سودانايل:
2025-12-05@12:20:05 GMT

الحركة الإسلامية السودانية إلى أين؟!

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

ساحاول كتابة بعض ملاحظاتي عن الحركة الإسلامية التي حدثت لها شروخ كبيرة و عميقة داخل جسدها إبتداءاُ منذ صدور الكتاب الأسود مروراً باستقلال جنوب السودان ثم جاءت القشة التي أخشى أن تكون قاصمة لظهر بعيرها: حرب أبريل ٢٠٢٣ م في الخرطوم.
قبل عام قابلت احد عناصر الحركة الإسلامية حسب معرفتي له فهو عضو فيها منذ كان طالباً حتى تخرج من الجامعة ثم عمل في عدد من حكومات عهد ثورة الإنقاذ الوطني (المسمى الذي ظهر به قائد الانقلاب لأول مرة عمر حسن أحمد البشير عام ١٩٨٩م) و كان أحد الذين ذهبوا إلى معسكر الدكتور حسن عبد الله الترابي في المفاصلة التي أدت إلى انشاء المؤتمر الوطني الشعبي الذي تم تحويله فيما بعد إلى المؤتمر الشعبي، كنت قد سألته مباشرة هل يمكنه المشاركة حوار تجمع إخوانه في الحركة الإسلامية للصلح فكان رده سريعاً قبل إضافتي لأي عبارة فقال: كيف ذلك و هم لهم دولتهم و انا في دولتي المستقلة!!.

. لم اتفوه بأي عبارة بعد ذلك تحاول تفنيد الواقع المتناقض الذي اعرف فيه وجود تواصل قوي بين بعض عناصر نفس الحركة الذين كانوا داخل معسكر المؤتمر الوطني و ذهبوا إلى جنوب السودان بحكم الإعلان السياسي الذي اعترف به العالم بوجود دولة مستقلة إسمها جمهورية جنوب السودان .
بعبارة أخرى مع آصطحاب الرأي السائد لدى الغالبية بأن الفكر لا حدود لها، فإن أعضاء الحركة الإسلامية جناح المؤتمر الشعبي في جنوب السودان يختلفون قليلاُ عن نظراءهم في المؤتمر الوطني بحكم أن السلطة عند الاخير ...
عند إشعال الحروب لا يعرف حرارة النيران إلا المكتوين بها و عندها تظهر القرارات التي تخلق الكثير من المواقف المتباينة....
اعتقد بأن كلمة او وصف (الاسلاميين ) في السودان لم تعد هي الكلمة هي نفسها بنفس المعنى قبل أبريل عام ٢٠٢٣ م. كنت اتحدث مع احد زملائي الذين عملت معه في صحيفة السوداني سابقاً و هو من الذين عرفتهم يكرهون المؤتمر الوطني و أثناء حديثه معي ذكر ما يقوم به علي احد كرتي زعيم الحركة الإسلامية السودانية ... حواري البسيط معه إختصرته في تبسيط المسألة بأن الذي يحدث الان في السودان فيه الكثير من تعقيدات حسب وجهة نظري بدأت إجتماعية ثم تحولت إلى معضلات سياسية ظاهرة لدينا الان في شكل فشل إداري انتج لنا الحروب التي تعيشها السودان حتى اليوم في كل اجزاءها(السودان الكبير من نمولي إلى حلفا و من الجنينة إلى طوكر ) و سألت صديقي الذي اعرفه جيدا عن انتماءه الجغرافي فذكره لي ... فقلت له بما إنك من نهر النيل و علي كرتي من نهر النيل هل تفتكر بأن هناك فرق بينك و علي كرتي لدى بعض أفراد الدعم السريع؟.. يعني لو صادف انت و علي كرتي بقيتوا سوا و جاءت قوة عسكرية من الدعم السريع هل ستقاتل علي كرتي ام تدافع عن نفسك ؟!..
نفس الأمر ماذا يحصل أن قوة عسكرية من الجيش الذي يقودها الفريق البرهان ذهبت إلى قرية بمساندة من أفراد ارسلهم علي كرتي إلى قرية فيها قوة من الدعم السريع و في داخل القرية يقطن هناك نائب الرئيس السوداني السابق حسبو عبد الرحمن ... هل سيقاتل حسبو عبد الرحمن ضد الدعم السريع ام يدافع عن نفسه ضد الجيش ؟!..
على العموم انا اعتقد بأن محاولة تعميم صلابة الاسلاميين خلف البرهان يحتاج إلى مراجعة.
يوجد نفاق سياسي تقوم بها بعض الدول التي تملك الأموال في شكل دعاية يومية تحارب الحركات الموصوفة بالاسلامية و هي نفسها (اي تلك الدول ) في قناعة نفسها تقوم بتمويل عناصر تلك التنظيمات سراُ ...
في الوقت الراهن وهنت و ضعفت فكرة الحركة الإسلامية بسبب الانتماءات الجغرافية العنصرية التي قسمت الأعضاء إلى شماليين و جنوبيين و غرابة و ناس وسط .. إلخ، لكن مهما طال الزمن إذا لم تنهض بعض التنظيمات الأخرى من نومها العميق ... أخشى أن تكون كل مستقبل السودان على يد الحركة الإسلامية عندما تتوحد...
يوجد عنصر أساسي و مهم في الحياة الاجتماعية السياسية السودانية شاركت الحركة الإسلامية السودانية في رسم الصورة القبيحة التي عليها السودان اليوم ... و هي الحركة الشيوعية او الفكرة الشيوعية السودانية التي لم تنزل إلى عامة الشعب بل مجرد فكرة نخبوية حكمت فترة قصيرة ثم إنزوت و لم تتلاشى...
وفق ملاحظاتي توجد تشابه كبير في سلوك أفراد الحركة الشيوعية السودانية و أفراد الحركة الإسلامية السودانية فكلهم إقصائيين فمجرد إنتقادك لسلوك فرد منهم ستكون انت ضد التنظيم (عدو الدين و عدو الدولة ) .. إختلاف الحركتين فقط في الشعارات .

