الشيخ خالد الجندي: مساعدة الناس عبادة.. والدنيا ثمَن للآخرة
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن مفهوم العبادة في الإسلام لا يقتصر على الصلاة والذكر فقط، بل يشمل كل عمل ينفع الناس ويقرب العبد إلى الله تعالى، مستشهدا بحديث قدسي رواه الإمام الترمذي عن النبي ﷺ أن الله عز وجل قال: "يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنًى وأسدد فقرك، وإلا تفعل ملأت يديك شغلًا ولم أسدد فقرك".
وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن التفرغ للعبادة لا يعني ترك العمل أو الانعزال عن المجتمع، بل يعني إخلاص النية لله في كل ما يفعله الإنسان من أعمال، قائلاً: "العبادة تشمل الزراعة، والصناعة، والإنفاق على الأسرة، والسعي في قضاء حوائج الناس، وبناء الأوطان، وكف الأذى، واحترام الآخرين، وعدم الخوض في أعراض الناس... كل ذلك عبادة".
وأشار إلى أن كثيرًا من الناس يختزلون مفهوم العبادة في مجرد الذكر أو التسبيح داخل المساجد، وهو فهم قاصر، لأن "العبادة هي كل ما يتقرب به العبد إلى الله على وجه القرب والثبوت"، بحسب تعبيره.
واعتبر الجندي أن الله سبحانه وتعالى قد جعل الدنيا وسيلة للآخرة، قائلًا: "الله خلق الدنيا لتكون ثمَنًا للآخرة، وكل ما في الحياة من مواقف ومخلوقات يمكن أن تكون سببًا لدخول الجنة أو النار".
واستدل على ذلك بأحاديث النبي ﷺ حول دخول امرأة الجنة بسبب سقي كلب، ودخول أخرى النار بسبب هرة حبستها. كما حذّر من الاستهانة بالكلمة، مبينًا أن الإنسان قد يدخل الجنة أو النار بسبب كلمة واحدة، كما في الحديث الشريف: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالًا يرفعه الله بها درجات، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم".
وأكد على أن الإنسان مسؤول عن اختياراته في كل تفاصيل حياته، بدءًا من بيته وأسرته وحتى علاقاته بجيرانه وضيوفه، داعيًا الناس إلى إدراك عِظَم الأمانة التي يحملونها، والفرص اليومية التي يمكن أن تكون أبوابًا إلى الجنة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشيخ خالد الجندي خالد الجندي مساعدة الناس خالد الجندی
إقرأ أيضاً:
كيف نتعلم إدارة الوقت؟ أيمن أبو عمر يجيب
قال الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، إن قصة نبي الله زكريا عليه السلام تحمل دروسًا عظيمة في الإيجابية والانضباط والسعي المتواصل رغم الصعوبات، موضحًا أن منعه من الكلام لمدة ثلاث ليالٍ كان كرامة من الله، ومع ذلك لم يتوقف عن الدعوة إلى طاعة الله.
وأوضح أبو عمر، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن الله سبحانه وتعالى استجاب دعاء زكريا عليه السلام في طلب الذرية، ولما بشره بها قال: "رب اجعل لي آية. قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليالٍ سويا"، ورغم أن هذا المنع لم يكن بسبب مرض أو ضعف، فإن زكريا عليه السلام لم يعتزل الناس، بل خرج إليهم من محرابه، وأوحى إليهم أن يسبحوا الله بكرةً وعشيًا، مشيرًا إليهم بالإشارة أن يستمروا في الذكر والتسبيح.
وأكد الدكتور أبو عمر أن هذا الموقف يدل على اغتنام الوقت حتى في لحظات المنع والسكوت، قائلاً: "زكريا عليه السلام لم يعتبر منعه من الكلام فرصة للراحة أو التوقف، بل استغل كل لحظة في الدعوة إلى الطاعة والعبادة، فهكذا يكون من يريد القرب من الله".
وأشار إلى واقع الناس اليوم، فقال: "قد يمر الإنسان بتعب أو فترات فتور، وهذا طبيعي لأن النفس تمل وتحتاج إلى راحة، لكن لا ينبغي أن تكون الراحة بابًا للكسل أو الانقطاع، بل يجب أن نحافظ على الاستمرارية والانضباط."
وأوضح أن الاستمرارية لا تعني الثبات على نفس القوة يوميًا، بل تعني البقاء في طريق العمل والسعي، حتى لو قل الجهد مؤقتًا، قائلاً: "لو كنت تشتغل عشر ساعات وتعبت، خفف إلى ست أو أربع، لكن لا تتوقف، أهم شيء أن تتحرك للأمام".
وأكد على أن الانضباط مع الاستمرارية هما مفتاحا الوصول لأي هدف دنيوي أو أخروي، مضيفًا: "لا يمكن لمن يقف في مكانه أن يصل، ولا لمن ينقطع أن يحقق حلمه، خذ من نبي الله زكريا مثالاً، واغتنم وقتك كله في طاعة أو في سعي نافع".