الخلايا فوريًا متى ما وصلت درجة حرارة الجسم إلى أعلى من 49 درجة، وبحكم تكيّفنا مع درجات الحرارة العالية، فنحن لنا قدرة على تحمّلها إلى حد ما، لكن كلما زادت درجات الحرارة وطالت مدة البقاء في مكان حار جدًا، زادت نسبة حدوث هذه الأمراض.
وتناول الدكتور أسباب وأعراض الأمراض الحرارية، التي تنتج عندما يتعرّض الجسم لدرجات الحرارة العالية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة المحيطة، وعندما يفشل الجسم في تبريد نفسه بشكل كافٍ، فدرجة حرارة الجسم ترتفع بشكل مطّرد مع ارتفاع درجات الحرارة المحيطة، فالجسم بحاجة لأن يكون في نطاق درجة حرارة داخلية محددة، حوالي 36 إلى 38 درجة سيليزية، ومتى ما تخطى ذلك النطاق بشكل كبير، فإن وظائف الجسم وخلاياه تكون عرضة للفشل والموت كلما استمرت درجة الحرارة بالارتفاع أو طالت في ارتفاعها.
وأشار إلى أن أهم الخلايا التي تبدأ بالتعطّل هي خلايا الدماغ، التي تؤدي إلى التغير في الوعي وحدوث الهلوسات، كما أن خلايا القلب تتأثّر، مما يؤدي إلى حدوث فشل قلبي أو حتى ذبحة صدرية، وتأثر خلايا الكلى يسبّب ضعفًا وتكسّرًا في الخلايا العضلية، وما يتبعها من عواقب.
ويوضح القطيطي أنه في الدرجات العليا من طيف الأمراض الحرارية، يأتي الإنهاك الحراري على شكل شعور بالتعب والانزعاج، وخفقان القلب، وصداع، وعدم القدرة على التركيز، وتشنّجات عضلية، وجفاف، ومتى ما اشتدت الأعراض، ووصل الشخص إلى قمة طيف هذه الأمراض، يكون قد تعرّض لضربة شمس، وهي عبارة عن ارتفاع في درجة حرارة الجسم لأكثر من 40 درجة سيليزية، ويحدث معه تغيّر في وعي المريض، وقد يكون التغيّر في أشكال مختلفة كعدم معرفة المريض لنفسه والمكان المحيط به، والتصرّف بغرابة، والهلوسة، والعدوانية في التصرفات، ونوبات الصرع، أو حتى فقدان الوعي تمامًا.
ونوّه القطيطي إلى أن طرق العلاج تعتمد على قوة درجة الحرارة، فمتى ما تبيّن إصابة شخص بإنهاك حراري أو ضربة شمس، فيجب نقله فورًا من المكان الحار وتبريده، مشيرًا إلى أن هناك عدة طرق لتبريده، أكثرها شيوعًا التبخير، وهو رش المريض بماء بارد ونفخ هواء دافئ عليه بهدف تبخير الماء من على الجسد لتبريده، وبالإمكان غمس المريض في ماء بارد لتبريده، أما في الحالات الشديدة والمستعصية، فنقوم في المستشفيات بإدخال أنابيب في الصدر (فغر الصدر)، مع استخدام قسطرات شرجية ومثانية، وضخ ماء بارد عن طريقها بهدف تبريد الجسم داخليًا.
ودعا القطيطي إلى أهمية تجنّب التعرّض لدرجات حرارة مرتفعة ولمدة طويلة، كما وجّه ببعض النصائح التي يمكن من خلالها تجنّب مخاطر ارتفاع درجات الحرارة، وقضاء العيد بأمان وفي جو سعيد مع الأسرة والأصدقاء، منها شرب الكثير من السوائل، وارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة، والبقاء في أماكن باردة، وتجنّب الأنشطة البدنية الشاقة خلال ساعات الذروة، إلى جانب تأجيل الزيارات العائلية إلى الفترات المسائية.