تحت عنوان «كلمني»، عكف 10 طلاب بكلية الذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ على تنفيذ مشروع تخرّجهم لهذا العام، لتصميم أول تطبيق مصري من نوعه يساعد الصم والبكم على التواصل مع الآخرين بكل سهولة، من خلال «أبليكشن» يجمع بين أربعة أجزاء رئيسية، ويعكس الإبداع والابتكار في استخدام التكنولوجيا لخدمة المجتمع.

تطبيق «كلمني» يحول لغة الإشارة إلى نص وصوت

يحكي محمد العتربي، أحد طلاب المشروع عن الفكرة، قائلاً: «الفكرة جاءت لنا مع بداية العام الدراسي من السنة الأخيرة بكلية الذكاء الاصطناعي لتنفيذها وتناقشت في الفكرة مع زملائي، وبالفعل بدأنا تنفيذ المشروع على مدار العام الدراسي».

يعمل تطبيق «كلمني» على التحويل من لغة الإشارة إلى نص وصوت، حسب «العتربي»: «يتعرف التطبيق على الحركات وتحويلها إلى نصوص عربية مقروءة، وذلك من خلال تطبيق بعض خوارزميات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تحويل هذه النصوص إلى صوت مسموع، كما يحول من اللغة العربية إلى لغة الإشارة، بواسطة شخصية ثلاثية الأبعاد، مصمّمة بطرق تجعل التعلم ممتعاً وفعّالاً».

مكونات تطبيق «كلمني»

يشمل التطبيق جزءاً تعليمياً وفقاً لما ذكرته مريم توفيق، إحدى طالبات المشروع: «يتكون من قسمين، الأول (شاهد) ويحتوي على مجموعة من الفيديوهات التعليمية التي جرى إنشاؤها بواسطة الشخصية ثلاثية الأبعاد، تشرح كيفية أداء الإشارات المختلفة بطريقة واضحة ومبسّطة، والقسم الثاني (جرب) يتيح للمستخدمين فتح الكاميرا الخاصة بهم، ومحاولة تقليد الحركات التي شاهدوها في قسم شاهد».

وأوضح عبدالله الحداد، أحد طلاب المشروع، أنّ تطبيق «كلمني» يحتوى على قاموس للجمل الدارجة، الأكثر استخداماً في مجتمع الصم والبكم، تم عملها باستخدام الـ3D character بحيث تكون مرجعاً، فبدلاً من كتابة الجملة، يقوم المستخدم باختيار الجملة التي يريدها ويضغط على زر تشغيل، وسيظهر له فيديو مسجل للشخصية ثلاثية الأبعاد، وهى تقوم بهذه الجملة».

رئيس جامعة كفر الشيخ يشيد بفكرة تطبيق «كلمني»

لاقى مشروع التخرُّج إشادات كبيرة من قيادات الجامعة، وعلى رأسها الدكتور عبدالرازق دسوقي، رئيس جامعة كفر الشيخ، الذى عبّر عن سعادته بفكرة تطبيق «كلمني» الذي نفذه طلاب كلية الذكاء الاصطناعي لهذا العام، مما يعود بالنفع على البشرية، مشيراً إلى أنّ كلية الذكاء الاصطناعي تعمل على تحقيق مكانة دولية متميزة في مجالها، لتواكب التطور السريع في هذا المجال، وتؤهل لوظائف المستقبل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جامعة كفر الشيخ كلية الذكاء الاصطناعي مشروع تخرج الذكاء الاصطناعي مشروعات تخرج الذکاء الاصطناعی لغة الإشارة

إقرأ أيضاً:

هل يوجد الذكاء الاصطناعي جيلا مسلوب المهارات؟

منذ أن دخل الذكاء الاصطناعي أجهزة الطلبة، ارتفع الاعتماد عليه في شتى مجالات الحياة، وأصبح يخترق أجهزة الطلبة والأكاديميين والعامة، فقد أشار تقرير الوظائف الصادر في مايو من العام الفائت إلى حاجة ماسة لإعادة تشكيل المهارات والقدرات التي تراجعت بنسبة كبيرة عند الناس بسبب اعتمادهم على تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يكشف ضرورة ملحة لإعادة تشكيل وتطوير المهارات بما يخدم الإنسان ومجتمعه.

يكرر أغلب الطلبة الضغوطات والصعوبات الدراسية كمبررات لاستعمال هذه التقنيات، لأنهم ينتقلون من نظام تعليمي إلى نظام مختلف من حيث المناهج وطرق المذاكرة والاحتياج إلى مهارات مختلفة في البحث والتفكير واستيعاب المادة العلمية فيلجأ الكثير منهم للذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في إنجاز الأعمال وتوليد الأفكار، على الجانب الأخر يعتمد الخريجون على الذكاء الاصطناعي بسبب الضغط الدراسي الهائل بحكم ضيق الوقت لديهم ويباشرون من تلك اللحظة فقدان بعض مهاراتهم قبل إقبالهم على الحياة خارج الجامعة سواء الحياة الوظيفية أو العامة.

