سودانايل:
2025-05-24@00:04:48 GMT

الحركة الإسلامية السودانية إلى أين؟!

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

ساحاول كتابة بعض ملاحظاتي عن الحركة الإسلامية التي حدثت لها شروخ كبيرة و عميقة داخل جسدها إبتداءاُ منذ صدور الكتاب الأسود مروراً باستقلال جنوب السودان ثم جاءت القشة التي أخشى أن تكون قاصمة لظهر بعيرها: حرب أبريل ٢٠٢٣ م في الخرطوم.
قبل عام قابلت احد عناصر الحركة الإسلامية حسب معرفتي له فهو عضو فيها منذ كان طالباً حتى تخرج من الجامعة ثم عمل في عدد من حكومات عهد ثورة الإنقاذ الوطني (المسمى الذي ظهر به قائد الانقلاب لأول مرة عمر حسن أحمد البشير عام ١٩٨٩م) و كان أحد الذين ذهبوا إلى معسكر الدكتور حسن عبد الله الترابي في المفاصلة التي أدت إلى انشاء المؤتمر الوطني الشعبي الذي تم تحويله فيما بعد إلى المؤتمر الشعبي، كنت قد سألته مباشرة هل يمكنه المشاركة حوار تجمع إخوانه في الحركة الإسلامية للصلح فكان رده سريعاً قبل إضافتي لأي عبارة فقال: كيف ذلك و هم لهم دولتهم و انا في دولتي المستقلة!!.

. لم اتفوه بأي عبارة بعد ذلك تحاول تفنيد الواقع المتناقض الذي اعرف فيه وجود تواصل قوي بين بعض عناصر نفس الحركة الذين كانوا داخل معسكر المؤتمر الوطني و ذهبوا إلى جنوب السودان بحكم الإعلان السياسي الذي اعترف به العالم بوجود دولة مستقلة إسمها جمهورية جنوب السودان .
بعبارة أخرى مع آصطحاب الرأي السائد لدى الغالبية بأن الفكر لا حدود لها، فإن أعضاء الحركة الإسلامية جناح المؤتمر الشعبي في جنوب السودان يختلفون قليلاُ عن نظراءهم في المؤتمر الوطني بحكم أن السلطة عند الاخير ...
عند إشعال الحروب لا يعرف حرارة النيران إلا المكتوين بها و عندها تظهر القرارات التي تخلق الكثير من المواقف المتباينة....
اعتقد بأن كلمة او وصف (الاسلاميين ) في السودان لم تعد هي الكلمة هي نفسها بنفس المعنى قبل أبريل عام ٢٠٢٣ م. كنت اتحدث مع احد زملائي الذين عملت معه في صحيفة السوداني سابقاً و هو من الذين عرفتهم يكرهون المؤتمر الوطني و أثناء حديثه معي ذكر ما يقوم به علي احد كرتي زعيم الحركة الإسلامية السودانية ... حواري البسيط معه إختصرته في تبسيط المسألة بأن الذي يحدث الان في السودان فيه الكثير من تعقيدات حسب وجهة نظري بدأت إجتماعية ثم تحولت إلى معضلات سياسية ظاهرة لدينا الان في شكل فشل إداري انتج لنا الحروب التي تعيشها السودان حتى اليوم في كل اجزاءها(السودان الكبير من نمولي إلى حلفا و من الجنينة إلى طوكر ) و سألت صديقي الذي اعرفه جيدا عن انتماءه الجغرافي فذكره لي ... فقلت له بما إنك من نهر النيل و علي كرتي من نهر النيل هل تفتكر بأن هناك فرق بينك و علي كرتي لدى بعض أفراد الدعم السريع؟.. يعني لو صادف انت و علي كرتي بقيتوا سوا و جاءت قوة عسكرية من الدعم السريع هل ستقاتل علي كرتي ام تدافع عن نفسك ؟!..
نفس الأمر ماذا يحصل أن قوة عسكرية من الجيش الذي يقودها الفريق البرهان ذهبت إلى قرية بمساندة من أفراد ارسلهم علي كرتي إلى قرية فيها قوة من الدعم السريع و في داخل القرية يقطن هناك نائب الرئيس السوداني السابق حسبو عبد الرحمن ... هل سيقاتل حسبو عبد الرحمن ضد الدعم السريع ام يدافع عن نفسه ضد الجيش ؟!..
على العموم انا اعتقد بأن محاولة تعميم صلابة الاسلاميين خلف البرهان يحتاج إلى مراجعة.
يوجد نفاق سياسي تقوم بها بعض الدول التي تملك الأموال في شكل دعاية يومية تحارب الحركات الموصوفة بالاسلامية و هي نفسها (اي تلك الدول ) في قناعة نفسها تقوم بتمويل عناصر تلك التنظيمات سراُ ...
في الوقت الراهن وهنت و ضعفت فكرة الحركة الإسلامية بسبب الانتماءات الجغرافية العنصرية التي قسمت الأعضاء إلى شماليين و جنوبيين و غرابة و ناس وسط .. إلخ، لكن مهما طال الزمن إذا لم تنهض بعض التنظيمات الأخرى من نومها العميق ... أخشى أن تكون كل مستقبل السودان على يد الحركة الإسلامية عندما تتوحد...
يوجد عنصر أساسي و مهم في الحياة الاجتماعية السياسية السودانية شاركت الحركة الإسلامية السودانية في رسم الصورة القبيحة التي عليها السودان اليوم ... و هي الحركة الشيوعية او الفكرة الشيوعية السودانية التي لم تنزل إلى عامة الشعب بل مجرد فكرة نخبوية حكمت فترة قصيرة ثم إنزوت و لم تتلاشى...
وفق ملاحظاتي توجد تشابه كبير في سلوك أفراد الحركة الشيوعية السودانية و أفراد الحركة الإسلامية السودانية فكلهم إقصائيين فمجرد إنتقادك لسلوك فرد منهم ستكون انت ضد التنظيم (عدو الدين و عدو الدولة ) .. إختلاف الحركتين فقط في الشعارات .

