المتحور «أكس».. يثير مخاوف عودة كورونا
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
رئيس اللجنة العلمية لمكافحة الفيروس: لم يصل إلى مصر حتى الآن.. ولا داعى للقلق
خبيرة فيروسات ومناعة: تحور الفيروسات أمر طبيعى
يسأل البعض: أين اختفى فيروس كورونا؟.. والحقيقة أن الفيروس لم يختفِ ولكنه يظهر فى صور جديدة متحورة.. وآخر متحور له هو «أكس»!
وأعلنت منظمة الصحة العالمية مخاوفها من متحور ُيسمى «أكس» وهو بحسب وصفها أحد الفيروسات المتحورة من فيروس كوفيد 19 (كورونا) وبحسب وصف رئيس المنظمة سيكون أكثر فتكًا بمقدار 20 مرة من فيروس كورونا، ولكن مع تلك التخوفات يؤكد خبراء الفيروسات والمناعة أنه لم تظهر أى أعراض تثير تلك المخاوف وأن الإصابة من المتحورات الناتجة عن فيروس كورونا، تصل إلى أعراض الحمى والإنفلونزا.
وأوضحت الدكتورة سماح لطفى، أستاذ الفيروسات والمناعة بمعهد الأورام، أن تحور الفيروسات أمر طبيعى ويحدث بشكل دائم، ولذلك نجد كل فترة تخوفا من فيروس جديد أيًّا كان اسمه مثل «أكس» أو أى اسم آخر خاصة أن أنواع فيروسات كورونا كثيرة، وينتمى إلى فصيلة «R.N» وهى فصيلة الفيروسات الخاصة بمتحور كورونا.. وقالت: «بعد جائحة كورونا ظهرت مخاوف من تحورات أخرى للفيروس وبالفعل ظهر أوميكرون وربما يظهر متحور جديد اسمه «أكس» أو أى اسم آخر، ولكن فى هذه الحالة لا يوجد تخوف من المتحورات الجديدة لأنه أصبح هناك تتبع لتسلسل التحور، والفيروس وأصبح تأثيره مثل الإصابة بالإنفلونزا، ولكن لا بد من الحذر لأنه أحيانًا يكون المتحور أشد فتكًا من سابقه ولكنه ليس بكثير، مثل الأمراض التى تصيب الحيوانات من الممكن تتحور مستقبلاً لتصيب البشر.
وأضافت أستاذ الفيروسات والمناعة: هناك إجراءات احترازية ضد المتحور الجديد من الفيروسات مثل المتحور «أكس» وعلى رأس هذه الإجراءات الوقاية والابتعاد عن أماكن المرض والتباعد الاجتماعى والالتزام بالبروتوكول العلاجى وتلقى اللقاحات فى حالة اشتداد الأعراض المرضية كونها أخطر من دور انفلونزا»
وتابع: «أهم فئة يجب مراعاتها أصحاب الأمراض المزمنة مثل مرض السكرى وانخفاض وارتفاع ضغط الدم، وكذلك الأطفال يجب مراعاتهم أيضاً، وبالتأكيد سيكون هناك تكاتف من جهود الدولة فى مواجهة أى متحور جديد فى حالة حدوث ذلك.
وأكد حسام حسنى رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا فى مصر، أن المتحورات من فيروس كورونا أمر طبيعى، ولم يصل المتحور الجديد لفيروس كورونا إلى مصر حتى الآن، ومن خلال رصدنا نقول إن المتحور الجديد لا يدعو للقلق.
وأوضح «حسنى» عندما يصاب أى شخص بأعراض برد حتى ولو نزلات برد طبيعية عليه أن يلزم المنزل ولكن لا داعى للهلع، وينبغى التعامل مع المتحور الجديد بنفس الإجراءات الاحترازية والوقائية المتبعة مع فيروس كورونا عامة.
