تركوا جثثهم في الشوارع .. جنود بجيش الاحتلال: «قتلنا فلسطينيين لشعورنا بالملل»
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اعترف أفراد من الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على الفلسطينيين دون قيود، وبدافع «الملل»، وتركوا جثثهم في الشوارع، وسط غياب شبه كامل لضوابط إطلاق النار في الحرب على قطاع غزة المحاصر.
وذكرت مجلة «تل أبيب +972» إن الجنود «مصرح لهم بفتح النار على الفلسطينيين حسب الرغبة تقريباً، بمن في ذلك المدنيون».
وكشفت مصادر من جيش الاحتلال، عن قيام الجنود الإسرائيليين بقتل المدنيين بشكل «روتيني» لمجرد أنهم دخلوا منطقة وصفها الجيش بأنها «محظورة».
وقال أحد الجنود الذي جرى تعريفه باسم «ب»، الذي قاتل مع القوات النظامية في غزة لعدة أشهر: «كانت هناك حرية عمل كاملة»، بما في ذلك في مركز قيادة كتيبته. وتابع الجندي: «إذا كان هناك (حتى) شعور بالتهديد، فلا داعي للشرح، ما عليك سوى إطلاق النار».
ويقول الجندي «ب»: «عندما يرى الجنود شخصاً يقترب (يجوز إطلاق النار على مركز كتلته (جسده)، وليس في الهواء)»، مضيفاً «يجوز إطلاق النار على الجميع، فتاة صغيرة وامرأة عجوز».
وقال يوفال غرين، وهو جندي احتياطي يبلغ من العمر 26 عاماً من القدس، وقاتل بصفته جزءاً من «لواء 55 مظليين» في نوفمبر وديسمبر من العام الماضي، والجندي الوحيد الذي تمت مقابلته، والذي كان على استعداد للتعريف باسمه، إنه: «لم تكن هناك قيود على الذخيرة، كان الناس يطلقون النار فقط لتخفيف الملل».
وقال الجندي الاحتياطي «س»، الذي قاتل في شمال غزة: «الناس يريدون تجربة الحدث (بالكامل). أنا شخصياً أطلقت بضع رصاصات دون سبب، في البحر أو على الرصيف أو في مبنى مهجور، لقد أبلغوا عن الأمر على أنه (نار عادية)، وهو الاسم الرمزي لعبارة (أشعر بالملل، لذا أطلق النار)».
وقال «م»، وهو جندي احتياطي قاتل في قطاع غزة، إنه عندما لا تكون هناك قوات إسرائيلية أخرى في المنطقة، فإن «إطلاق النار غير مقيد للغاية، مثل الجنون. وليس فقط الأسلحة الصغيرة: المدافع الرشاشة والدبابات ومدافع الهاون».
في حين أن إطلاق النار على «المستشفيات والعيادات والمدارس والمؤسسات الدينية، (و) مباني المنظمات الدولية» يتطلب تصريحاً أعلى، قال الجندي «أ»، وهو ضابط تحدث للمجلة الإسرائيلية: «عملياً، يمكنني الاعتماد على الحالات التي قيل لنا فيها ألا نفعل ذلك لإطلاق النار. حتى مع الأشياء الحساسة مثل المدارس، تبدو (الموافقة) كأنها مجرد إجراء شكلي».
وقال الجندي «أ»: «كانت الروح السائدة في غرفة العمليات هي: أطلقوا النار أولاً، واطرحوا الأسئلة لاحقاً. كان هذا هو الإجماع... لن يذرف أحد دمعة إذا قمنا بتسوية منزل بالأرض عندما لا تكون هناك حاجة لذلك، أو إذا أطلقنا النار على شخص ما».
وقالت الشهادات للمجلة الإسرائيلية إن جثث المدنيين تركت على طول الطرق، والأرض المكشوفة، لتتحلل أو تأكلها الحيوانات الضالة، مشيرة إلى أن الجنود في الجيش الإسرائيلي يخفونها فقط قبل وصول قوافل المساعدات الدولية.
وقال الجندي الاحتياطي «س»: «كانت المنطقة بأكملها مليئة بالجثث. هناك أيضاً كلاب وأبقار وخيول نجت من القصف، وليس لديها مكان تذهب إليه. لا يمكننا إطعامها، ولا نريدها أن تقترب كثيراً أيضاً؛ لذلك، أحياناً ترى كلاباً تتجول بأجزاء متعفنة من جسدها. هناك رائحة موت مروعة»، وقال الجندي: «إنه قبل وصول القوافل الإنسانية، تجري إزالة الجثث».
وتابع الجندي «س»: «تنزل جرافة من طراز (دي -9)، ومعها دبابة، وتقوم بتطهير المنطقة من الجثث، وتدفنها تحت الأنقاض، وتقلبها جانباً حتى لا تراها القوافل»، مشيرًا إلى أن «هناك وفيات أكثر مما يجري الإبلاغ عنه».
