لترسيخ القيم الإنسانية المشتركة.. رئيس الإمارات يستقبل شيخ الأزهر
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، اليوم في قصر الشاطئ في أبوظبي، فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وبحث الرئيس الإماراتي مع شيخ الأزهر، تعزيز التعاون بين الجهات المعنية لترسيخ القيم الإنسانية المشتركة.
وبحث الجانبان تعزيز التعاون بين الجهات المعنية في الإمارات وكل من الأزهر ومجلس حكماء المسلمين لترسيخ القيم الإنسانية المشتركة وتأصيل التعايش والحوار الحضاري بين الثقافات والشعوب.
وتطرق اللقاء إلى مبادرة مجلس حكماء المسلمين التي يبحث إطلاقها لتعزيز دور علماء الأديان ورموزها في دعم جهود التنمية والسلام في العالم تحت عنوان «تحالف الأديان من أجل التنمية والسلام» بالتعاون مع جمهورية إندونيسيا.
وأشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، بالجهود المقدرة التي يبذلها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في نشر رسالة التسامح والتعايش الإنساني وتعزيز ثقافة احترام الآخر، إضافة إلى دور الأزهر المحوري في التعريف بالصورة الحقيقية للإسلام والحفاظ على رسالته السمحة الداعية إلى الخير والسلم والتآلف.
وحضر اللقاء سمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، والدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، والمستشار محمد عبدالسلام، أمين عام مجلس حكماء المسلمين.
وكان شيخ الأزهر الشريف، قد اختتم اليوم جولته في جنوب شرق آسيا، وحرص خلال الأيام الماضية على الالتقاء بعدد كبير من الشباب والاستماع إليهم، ومناقشتهم، والإجابة على تساؤلاتهم حول مختلف القضايا المعاصرة، من خلال عدد من اللقاءات الجماهيرية التي يعقدها مع شباب الجامعات، بجانب عقد عدة لقاءات رسمية مع كبار المسلمين خلال جولته التي تشمل ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمد بن زايد آل نهيان قصر الشاطئ أبوظبي أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الإمارات مجلس حكماء المسلمين حکماء المسلمین شیخ الأزهر آل نهیان محمد بن
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مقتل الشيخ حنتوس التي فجرت غضبا واسعا في اليمن
صنعاء– أثارت حادثة مقتل الداعية ومعلم القرآن الكريم الشيخ صالح حنتوس، على يد قوات تابعة لجماعة الحوثيين في محافظة ريمة اليمنية، حالة من الغضب الشعبي الواسع وموجة من الاستنكار على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بتحقيق نزيه ومحاسبة المسؤولين.
وقُتل الشيخ حنتوس، البالغ من العمر نحو 70 عاما، مساء الثلاثاء الماضي، الأول من يوليو/تموز الجاري، إثر اشتباكات وقصف استهدف منزله في قرية البيضاء بمديرية السلفية جنوب غربي العاصمة صنعاء، من قبل حملة أمنية تابعة لجماعة الحوثيين.
ويعود النزاع بين الشيخ حنتوس وجماعة الحوثيين إلى عام 2022، عندما أغلقت الجماعة مدرسة "الرضوان" لتحفيظ القرآن الكريم التي كان يديرها في منطقته، ومنذ ذلك الحين، اضطر للاعتكاف في قريته، حيث واصل تعليم القرآن الكريم في مسجدها، رافضا تدريس المناهج التابعة للجماعة، حسب ما أفادت به مصادر من عائلته.
وحسب شهود، وصلت يوم الحادثة عشرات العربات العسكرية إلى أطراف قرية البيضاء لمحاصرة منزل الشيخ حنتوس، الذي سبق أن رفض المثول أمام استدعاءات أمنية لم يعرف سببها. ووفق عائلته، أكد الشيخ أنه مستعد للمثول أمام النيابة إذا وجهت له تهما، وأنه سيوكل محاميا للترافع عنه.
تسجيل صوتي.. آخر مواجهة كلامية بين معلم القرآن #صالح_حنتوس وقتلته الحوثيين في #السلفية بمحافظة #ريمة#قناة_بلقيس pic.twitter.com/MVlUffv5yu
— قناة بلقيس الفضائية (@BelqeesTV) July 5, 2025
الوصية الأخيرةفي تسجيل صوتي نشر يوم مقتله، قال الشيخ حنتوس إنها وصيته الأخيرة، تحدث فيها عن مضايقات ومحاولات اغتيال تعرض لها من الحوثيين، مؤكدا أنه لم يُنصف رغم توجهه للسلطات الخاضعة للجماعة، وأضاف: "من مات دون عرضه أو ماله فهو شهيد، إن شاء الله أكون شهيدا".
وقال بيان شرطة محافظة ريمة، التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين، إن الشيخ حنتوس "مارس أنشطة تحريضية وتلقى تمويلا من جهات خارجية لتجنيد عناصر مسلحة"، كما اتهمه البيان برفض دعم القضية الفلسطينية.