لقد اجتاحت نماذج الذكاء الاصطناعي حياة الطلبة، وأصبحوا يعتمدون عليها في كثير من جوانب حياتهم، فهي قادرة على توفير إجابات للتساؤلات التي تخطر في أذهانهم، وعلى صعيد آخر تتيح هذه المنصات إمكانية كتابة المقالات وترجمتها وتلخيصها، وغيرها من الإمكانيات التي تخدم الطلبة في مقاعد الدراسة، كما أن المناهج الدراسية الثقيلة وكثرة المواد والاختبارات تسبب ضغطًا كبيرًا، فيلجؤون لهذه التقنيات لتحقيق درجات عالية أو إنجاز أعمالهم على أقل تقدير، وفي سؤالي لمجموعة من طلبة الجامعة عن دوافع استعمال الذكاء الاصطناعي قالوا: لتوفير الوقت والجهد فهو يقدّم نتائج سريعة ومباشرة، يطرح ذلك إشكالاً في مدى رغبة الناس في بذل جهد للتعلم والبحث وتخصيص الوقت لذلك؟

يعتمد الطلاب على الذكاء الاصطناعي لإنجاز المهام دون بذل الجهد الكافي لفهمها ولها تأثير على المهارات الأساسية فتقلّ القدرة على البحث وتحليل المعلومات عند الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، وإذا اعتمد الطلاب فقط على الذكاء الاصطناعي لإيجاد الحلول، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل قدرة الطالب على التفكير المستقل والتفكير النقدي، ويحث المختصون على منع استخدام الذكاء الاصطناعي في بعض المجالات التي تحرم المستخدمين من فرص تطوير القدرات المعرفية والاجتماعية.

أصبح تحسين المهارات والتعلم لدى الطلبة أكثر أهمية اليوم، مثل تلك المهارات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تطويرها كالتفكير التحليلي والتعاطف والاستماع النشط والقيادة والتأثير الاجتماعي، إن اكتساب المعلمين المهارات اللازمة لدمج الذكاء الاصطناعي في أساليب التدريس الخاصة بهم بشكل فعال عمل لا بد من القيام به، ويتطلب سد هذه الفجوة برامج تطوير مهني شاملة لضمان راحة المعلمين وكفاءتهم في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع متطلبات العصر دون التأثير السلبي على مهارات الجيل القادم.

يستعمل الطلبة الذكاء الاصطناعي إذا ما تبادر أي سؤال في ذهنهم وهذا يقلص من الاستعانة بالكتب العلمية الموثقة وأخذ المعلومة منها، وأشار مجموعة من طلبة الطب إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي في كثير من الأحيان تقدم معلومات خاطئة خاصة في الأسئلة الطبية الدقيقة أو العلمية بشكل عام، وينصح المختصون بضرورة الموازنة بين التقنية والكتب من خلال توعية الطلبة بضرورة البحث عن المعلومات من الكتب الموثّقة وخاصة المعلومات العلمية والثقافية والتاريخية. لابد أن تكون هذه التقنيات أدوات مساعدة فهي لا تؤدي دور الباحث أبدا، بالإضافة أن النتائج التي تقدمها قد تظهر تحيزات سياسة أو أخطاء علمية لأنها مبرمجة وفق أنظمة معينة.

من جهة أخرى، يحذر المختصون من اعتماد الطلاب الشديد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لأنه ينتج عنها قلة المشاركة في الأنشطة البدنية والمهارية والعائلية، وزيادة الشعور بالعزلة والانطواء والإفراط في استخدام هذه الأدوات قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية وضعف مهارات التواصل البشري، فمثلا تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تقليل الوقت الذي يقضيه المعلم مع الطلاب، مما يؤثر على العلاقة التعليمية، ويعتاد الطلاب على التفاعل مع الأنظمة الذكية بدلاً من المعلمين البشر، مما يضعف مهاراتهم في التواصل البشري.

يحتاج العالم اليوم إلى طاقات شبابية مزودة بالمهارات والمعارف وهي ضرورة ملحة تفرضها التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم في مختلف المجالات. والشباب هم القوة الدافعة وراء الابتكار والإبداع والآلة ليست سوى وسيلة مساعدة تخدم الشباب في سبيل التغيير الإيجابي.

مقالات مشابهة

  • تعليم نماذج الذكاء الاصطناعي ما لا تعرفه
  • نقابات العمال الأمريكية تبدأ معركتها ضد الذكاء الاصطناعي
  • احذر فخ الذكاء الاصطناعي: مشهد وهمي بتقنية Veo 3 يثير الجدل
  • هل يوجد الذكاء الاصطناعي جيلا مسلوب المهارات؟
  • كيف استخدمت السعودية الذكاء الاصطناعي في إدارة موسم الحج؟
  • مدعوم بالذكاء الاصطناعي .. كيفية الاستفادة من تطبيق جوجل NotebookLM
  • رادار الذكاء الاصطناعي يرعب السائقين في تركيا
  • موقع بريطاني: مطار بنغازي الجديد يحول ليبيا لمركز إقليمي ويربط بين إفريقيا وأوروبا
  • كيف غيّر الذكاء الاصطناعي حياة المكفوفين في جامعة باريس؟
  • مايكروسوفت تستغني عن مئات الموظفين للاستثمار في الذكاء الاصطناعي