بقلم: قير تور
كاتب و صحافي من جنوب السودان.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة السودانیة المؤتمر الوطنی جنوب السودان الدعم السریع علی کرتی

إقرأ أيضاً:

المصرية السودانية ومحاولات تأسيس جديد لمفهوم العلاقة بين البلدين

منذ فترة طويلة، كان المهتمون بالعلاقات المصرية السودانية يطمحون، في تفكير جمعي، ونقاشات مباشرة بين المهتمين في البلدين، وذلك بغية التأسيس لشكل جديد لمفهوم هذه العلاقات التي باتت حبيسة التقلبات السياسية عقود طويلة، اضافة إلى إرث تاريخي من تصورات ذهنية عقيمة ظلت حائلا أمام أي تطوير وتقدم فيها، وجاءت الفرصة سانحة رغم بشاعة الحرب في السودان وانعكاساتها المدمرة، إلا أنه لوكان هناك من جانب إيجابي لهذه الحرب، فهو فرصة وجود أعداد كبيرة من الشعب السوداني في مصر لفترة تناهز الآن ثلاث سنوات، حققت احتكاكا مباشرا، بين القواعد العريضة من الشعبين، ما أدى إلى لغة مختلفة مبنية على التجربة، تبددت فيها الصورة القديمة في الذهنية السودانية لما كان عليه المصريين، ونشأت مساحة حميمة من الود والمعايشة بينهما، وبذلك خلقت الظروف أرضية جيدة لإعادة تأسيس مفهوم العلاقة من جديد، ببداية صحيحة على مستوى القاعدة، في فرصة قدرية كان من الصعب تحقيقها في الظروف العادية.

رغم هذه الفرصة الذهبية التي جاءت لرسم ملامح علاقة جديدة، إلا أن النخبة والمهتميين والإعلاميين لم ينتبهوا بالشكل الكافي لمعناها والبناء عليها، ولم يحدث التقارب الكافي بين المختصيين في شتى المجالات، سوى تجربة واحدة كانت في تقديري رائدة ومهمة، وهي فكرة الشركة المصرية السودانية للتنمية والاستثمارات المتعددة، والتي تبنت زمام المبادرة كأحد أهم جسور التواصل بين البلدين، بمحاولة طموحة في المجال الإقتصادي والاستثمارات في البلدين، لم يكن الملتقى المصري السوداني لرجال الأعمل الذي أقامته الشركة مجرد مؤتمر تبغي منه دعاية وإعلان لنفسها، بل كان هدف حقيقي، عملت عليه الشركة لإجلاس رجال الأعمال في البلدين في مختلف التخصصات، واتاحة الفرصة لهم للنقاش حول مشاكلهم، وبلورة حلول لكيفية حلها، في نقاش حضاري ثري قرب المسافات وبادل وجهات النظر المختلفة، ولم تكتف الشركة بذلك بل أصرت على وجود توصيات عن ثلاث ورش فنية في خمس مجالات مختلفة في الغذاء والدواء وإعادة إعمار السودان والربط اللوجستي بين مصر والسودان والتكامل المصرفي بين البلدين، لرفعها للملتقى في نسخته الثانية وتسلميها للمسؤوليين في البلدين كل في مجاله بحضور رئيس الوزراء المصري والسوداني.

