شانشي ـ "العمانية": أثناء أعمال التنقيب في مقاطعة شانشي الصينية، كشف علماء الآثار النقاب عن جوهرة فنية من عهد أسرة تانغ (618-907 م) وهي عبارة عن مقبرة مزخرفة تعود إلى القرن الثامن الميلادي.

ويقع القبر في مدينة تاييوان، في موقع خاضع للتنقيب منذ عام 2018 من قبل علماء معهد الآثار بمقاطعة شانشي. وبمجرد اكتشافه، أثار روعة جدارياته الملونة وزخارفه الفنية اهتمام علماء الآثار ومحبي التاريخ على حدٍ سواء.

تتميز جدران الغرفة الرئيسة بسلسلة من اللوحات الجدارية التي تُصوّر مشاهد من الحياة اليومية في عهد أسرة تانغ. وتُظهر هذه اللوحات بألوانها الزاهية وتفاصيلها الدقيقة أشخاصًا يمارسون أعمالهم اليومية في الريف، بما في ذلك دحرجة الحبوب، وطحن الدقيق، وصنع الخبز، وجلب الماء، وغسل الملابس. وتُقدم هذه المشاهد لمحة رائعة عن حياة الناس العاديين في ذلك الوقت، وتُتيح فهمًا واضحًا لثقافتهم وتقاليدهم.

ولعلّ من أكثر العناصر تميزًا في هذه اللوحات الجدارية هي صور الحيوانات، بما في ذلك التنانين، والطيور، والجمال؛ إذ لم تكن هذه الحيوانات موجودة في الصين فقط، بل كانت تُستخدم أيضًا كرموز ذات دلالات ثقافية عميقة. فالتنين، على سبيل المثال، يُمثل القوة والحظ السعيد، بينما يُجسّد طائر الفينيق الجمال والازدهار.

يُعتقد علماء الآثار أن أسلوب هذه اللوحات الجدارية مشابه للوحات الموجودة في قبر وانغ شنزي، مؤسس دولة مين (909-945). ويشير هذا التشابه إلى أن الفنان أو ورشة العمل نفسها قد تكون قد رسمت كلا القبرين، مما يُقدم أدلة قيّمة حول الروابط الفنية والثقافية بين الحقبتين. وقد كشفت أعمال التنقيب عن غرفة دفن رئيسة مزيّنة بسقف مخروطي الشكل، بالإضافة إلى ممر وبوابة مزيّنة برسومات نباتية. وتكمن أهمية اكتشاف هذا القبر المزخرف في أنه يُقدم لمحة فريدة عن الفن والعمارة في عهد أسرة تانغ، ويُساعد على فهم ثقافة ذلك العصر بشكل أفضل. كما يُقدم أدلة قيّمة حول الروابط بين مختلف المناطق في الصين خلال تلك الفترة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: عهد أسرة

إقرأ أيضاً:

علماء يكشفون حقيقة مرض بطانة الرحم المهاجرة

وجد علماء في جامعة كاليفورنيا، أن بطانة الرحم المهاجرة وهو مرض مزمن مؤلم يصيب 10 بالمئة من النساء، غالبا ما يحدث بالتزامن مع أمراض مثل السرطان، وداء كرون، والصداع النصفي، بحسب تقرير في موقع ميديكال إكسبرس.

ويمكن أن يحسن هذا البحث كيفية تشخيص بطانة الرحم المهاجرة، وفي نهاية المطاف، كيفية علاجها. كما أنه يرسم صورة أوضح حتى الآن لحالة غامضة بقدر ما هي شائعة.

واستخدمت الدراسة، التي نشرت في مجلة Cell Reports Medicine، أساليب حسابية طورت في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، لتحليل سجلات المرضى مجهولي الهوية، التي جمعت في ستة مراكز صحية تابعة لجامعة كاليفورنيا.

وقالت الدكتورة مارينا سيروتا، المديرة المؤقتة لمعهد باكار لعلوم الصحة الحاسوبية (BCHSI) في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، وأستاذة طب الأطفال، والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "لدينا الآن الأدوات والبيانات اللازمة لإحداث فرق إيجابي في حياة العدد الهائل من السكان الذين يعانون من مرض بطانة الرحم المهاجرة.. نأمل أن يحدث هذا تغييرا جذريا في كيفية تعاملنا مع هذا الاضطراب".

ويحدث مرض بطانة الرحم المهاجرة، المعروف أيضا باسم "الانتباذ البطاني الرحمي"، عندما تنتشر بطانة الرحم، وهي النسيج الغني بالدم الذي ينمو في الرحم قبل أن يطرد كل شهر أثناء الدورة الشهرية، إلى أعضاء أخرى مجاورة. ويسبب ألما مزمنا وعقما. وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 200 مليون امرأة حول العالم يعانين منه.

وقالت الدكتورة ليندا جوديس، الحاصلة على دكتوراه وماجستير في العلوم، وهي طبيبة وعالمة في قسم التوليد وأمراض النساء وعلوم الإنجاب في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، والمؤلفة المشاركة للدراسة: "بطانة الرحم المهاجرة مرض منهك للغاية".