وتابع الجندي الاحتياطي: «كنا في منطقة صغيرة. كل يوم، يُقتل ما لا يقل عن واحد أو اثنين من (المدنيين) لأنهم كانوا يسيرون في منطقة محظورة، لا أعرف من هو إرهابي ومن ليس كذلك، لكن معظمهم لم يحملوا أسلحة».
ووفق التقرير، فمن بين 324 جندياً إسرائيلياً قتلوا في غزة، قُتل 28 جندياً على الأقل بنيران صديقة، وأفادت الشهادات بأن إطلاق النار غير المحدود كان مسؤولاً جزئياً عن العدد الكبير من الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا بنيران صديقة في الأشهر الأخيرة.
وشهد الجندي غرين بأن قواعد الاشتباك أظهرت «لامبالاة عميقة» بمصير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
ووفق الشهادات، فإن قواعد إطلاق النار لم تتغير حتى بعد أن قتل جنود إسرائيليون في الشجاعية 3 أسرى كانوا يلوحون بأعلام بيضاء في ديسمبر معتقدين أنهم فلسطينيون.
ويتذكر الجندي «ب»: «بالنسبة للرهائن، لم تكن لدينا توجيهات محددة».
قال غرين: «لقد سمعت تصريحات (من جنود آخرين) مفادها أن الرهائن ماتوا، وليس أمامهم أي فرصة، ويجب التخلي عنهم»، مضيفاً: «(هذا) أزعجني أكثر... إنهم ظلوا يقولون (نحن هنا من أجل الرهائن)، ولكن من الواضح أن الحرب تلحق الضرر بالرهائن، كانت هذه فكرتي حينها؛ واليوم تبين أن هذا صحيح».
كما أظهر التقرير أن هناك سياسة ممنهجة لإحراق منازل الفلسطينيين بعد احتلالها، وعندما احتل الجنود المنازل، شهد جرين أن السياسة كانت «إذا تحركت، عليك أن تحرق المنزل».
وأكد الجندي «ب»: «قبل أن تغادر، قم بإحراق المنزل - كل منزل»، «وهذا مدعوم على مستوى قائد الكتيبة، هذا حتى لا يتمكن (الفلسطينيون) من العودة، وإذا تركنا وراءنا أي ذخيرة أو طعام، فلن يتمكن الإرهابيون من استخدامها».
وقال غرين إن الدمار الذي خلّفه الجيش الإسرائيلي في غزة «لا يمكن تصوره»، مشيراً إلى أن الجنود ينهبون أيضاً منازل الفلسطينيين، وأردف: «كثير من الجنود (عاملوا المنازل مثل متجر للهدايا التذكارية، ونهبوا كل ما لم يتمكن سكانها الفلسطينيون من أخذه معهم)».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين الشوارع جيش الاحتلال إطلاق النار على وقال الجندی فی غزة
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: مشاهد يومك قد تقودك إلى الجنة أو النار.. وفرغ قلبك لله وقت العبادة
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الإنسان يمر يوميًا بعشرات المشاهد والصور في الطريق، مشيرًا إلى أن كل مشهد منها قد يكون سببًا لدخوله الجنة أو النار، مستشهدًا بقول النبي محمد ﷺ: "كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها".
وخلال حديثه في برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "dmc" مساء الخميس، أوضح الجندي أن على الإنسان أن يتأمل في كل ما يشاهده في يومه ويسأل نفسه: "هل هذا المشهد يدخلك الجنة أم يقودك إلى النار؟"، مؤكدًا أن الحياة مليئة بالمواقف التي قد تكون طريقًا للخير أو الشر، والقرار بيد الإنسان وحده.
وفي معرض حديثه عن "التفرغ للعبادة"، قدّم الجندي تشبيهًا بليغًا، قائلًا: "القلب مثل كوب ممتلئ بالأرز، لا يمكن ملؤه بالسكر إلا بعد إفراغه"، وأضاف: "فضّ قلبك مما سوى الله حتى يملأه الله لك سكينة وراحة".
وشدد على ضرورة الدخول في العبادة بقلب خالٍ من الانشغالات الدنيوية، مستشهدًا بقوله تعالى: "فإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب"، مؤكدًا أن الانشغال أثناء الصلاة بالمشاكل أو الشئون المادية يفقد الإنسان روح العبادة.
وتابع الجندي: "ما ينفعش تصلي وإنت بتفكر في الشيك أو المصاريف أو المشاكل. ربنا قال: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، يعني وقت العبادة تفرغ لها بالكامل".
واختتم الجندي حديثه باستحضار مقولة للإمام ابن القيم رحمه الله: "كفى بالمرء عارًا أن يقف بين يدي الله بجوارحه، أما قلبه فقد انصرف عن سيده"، داعيًا إلى الحضور القلبي الكامل في الصلاة والتوجه الخالص إلى الله سبحانه وتعالى.