بقلم: قير تور
كاتب و صحافي من جنوب السودان.

geertong2022@outlook.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة السودانیة المؤتمر الوطنی جنوب السودان الدعم السریع علی کرتی

إقرأ أيضاً:

الذي يحكم الخرطوم يحكم السودان، فهي قلب السودان ومركز ثقله السياسي

الميليشيا تسعى لتثبيت وجودها في أمدرمان باعتبارها جزء من العاصمة، من أجل خلق شرعية بحكم الأمر الواقع تضمن لها وجود في أي معادلة مفاوضات قادمة.وجود الجنجويد في أمدرمان ليس من أجل تموضع عسكري لتنفيذ عمليات هجومية يحققون بها اختراقات تعيد سيطرتهم على الخرطوم، بل من أجل المحافظة على أرض داخل العاصمة برمزيتها التاريخية، تضمن لهم هامش تمثيل سياسي في أي تسوية قادمة..

يعلم الجنجويد أن هزيمتهم في العاصمة تعني خروجهم من المعادلة السياسية، وتحولهم من طرف يفاوض على سلطة وثروة إلى طرف يبحث عن مخرج آمن لجنوده وقادته.

فالذي يحكم الخرطوم يحكم السودان، فهي قلب السودان ومركز ثقله السياسي وعمقه التاريخي..

سيواصل الجنجويد في هجماتهم للمحافظة على موضع نفوذ في العاصمة، وسيواصل الجيش عملياته لتحرير العاصمة من دنس الجنجويد الملاعين، فالخرطوم وأمدرمان وبحري لن تطأها أقدام الجنجويد مجددا بإذن الله وبصبر الرجال وتضحياتهم.

حسبو البيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • في حوار لـ الفجر.. الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال (الجبهة الثورية): مواقفنا واضحة والحل يبدأ من السلام العادل
  • وزارة الخارجية السودانية: ننفي المزاعم غير المؤسسة التي تضمنها بيان وزارة الخارجية الأمريكية
  • الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال (الجبهة الثورية) : القرار الأمريكي الظالم خلق خيبة امل كبيرة للسودانيين
  • الحكومة السودانية تنفي استخدام أسلحة كيميائية بعد اتهامات أميركية
  • الحكومة السودانية: نستنكر ما صدر عن الإدارة الأمريكية من اتهامات وقرارات تتسم بالابتزاز السياسي
  • عميد الدراسات الإسلامية بأسوان يوضح خطوات الحج والعمرة.. وأدعية الطواف التي لا تُنسى
  • الذي يحكم الخرطوم يحكم السودان، فهي قلب السودان ومركز ثقله السياسي
  • التربية: امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة في موعدها
  • المؤتمر: بيان اللجنة العربية الإسلامية يعكس وحدة الموقف العربي الإسلامي تجاه القضية الفلسطينية
  • خريطة حديثة توضح مواقع سيطرة الحكومة السودانية