وأضاف رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا إن الدراسات الأولية لهذا المتحور تشير إلى أنه ليس أشد ضراوة من غيره من التحورات السابقة للفيروس، وأنه يستجيب لبروتوكولات العلاج المحدثة، وأن معظم إصابات هذا المتحور فى الدول الأوروبية والولايات المتحدة ليست خطيرة ولم تستدعِ دخول المصابين إلى المستشفيات أو العناية المركزة ويمكن أن يعانى المصاب بالمتحور الجديد من أعراض مثل الحمى والتعب وصعوبة التنفس وضيق الصدر والتهاب الحلق والصداع وآلام المفاصل وفقدان الشم والتذوق وغيرها، لكنها قد لا تؤدى بالضرورة إلى مضاعفات شديدة تتطلب دخول المستشفى أو العناية المركزة.
وللوقاية من المتحور الجديد وغيره من سلالات فيروس كورونا، دعا حسنى إلى الالتزام بالتدابير الوقائية الأساسية كارتداء الكمامات وغسل اليدين والتباعد الاجتماعى والتهوية الجيدة واتباع البروتوكولات العلاجية الموصى بها.
وتعطى منظمة الصحة العالمية «الوباء أكس» أولوية فى حملتها للتوعية، إلى جانب كورونا ومجموعة من الأمراض الأخرى.
يشير مصطلح «المرض أكس» إلى مرض غير معروف، أو وباء دولى خطير، يمكن أن يكون ناجمًا عن أسباب الأمراض غير المعروفة حاليًا أنها تسبب مرضا بشرياً، وقد تم وصف مصطلح «أكس» لأول مرة فى عام 2018، وبعبارة أخرى، فإن مرض «أكس» هو غير موجود حاليًا بشكل فعلى، ولكن قد يحدث مستقبلاً بشكل غير متوقع، وعن طريق أسباب أمراض لم يتوصل بعد إلى أنها تسبب أمراضًا بشرية.
والمتحور «أكس» ليس آخر الفيروسات المتحورة من فيروس كورونا الخطير، ولكن ظهر متحور «أوميكرون» فى أوائل عام 2023 وتعرفه منظمة الصحة العالمية يرتبط المتحور أوميكرون المثير للقلق بمرض أخف من ذلك الذى تسببه المتحورات السابقة المثيرة للقلق لفيروس كورونا سارس - 2، وقد تتشابه أعراضه مع أعراض الإنفلونزا (الزكام)، ومع ذلك لا يزال العلاج داخل المستشفى بسبب أوميكرون يضع عبئًا ثقيلًا على النظم الصحية، كما أن الوفيات بسبب الإصابة به آخِذة فى الزيادة. ونظرًا للمخاطر الصحية الطارئة التى تنجم عن المتحور أوميكرون المثير للقلق، من المهم تجنب الوقوع فى خطأ الخلط بين أوميكرون والإنفلونزا، لقد صنَّفت منظمة الصحة العالمية أوميكرون متحوِّرًا مثيرًا للقلق بسبب طفراته العديدة التى تؤدى إلى زيادة خطر انتقال العدوى به واحتمال مقاومته للقاحات، ولما كان مستوى التهديد الناجم عن أى متحور يتوقف على قدرة المتحور على الانتشار، وقدرة اللقاحات والإصابة السابقة بكوفيد - 19 على الحماية من العدوى به، وعلى سراية المتحور، والمرض السريرى والوفاة الناجمين عنه، وعلى شراسة المتحوِّر مقارنةً بالمتحورات الأخرى، فإن التهديد العام الناجم عن المتحور أوميكرون المثير للقلق تهديد شديد للغاية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عودة كورونا المتحور أكس ى فيروس كورونا و جديدة متحورة منظمة الصحة العالمیة المتحور الجدید فیروس کورونا من فیروس
إقرأ أيضاً:
أزمة سياسية بساحل العاج وسط أجواء متوترة.. مخاوف من العودة لسنوات الجمر
وسط أجواء من التوتر والاحتقان المحلي والاستقطاب السياسي، دخلت ساحل العاج في أزمة سياسية حادة بعد استبعاد 4 مرشحين بارزين من الترشح للانتخابات الرئاسية، فيما تزايدت المخاوف من أن يعود الصراع على السلطة بالبلاد إلى سنوات الجمر إبان الحرب الأهلية.