إعلانوأوضح البيان أن الحملة الأمنية واجهت إطلاق نار من داخل منزل الشيخ، مما أسفر عن مقتل 3 من أفراد الأمن وإصابة 7 آخرين.
غير أن مصادر عائلية نفت هذه الرواية، وأكدت أن الشيخ قاوم بسلاحه الشخصي بعد محاصرة منزله وقصفه، مما أدى إلى وفاته متأثرا بإصابته، وإصابة زوجته بجروح، مشيرة إلى أن الحوثيين أجبروا الأسرة على دفنه ليلا، واعتقلوا لاحقا 12 من أقاربه، بينهم 9 من أبناء وأحفاد شقيقه الشيخ سعد حنتوس، أحد أعلام تعليم القرآن الكريم في اليمن.
وتحدثت العائلة عن مخاوف مِن تعرّض المعتقلين للتعذيب بغرض انتزاع اعترافات قسرية، ونشرت مقاطع فيديو تظهر آثار القصف على المنزل ودمارا لحق بالسيارات والحيوانات في ساحة البيت.
وصية الشيخ والداعية "صالح أحمد حنتوس" الذي استشهد برصاص مليشيا الحوثي الإرهابية بعد محاصرة وقصف منزله في مديرية السلفية بمحافظة ريمة منذ ساعات صباح اليوم الثلاثاء. pic.twitter.com/8NWqPLhqBO
— قناة يمن شباب الفضائية (@TVyemenshabab) July 1, 2025
"جريمة وحشية"أثارت الحادثة ردود فعل غاضبة، إذ دان حزب التجمع اليمني للإصلاح ما وصفها بـ"الجريمة الوحشية"، بينما استنكرت الحكومة اليمنية الحادثة واعتبرتها نموذجا لسلوك الجماعة تجاه المواطنين. وأشادت وزارة الأوقاف والإرشاد بجهود الشيخ حنتوس في تعليم القرآن، ووصفته بأنه رمز من رموز الدعوة.
وأجرى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي اتصالا هاتفيا بالشيخ سعد حنتوس (شقيق الفقيد) لتقديم التعزية، في حين كتب عضو المجلس عبد الله العليمي -على منصة إكس- أن "الجريمة تعكس السلوك الإجرامي للمليشيا".
ويخشى مراقبون من أن تسهم مثل هذه الحوادث في تعميق الانقسام الاجتماعي والطائفي في البلاد، وأن تؤدي إلى موجة جديدة من التوتر، خاصة في المناطق المحافظة التي ترتبط بتقاليد قوية من احترام العلماء ووجهاء الدين، وترى في المساس بهم تجاوزا للخطوط الحمراء.
وبينما تلتزم جماعة الحوثيين الصمت الرسمي بعد بيان شرطة ريمة، تتواصل المطالبات الداخلية والخارجية بضرورة مراجعة السياسات الأمنية التي تؤدي إلى مثل هذه الانتهاكات، خاصة ضد رموز دينية واجتماعية لم تُعرف بممارسة العنف أو التحريض.
في المقابل، يواصل نشطاء وحقوقيون يمنيون حملة إلكترونية لتسليط الضوء على قضية الشيخ صالح حنتوس، ويدعون إلى "عدم طمس الحقيقة تحت وطأة الروايات الرسمية"، وسط محاذير من أن تؤدي مثل هذه الوقائع إلى انزلاق البلاد نحو مزيد من الاستقطاب والاحتقان في وقت هي بأمس الحاجة فيه إلى المصالحة الوطنية.
مليشيات الحوثي تحرق منزل شيخ سبعيني اسمه #صالح_حنتوس من محافظة #ريمه اليمنية، والسبب ان الشيخ يقوم بتحفيظ القرأن الكريم للأطفال في بيته، بعد خمس سنوات من اغلاق دار القرآن من قبل الحوثيين.
استهدف الحوثيين المنزل بقذائف آر بي جي، وأنباء عن استشهاد الشيخ صالح وزوجته. pic.twitter.com/GcxaFCsusu
— علي ناصر العولقي (@a_n_alawlaqi) July 1, 2025
ردود فعل عربيةوترددت أصداء مقتل الشيخ حنتوس خارج حدود اليمن، حيث عبرت عدة مؤسسات وهيئات دينية عن إدانتها للحادثة، واعتبرتها انتهاكا صارخا لحرمة العلماء والمشتغلين بالقرآن الكريم.
إعلانفقد أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانا دان فيه ما سماه "جريمة اغتيال شيخ القرآن"، مؤكدا أن الشيخ صالح حنتوس قُتل في "هجوم مسلح غادر"، مشددا على أن "استهداف العلماء وأهل القرآن جريمة كبرى تهدد أمن المجتمعات واستقرارها، وتستوجب موقفا واضحا من جميع المكونات الإسلامية".
من جهتها، وصفت هيئة علماء المسلمين في العراق الحادثة بأنها "جريمة طائفية مكتملة الأركان"، وقالت إنها تندرج ضمن "جرائم الكراهية والتمييز ذات الأبعاد الطائفية التي تمزق النسيج المجتمعي في اليمن، وتهدد الاستقرار والسلم الأهلي".