عمل كبير بذلت فيه الشركة مجهودات كبيرة، وخصصت له فريق عمل متكامل ومحترف ليخرج بالصورة التي تليق بالعلاقات المصرية السودانية، نجحت الشركة في مسعاها، وحققت ضربة بداية قوية على طريق علاقات مصرية سودانية ترتقي لمعنى مصر والسودان معا، ولم تكتف الشركة بذلك أيضا بل تسعى لمساعدة كافة مجالات التعاون الأخرى بين البلدين لمزيد من تطوير وبناء العلاقات في ثوبها الجديد، ومن خلف الكواليس هناك بصمات للشركة حول مشاريع إعلامية وثقافية وفنية، ظلت داعمة لمثل هذه المبادرات الطموحة التي تساعد على مزيد من التقارب بين أسلحة العلاقات الناعمة التي يجب تقويتها لأي محاولة تحاول تعكير صفو العلاقات المصرية السودانية والنيل منها.

ظللنا كمراقبين نحلم بهذا الشكل الجديد للعلاقة الذي يخلق تحالفا قويا مبني على الندية والإحترام المتبادل، وسط هذه الغابة المحيطة بنا إقليميا ودوليا، بعد أن تأكدنا أنه لاغنى لبعضنا عن الآخر، ومازلنا نأمل في تجاوب على نفس المستوى من المسؤولين في البلدين لتذليل كافة العقبات التي تقف أمام أي شراكة منتجة في كافة المجالات، نبتغي قاعدة شعبية عريضة متلاحمة، ومصالح إقتصادية قوية تحمي العلاقات من أي تقلبات سياسية وأي تدخلات خارجية لا يرضيها وجودنا معا، وهنا يأتي دور الإعلام الهادف المؤمن بالعلاقات المصرية السودانية والذي يحتاج إلى فرصة لتوحيد الجهود وتصويبها نحو أي منغصات على طريق العلاقة، علاوة على مزيد من خلق مساحات أكبر للتقارب بين الشعبين، بالتركيز على كل التجارب الايجابية التي نتجت من حياتهما معا، مع خلق مناشط تجمع الشباب في البلدين وروابط اجتماعية تعمل على تمتين الوشائج بينهما.

نشكر المصرية السودانية التي جاءت اسما على مسمى على ضربة البداية القوية والمحسوبة، والتي تعمل من خلالها بوعي وإدراك حجم العلاقات بجانب المكاسب المادية لديها أهداف أسمى في علاقات مصرية سودانية متطورة، ومازلنا نطمع وننتظر الكثير من الشركة الرائدة في العلاقات المصرية السودانية في أن تظل فاتحة لأبوابها كما عهدناها لأي فكرة أو مشروع أو تجربة تحاول الانضمام إلى مفهوم إعادة رسم ملامح جديدة للعلاقات المصرية السودانية، وذلك بعد أن أصبحت الشركة قبلة آمنة لكل رجل أعمال وإعلامي وفنان وشاعر ومثقف و… يريد مزيدا من العمل والتجربة في مصر والسودان، ومازال لدينا عمل استراتيجي كبير نطمح من خلاله تحقيق مزيد من التعاون الذي يحقق تحالفا يحمينا في البلدين ويجنبنا مخاطر الراهن والمستقبل، بمفهوم أنه لن يوتى السودان من مصر ولن تؤتى مصر من السودان… شعب واحد في بلدين…. مصير مشترك فرص واعدة وتحديات واحدة.

صباح موسى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/03 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة إبراهيم شقلاوي يكتب: زحام المبعوثين والبنك الدولي2025/12/03 إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ويالها من ذكرى)2025/12/03 المبادرة المطلوبة من الرئيس ترامب لإنهاء حرب السودان2025/12/01 أبرز قيادات المليشيا المتبقية هم (..)2025/12/01 إسحق أحمد فضل الله يكتب: (كوشة العالم..)2025/12/01 إبراهيم شقلاوي يكتب: البرهان يستخدم تكتيكاً جديداً2025/12/01شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات د. حسن محمد صالح يكتب: صدمة ثانية تتعرض لها ثمود 2025/12/01

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • زاريتا: الاتحاد يتحرك عبر عدة مسارات في التعامل مع الأزمة السودانية
  • الحزب الاتحادي: وحدة السودانيين والجيش يفرضان معادلة جديدة على الأزمة السودانية
  • كاودا… الحقيقة التي خافت الحركة من نشرها
  • ما بعد أوكرانيا: هل يفرض ترمب شروطه لإنهاء الحرب السودانية ؟
  • المصارف السودانية في مصر … عقبات تنتظر الحلول
  • سونا والثروة الحيوانية يتحدون ظروف الأمطار ويعقدون المؤتمر التنويري ال 48 لتوضيح آخر المستجدات
  • رئيس حزب المؤتمر السودان: موقف القمة الخليجية وأضح تجاه جهود تحقيق السلام
  • بالصورة.. أسطورة كرة القدم السودانية “البرنس” يسخر من الإمارات بعد هزيمتها أمام الأردن: (منتخب النشامَى يلتهم الحمامة)
  • المصرية السودانية ومحاولات تأسيس جديد لمفهوم العلاقة بين البلدين
  • ما الذي طلبه رؤساء الطوائف الإسلامية من البابا لاوون الرابع عشر؟