وأضافت: "يؤثر هذا المرض على حياة المريضات تأثيرا بالغا، بدءا من علاقاتهن الشخصية ووصولا إلى قدرتهن على العمل وتكوين أسرة والحفاظ على صحتهن النفسية".

يعد إجراء الجراحة للكشف عن أنسجة بطانة الرحم خارج الرحم هو المعيار الأمثل لتشخيص هذا المرض، ويعالج بشكل رئيسي بالهرمونات لتثبيط الدورة الشهرية، أو الجراحة لإزالة الأنسجة الزائدة.

ولكن لا يستجيب الجميع للعلاج الهرموني، الذي قد يسبب آثارا جانبية منهكة. حتى بعد الجراحة، قد تتفاقم الحالة. يعد استئصال الرحم إجراء أخيرا يخصص عادة للنساء الأكبر سنا؛ لكن بعض النساء يستمررن في الشعور بالألم حتى بعد استئصال الرحم.



وتعاونت جوديس مع سيروتا للاستفادة من بيانات المرضى مجهولي الهوية في نظام الرعاية الصحية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو في مجال بطانة الرحم، والتي قد تختلف اختلافا كبيرا من مريضة إلى أخرى. جوديس وسيروتا باحثتان رئيسيتان في مركز جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وجامعة ستانفورد لبطانة الرحم للاكتشاف والابتكار والتدريب والمشاركة المجتمعية (ENACT).

وقالت سيروتا: "هذه البيانات غير منظمة؛ لم تجمع لأغراض بحثية، بل لغرض إنساني حقيقي، وهو مساعدة النساء المحتاجات للرعاية".

وأضافت: "أتيحت لنا فرصة نادرة لتقييم دقيق لكيفية ظهور الانتباذ البطاني الرحمي لدى مرضى جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، ثم سألنا عما إذا كانت هذه الملاحظات تنطبق على المرضى الذين خضعوا للفحص في مراكز جامعة كاليفورنيا الصحية الأخرى".

وباستخدام خوارزميات طورت لهذه المهمة، بحث عمير خان، طالب دراسات عليا في المعلوماتية الحيوية في مختبر سيروتا والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية، عن روابط تربط بطانة الرحم المهاجرة ببقية التاريخ الصحي لكل مريضة.

وقارن خان بين مريضات بطانة الرحم المهاجرة وغير المصابات به، وصنف المريضات المصابات به إلى مجموعات بناء على التاريخ الصحي المشترك. ثم قارن نتائجه من بيانات جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، ببقية البيانات الصحية لجامعة كاليفورنيا لمعرفة ما إذا كانت مشابهة في جميع أنحاء كاليفورنيا.

وقال خان: "وجدنا أكثر من 600 علاقة بين بطانة الرحم المهاجرة وأمراض أخرى". تراوحت هذه النتائج بين ما كنا نعرفه أو نشتبه به، مثل العقم وأمراض المناعة الذاتية وحموضة المعدة، وأخرى غير متوقعة، مثل بعض أنواع السرطان والربو وأمراض العين.

أصيب بعض المرضى بالصداع النصفي، مما يعزز الدراسات السابقة التي تشير إلى أن أدوية الصداع النصفي قد تساعد في علاج بطانة الرحم المهاجرة.

وصرحت الدكتورة توميكو أوسكوتسكي، الباحثة في ENACT والأستاذة المشاركة في كلية UCSF BCHSI  والمؤلفة المشاركة في البحث: "في الماضي، كانت دراسات كهذه شبه مستحيلة". وأضافت: "لم يمضِ سوى 12 عاما على توفر السجلات الصحية الإلكترونية غير محددة الهوية بهذا الحجم".

تدعم الدراسة الفهم المتزايد لبطانة الرحم المهاجرة كاضطراب "متعدد الأجهزة" - وهو مرض ينشأ عن خلل في جميع أنحاء الجسم.

وقالت جوديس: "هذا هو نوع البيانات التي نحتاجها لإحداث تغيير جذري، وهو ما لم يحدث منذ عقود. لقد أصبحنا نقترب أخيرا من التشخيص السريع، ونأمل في نهاية المطاف أن نتمكن من إيجاد علاج مصمم خصيصا لملايين النساء اللاتي يعانين من مرض بطانة الرحم المهاجرة".

مقالات مشابهة

  • علماء يكشفون حقيقة مرض بطانة الرحم المهاجرة
  • متحف آثار السلط.. توثيق الحياة اليومية والثقافة المعمارية والاجتماعية
  • رفع عدادات الكهرباء القديمة من الشقق في 10 حالات.. هل أنت منهم؟
  • «لم يعلم أنها ستكون الأخيرة».. صور توثق آخر ظهور لـ لطفي لبيب
  • “هذه أسماؤهم”.. واشنطن بوست توثق أسماء أكثر من 18,500 طفل استُشهدوا في غزة
  • «طيران الإمارات» تطلق رحلتها اليومية إلى هانغتشو الصينية
  • فيديوهات توثق نجاة جنود إسرائيليين من الأسر في غزة يوم أمس
  • اكتشاف فصيلة دم جديدة غير مسجلة لدى امرأة هندية
  • طرح مزاد اللوحات المميزة اليوم عبر أبشر
  • المرور: طرح مزاد اللوحات الإلكتروني غدًا الأربعاء