وبدأت في ساحل العاج الاستعدادات لانتخابات رئاسية مقررة في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل؛ تعتبر مفصلية في تاريخ البلد الذي شهد تاريخا مضطربا من الأزمات السياسية ومُثقلا بالانقلابات العسكرية والصراع على السلطة.
واشتهرت ساحل العاج بالعنف الانتخابي الذي يحدث في مع كل اقتراع رئاسي، لكن ما يقلق المتابعين للشأن الأفريقي هذه المرة هو قرار الرئيس الحالي الحسن وترا، إبعاد منافسين بارزين من السابق الرئاسي، وحجم الاحتقان الحاصل والتحول الذي تعرفه المنطقة بشكل عام.
ورسميا أعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات في ساحل العاج، استبعاد 4 قادة معارضين من اللائحة الانتخابية، ما يعني أنه لن يكون بإمكانهم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وشمل الشطب كلا من تيجان تيام رئيس الحزب الديمقراطي الإيفواري، ولوران غباغبو الرئيس السابق للبلاد، وغيوم سورو رئيس الحكومة السابق، وشارل بليه غوديه رئيس الحكومة الأسبق.
"انزلاق خطير"
وفي أول رد له قال، تيجان تيام رئيس الحزب الديمقراطي، إنه سيطعن في القرار عبر تقديم شكوى إلى لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
لكن اللجنة الانتخابية المستقلة أكدت أنه لا توجد نية لإعادة مراجعة القوائم قبل إجراء الانتخابات المقررة في نهاية أكتوبر، ما يضعف فرص عودة أي من المرشحين الأربعة إلى السباق الرئاسي.
ووصف تيام ما يحصل بأنه "انزلاق خطير نحو الانعدام التام للديمقراطية، وانتهاك للحقوق السياسية والمدنية" مطالبا بالتوقف عن ما سماها "الهجمات على الديمقراطية الإفوارية".
مبررات المنع من الترشح
وبررت السلطات في الساحل العاج، واللجنة المستقلة للانتخابات استبعاد، تيام وهو رئيس أكبر أحزاب المعارضة، من اللائحة الانتخابية (وعمليا من السباق الرئاسي) بازدواجية الجنسية حيث إنه يحمل الجنسيتين الإيفوارية والفرنسية.
أما بالنسبة لكل من غباغبو وبليه غوديه وسورو، فبررت اللجنة استبعادهم بإدانتهم بأحكام سجنية.
لكن هذه المبررات لم قنع طيفا واسعا من السكان في هذا البلد الغرب افريقي الغني بالكاكاو، حيث يتفاعل قرار الاستبعاد من الترشح بشكل واسع، و ينذر بصيف سياسي ساخن، يخشى مراقبون إلى أن يتطور إلى حرب أهلية أو موجة عنف شديدة.
أزمة من شقين رئيسيين
ويرى الباحث والخبير في الشأن الأفريقي، سيدي ولد عبد المالك، أن الأزمة السياسية الحالية في ساحل العاج، هي أزمة من شقين، الأول الشق الظاهر المتمثل في منع سياسيين بارزين من خوض السباق الرئاسي، والشق الثاني، هو تداعيات فشل الرئيس الحالي الحسن وترا، في تأمين خليفة سياسية له بإمكانه حسم السباق الرئاسي.
وأضاف ولد عبد المالك، في تصريح لـ"عربي21" أنه من المفارقة أن الرئيس الحالي الحسن وترا يستخدم ضد خصومه السياسيين نفس السلاح الذي استخدم ضده، حيث أنه سبق أن حرم لفترة طويلة من حقوقه المدنية والسياسية كلاعب أساسي في ساحل العاج.
وأوضح وترا كان ضحية لفترة طويلة (أكثر من عقدين من الزمن) وتمت شيطنته واعتبر أنه مواطن ناقص الهوية، واستخدمت هذه الدعاية ضده خلال الفترة من 1994 إلى 2000 من طرف نظام الرئيس الأسبق هنري كونان بيديه، واستخدمها ضده لاحقا أيضا الرئيس السابق لوران غباغو، حتى الإطاحة به 2010 في انتخابات رئاسية وكان الحسم فيها حسما عسكريا عن طريق مليشيات مقربة من وترا ومدعومة من طرف فرنسا.
وأضاف ولد عبد المالك: "الآن نجد نفس السيناريو يتكرر، ويستخدم الرئيس الحالي الحسن وترا، نفس الشيطنة ضد خصومه السياسيين".
منافس يقلق المنظومة الحاكمة
ولفت ولد عبد المالك، إلى أن الرئيس الحالي الحسن وترا "يتعمد إقصاء شخصيات وازنة من أمثال تيجان تيام، الذي يعتبر منافسا حقيقيا وقادر بالفعل على هزيمة مرشح السلطة.
وأضح أن وترا، يشعر بالمنافسة "خاصة من طرف تيام لأنه مسلم وسيتفيد من أصوات المسلمين الراغبين في التجديد، كما أنه يترشح من طرف حزب يعتبر من أعرق الأحزاب السياسية، وسبق أن حكم لمدة 40 سنة، ما يجعل وترا يشعر بالخطر".
وأشار إلى أن غباغبو، يعتبر أيضا منافسا بارزا، ويمتلك قاعدة انتخابية كبيرة "تعززت بعد تبرئته من طرف محكمة العدل الدولية التي مثل أمامها بتهم تتعلق بالإبادة الجماعية إبان الحرب الأهلية في ساحل العاج".
فشل في تأمين مرشح منافس
وبالرغم من أن الحزب الحاكم في ساحل العاج لم يعلن عن اسم مرشحه للرئاسة، لكن المؤشرات تظهر أن الرئيس الحالي الحسن واتارا، والذي يتولى السلطة منذ عام 2011، يخطط بالفعل للترشح لولاية رئاسية رابعة.
ويتعقد ولد عبد المالك في حديثه لـ"عربي21" أن الحسن وترا كان على استعداد لعدم الترشح للانتخابات الرئاسية، لكن "فشله في تأمين خلفية له قادرة على المناسبة والحسم قد يجبره على الترشح للانتخابات، حتى لا تفقد المنظومة الحاكمة حاليا السلطة في ظل قوة المنافسين المعارضين".
ولفت ولد عبد المالك إلى أن وترا في انتخابات 2020 ، هم بالتراجع عن السلطة ورشح حينها رئيس حكومته ممادو كوليبيالي، ولما توفي الأخير قبل الانتخابات الرئاسية قرر وترا التراجع عن قراره ودخل السباق الرئاسي.
وأضاف: "واضح أن الحسن ترا، لم يجد شخصا من داخل معسكره قادر على إدارة الأزمة السياسية والانتخابية".
مأزق سياسي رغم النجاح الاقتصادي
وأكد ولد عبد المالك، أن الرئيس الحالي الحسن وترا "نجح بالفعل في تحقيق نمو اقتصادي كبير، وأنجز الكثير في مجال البني التحتية لكنه يدخل البلاد في مأزق سياسي قد يعيدها لفترة طويلة إلى فترات الجمر الذي عانتها لسنوات".
وحذر المتحدث من أن الأوضاع الجيوسياسية في غرب أفريقيا حاليا، خصوصا الأزمات التي تعرفها دول مجاورة لساحل العاج مثل مالي "قد تشكل وقودا لتفجر حرب أهلية خطيرة بساحل العاج.
وعرفت ساحل العاج حروبا أهلية بسبب أزمات سياسية، كانت أشدها الحرب الأهلية التي عرفتها البلاد في الفترة من 2002 إلى 2005 وكان للسياسيين دور كبير في تأجيجها، حيث قتل في هذه الحرب المئات.
وطيلة هذه الحرب كانت البلاد منقسمة إلى جزأين، الشمال الخاضع لسلطة المتمردين، والجنوب الخاضع لسلطة الحكومة.
وتقع ساحل العاج في غرب أفريقيا وتحدها شرقا غانا، وغربا غينيا وليبيريا، وشمالا مالي وبوركينا فاسو، وتطل على البحر من الجنوب عبر خليج غينيا والمحيط الأطلسي. تعد من بين الدول الأفريقية الغنية بالنفط والغاز الطبيعي بالإضافة إلى مجموعة من المعادن على رأسها الحديد، النحاس.